الرئيسية
في البدء كانت ا
أحدث الصور
دخول
العمل/ المهنة : اثارت فتوى الشيخ العلامة الدكتور ( يوسف القرضاوي ) رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ( المذهب السني ) التي ادلى بها لبرنامج (فقه الحياة) على قناة (أنا) الفضائية بتاريخ 9 - 9 - 2009 بتحريم تجنيس العراقيين بالجنسية الامريكية في الوقت الحالي لانهم يحتلون دولتهم انقساما بين علماء جامعة الازهر الشريف في مصر ما بين مؤيد ومعارض لفتوى (الشيخ القرضاوي) وبصدد هذه الفتوى رغم اني لست ضليعا ومتخصصا بالقضايا والامور الدينية ولا اريد ان اتدخل بخصوصيات الدين لان السياسة تفسد الدين والدين يجني على السياسة لكن هذه الفتوى سياسية بنكهة دينية وتهم وتخص اغلب ابناء شعبنا العراقي من كل القوميات والاديان والمذاهب اوضح الاتي : (للاطلاع على الفتوى الرابط الاول ادناه) ...
1- العلامة (الشيخ القرضاوي) مصري الاصل ويحمل الجنسية القطرية حصل عليها بعد اعتراضه على اتفاق السلام بين مصر واسرائيل لكنه لم يتخلى عنها بعد فتح مكتب اسرائيلي للعلاقات في العاصمة القطرية الدوحة وكذلك لم يتخلى عن الجنسية القطرية ودولة قطر تحتضن اليوم اكبر قاعدة للجيش الامريكي في الخليج العربي ومنها كان الانطلاق الاساسي للجيش الامريكي الواسع لاحتلال العراق !! ماذا يقول (الشيخ القرضاوي) في ذلك ؟ اليس هذا كيل بمكيالين وازدواجية في الموقف ام ماذا !!؟ هل اصبح الشعب العراقي حقل تجارب حتى في الفتاوي ؟ ام (انه حائط نصيص) كما يقول المثل الشعبي العراقي نترك تقدير ذلك لشعبنا العراقي المظلوم ...
ثم لماذا يخص العلامة (الشيخ القرضاوي) العراقيين في فتواه فقط ولا يعممها على كافة الدول العربية والاسلامية اليست افغانستان محتلة ؟! اليس جزء من الجولان في سوريا محتل من قبل اسرائيل ؟! اليست قوات امريكية بصيغ مختلفة في الكويت والبحرين والسعودية وتركيا واندنوسيا وقطر ومياه الخليج العربي وغيرها بشكل مباشر او غير مباشر سريا او علنيا ؟! ثم لماذا لا يحرم (الشيخ القرضاوي) الجنسية الامريكية عن مواطني الدول العربية والاسلامية التي تستلم مساعدات مالية وعسكرية من امريكا ؟! ...
ومنها مصر وباكستان والمغرب وتونس وافغانستان واليمن والاردن وفلسطين وتركيا والصومال وموريتانيا وغيرها الكثير ... اليس هذا جزء من فقدان الاستقلالية والحرية والسيادة ام ماذا ياشيخ ؟! لماذا فقط المواطن العراقي المظلوم والمغلوب على امره هو الضحية وكبش الفداء دائما ؟! ... وماذا يقول الشيخ القرضاوي بوجود السفارة الاسرائيلية في مصر وهو يعيش بين مصر وقطر وعلم اسرائيل يرفرف في الدولتين !! ... مسكين الشعب العراقي ليس له من يدافع عنه او يطالب بحقوقه وحرياته وهو يعيش بين سندان الحكومة العراقية التي لا تهتم به ومطرقة الارهاب الاسود الذي لا يرحمه ...
