02.09.2011 16:02 صندوق الدنيا
نظرية جديدة .. جاك السفاح بحار ألماني أعدم في 1894
نظرية جديدة .. جاك السفاح بحار ألماني أعدم في 1894
يؤكد المحقق البريطاني السابق تريفور ماريوت انه نجح بتحديد شخصية القاتل الأشهر في التاريخ جاك السفاح، الذي تنسب له 5 جرائم قتل مومسات في شرق لندن شهدها عام 1888، مما وضع شخصية السفاح اللندني على رأس قائمة المجرمين الأكثر غموضاً في التاريخ.
ما توفر من معلومات حول جاك السفاح تشير الى انه لم يكن يكتفي بقتل المومسات، بل كان يقطع أجزاءً من أجسادهن، إما القلب او الرحم، وذلك بعد تناوله مشروبات كحولية في أحدى حانات المدينة، ومن ثم يتوجه الى مكان آمن ليغتسل ويتخلص من آثار الجريمة وملابسه المتسخة.
وكما جرت العادة حين تثير شخصية غامضة اهتمام الرأي العام، تظهر الكثير من القصص والأساطير حولها. لم تكن شخصية جاك السفاح استثناءً اذ راح اللندنيون يرون قصصاً حوله وحول جرائمه، وبلغ الأمر ذروته حين تسببت هذه القصص بإثارة الشكوك حول طبيب الملكة السير وليام نورس، وذلك للاعتقاد السائد بأن المجرم يستخدم أدوات طبية في ارتكاب جرائمه، كما كان يؤكد هؤلاء ان جاك السفاح ماسوني يقتل المومسات بناءً على قناعاته بهذه الايديولوجية.
لكن الأمر تعدى توجيه الاتهام لطبيب الملكة ليوجه الى حفيدها آلبرت فيكتور، الذي كان يستعد لأن يصبح ولياً للعهد في بريطانيا، إنطلاقاً من أخبار كان يتناقلها أبناء المدينة تفيد بأن الأمير مصاب بمرض جنسي جراء علاقاته المتعددة مع مومسات، مما دفعه الى الانتقام منهن بالقتل.
لم تكن هذه النظريات لتمنع البعض من خوض غمار العمل من أجل الكشف عن هوية جاك السفاح وطرح نظرياتهم الخاصة. ومن هؤلاء كاتب إسباني، خبير في الخط اليدوي يدعى خوسيه لويس آباد نشر كتاباً مطلع الشهر الماضي يحمل عنوان "جاك السفاح .. القاتل الأكثر ذكاءً في التاريخ"، أكد فيه ان القاتل الشهير والمجهول في آن واحد ليس إلا المحقق في "سكوتلانديارد" المكلف بمتابعة سير القضية فريدريك آبرلاين. واستند آباد في نظريته هذه الى تشابه الخط بين المحقق والسفاح، وذلك بعد إطلاعه على مذكرات نشرت في عام 1992 باسم جيمس مايبرك، تاجر قطن من ليفربول حامت شكوك حوله بأنه هو جاك السفاح، ومقارنة خط التاجر بخط المحقق.
وعلى الرغم من ان الكثير من المختصين يشيرون الى ان هذه المذكرات مجرد خدعة، إلا ان خوسيه لويس آباد يصر على صحة نظريته قائلاً "الخط لا يكذب".
وقبل مرور أقل من شهر على نظرية آباد عاد السفاح الغامض الى الأضواء بنظرية جديدة حول هويته.
فقد أعلن تريفور ماريوت وهو محقق سابق في "سكوتلانديارد" ان السفاح أمضى أيامه الأخيرة في أحد سجون نيويورك وأعدم بواسطة الكرسي الكهربائي في عام 1894، ولكن ليس كجاك السفاح بل كمجرم ألماني اسمه كارل فاينغينباوم، دون الإشارة الى الجرم الذي اقترفه البحار وتسبب بإصدار حكم الإعدام بحقه.
وقد تسنت لماريوت دراسة أرشيف ضخم من ملفات قضايا السفاح اللندني والمجرم الألماني، مما منح طرف الخيط للمحقق السابق للربط بين جرائم السفاح في شرق لندن القريب من الساحل مما اعتبره الرجل إشارة الى ان القاتل بحار، وبين كارل فاينغينباوم الذي كان بحاراً في سفينة "ريخير"، التي تصادف وجودها على الساحل البريطاني في كل يوم ارتكبت فيه إحدى الجرائم الـ 5.
وما يدعم تأكيد ماريوت أنباء يزيد عمرها عن 100 عام، أشارت الى ان السفاح وفاينغينباوم شخص واحد، بناءً على تصريح صدر عن محامي المجرم الألماني في يوم إعدامه.
