فتيات لبنانيات ضد المبالغة في عمليات التجميل
ندى عبد الصمد
بي بي سي - بيروت
بي بي سي - بيروت
آخر تحديث: الاثنين, 7 سبتمبر/ أيلول, 2009, 16:04 GMT
الجمال حسب الطلب
تكتظ عيادات اطباء التجميل في لبنان بطالبي هذه الخدمة. وأغلبية هؤلاء من الفتيات، لكن عدد الرجال غير قليل.
أما جنسيات هؤلاء فمتعددة مع بروز مكاتب سفريات في بعض دول الخليج تؤمن كل ما يتعلق برحلة التجميل الى لبنان.
تلك المكاتب تتولى حجز بطاقات السفر والفندق وموعد الطبيب والعملية، كما تتولى متابعة من يخضع للعملية لأيام بعد الجراحة للتعافي قبل العودة الى بلاده بشكله الجديد، وقد خفت الاورام الناتجة عن عمليات التجميل، والتى تظهر في الايام الاولى بعد الخضوع لها.
لبنان مركز التجميل
هل يكمن سبب تحول لبنان الى مركز استقطاب لإجراء عمليات التجميل في مهارة الأطباء اللبنانيين؟ ام يعود الى الاعلام الذي يخصص مساحات واسعة للحديث عن عمليات التجميل؟ اما هو مجرد رغبة في التجميل ليس الا؟
تقول زهرة، وهي طبيبة اسنان لبنانية، في ردها على تلك الاسئلة، إنها كل تلك الأسباب مجتمعة، "فالوعي مهما بلغ مستواه يمكن أن يهتز إزاء الحملات الاعلامية الكثيرة حول التجميل واشكاله، لأن وسائل الاعلام اللبنانية وبعض الوسائل الاعلامية العربية تخصص برامج خاصة ومفصلة عن تلك العمليات وسهولتها ما يعزز قناعة الناس بتلك العمليات ويجعلها قاعدة وليس استثناء".
قد تكون بداية الاندفاعة نحو التجميل في لبنان قد تمت على مستوى الفنانين، فقد باتت غالبيتهم تخضع لها. وبدا هؤلاء مؤخرا بصورة مختلفة عن البدايات.
وقد أصبح الحديث يدور على الدوام عن جديد عمليات هؤلاء ومن هو الطبيب الذي قام بالعملية، فذاع صيت بعض الاطباء، خاصة عندما لم تمانع فنانات من ذكر اسمائهم في معرض شكرهم على " اللوك الجديد".
رب قائل ان عمليات التجميل في لبنان ليست جديدة، فالفنانة اللبنانية صباح خضعت لها منذ زمن بعيد. لكن الجديد هو في انتشار هذه الظاهرة على مستوى الناس، وبشكل واسع حتى بات بعض الراغبين بالقيام بعمليات تجميل يحملون صور بعض الفنانين ويطلبون تغيير انفهم كي يشبه انف احدهم او صدر اخرى او خديها.
موقع إلكتروني
هذا ما حمل غوين ابو جودة وهي طالبة جامعية تطلق موقعا الكترونيا يحمل اسم "انا ديفا" لطرح النقاش حول هذا الواقع.
تقول ابو جودة ان الفكرة بدأت من خلال تحقيق اجرته وفاجأتها نتائجه، ومنها مثلا ان احدى الفتيات قالت لها انها ترغب في ان تصبح عمليات التجميل سهلة الى درجة، انه يمكن القيام بها بمثل سهولة شراء همبرغر من محلات الوجبات السريعة وحتى من داخل السيارة.
لكن ابو جودة لا تطلق حربا على عمليات التجميل، كما تقول، انما ترغب برفع الصوت ضد تغيير الهوية الفعلية للمرأة وتريد "ان يكون قرار القيام بعملية ليس خاضعا لاي عامل خارجي كالاعلان والاعلام، انما نابعا عن قرار ذاتي وعن قناعة لا تصل الى حد المبالغة بتلك العمليات".
رفض هذه الاندفاعة لا يقنع المهتمين بعمليات التجميل. فسلوى التى قاربت العقد الرابع خضعت لاكثر من عملية. فهي عمدت الى تكبير صدرها قبل عدة اعوام، ثم جددت تلك العملية مرة اخرى بعدما تراجع الحجم مع الوقت. كما انها كبرت خديها.
وهي مستعدة للخضوع لعمليات اخرى اذا كان ذلك يريحها نفسيا ويقضي على ما يرسمه العمر على وجهها وجسدها.
في البداية كان الخجل والتكتم هو سمة اجوبة الخاضعين لعمليات التجميل، لكن المجاهرة به اليوم هي الغالبة لان طبيعة تلك العمليات اختلفت، فهي لم تعد تقتصر على تقويم ما، إنما على تغيير جذري لشكل الخدين والانف وغيرهما. كما ان المبالغة الطاغية حاليا والتي تصل الى حد تغيير معالم الوجه لا تسمح بالتكتم.
مشروع "انا ديفا" يريد ان يرفع الصوت ويقول ان ليس كل فتيات لبنان "بلاستيك ليديز" وفق ما هو شائع، كما تقول جورجي، إحدى المشاركات في الحوارات على الموقع الالكتروني.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2009/09/090907_mr_nada_cosmetic_tc2.shtml