2- هل نسى (الشيخ القرضاوي) تهور وحروب النظام السابق العبثية الطاحنة في العراق داخليا وخارجيا ؟ والتي لم يكن معنى لها ولمدة 35 سنة حيث حصدت ارواح مئات الالاف من ابناء الشعب العراقي المنكوب بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية اضافة لارواح مئات الالاف من شعوب المنطقة الابرياء واليوم تحصد التفجيرات الارهابية والاعمال الاجرامية في العراق المزيد من الاراوح البريئة للشعب العراقي المضطهد اضافة لتدخل دول الجوار لتنفيذ اجندتها الخاصة ضده !! حيث لم نسمع (للشيخ القرضاوي) سابقا وحاليا تحريم حروب صدام وغزو الكويت والتنديد بالاعمال الاجرامية والارهابية وتدخل دول الجوار حاليا وهل دم شعبنا العراقي مستباح ورخيص الى هذه الدرجة حيث سالت دماء شعبنا العراقي كالانهار (ياشيخ القرضاوي) الا يكفي ذلك والى متى ؟ وما الذنب الذي اقترفه ؟ ...
ام ان ذلك من المحظورات دينيا ومذهبيا لان 60% من سكان الشعب العراقي او اكثر من المذهب الشيعي الذين كفرتهم في احدى فتاويك سابقا (للاطلاع الرابط الثاني والثالث ادناه) للامانة نقولها (ياشيخ القرضاوي) اننا نعتز بالشيعي العراقي مثلما نعتز بالسني العراقي والكردي العراقي السني والشيعي والتركماني السني والشيعي والمسيحي (الكلداني السرياني الاشوري ) والارمني واليزيدي والصابئي وكل اطيافه الاخرى رغم كل الظروف والصعوبات يظل الشعب العراقي بكل مكوناته شعبا اصيلا ومتماسكا كالبنيان المرصوص لا تفرقه مثل هذه الفتاوي المستعجلة مهما كان هدفها ...
نقول ايضا (للشيخ القرضاوي) ان لدى العراقيين بكل مكوناتهم مرجعياتهم الدينية والسياسية السنية والشيعية الكبيرة والمحترمة والحكيمة والذين كانوا دائما صمام الامان لوحدة شعبنا العراقي بكل اطيافه وبحكمتهم وتعقلهم وتوازنهم تجاوزنا الفتنة والاقتتال الطائفي المذهبي طيلة ستة سنوات الماضية والتي راهن عليها اعدائنا لذلك فأن الشعب العراقي بكل مكوناته الدينية والقومية والمذهبية يعتز بكفائتهم ووطنيتهم واخلاصهم وفتاويهم وكذلك للمكونات الدينية والقومية الصغيرة الاخرى مرجعياتهم المعتمدة والمحترمة ونحن لسنا بحاجة الى فتاويكم وتدخلاتكم في شؤون شعبنا وبلدنا دينيا وسياسيا لنا مرجعياتنا الدينية وقادتنا السياسين رغم تحفظاتنا الكثيرة على بعض قادتنا السياسيين واعمالهم وهذا شأننا وخصوصيتنا الداخلية في كل الاحوال لا علاقة لاحد بها ومن كان ...
نسأل (الشيخ القرضاوي) هل يقبل الشعب المصري الشقيق بأن يفتي مراجع العراق الدينين السنية او الشيعية بتحريم الجنسية الامريكية عن كل مصري يؤيد اتفاقية السلام الموقعة بين مصر واسرائيل ؟ الجواب طبعا : لا .. وهذا من حقهم الطبيعي والشرعي حيث لهم مرجعياتهم المحترمة والمعتمدة اضافة لذلك فأن مراجعياتنا الدينية المختلفة في العراق اصلا ترفض وتأبى مثل هذا التدخل والوصاية وتحترم خيارات كافة الشعوب ومرجعياتها الدينية وتقاليدها وعاداتها وتاريخها مهما تكن لاننا احفاد اقدم الحضارات على الارض ولدينا ارفع القيم والمبادىء النبيلة ولكن ثم لكن !! ...
3- هل يعرف (الشيخ القرضاوي) ان 20% من ابناء الشعب العراقي اي بحدود خمسة الى ستة مليون عراقي حسب التقارير الرسمية للامم المتحدة هاجرو او هجروا الى خارج العراق ؟ (سوريا والاردن وتركيا) ومصر لبنان واوربا وامريكا وكندا واستراليا وغيرها كلاجئين والى داخل العراق كنازحين حيث لا زالت معاناتهم ومشاكلهم وهمومهم كثيرة ومعقدة وقسم منهم تم احتضانهم من قبل حكومة اقليم كردستان بأيجابية واحترام نسأل (الشيخ القرضاوي) اي دول عربية او اسلامية قدمت لجوء انساني او سياسي دائم للاجئين العراقيين لحين زوال ظروفهم القاهرة رغم علمهم بتلك الظروف الدامية ومعاناتهم وهمومهم في الهجرة والغربة ولغاية اليوم ؟ لكن ما العمل لا حياة لمن تنادي ... (للاطلاع على اعداد اللاجئين والنازحين العراقيين الرابط الرابع ادناه) ...