ويرد البعض على وجهة النظر هذه بالقول ان جاك السفاح كان طبيباً جيداً وليس بحاراً، اذ ان جميع جثث ضحاياه كانت خاوية من الأعضاء الداخلية. إلا ان تريفور ماريوت يجيب هؤلاء بأن العاملين في المشرح في ذلك الحين كانوا يستخلصون أعضاء الجثث ويقدمونها للجامعات والمعاهد الطبية لأهداف علمية بحتة. وتؤكد ذلك ملفات التحقيق في جريمة السفاح الأخيرة المنسوبة له، والتي راحت ضحيتها كاثرين إيدوس، اذ تشير هذه الملفات الى ان الفارق الزمني بين وقت وقوع الجريمة والعثور على الجثة لم يتجاوز دقائق معدودة، بالتأكيد لم تكن كافية للسفاح كي يستخلص أعضاء الضحية، مهما كان بارعاً في الطب والتشريح.
ويلفت تريفور ماريوت الى ان عدد الجرائم التي قام بها جاك السفاح أقل بكثير مما اقترفها بالفعل، ويعزو ذلك الى "اختلاف أسلوب القتل بين هذه الجرائم"، كما انه لا يستبعد ان يكون "الفضل" في ذلك يعود للشرطة البريطانية التي كانت تنسب جرائم قتل عجزت عن اعتقال مرتكبها الحقيقي الى جاك السفاح.
وحول هذا الأمر يقول آخرون انه ربما استغل أحدهم فشل "سكوتلانديارد" ليقلد أسلوب جاك السفاح بهدف التضليل والنجاح بالإفلات من قبضة العدالة.
ويرى البعض في تأكيد المحقق البريطاني الأخير انه نسف بيده نظريته الخاصة، اذ انه من الصعب ان يكون أحدهم قد تعمد ارتكاب جرائم القتل التي يتهم جاك السفاح بارتكابها، في أيام تواجد السفينة الألمانية، وكأن المجرم الحقيقي يعلم جيداً ان كارل فاينغينباوم يتناول النبيذ في إحدى حانات لندن، كطقس يسبق استعداده لتنفيذ جريمة جديدة.
بكل تأكيد لن تكون نظرية المحقق ماريوت سوى نظرية جديدة، لا تكشف عن هوية القاتل اللندني بقدر ما تزيد شخصيته غموضاً، ليظل مصدر إلهام لرجال الشرطة ولكتاب القصص البوليسية وللعاملين في السينما، حيث ظهرت أفلام عديدة سلطت الضوء بطريقة ام بأخرى على السفاح جاك.
"روسيا اليوم" ووكالات
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/565837
نظرية جديدة .. جاك السفاح بحار ألماني أعدم في 1894
نظرية جديدة .. جاك السفاح بحار ألماني أعدم في 1894
يؤكد المحقق البريطاني السابق تريفور ماريوت انه نجح بتحديد شخصية القاتل الأشهر في التاريخ جاك السفاح، الذي تنسب له 5 جرائم قتل مومسات في شرق لندن شهدها عام 1888، مما وضع شخصية السفاح اللندني على رأس قائمة المجرمين الأكثر غموضاً في التاريخ.
ما توفر من معلومات حول جاك السفاح تشير الى انه لم يكن يكتفي بقتل المومسات، بل كان يقطع أجزاءً من أجسادهن، إما القلب او الرحم، وذلك بعد تناوله مشروبات كحولية في أحدى حانات المدينة، ومن ثم يتوجه الى مكان آمن ليغتسل ويتخلص من آثار الجريمة وملابسه المتسخة.
وكما جرت العادة حين تثير شخصية غامضة اهتمام الرأي العام، تظهر الكثير من القصص والأساطير حولها. لم تكن شخصية جاك السفاح استثناءً اذ راح اللندنيون يرون قصصاً حوله وحول جرائمه، وبلغ الأمر ذروته حين تسببت هذه القصص بإثارة الشكوك حول طبيب الملكة السير وليام نورس، وذلك للاعتقاد السائد بأن المجرم يستخدم أدوات طبية في ارتكاب جرائمه، كما كان يؤكد هؤلاء ان جاك السفاح ماسوني يقتل المومسات بناءً على قناعاته بهذه الايديولوجية.
لكن الأمر تعدى توجيه الاتهام لطبيب الملكة ليوجه الى حفيدها آلبرت فيكتور، الذي كان يستعد لأن يصبح ولياً للعهد في بريطانيا، إنطلاقاً من أخبار كان يتناقلها أبناء المدينة تفيد بأن الأمير مصاب بمرض جنسي جراء علاقاته المتعددة مع مومسات، مما دفعه الى الانتقام منهن بالقتل.
