صور مذهلة للمجرات والنجوم التقطها منظار الفضاء هابل
آخر تحديث: الخميس, 10 سبتمبر/ أيلول, 2009, 05:11 GMT
يحتفل علماء الفلك بالحصول على مجموعة جديدة من الصور المميزة التي التقطها منظار الفضاء هابل، والتي تثبت أن المهمة التي نفذها رواد الفضاء لصيانة المنظار العملاق مؤخرا قد أتت أُكلها وحققت نجاحا باهرا.
يُعتبر إطلاق صور هابل يوم أمس الأربعاء النتيجة
الطبيعية والعادية التي تشير إلى القوة والبراعة التي طالما توقع رواد الفضاء تحقيقها
الطبيعية والعادية التي تشير إلى القوة والبراعة التي طالما توقع رواد الفضاء تحقيقها
اصطدام المجرات
فقد احتوت آخر مجموعة من الصور على مشاهد نادرة ومميزة سجلتها عدسات هابل، ومنها عمليات اصطدام المجرات وتبعثر النجوم وتبددها.
وتقول وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" إن التلسكوب هابل، والذي يدور في الفضاء ويُعتبر واحدا من أهم الأجهزة والوسائل العلمية التي سبق للإنسان أن بناها وطورها، يجب أن يستمر في الخدمة حتى عام 2014 على الأقل.
يُشار إلى أن الرحلة التي قام بها رواد الفضاء على متن المكوك أطلانطس في شهر مايو/أيار الماضي كانت هي خامس وآخر مهمة إصلاح وصيانة تُجرى للمنظار هابل.
(إن ناسا وهابل يفتحان معا آفاقا جديدة على الكون)
الدكتورة هايدي هامل، كبيرة الباحثين في
المعهد العلمي لمناظير الفضاء في بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية
المعهد العلمي لمناظير الفضاء في بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية
مرصد أكبر
وتعكف ناسا الآن مع شركائها الدوليين على إعداد مرصد أكبر وذي قدرات أعظم من التلسكوب هابل، وسيُعرف باسم منظار الفضاء جيمس ويب (جي دبليو إس تي).
ويُعتبر إطلاق صور هابل يوم أمس الأربعاء النتيجة الطبيعية والعادية التي تشير إلى القوة والبراعة التي طالما توقع رواد الفضاء تحقيقها إثر إجراء الصيانة اللازمة على منظار الفضاء مؤخرا.
وقد تضمنت المجموعة الجديدة صورا باهرة لمجرات تتجه نحو الاصطدام ببعضها، بالإضافة إلى نجم يقوم بالتخلص من طبقاته الخارجية، وغيوم كثيفة من الغاز والغبار، ولقطة جديدة لكوكب المشتري أُخذت بزاوية حادة وتظهره بشكل مدبب.
تتضمن آخر الصور التي التقطها هابل مشاهد مذهلة لاصطدام المجرات وتبعثر النجوم
عودة إلى العمل
تقول الدكتورة هايدي هامل، كبيرة الباحثين في المعهد العلمي لمناظير الفضاء في بالتيمور بولاية ميريلاند، حيث يمكن مراقبة مهمة هابل والإشراف عليها: "لقد عاد هابل إلى العمل مرة أخرى."
وخاطبت الدكتورة هايدي الصحفيين قائلة: "إن ناسا وهابل يفتحان معا آفاقا جديدة على الكون."
من جهته، قال الدكتور بول موردين، عالم الفلك البريطاني من جامعة كامبردج، إن الصور الجديدة مثيرة للغاية.
(سوف يمضي وقد أحدث ضجة حقيقية مدوية ومجلجلة)
الدكتور بول موردين، عالم فلك بريطاني من جامعة كامبردج
رد فعل أولي
ففي مقابلة مع بي بي سي، قال الدكتور موردين: "لقد كان رد فعلي الأول هو أن صرخت قائلا: يا إلهي، لقد أثمر العمل برمته. لعمري إنه لشيء رائع!"
وأضاف قائلا: "إن البعثات التي يكون هدفها إجراء أعمال الصيانة تكون دوما خاضعة للصدفة ويحيط بها الشك وعدم اليقين، وذلك لأن الأمور يمكن أن تسير على غير ما يرام، إذ أن رواد الفضاء يمكن ان يحيلوها إلى مجرد فوضى. لربما لم نفكر بهذا الشيء أو ذاك عندما أعدنا تصميم المعدات وقمنا بتركيبها وصيانتها."
وأردف قائلا: "لكن هذه الصور تظهر بشكل قاطع أن المنظار هابل هو في وضع جيد بالنسبة لما سيأتي، ولسوء الحظ، خلال السنوات الأخيرة من عمره."
دوي كبير
وختم بقوله حول تقاعد هابل من الخدمة: "سوف يمضي وقد أحدث ضجة حقيقية مدوية ومجلجلة."
يُشار إلى أن رواد الفضاء الذين كانوا على متن مكوك الفضاء أطلانطس نفذوا خمس جولات من السير في الفضاء خلال مهمتهم الأخيرة، وذلك لتركيب أجهزة جديدة وأغطية حرارية بغية إصلاح جهازين موجودين حاليا في التلسكوب، بالإضافة إلى استبدال بطاريات وأجهزة توازن المنظار (الجيروسكوبات).
ويقول العلماء إن هابل قد أصبح الآن أكثر حساسية من ذي قبل بالنسبة للضوء، الأمر الذي يحسن إلى حد كبير من كفاءته ومقدرته على الرصد والتصوير.
تظهر الصور التي التقطها هابل مؤخرا أن المنظار ما زال في وضع جيد للغاية
كاميرا جديدة
ومن الإضافات الرئيسية التي أُدخلت على هابل خلال الرحلة الأخيرة الكاميرا رقم 3 ذات العدسة الواسعة (دبليو إف سي 3)، والتي يغطي مجال عملها مساحة كبيرة، ويعتقد العديد من رواد الفضاء بأنها هي التي ستكون مسؤولة عن الاكتشافات الحقيقية الكبيرة خلال السنوات المتبقية من فترة تشغيل المنظار.
أصبح هابل أكثر حساسية للضوء من ذي قبل
فهذه الكاميرا هي التي سوف تمكن علماء الفلك من تنفيذ الدراسات الجديدة في مجال الطاقة المظلمة التي تخترق كافة مجالات وطبقات الكون، وعلى المادة السوداء، أو "الأجسام والمواد الغامضة" التي تشكل معظم مادة الكون.
كما ستسمح الكاميرا الجديدة لهابل بالغوص عميقا في اكتشاف الفضاء، وذلك بشكل أعمق وأكبر من أي وقت مضى، الأمر الذي سيمكِّنه من البحث عن النجوم التي بدأت بالإشعاع في الكون قبل غيرها، أي قبل أكثر من 13 مليار عام مضى.
ستسمح الكاميرا الجديدة لهابل بالغوص عميقا في اكتشاف الفضاء، وذلك بشكل أعمق وأكبر من أي وقت مضى
http://www.bbc.co.uk/arabic/scienceandtech/2009/09/090909_dh_hubble_images_tc2.shtml