الجواب : لا يوجد دولة عربية او اسلامية واحدة قدمت لجوء او حتى اقامة مؤقتة للاجئين العراقيين وليس دائمية واغلب العراقيين اللاجئين في دول الجوار ( تركيا سوريا والاردن ) اضافة الى مصر ولبنان معرضين للابعاد او السجن او الغرامة المالية في اي لحظة او دقيقة وبسبب مخالفة بسيطة او لاي سبب اخر عدا بعض الحالات الايجابية هنا وهناك نحترمها ونسجل شكرنا تقديرنا لها لكنها محدودة حيث لم نسمع اي فتوى من (الشيخ القرضاوي) للتضامن والتأزر مع شعبنا المهاجر او المهجر او النازح داخل الوطن حتى تستقيم فتاويه الاخرى التي استبغت بلون واحد هو التحريم والتكفير !! وليس التضامن والتأخي والمحبة والاخوة والتسامح ؟!! ...
ماذا تريد ان يفعل العراقي (ياشيخ قرضاوي) بعد اربعون سنة من القتل والموت والعذاب والمرارة والحروب والحصار والجوع والحيف والحرمان والتهجير ؟ هل تريد ان لا يبحث عن ملجأ امن وسلام ودولة توفر له العيش الكريم بكرامة وحرية وكبرياء تليق بأنسانيته ؟ حتى اذا كانت تلك الدولة موزنبيق والكونغو في قارة افريقيا بعد هذه العذابات والالام والدمار الى اين يذهب العراقي في ظل الظروف والاجندات المحلية والاقليمية والدولية المعقدة المحيطة بوطنه ؟ نعم يهاجر الى كل افاق الدنيا الواسعة بحثا عن حياة امنة ومستقرة ومرفهة وهو غير راغب فيها الا مضطرا ومكرها لانهم احفاد بناة اولى الحضارات على الارض والعراقي معروف بتجذره واصالته وتمسكه بأرض الاباء والاجداد ولا يريد الا وطنه العراق ام الحضارات وام الدنيا ... ولكن ثم لكن !! ...
4- نأمل من (الشيخ القرضاوي) ان لا يتحول الى وعاظ السلاطين الذين لا يفتون الا بما يوافق مع مصالحهم واهواء اسيادهم واولياء نعمتهم !! لان مثل هذه الفتاوي تساهم وتشجع المذهبية والطائفية والتفرقة بين ابناء الشعب الواحد ونأمل ان يتأمل ويدقق (الشيخ القرضاوي) بعناية ودراسة فتاويه قبل اطلاق العنان لها لان مثل هذه الفتاوي المستعجلة تكون غير معتدلة ومقنعة وناضجة خاصة ونحن في القرن الواحد والعشرون وفي عصر العولمة والانترنيت والتقدم العلمي وتفاعل الحضارات وليس تصادمها ... لذلك يفترض على علماء الدين من كل الاديان والمذاهب ان يتعاملوا بعقلية منفتحة ومعتدلة مع المعطيات والوقائع والانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة لان العقل المغلق هو بحد ذاته عقبة تحول دون التقدم ويقود الى الجمود والتعصب العقائدي والثقافي والديني ويؤدي الى الطوق الفكري المغلق ...
5- لا اغالي اذا قلت ان ( 40%) او اكثر من الشعب العراقي من كل الاديان والقوميات والمذاهب خاصة ان (20%) منهم خارج العراق وفي اقليم كردستان موزعين بين مهاجر ومهجر ونازح اصلا حيث لو سنحت لهم فرصة الحصول على لجؤ انساني بكرامة وكبرياء في امريكا او اوربا او كندا او استراليا مضمونة وعن طريق الامم المتحدة سيغادرون العراق بقناعة وثقة نتيجة المعاناة والهموم والظروف الاليمة التي المت بهم في وطنهم خلال اربعون سنة خلت ولا زالت ويقبلون الحصول على اي جنسية حتى وان كانت امريكية !! وكما يقول المثل الشعبي العراقي (الذي لا يستطيع الوصول الى العنب يقول انه حامض) رغم ان الحصول عليها ليس بالامر الهين والسهل ...
