1859 (GMT+04:00) - 24/09/09
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN )-- فيما كان كبير مراسلي CNN الطبيين، الزميل الدكتور سانجاي غوبتا، يغطي الحرب الجارية بأفغانستان، بين القوات الحكومية والتحالف الدولي من جهة، ومسلحي حركة طالبان من جهة أخرى، أصيب بفيروس H1N1، المعروف باسم أنفلونزا الخنازير.
والزميل غوبتا كتب قصته مع المرض المقلق، على مدونته، وفيما يلي أبرز ما رواه من معاناة.
"لقد بدأت كسعلة.. ولكنها لم تكن من النوع الذي تصاب به بشكل مؤقت لأن شيئا ما علق في حلقك.. لقد أصبت بألم أشبه بوخزة الإبرة أو الشوكة، وكنت أرجو أن ألا أضطر للسعال مرة أخرى.
اعتقدت بأنني مصاب بالحمى، ولكني كنت أغطي الحرب بأفغانستان، وكانت الجو حارا، فاعتقدت أنه لربما كان هذا السبب وراء ما أصابني. والمشكلة أنه في اليوم التالي كان من المفترض أن أشعر بتحسن، ولكن ما حدث هو العكس تماما، فلقد كنت أشعر بالسوء أكثر من السابق.
استيقظت وأنا أحاول أن أخرج من كيس النوم العسكري خاصتي في خيمتي بالصحراء، وبعد خطوتين كدت أن أقع، وذلك لأن جسمي ببساطة، لم يكن قادرا على حمل نفسه، لقد شعرت بدوخة وببرودة شديدة رغم أن الطقس في الخارج كان حارا بشكل لا يطاق.
لقد شعرت بالغثيان وأوجعني جسمي بكامله، وحاولت أن أفسر لنفسي هذه العوارض بمختلف أنواع التفسيرات، خصوصا وأن المرء لا ينام كثيرا وهو يغطي حربا، وكان هناك الكثير من الغبار والأوساخ، فاعتقدت أنه يمكن أن يكون قد أصابني ما يسمونه مقاتلو الجيش الأمريكي باسم حمى قندهار، واتضح أنه ليس أيا من هذه الأشياء.
أذكر جيدا أنني تفرست بوجه المصور العامل معي، سكوتي مكويني، فوجدته يبدو بحالة يرثى لها، وكان يتصبب عرقا، وأخذ يسعل بصوت عالٍ ومستمر لدرجة أنني بدأت أخشى عليه وعلى نفسي بصورة جدية.
وكان واضحا أننا مصابان "بشيء ما"، ولم نعرف ما هو الشيء "ما"، هذا، واتخذت قرارا مهما بأن آتي لكلينا بمساعدة طبية، مما دفعنا إلى الذهاب إلى المستشفى بميدان المعركة، لا كمراسلين بل كمرضى هذه المرة.
ومن سخرية القدر، بأن يصاب مراسل صحفي طبي بأنفلونزا من النوع A، والتي اتضح لاحقا أنها فيروس H1N1، خصوصا وأن تعبير "أنفلونزا الخنازير" هو اسم مغلوط، لأن هذا الفيروس مشكّل من عدة مكونات، كما، بما في ذلك تلك المتأتية من الخنزير، ولكن بعضها قد يكون متأتي من الطيور.
وأخبرني طبيبي أنه من غير المهم أن أجري فحصا للتأكد، فلقد كنت مصاب بهذا الفيروس كما كان زميلي المصور سكوتي، فكلانا عانى من ارتفاع درجة الحرارة بسبب الحمى، ومن فقدان الشهية ومن احتقان مروع بالجيوب الأنفية، ومن أوجاع بالجسم.
والغريب أنني لست من الأشخاص الذين يصابون بالمرض إلا لماما، وكان هذا أسوأ مرض في حياتي، لقد كنت أفضل أن أصاب بالداء وأنا في منزلي ومع زوجتي، التي كنت ستهتم بي وتدعني أستريح، ورغم ذلك فأنا جالس هنا وأكتب على مدونتي، بعد أن أخذت الإذن بالبقاء بخيمتي حتى لا أنشر المرض بين زملائي في العمل.
واللافت أن الأطباء كانوا أعجز من أن يصنعوا أي شيء لي، حيث كل ما أعطوني إياه كان بعض عقار التالينول ومضاد لالتهاب الجيوب الأنفية، تماما كما كانت زوجتي ستعالجني به.
وتم حقننا بسوائل مغذية في أوردتنا، إذ أننا كنا مصابين بإسهال شديد ولم نتمكن من هضم أي شيء.
وخلال يومين، بدأت أشعر بالتحسن، وبعد بضعة أيام، عادت إلى عافيتي، فلقد كان المرض كالأنفلونزا العادية ولكن باسم مختلف، فالكثير من الناس سيصابون بنفس الأعراض التي وصفتها آنفا، وبالنسبة للكثير من الناس فإن المرض سيقعدهم بضعة أيام سيئة بالفراش، لا في ساحة معركة كما هي حالتي.
http://arabic.cnn.com/2009/swine.flu/9/24/gupta.h1n1/index.html
مراسل CNN الطبي: أصبت بـH1N1 وهو الأسوأ بحياتي
كبير مراسلي CNN الطبيين، غوبتا،وهو على فراش المرض
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN )-- فيما كان كبير مراسلي CNN الطبيين، الزميل الدكتور سانجاي غوبتا، يغطي الحرب الجارية بأفغانستان، بين القوات الحكومية والتحالف الدولي من جهة، ومسلحي حركة طالبان من جهة أخرى، أصيب بفيروس H1N1، المعروف باسم أنفلونزا الخنازير.