لم تكن هذه النظريات لتمنع البعض من خوض غمار العمل من أجل الكشف عن هوية جاك السفاح وطرح نظرياتهم الخاصة. ومن هؤلاء كاتب إسباني، خبير في الخط اليدوي يدعى خوسيه لويس آباد نشر كتاباً مطلع الشهر الماضي يحمل عنوان "جاك السفاح .. القاتل الأكثر ذكاءً في التاريخ"، أكد فيه ان القاتل الشهير والمجهول في آن واحد ليس إلا المحقق في "سكوتلانديارد" المكلف بمتابعة سير القضية فريدريك آبرلاين. واستند آباد في نظريته هذه الى تشابه الخط بين المحقق والسفاح، وذلك بعد إطلاعه على مذكرات نشرت في عام 1992 باسم جيمس مايبرك، تاجر قطن من ليفربول حامت شكوك حوله بأنه هو جاك السفاح، ومقارنة خط التاجر بخط المحقق.
وعلى الرغم من ان الكثير من المختصين يشيرون الى ان هذه المذكرات مجرد خدعة، إلا ان خوسيه لويس آباد يصر على صحة نظريته قائلاً "الخط لا يكذب".
وقبل مرور أقل من شهر على نظرية آباد عاد السفاح الغامض الى الأضواء بنظرية جديدة حول هويته.
فقد أعلن تريفور ماريوت وهو محقق سابق في "سكوتلانديارد" ان السفاح أمضى أيامه الأخيرة في أحد سجون نيويورك وأعدم بواسطة الكرسي الكهربائي في عام 1894، ولكن ليس كجاك السفاح بل كمجرم ألماني اسمه كارل فاينغينباوم، دون الإشارة الى الجرم الذي اقترفه البحار وتسبب بإصدار حكم الإعدام بحقه.
وقد تسنت لماريوت دراسة أرشيف ضخم من ملفات قضايا السفاح اللندني والمجرم الألماني، مما منح طرف الخيط للمحقق السابق للربط بين جرائم السفاح في شرق لندن القريب من الساحل مما اعتبره الرجل إشارة الى ان القاتل بحار، وبين كارل فاينغينباوم الذي كان بحاراً في سفينة "ريخير"، التي تصادف وجودها على الساحل البريطاني في كل يوم ارتكبت فيه إحدى الجرائم الـ 5.
وما يدعم تأكيد ماريوت أنباء يزيد عمرها عن 100 عام، أشارت الى ان السفاح وفاينغينباوم شخص واحد، بناءً على تصريح صدر عن محامي المجرم الألماني في يوم إعدامه.
ويرد البعض على وجهة النظر هذه بالقول ان جاك السفاح كان طبيباً جيداً وليس بحاراً، اذ ان جميع جثث ضحاياه كانت خاوية من الأعضاء الداخلية. إلا ان تريفور ماريوت يجيب هؤلاء بأن العاملين في المشرح في ذلك الحين كانوا يستخلصون أعضاء الجثث ويقدمونها للجامعات والمعاهد الطبية لأهداف علمية بحتة. وتؤكد ذلك ملفات التحقيق في جريمة السفاح الأخيرة المنسوبة له، والتي راحت ضحيتها كاثرين إيدوس، اذ تشير هذه الملفات الى ان الفارق الزمني بين وقت وقوع الجريمة والعثور على الجثة لم يتجاوز دقائق معدودة، بالتأكيد لم تكن كافية للسفاح كي يستخلص أعضاء الضحية، مهما كان بارعاً في الطب والتشريح.
ويلفت تريفور ماريوت الى ان عدد الجرائم التي قام بها جاك السفاح أقل بكثير مما اقترفها بالفعل، ويعزو ذلك الى "اختلاف أسلوب القتل بين هذه الجرائم"، كما انه لا يستبعد ان يكون "الفضل" في ذلك يعود للشرطة البريطانية التي كانت تنسب جرائم قتل عجزت عن اعتقال مرتكبها الحقيقي الى جاك السفاح.
وحول هذا الأمر يقول آخرون انه ربما استغل أحدهم فشل "سكوتلانديارد" ليقلد أسلوب جاك السفاح بهدف التضليل والنجاح بالإفلات من قبضة العدالة.
ويرى البعض في تأكيد المحقق البريطاني الأخير انه نسف بيده نظريته الخاصة، اذ انه من الصعب ان يكون أحدهم قد تعمد ارتكاب جرائم القتل التي يتهم جاك السفاح بارتكابها، في أيام تواجد السفينة الألمانية، وكأن المجرم الحقيقي يعلم جيداً ان كارل فاينغينباوم يتناول النبيذ في إحدى حانات لندن، كطقس يسبق استعداده لتنفيذ جريمة جديدة.
بكل تأكيد لن تكون نظرية المحقق ماريوت سوى نظرية جديدة، لا تكشف عن هوية القاتل اللندني بقدر ما تزيد شخصيته غموضاً، ليظل مصدر إلهام لرجال الشرطة ولكتاب القصص البوليسية وللعاملين في السينما، حيث ظهرت أفلام عديدة سلطت الضوء بطريقة ام بأخرى على السفاح جاك.
"روسيا اليوم" ووكالات
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/565837