ومن يدخل الاراضي الامريكية بشكل قانوني واصولي يعتبر محظوظ وكأنه قد حصل على جائزة اليانصيب هذا ليس دفاع عن الحياة في امريكا لان امريكا اصلا لا تحتاج الى من يدافع عنها اني اتكلم حقائق ملموسة من الواقع اما المقارنة بين وطننا العراق وامريكا ليس في محله ومقارنة غير موفقة من الاساس ونحن لسنا بصددها لكن شىء بالشىء يذكر (عزيزي القارىء الكريم يوجد في امريكا حاليا عشرة مليون مهاجر غير قانوني وشرعي داخل اراضها من امريكا الجنوبية والمكسيك) (للاطلاع على عدد المهجرين غير الشرعيين الرابط الخامس ادناه) ...
ان الانسان العراقي بحاجة الى رعاية ودفىء واحترام لاعادة التوازن الى شخصيته المتعبة والعيش بكرامة تعويضا لهم عن الاجحاف والحرمان والحيف والجور الذي وقع عليه طيلة عقود من الزمن الردىء لا نقول ان الغربة والهجرة خارج الوطن جنة ونعيم لكنها افضل من الموت والحرمان والاضطهاد والتهجير والظلم والتفجيرات وتدخل دول الجوار .. نأمل ان تعي الحكومة العراقية دورها وواجباتها تجاه الشعب العراقي في الداخل والخارج قبل فوات الاوان ...
6- نسال الشيخ القرضاوي هل يمكن ان يعلم شعبنا العراقي كم مواطن امريكيا او اوربيا او استراليا او كنديا قدم طلبات لجوء انسانية او سياسية الى الدول العربية او الاسلامية او حتى للدول النامية غير الاسلامية ؟ الجواب : لا يوجد ولا مواطن واحد .. ونريد من (الشيخ القرضاوي) ان يوضح الاسباب لشعبنا نريد ان نكون واقعين وحقيقين لا نريد ان نعيش في وادي وشعبنا في وادي اخر وننفخ في قرمة وقربة مقطوعة لا نتيجة منها الا للمخادعة والتضليل ...
وهنا نريد ان نسأل (الشيخ القرضاوي) سؤالا اخر لماذا لم تدافعوا وتنتصروا للاجئين الفلسطينين المظلومين الذين لا زال قسم منهم مرميا لغاية اليوم منذ 2003 على الحدود العراقية السورية و الاردنية في مخيمات الجحيم البائسة التي تفتقر الى ابسط مقومات الحياة الانسانية ؟ حيث لم توافق على قبولهم كلاجئين اي دولة عربية او اسلامية !! اليس هولاء بشر هنا تكمن اهمية الفتاوي الحقيقية والصادقة والشفافة والتي تنسجم مع مبادىء الاديان السماوية ومبادىء حقوق الانسان (يا شيخ القرضاوي) ..
حيث تم مؤخرا قبول قسم من هولاء اللاجئين الفلسطينين في السويد وايسلندا والارجنتين والبرازيل والنرويج (للاطلاع الرابط السادس ادناه) والقسم الاخر لا زال يعيش البؤس والحرمان بين العقارب والافاعي الصحراوية السامة والجوع والمرض بأنتظار الفرج والاستعطاف الدولي وليس العربي والاسلامي ما شالله !! في تلك المخيمات اللانسانية التي لا تليق بالانسان اين انت من هذا الظلم والاجحاف والجور انهم ابناء فلسطين ابناء المسجد الاقصى ابناء كنيستي المهد والقيامة ؟ اين الدول العربية والاسلامية ؟ الا يستحق اللاجئين الفلسطينين فتوى لنصرتهم وانتشالهم من الظلم والحرمان والبؤس والجوع والمرض وهم بعدد اصابع اليد ام ماذا ؟ انها المفارقة بين رفع الشعارات المعلقة في الهواء والواقع الفعلي على الارض المؤلم والحزين ...
حسين الفيلي
