الزيدي: لماذا قذفت الحذاء؟
آخر تحديث: الجمعة, 18 سبتمبر/ أيلول, 2009, 03:48 GMT
قال الزيدي أن تصرفه كان بدافع الثأر لضحايا بلده
"أنا لست بطلا، لقد تصرفت فقط كعراقي شهد الألم وإراقة دماء الكثير من الابرياء"، بهذه الكلمات قدم الصحفي العراقي منتظر الزيدي نفسه على صفحات الجارديان في مقال بعنوان "لماذا قذفت الحذاء؟".
الزيدي، الذي قذف حذاءه في وجه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن خلال مؤتمر صحفي في بغداد في ديسمبر/ كانون الاول 2008 وافرج عنه الاسبوع الماضي، قال إنه صار حرا "لكن بلادي لا تزال أسيرة الحرب".
ويرى الزيدي أنه كان هناك حديث كثير "حول الفعل والشخص الذي قام به وحول البطل والفعل البطولي وحول الرمز والفعل الرمزي".
ويقول الزيدي "لكنني أجيب ببساطة: إن ما اضطرني للتصرف (بهذا الشكل) هو الظلم الواقع على أهلي، وكيف يرغب الاحتلال أن يذل وطني بوضعه تحت حذائه".
ويشرح الكاتب ما ذهب إليه بالقول "خلال السنوات الماضية سقط أكثر من مليون شهيد برصاص الاحتلال، وفي العراق الآن أكثر من خمسة ملايين يتيم ومليون أرملة ومئات ألاف المعوقين، وعدة ملايين مشردون داخل البلاد وخارجها".
لست بطلا
ويتحدث الكاتب عن ماضي العراق قائلا "لقد كنا أمة يتقاسم فيها العربي مع التركماني والكردي والاشوري والصابئي واليزيدي خبزه اليومي، وكان الشيعة يصلون مع السنة في صف واحد ويحتفل المسلمون بميلاد المسيح مع المسيحيين، هذا بصرف النظر عن أننا تقاسمنا الجوع تحت العقوبات لأكثر من عقد من الزمان".
ويرى الزيدي أن صبر العراقيين لم ينسهم الاضطهاد، مضيفا "لكن الغزو فرق الأخ عن أخيه والجار عن جاره".
ويسترسل الكاتب "أنا لست بطلا، لكن لدي وجهة نظر، لدي موقف. لقد اذلني أن أرى بلادي ذليلة وأن أرى بغدادي تحترق وأهلي يقتلون".
ويضيف الزيدي "لقد علقت آلاف الصور المأساوية في عقلي تدفعني نحو طريق المواجهة"
ثم يعدد بعض هذه الصور "فضيحة أبو غريب، مذبحة الفلوجة، النجف، حديثة، مدينة الصدر، ...وكل شبر من أرضنا الجريحة"، مضيفا أن "شعورا بالخجل لازمني لأنه لا حول لي".
ويسترجع الزيدي ذكرياته بالقول "ما أن أنهى واجباتي المهنية في نقل أخبار المآسي اليومية، ...أقدم عهدا لضحايانا، عهدا بالثأر".
حانت الفرصة
ويصل الكاتب إلى يوم قذف الحذاء قائلا "لقد حانت الفرصة واقتنصتها، اقتنصتها وفاء لكل قطرة من الدماء البريئة التي سالت بسبب الاحتلال".
ويسأل الزيدي من يلومونه على فعلته "هل تعلمون كم منزلا مهدما دخلها هذا الحذاء الذي قذفته؟ كم مرة داس هذا الحذاء على دماء ضحايا أبرياء؟ ربما كان هذا الحذاء الرد المناسب عندما انتهكت كل القيم".
ويضيف الكاتب "عندما قذفت الحذاء بوجه المجرم جورج بوش أردت أن اعبر عن رفضي لأكاذيبه، لاحتلاله بلادي، لقتله أهلي، ...."
لكنه بالمقابل يقول "إذا أسأت للصحافة عن غير قصد، فاني اعتذر"، مضيفا أن كل قصده كان التعبير عن "مشاعر مواطن يرى أرضه تنتهك كل يوم".
ويرى الزيدي أن "المهنية التي بكى عليها البعض تحت كنف الاحتلال، يجب أن لا يكون لها صوت أعلى من صوت الوطنية".
ويختم الزيدي بالقول "لم أفعل هذا حتى يدخل اسمي التاريخ أو من أجل مكاسب مادية، كل ما أردته هو الدفاع عن بلدي".
العصا والجزرة
ونطالع على صفحات الفاينانشيال تايمز مقالا للكاتب فيليب ستيفن حول المفاوضات الغربية الايرانية حول برنامج طهران النووي.
يقول ستيفن أن الغرب أمضى السنوات العديدة الماضية في محاولة لزيادة الثمن الذي يجب أن تدفعه ايران لمزاولة برنامجها النووي، مضيفا أن استراتيجية العقوبات لم تعد مجدية وأن الوقت قد حان لتغيير المدخل الغربي من التهديد إلى تقديم عرض.
ويرى الكاتب أن على الولايات المتحدة وأوروبا تحديد المكاسب التي ستحصل عليها طهران إذا رفعت حالة العزلة المفروضة عليها، إلا إذا كانوا "يرغبون في الانضمام إلى حكومة بنيامين نتنياهو في تقصير الطريق إلى الحرب".
