اكو فد واحد
حيدر قاسم الحجامي
تستهدف كل وسيلة إعلامية شريحة معينة تحرص دائماً على توسعتها ، لبث رسالتها الإعلامية وتحقيق هدف التواصل من خلال رفع الكفاءة الذاتية للمتابع مستخدمةً الإمكانات المتاحة لها في إيصال رسالتها الثقافية والفكرية والأيدلوجية ربما .
وتحرص على استثمار الطاقات البشرية وتوظيف الإمكانات والبحث عن مادة إعلامية مناسبة لذوق المجتمع دون الانسياق وراء رغباته ، فالفرق شاسع جداً بين الذوق والرغبة .
هذا إذا كانت هذه الوسيلة الإعلامية محترفة وتعمل على مبدأ احترام ذائقة المتلقي ، أما اذا كانت غاياتها أخرى ،فهذا بحث أخر .
في السومرية الفضائية التي تقول ان شفيق ثابت ممولها وراعيها ، وبالرغم من عمرها الطويل نسبياً الا نسبة المشاهدة لبرامجها ظلت قليلة ، ربما بسبب الطابع اللبناني الطاغي في القناة ، إلا ان ممولي القناة انتبهوا في الفترة الأخيرة الى هذه النقطة الجوهرية ، وفعلاً كانت نسبة مشاهدة القناة تزاد كلما اقتربت من الشارع العراقي وهمومه ، وانأ شخصياً صرتُ اهتم بنشرة إخبار الظهيرة التي تقدمها القناة بشيء كبير من الاحتراف والموضوعية والتوازن ، وبرنامج بين قوسين وجدل عراقي ويلا شباب وغيرها من البرامج الاجتماعية والسياسية الهادفة .
لكن الكثير من الملاحظات والسلبيات ظلت تلاحق مقدم "طائش"يدعى وليد الذي تجرئ أكثر من مرة ومشهد على التجاوز بعض المشاهدين أو التلفظ بكلمات بذيئة تسيء لذائقة المشاهد ولسمعة القناة .
الخطأ الفادح الذي أتى على هذه النقلة النوعية باعتقادي هو برنامج مثير للجدل "اسمهُ اكو فد واحد " يشترك فيه أربعة مقدمين احترفوا "الكذب" المفبرك وتصنع المواقف الوهمية في محاولة إثارة الضحك والسخرية لدى المشاهد ، بالإضافة الى الاستعانة بفتاة "....." وهي تؤدي حركات رقص مبتذلة .!.
ربما سيحقق البرنامج على المدى القصير بعض النجاح من خلال لفت الانتباه ومتابعة بعض المراهقين الى هذه النكات السمجة والثقيلة المليئة بألفاظ مقذعة وعبارات خادشة للحياء .
إلا أن هذا النجاح سيكون عمره قصيراً ، وسيؤدي الى نتائج عكسية للقناة ولبرامجها ، والاهم من ذلك كله أن هذا التجرؤ بهذه الكلمات والخروج عن الذوق العام والمألوف وخدش حياء الناس ، من خلال الإيحاءات والألفاظ البذيئة ؛ يجب ان يتوقف لأنها إساءة بالغة وخروج عن قواعد السلوك الإعلامي المعمول بها والمقرة قانوناً ؛ فمثل هذه النكات لا يمكن ان تطلق على الفضاء بهذا الشكل المقرف ؛ لان وسيلة الإعلام لا يمكن ان تتحول الى مقهى شعبي رخيص ؛ او حانة اعتاد مطلقو هذه النكات تبادلها في لحظة تناولهم "البلنكو" كما يحلو لهم تسميته .!.
http://ngoiq.org/mag/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=766