موقف واحد وتصرفان مختلفان من قاضيين !
القاضي سالم روضان الموسوي ..
شكرا لك لأنك تعطي لمهنة القضاء ومهنة المحاماة المعاني السامية التي تستحقها وتميزها عن بقية المهن
القاضي سالم روضان الموسوي ..
شكرا لك لأنك تعطي لمهنة القضاء ومهنة المحاماة المعاني السامية التي تستحقها وتميزها عن بقية المهن
بقلم: المحامي وليد محمد الشبيبي
بغداد 28/12/2011
بغداد 28/12/2011
الزمن :
الثلاثاء الموافق 27 كانون الأول/ ديسمبر 2011
الساعة: 50 ر 9 صباحاً
المكان : محكمة بداءة الكرادة
غرفة قاضي البداءة الاستاذ القاضي سالم روضان الموسوي
الموقف :
كانت غرفة القاضي السيد سالم الموسوي مزدحمة بالزملاء من المحامين والمحاميات كعادة كل محاكمنا حاليا في أواخر السنة حيث يحاول السادة القضاة حسم أكبر عدد ممكن من الدعاوى قبل مضي السنة الحالية والدخول في السنة الجديدة.. كان لدى كاتب السطور دعوى ينتظر دوره للمرافعة وطبعا مرتديا الروب الخاص بالمحامين كذلك كان بقية الزملاء بإستثناء زميلة محامية نهضت تطلب الترافع وهي وكيلة المدعى عليه وطلبت ابطال الدعوى لعدم حضور الخصم (المدعي) او زميلها وكيل المدعي والابطال بهذه الطريقة للأسف تتنافى مع اخلاقيات مهنة المحاماة وقواعد السلوك المهني وللأسف المشرع العراقي قد سوغها قانوناً لكنها طريقة لا أخلاقية في الترافع خصوصاً اذا كان في الدعوى زميل (وكيل المدعي) ، وهنا رد الاستاذ القاضي سالم الموسوي بأن عليها ان تنتظر زميلها (وكيل المدعي) فقالت الزميلة بأن لديها التزاما في مكان اخر وهنا رد الاستاذ القاضي سالم .. اما ان تنتظري زميلك وكيل المدعي او ان تقدمي لائحة لتأجيل المرافعة بسبب التزامك المستعجل هذا او تقدمي اية لائحة تخص الدعوى او اذا اصررت على ابطال الدعوى فيجب عليك ان تنتظري حتى الساعة 12 ظهرا ثم تبطليها ! وهنا الحت الزميلة للأسف على سلوك هذا الطريق المنافي لأخلاقيات المهنة وقواعد السلوك المهني فرد عليها القاضي بحزم وكرر ما قاله لها ! وهنا كنا نحن المحامون حقيقة في وضع مخجل بسبب تصرف الزميلة هذا فهي محسوبة علينا أولاً واخيرا علماً انها لم ترتدِ روب المحاماة وكانت الوحيدة التي لا ترتدي الروب في غرفة القاضي سالم من بين المحامين .. جدير بالذكر ان القاضي سالم طلب منها ان تنتظر حتى 12 ظهرا ثم تطلب ابطال الدعوى رغم ان القانون لم يمنع المدعى عليه او وكيله من ابطال الدعوى بمجرد مضي موعد المرافعة لكن التزام القاضي سالم باخلاقيات المهنة (كونه كان محام قبل ان يكون قاضيا) واصراره على ذلك هو الذي جعله يصر على ذلك ولو كان هناك ما يسنده في القانون لما رضي بإبطال الدعوى حتى لو بلغت 12 ظهرا (بالمناسبة يا حبذا لو قام المشرع العراقي بإجراء تعديل يمنع فيه ابطال اية دعوى بداعي التغيب وضياع جهد ومصاريف المدعي او وكيله بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد بل تترك الدعوى للمراجعة او ان يحضر المدعي او وكيله بالذات ويطلب ابطال الدعوى) لأن ابطال الدعوى الان يتم بطريقة قانونية وهنا يظهر التباين والتقاطع بين قيم النبل والشجاعة والفروسية التي تؤكد عليها اخلاقيات المهنة وقواعد السلوك المهني وبين (الطعن من الخلف او الضرب تحت الحزام) التي يستخدمها بعض الزملاء المنحرفين عن اخلاقيات المهنة ويجدون في الرخصة التي منحها القانون سنداً وظهيراً وهنا نقول شكرا لك يا استاذ سالم روضان الموسوي .. فأنت اعطيت مثلا حيا على ما يجب ان