ويستدرك ستيفن قائلا إن تعامل الغرب مع إيران، من الناحية النظرية، كان يشتمل دائما على العصا والجزرة.
ويقول الكاتب إن المحفزات قد حددت في قرار صادر عن الأمم المتحدة قبل ثلاثة أعوام، وإن "العرض قد مدد في يونيو 2008 في خطاب وقعه وزراء خارجية مجموعة الست".
اليد الممدودة
لكن ستيفن يرى أن هذا العرض، على الرغم من نشره على مواقع العديد من وزارات الخارجية، قد أهمل في الخطاب الدبلوماسي.
ويذكر الكاتب بأن الرئيس الامريكي باراك اوباما تراجع عن سياسة الادارة الأمريكية السابقة بالدخول في مفاوضات مع إيران، مشيرا إلى أن دبلوماسيا أمريكيا رفيعا سينضم إلى الصين وروسيا والاوروبيين (فرنسا، المانيا، بريطانيا) في محادثات مع مسؤولين ايرانيين بداية اكتوبر/ تشرين الاول المقبل.
ويضيف ستيفن أن اوباما اعرب عن استعداده لاعادة بناء العلاقات الثنائية مع طهران، وأن "اليد ظلت ممدودة على الرغم من القمع الذي أعقب الانتخابات الايرانية".
ويخلص الكاتب إلى أن الوقت قد حان لفعل المزيد وأن على اوباما "أن يعيد صياغة العرض الغربي بصورة مبسطة بما يكفي لأن تكون مفهومة لأي إيراني وشاملة بما يكفي لازالة الغموض بشأن النوايا الغربية".
النجاح ضروري
التايمز ابرزت على صفحاتها كلمة القاها الجنرال ديفيد باتريوس قائد القيادة الامريكية الوسطى في مؤتمر في لندن يوم الخميس واختارت لها عنوان "افغانستان صعبة طوال الوقت، لكنها ممكنة".
يقول باتريوس إن حال العراق عام 2007 كان هجمات متكررة وتحديات كبيرة لكن النجاح كان ضروريا لتحقيق الأمن لكل الأمم، في إشارة لما يمكن أن يحدث في افغانستان.
يشير الجنرال الأمريكي إلى أن المنطقة الواقعة تحت قيادته تمتد من مصر غربا إلى باكستان شرقا ومن كازخستان شمالا إلى اليمن وشواطىء الصومال جنوبا وأنها تمثل موطن الامبراطوريات القديمة، مضيفا "وتأثير التوتر الغابر يمكن أن يحس حتى الآن".
ويقول باتريوس إن هذه المنطقة يسكنها 530 مليون انسان ينتمون لما لا يقل عن 22 مجموعة عرقية كبيرة ويتحدثون 18 لغة.
كما يشير إلى أن المنطقة على لارغم من غناها بالنفط والغاز إلا أنها تفتقر إلى المياه العذبة، مذكرا بالتفاوت الاقتصادي بين بعض الدول التي تمتلك معدلات عالية لمتوسط دخل الفرد مقابل أخرى من بين الأقل عالميا.
حجر الزاوية
ويرى باتريوس أن محاربة الارهاب والتطرف تتطلب أكثر من "مقاربة عسكرية تقليدية".
ويشرح فكرته بالقول إن العمليات العسكرية "تمكنك من تنظيف المناطق من المتطرفين ومنعهم من تجميع انفسهم مجددا" مضيفا أن حجر الزاوية في أية استراتيجية لمقاومة التمرد يجب أن تركز على حقيقة أن العامل الحاسم هو العامل الانساني.
ويسترسل باتريوس موضحا أن "التركيز على السكان يمكن، إذا أدي بجدارة، أن يحسن الأمن للسكان المحليين ويساعد على توسيع الخدمات الاساسية".
وحول التطورات التي حدثت في العراق، يقول إن الوضع الأمني تحسن بصورة كبيرة خلال العامين الماضيين على الرغم من أنه يظل هشا، مشيرا غلى أن الهجمات المسلحة تراجعت من 160 هجوما في اليوم الواحد في يونيو/ حزيران 2007 إلى حوالي 20 فقط الآن.
وحول افغانستان يرى باتريوس الوضع الأمني هو الهم الأساسي "على الرغم من أن هناك العديد من التحديات الأخرى من بينها شرعية الحكومة".
لماذا نحن هناك؟
ويقول الكاتب إنه عندما تكون التحديات كبيرة "فإن من الضروري أن نتذكر لماذا نحن هناك؟".
ويجيب باتريوس على السؤال الذي طرحه بالقول "ذلك حتى نتأكد من أن القاعدة ومجموعات متطرفة أخرى غير قادرة على إعادة تأسيس ملاذات جديدة في افغانستان كتلك التي كانوا يملكونها خلال حكم طالبان قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر".
على صفحات الجارديان نطالع رسما كاريكاتيريا حول التحديات التي يواجهها الرئيس الامريكي باراك اوباما.
الرسم يظهر الرئيس الامريكي وهو يرتدي ملابس الطباخين وعلى يديه قفاز بالوان العلم الأمريكي وقد تصاعدت الابخرة من وعائين على موقد مشتعل، يمثل أحدهما الوضع في افغانستان بينما يرمز الآخر لتقرير الرعاية الصحية.
http://www.bbc.co.uk/arabic/inthepress/2009/09/090917_om_press_tc2.shtml