والزميل غوبتا كتب قصته مع المرض المقلق، على مدونته، وفيما يلي أبرز ما رواه من معاناة.
"لقد بدأت كسعلة.. ولكنها لم تكن من النوع الذي تصاب به بشكل مؤقت لأن شيئا ما علق في حلقك.. لقد أصبت بألم أشبه بوخزة الإبرة أو الشوكة، وكنت أرجو أن ألا أضطر للسعال مرة أخرى.
اعتقدت بأنني مصاب بالحمى، ولكني كنت أغطي الحرب بأفغانستان، وكانت الجو حارا، فاعتقدت أنه لربما كان هذا السبب وراء ما أصابني. والمشكلة أنه في اليوم التالي كان من المفترض أن أشعر بتحسن، ولكن ما حدث هو العكس تماما، فلقد كنت أشعر بالسوء أكثر من السابق.
استيقظت وأنا أحاول أن أخرج من كيس النوم العسكري خاصتي في خيمتي بالصحراء، وبعد خطوتين كدت أن أقع، وذلك لأن جسمي ببساطة، لم يكن قادرا على حمل نفسه، لقد شعرت بدوخة وببرودة شديدة رغم أن الطقس في الخارج كان حارا بشكل لا يطاق.
لقد شعرت بالغثيان وأوجعني جسمي بكامله، وحاولت أن أفسر لنفسي هذه العوارض بمختلف أنواع التفسيرات، خصوصا وأن المرء لا ينام كثيرا وهو يغطي حربا، وكان هناك الكثير من الغبار والأوساخ، فاعتقدت أنه يمكن أن يكون قد أصابني ما يسمونه مقاتلو الجيش الأمريكي باسم حمى قندهار، واتضح أنه ليس أيا من هذه الأشياء.
أذكر جيدا أنني تفرست بوجه المصور العامل معي، سكوتي مكويني، فوجدته يبدو بحالة يرثى لها، وكان يتصبب عرقا، وأخذ يسعل بصوت عالٍ ومستمر لدرجة أنني بدأت أخشى عليه وعلى نفسي بصورة جدية.
وكان واضحا أننا مصابان "بشيء ما"، ولم نعرف ما هو الشيء "ما"، هذا، واتخذت قرارا مهما بأن آتي لكلينا بمساعدة طبية، مما دفعنا إلى الذهاب إلى المستشفى بميدان المعركة، لا كمراسلين بل كمرضى هذه المرة.
ومن سخرية القدر، بأن يصاب مراسل صحفي طبي بأنفلونزا من النوع A، والتي اتضح لاحقا أنها فيروس H1N1، خصوصا وأن تعبير "أنفلونزا الخنازير" هو اسم مغلوط، لأن هذا الفيروس مشكّل من عدة مكونات، كما، بما في ذلك تلك المتأتية من الخنزير، ولكن بعضها قد يكون متأتي من الطيور.
وأخبرني طبيبي أنه من غير المهم أن أجري فحصا للتأكد، فلقد كنت مصاب بهذا الفيروس كما كان زميلي المصور سكوتي، فكلانا عانى من ارتفاع درجة الحرارة بسبب الحمى، ومن فقدان الشهية ومن احتقان مروع بالجيوب الأنفية، ومن أوجاع بالجسم.
والغريب أنني لست من الأشخاص الذين يصابون بالمرض إلا لماما، وكان هذا أسوأ مرض في حياتي، لقد كنت أفضل أن أصاب بالداء وأنا في منزلي ومع زوجتي، التي كنت ستهتم بي وتدعني أستريح، ورغم ذلك فأنا جالس هنا وأكتب على مدونتي، بعد أن أخذت الإذن بالبقاء بخيمتي حتى لا أنشر المرض بين زملائي في العمل.
واللافت أن الأطباء كانوا أعجز من أن يصنعوا أي شيء لي، حيث كل ما أعطوني إياه كان بعض عقار التالينول ومضاد لالتهاب الجيوب الأنفية، تماما كما كانت زوجتي ستعالجني به.
وتم حقننا بسوائل مغذية في أوردتنا، إذ أننا كنا مصابين بإسهال شديد ولم نتمكن من هضم أي شيء.
وخلال يومين، بدأت أشعر بالتحسن، وبعد بضعة أيام، عادت إلى عافيتي، فلقد كان المرض كالأنفلونزا العادية ولكن باسم مختلف، فالكثير من الناس سيصابون بنفس الأعراض التي وصفتها آنفا، وبالنسبة للكثير من الناس فإن المرض سيقعدهم بضعة أيام سيئة بالفراش، لا في ساحة معركة كما هي حالتي.
http://arabic.cnn.com/2009/swine.flu/9/24/gupta.h1n1/index.html