تكون عليه الخصومة الشريفة وان تكون المناجزة بين الزملاء قانونية بحتة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى متخلية عن الاساليب الرخيصة التي يسلكها البعض وتجد سبيلا علينا من قبل السادة القضاة والتمتع بالنبل والاستقامة والشجاعة عند الخصومة هو طريق حري ان يسلكه فرسان العدالة والمحاكم (المحامون) وهناك مثل اخر في هذه المحكمة نفسها (محكمة بداءة الكرادة) سلكه قاض آخر وهو نفس الموقف لكن تصرف المحامي والقاضي مختلف ، كانت الساعة العاشرة صباحا في احد اشهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي في غرفة القاضي (..........) محكمة بداءة الكرادة فطلب القاضي من احد الزملاء المحامين ان يبطل الدعوى لعدم حضور زميله فأعتذر المحامي (وكيل المدعى عليه) قائلا: منذ اكثر من ثلاثين عاما وانا في مهنة المحاماة ولم ابطل دعوى واحدة قط في حياتي وكذلك الزميل وكيل المدعي لا يتأخر عادة الا لظرف طارئ وقاهر واطلب تأجيل الدعوى او انتظاره ساعة اخرى ! لكن القاضي اصر على ابطال الدعوى من قبل الزميل بداعي ان وكيل المدعي ترك الدعوى الخ .. حتى نزل الزميل على طلب القاضي فأبطل الدعوى على مضض وكانت الساعة 05 ر 10 صباحا !
مثال آخر: في رمضان من عام 2008 كان كاتب السطور على وزير الدفاع / اضافة لوظيفته ، ووجد ان القاضي المختص يخشى ويحذر من هذه الدعوى لانها ضد وزير الدفاع وظهر ذلك في تصرفاته وانحيازه حتى كان تفجير الاعظمية الذي استشهد على اثره الضابط العبيدي قائد القوات العسكرية الموكول لها فرض الامن على الاعظمية والذي استشهد كما يقال على ايدي انتحاري ارهابي ووقتها اغلقت الاعظمية ولم نستطع الخروج منها الا بعد الساعة 11 صباحا وعندما وصلنا المحكمة المختصة فوجئنا بأن وكيل المدعى عليه (وكيل وزير الدفاع وممثله القانوني) قد أبطل الدعوى كما قال القاضي المختص (حيث طلب ممثل وزير الدفاع ذلك) على حد قول القاضي نفسه ؟! وعندما التقيت بوكيل وزير الدفاع (وكان محاميا وزميلا لنا) وعاتبته على ذلك واعلمته بسبب تأخرى (وهو التفجير الارهابي في الاعظمية) فرد علي معتذرا وقال ان القاضي نفسه قد اجبره على ابطال الدعوى (على اية حال اقمناها مجددا وكسبناها ضد وزير الدفاع) يذكر ان هذا القاضي كان زميلا لنا في مهنة المحاماة ولم يصبح قاضيا الا قبل خمس سنوات تقريبا .
الخلاصة : هناك البعض من الزملاء يلجأون لهذه الاساليب الملتوية التي تخرق قيم النبل والفروسية والاحترام المتبادل بين الزملاء وتخرق ايضا اخلاقيات المهنة وقواعد السلوك المهني لكنها تجد ما يسندها وهو القانون أي ان هؤلاء يسوغون انحرافهم بداعي ان القانون لا يمنع ذلك لذا لقطع الطرق تماما على هذه الانحرافات التي تنتقص من مهنة المحاماة النبيلة يجب ان يتناغم القانون مع اخلاقيات المهنة لا ان يتقاطع معها كي لا يجد المنحرفون سبيلا ومسوغا للأنحراف ويجب تعديل القانون ومنع ابطال الدعاوى بهذه الطريقة المخزية التي تهدر حقوق المواطنين وتعب الزملاء ومصاريف جسيمة لا داع لها (لانها لا تمس اصل الحق بل فقط تؤخره) وعندما يحصل هكذا تعديل فان بعض السادة القضاة سيتوقفون على اجبار بعض الزملاء على سلوك هذا الطريق الذي يتنافى مع اخلاقيات المهنة ونبلها .
نكرر ما بدأناه أعلاه : شكرا لك يا استاذ سالم روضان الموسوي فبالفعل انت نعم المحامي والقاضي والاعلامي والباحث والمربي (لبعض ممن ينحرف عن الطريق القويم وعن اخلاقيات المهنة)