16.07.2011 19:30
اوبرا " حكايات هوفمان " تعود الى خشبة المسرح في موسكو
www.stanislavskymusic.ru
قدم على مسرح ستانيسلافسكي ونيمروفيتش دانشينكو الموسيقى بموسكو العرض الاول لاوبرا جاك اوفينباخ " حكايات هوفمان". علما انها الاوبرا الوحيدة لهذا المؤلف الموسيقي الذي عمل بعد تخرجه من كونسرفتوار باريس في عام 1850 قائدا للاوركسترا في مسرح " الكوميدي فرانسيز" الشهير في باريس وولع بكتابة موسيقى الاوبريتات. والعرض الجديد في موسكو أثار فورا اهتمام جمهور عشاق الاوبرا حيث ان " حكايات هوفمان " نادرا ما تقدم على خشبات مسارح العاصمة الروسية. ويبدو العرض شيئا غريبا في ايامنا حيث نادرا ما يفرض الشعر نفسه على عالمنا المغرق في النزعة المادية.
ولد المؤلف الموسيقي الفرنسي جاك اوفينباخ ( اسمه الاصلي يعقوب ايبرست) في اسرة يهودية في مدينة كولونيا الالمانية. وكان ابوه يرتزق من اعطاء دروس خصوصية في الموسيقى وينظم الشعر.وتأثر الابن بوالده في حب الموسيقى وعندما تفتحت موهبته اخذه ابوه الى باريس حيث التحق بكونسرفتوارها وتتلمذ على يد الموسيقار الكبير فرومنتال جاليفي.وهكذا ارتبط اسمه بهذه المدينة التي عاش فيها واصبح مواطنا فرنسيا.
وكان اوفينباخ مولعا بالادب الرفيع واستوحى مواضيع اعماله الموسيقية من الاساطير اليونانية ومؤلفات كبار الادباء. وكتب موسيقى اول اوبريت بعنوان " اورفيوس في جهنم" المستوحاة من الاساطير اليونانية الذي حقق نجاحا كبيرا في معرض باريس الدولي في عام 1867 وحضر العرض ملوك البرتغال والسويد والنرويج وامير ويلز والقيصر الروسي الكسندر الثاني.. وتبع ذلك تقديم اوبريتات مستوحاة من الاعمال الادبية الشهيرة مثل "روبنسون كروزو" لدانييل ديفو و" اغنية فورتونو" لالفريد موسيه و" رحلة الى القمر " لجول فيرن و" ذو اللحية الرزقاء" لشارل بيرو والاسطورة اليونانية " الحسناء هيلينا" وغيرها.
وفي الاعوام الاخيرة من حياته عكف اوفينباخ على تأليف اوبرا " حكايات هوفمان" واستخدم في الليبرتو(النص الادبي) حكايات عديدة منها " مغامرة في ليلة رأس السنة" وبطلتها جوليت و" رجل الرمل" وبطلتها الدمية اوليمبيا و" المستشار كريسبيل" عن قصة الفتاة انطونيا التي تلقى حتفها بسبب حبها للغناء. ومؤلف هذه الحكايات الكاتب الالماني الرومانسي ارنست تيودور هوفمان الذي تأثر بالروحانية الشرقية ولاسيما افكار المتصوفة وربط الواقع بالحلم والماضي بالحاضر وعلاقة الامور الغيبية بالحياة اليومية ، وانتقال الانسان من الواقع الى عالم الاحلام والغيبيات.
وقد اخرج العرض بموسكو الكسندر تيتيل وصمم الديكورات الرسام المعروف في الاوساط المسرحية الموسكوفية فنان الشعب فاليري ليفينتال بينما اشرف على المؤثرات الضوئية المهندس ضمير اسماعيلوف. وتظهر في كافة المشاهد جميع تأملات هوفمان متجسدة في الحصان المجنح رمز الوحي والالهام ومشاهد مدينة البندقية ومهرجانات الاقنعة حيث تدور احداث احدى الحكايات أو مبنى الجراند اوبرا في باريس والحانة التي كان يرتادها هوفمان مع اصدقائه. ويبدو العرض المسرحي كله بمثابة حنين الى العصر الماضي حين سادت الاوهام المتألقة والسخرية من الذات.
ان هذا العرض الجميل اعاد اوبرا اوفينباخ الى المسرح الموسكوفي بعد غياب ربع قرن من الزمان. وزاد من قيمة العرض الفنية الاداء الرائع للمغنين والمغنيات هيبلا غيرزمافا ويفجينيا افاناسيفا وداريا تيريخوفا ونجم الدين مولانوف واوليج بولبودين وديتري بولبوكين الذين ادوا ادوار بطلات وابطال الحكايات في الاوبرا.
