احتجاجات أوروبية على اعتقال بولانسكي
آخر تحديث: الاثنين, 28 سبتمبر/ أيلول, 2009, 11:19 GMT
المخرج المعتقل رومان بولانسكي
تصاعدت قضية القاء السلطات السويسرية القبض على المخرج السينمائي الفرنسي الجنسية والبولندي الأصل، رومان بولانسكي في زيورخ أمس، فقد طالبت كل من فرنسا وبولندا السلطات السويسرية بإطلاق سراحه على الفور بكفالة.
وضغطت الدولتان أيضا على المسؤولين الأمريكيين حتى مستوى وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، من أجل اعادة النظر في قضية بولانسكي التي تعود إلى نحو 31 عاما.
وكانت الشرطة السويسرية قد ألقت القبض على بولانسكي أثناء حضوره مهرجان أقيم لتكريمه على أراضيها، وذلك بعد 31 عاما على هروبه من الولايات المتحدة في محاولة لتجنب محاكمته هناك بتهمة ممارسة الجنس مع فتاة قاصر.
وقد اعلنت السلطات السويسرية بعد ذلك أنها قد تقوم بترحيله إلى الولايات المتحدة بعد استيفاء الاجراءات الخاصة بهذا الخصوص.
وقال وزير الثقافة الفرنسي، فريدريك ميتران، إنه شعر بـ "الذهول" لدى سماعه بنبأ إلقاء القبض على بولانسكي، مضيفا أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتابع تطورات القضية عن كثب.
وجاء في بيان أصدره مكتب وزير الثقافة الفرنسي: "إننا نأسف بشدة لأن محنة جديدة تُسبَّب لشخص سبق له أن خبر العديد من المحن قبلها".
وقال محام بولانسكي إنه سيطعن في مذكرة القبض عليه وفي أي محاولة لترحيله إلى الولايات المتحدة.
صدمة ودهشة
وقال الوكيل الفني لبولانسكي جيف بيرج لبي بي سي:" لقد كان القبض عليه بمثابة صدمة. إنه أمر مدهش لأن بولانسكي عاش في سويسرا خلال الـ12 أو الـ 15 عاما الأخيرة ويمتلك بيتا هناك وكان يتردد باستمرار عليها ويعمل أيضا هناك.
وجرى اعتقال المخرج الشهير بموجب مذكرة اعتقال دولية صدرت عام 2005 من جانب قضاة أمريكيين.
وافادت الأنباء أن فرنسا وبولندا تعتزمان التقدم بطلب رسمي للحكومة السويسرية لاطلاق سراحه.
وقالت ساندي جيبونز، الناطقة باسم مكتب المدعي العام في لوس انجليس إن خطة القبض عليه تقررت الاسبوع الماضي.
واضافت أن أمر ذهابه إلى سويسرا لم يكن سرا "فقد نشر على الانترنت".
وأوضحت أنه "جرت من قبل محاولتان للقبض على بولانسكي وترحيله عندما كان يعتزم زيارة دول معينة ترتبط باتفاقات مع الولايات المتحدة لتسليم الهاربين من الأحكام القضائية إلا أنه تراجع عن السفر عندما علم بذلك".
وقالت جيبونز لوكالة فرانس برس إن "ترحيل بولانسكي إلى الولايات المتحدة قد يتأخر شهرين أو ثلاثة إذا ما طعن في قرار القبض عليه في سويسرا".
ممارسة الجنس مع قاصر
ويعود سبب القبض على المخرج البولندي الأصل، والذي فقد والديه خلال ما عرف بالهولوكوست أثناء الحرب العالمية الثانية، إلى وجود مذكرة قبض بحقه منذ 31 عاما، إذ كانت السلطات القضائية الأمريكية أصدرتها إثر اعتراف بولانسكي عام 1977 بممارسته الجنس مع فتاة كانت في الثالثة عشرة من عمرها.
لكن بولانسكي هرب من الولايات المتحدة إلى فرنسا، التي يحمل حاليا جنسيتها، وذلك قبل أن تجري محاكمته ويصدر حكم بحقه في القضية المذكورة.
وقد صدرت على بولانسكي غيابيا مجموعة من الأحكام التي قضت بسجنه لأكثر من 70 عاما، أو بشكل عملي، مدى الحياة.
محاولات يائسة
وقد لجأ هو إلى فرنسا حيث ظل يواصل الإخراج السينمائي، كما استمر عبثا في محاولاته من أجل إسقاط الأحكام الصادرة بحقه.
وانتهت آخر تلك المحاولات في مايو/ أيار الماضي برفض قاض أمريكي طلب بولانسكي بإسقاط القضية.
وكانت قد صدرت على بولانسكي ستة أحكام بعد تهربه من المحاكمة، لكنه ظل يردد بعد ذلك أن القاضي الذي أصدر تلك الأحكام، وقد توفي منذ فترة، كان قد وافق على النظر في العفو عنه، لكن القاضي عاد فأخلف بوعده، حسبما يقول بولانسكي.
إقرار بالمخالفات
وفي أوائل العام الجاري، أقر القاضي بيتر اسبينوزا بوقوع مخالفات أثناء النظر بالقضية الأصلية. إلا أنه طالب بضرورة عودة بولانسكي إلى الولايات المتحدة وتقديمه طلب لإسقاط الحكم.
إلا ان محاميا لبولانسكي نصحه بعدم العودة إلى الولايات المتحدة لأنه سيتم اعتقاله على الفور باعتباره هاربا من تنيفذ أحكام قضائية.
وكانت الفتاة التي تقدمت بالشكوى ضد بولانسكي وتدعى سامنتا جايمر، قد تقدمت بطلب باسقاط التهم عن بولانسكي، وقالت إن الاستمرار بنشر تفاصيل تتعلق بالدعوى الأصلية يسيء إليها وإلى زوجها وأبنائها.
ووصفت إصرار المحكمة على ضرورة حضور بولانسكي لجلساتها قائلة: "إنها مجرد "نكتة سخيفة".
ومعروف أن سويسرا ترتبط مع الولايات المتحدة بمعاهدة لتبادل الفارين من وجه العدالة، بينما لم توقع فرنسا على مثل تلك المعاهدة مع واشنطن.
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2009/09/090928_wb_polanski_tc2.shtml