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/562458
اوبرا " حكايات هوفمان " تعود الى خشبة المسرح في موسكو
www.stanislavskymusic.ru
اوبرا " حكايات هوفمان " تعود الى خشبة المسرح في موسكو |
قدم على مسرح ستانيسلافسكي ونيمروفيتش دانشينكو الموسيقى بموسكو العرض الاول لاوبرا جاك اوفينباخ " حكايات هوفمان". علما انها الاوبرا الوحيدة لهذا المؤلف الموسيقي الذي عمل بعد تخرجه من كونسرفتوار باريس في عام 1850 قائدا للاوركسترا في مسرح " الكوميدي فرانسيز" الشهير في باريس وولع بكتابة موسيقى الاوبريتات. والعرض الجديد في موسكو أثار فورا اهتمام جمهور عشاق الاوبرا حيث ان " حكايات هوفمان " نادرا ما تقدم على خشبات مسارح العاصمة الروسية. ويبدو العرض شيئا غريبا في ايامنا حيث نادرا ما يفرض الشعر نفسه على عالمنا المغرق في النزعة المادية.
ولد المؤلف الموسيقي الفرنسي جاك اوفينباخ ( اسمه الاصلي يعقوب ايبرست) في اسرة يهودية في مدينة كولونيا الالمانية. وكان ابوه يرتزق من اعطاء دروس خصوصية في الموسيقى وينظم الشعر.وتأثر الابن بوالده في حب الموسيقى وعندما تفتحت موهبته اخذه ابوه الى باريس حيث التحق بكونسرفتوارها وتتلمذ على يد الموسيقار الكبير فرومنتال جاليفي.وهكذا ارتبط اسمه بهذه المدينة التي عاش فيها واصبح مواطنا فرنسيا.
وكان اوفينباخ مولعا بالادب الرفيع واستوحى مواضيع اعماله الموسيقية من الاساطير اليونانية ومؤلفات كبار الادباء. وكتب موسيقى اول اوبريت بعنوان " اورفيوس في جهنم" المستوحاة من الاساطير اليونانية الذي حقق نجاحا كبيرا في معرض باريس الدولي في عام 1867 وحضر العرض ملوك البرتغال والسويد والنرويج وامير ويلز والقيصر الروسي الكسندر الثاني.. وتبع ذلك تقديم اوبريتات مستوحاة من الاعمال الادبية الشهيرة مثل "روبنسون كروزو" لدانييل ديفو و" اغنية فورتونو" لالفريد موسيه و" رحلة الى القمر " لجول فيرن و" ذو اللحية الرزقاء" لشارل بيرو والاسطورة اليونانية " الحسناء هيلينا" وغيرها.
وفي الاعوام الاخيرة من حياته عكف اوفينباخ على تأليف اوبرا " حكايات هوفمان" واستخدم في الليبرتو(النص الادبي) حكايات عديدة منها " مغامرة في ليلة رأس السنة" وبطلتها جوليت و" رجل الرمل" وبطلتها الدمية اوليمبيا و" المستشار كريسبيل" عن قصة الفتاة انطونيا التي تلقى حتفها بسبب حبها للغناء. ومؤلف هذه الحكايات الكاتب الالماني الرومانسي ارنست تيودور هوفمان الذي تأثر بالروحانية الشرقية ولاسيما افكار المتصوفة وربط الواقع بالحلم والماضي بالحاضر وعلاقة الامور الغيبية بالحياة اليومية ، وانتقال الانسان من الواقع الى عالم الاحلام والغيبيات.
وقد اخرج العرض بموسكو الكسندر تيتيل وصمم الديكورات الرسام المعروف في الاوساط المسرحية الموسكوفية فنان الشعب فاليري ليفينتال بينما اشرف على المؤثرات الضوئية المهندس ضمير اسماعيلوف. وتظهر في كافة المشاهد جميع تأملات هوفمان متجسدة في الحصان المجنح رمز الوحي والالهام ومشاهد مدينة البندقية ومهرجانات الاقنعة حيث تدور احداث احدى الحكايات أو مبنى الجراند اوبرا في باريس والحانة التي كان يرتادها هوفمان مع اصدقائه. ويبدو العرض المسرحي كله بمثابة حنين الى العصر الماضي حين سادت الاوهام المتألقة والسخرية من الذات.
ان هذا العرض الجميل اعاد اوبرا اوفينباخ الى المسرح الموسكوفي بعد غياب ربع قرن من الزمان. وزاد من قيمة العرض الفنية الاداء الرائع للمغنين والمغنيات هيبلا غيرزمافا ويفجينيا افاناسيفا وداريا تيريخوفا ونجم الدين مولانوف واوليج بولبودين وديتري بولبوكين الذين ادوا ادوار بطلات وابطال الحكايات في الاوبرا.
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/562458