زلة لسان (طائفية)
تثير عاصفة سياسية
تثير عاصفة سياسية
إبراهيم زيدان
لم تثر عاصفة سياسية من الانتقادات مثلما أثارت زلة لسان رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي (الطائفية) حين صرح لقناة الحرة خلال زيارته إلى الولايات المتحدة التي بدأها في 20 حزيران الماضي إن هناك (إحباطاً سنياً) في العراق وإذا لم يعالج سريعاً فقد يفكر السنة بالانفصال) ، وسرعان مانفى النجيفي في وقت لاحق دعوته إلى إقامة إقليم للسنة، مؤكداً انه وصف حالة من حالات المجتمع العراقي ، وقال النجيفي خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر مجلس النواب (انا لا اقبل ان تشكل اقاليم على اساس طائفي او مذهبي او قومي لكن على اساس جغرافي ممكن، لكنني لا ادعو اليها الان ) مضيفا ( انا قلت ان الوضع يتجه الى تشكيل اقاليم نتيجة سياسة مركزية حادة وتدخل في شؤون المحافظات وعدم اعطاء المحافظات ما تستحق من اموال ومشاركة )، مشيرا الى ان ( هناك احباطاً في عدم وجود شراكة حقيقية في البلد، وهذا مؤشر خطير سيؤدي الى هذه الطلبات التي اعتبرها دستورية، ولكن لا ادعو اليها الان لعدم اعتقادي بنضج الواقع العراقي ) ، وعن تصريحات نسبت له حول دعوته لاقليم سني في المناطق الغربية من البلاد اشار النجيفي الى انه شعر خلال زيارات سابقة قام بها لعدد من المحافظات ان هناك احباطات لدى السكان من تصرفات الحكومة المركزية وانتزاعها لصلاحيات المحافظات ونزوعها الى المركزية وعسكرة المجتمع مما خلق احباطا لدى المواطنين لما سببه ذلك من عرقلة تنفيذ المشاريع وايجاد فرص عمل وتحقيق شراكة حقيقية ( ولم ادع على الخصوص لإقليم سني غير اني وصفت حالة... أني رئيس لمجلس النواب وأتحدث باسم السنة والشيعة والأكراد وإذا لم أتمكن من ذلك فسأتخلى عن منصبي)، وأشار الى أن الدستور ينص على إقامة الأقاليم لكن هذا يجب ان يتم بصورة متأنية ومدروسة.. مشددا بالقول ( ليس من طبيعتي وسياستي الدعوة الى تقسيم العراق او التمييز بين العراقيين على اسس طائفية او قومية ) ، ووصف الضجة التي اثيرت حول تصريحاته بأنها مفتعلة وتقف وراءها اهداف سياسية للتغطية على النتائج (المثمرة) لزيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة، واكد النجيفي انه لن يتخلى عن وحدة العراق وسيادة شعبه لكنه أوضح ان هناك مطالب من سكان بعض المحافظات لانشاء اقاليم فيها مثل البصرة وواسط الجنوبيتين، وشدد على ضرورة ان تكون الاقاليم في حال انشائها على اسس جغرافية وليس طائفية او قومية، نافيا ان يكون قد بحث موضوع الاقاليم خلال زيارته للولايات المتحدة ومباحثاته مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ، وقد عد ائتلاف دولة القانون هذه التصريحات احياء لمشروع نائب الرئيس الامريكي بايدن لتقسيم العراق ،اما الكرد فعدوا الموضوع مخالفة دستورية تؤسس لاقليم طائفي بعيدا عن روح الدستور العراقي ، من جهتها نأت الكتلة العراقية التي ينتمي اليها النجيفي بنفسها عن تهديدات النجيفي بتشكيل أقليم سني في المناطق الغربية وأنفصاله عن العراق مؤكدة وقوفها بحزم ضد أية محاولة لتمزيق البلاد على أسس طائفية بغيضة وقالت ان العراقيين يدركون حجم المؤامرات التي تحاك ضدهم لاضعاف بلدهم وتمزيقه. وقالت الناطق الرسمي بأسم العراقية ميسون الدملوجي ( ان هذه التصريحات ربما جرى تحويرها ) مشددة على ( ان محاولات تقسيم العراق ليست بجديدة وان الشعب العراقي تصدى لها دوماً بشجاعة وأضافت ان أهالي البصرة قدموا مثلاً في الوطنية والغيرة على وحدة العراق حينما رفضوا مثل هذه المحاولات البائسة) ، كما جوبه هذا التصريح بالرفض الشديد من قبل الدكتور إياد علاوي رئيس القائمة حسبما ذكر مقربون من علاوي مؤكدين تذمره من هذا الاعتراف بالتخندق الطائفي والذي اقر به النجيفي علانية وأمام الإعلام وهو احد كبار قادة القائمة العراقية واعتبره ضربة سددت له شخصيا من قبل اطراف في القائمة ذاتها وانها اعلان موت القائمة نهائيا , وقال علاوي لمقربين منه ( ان النجيفي ورطنا بورطة كبيرة وعليكم معالجتها باي صورة ) واعلن لمقربين منه رفضه للتصريح بل وامتعاضه الشديد منه وانه قلق من تداعياته بل اعتبره علاوي تجاوزا عليه ومحاولة لسلب زعامة القائمة منه وتسويقها في المرحلة المقبلة بانها قائمة السنة ويجب ان يكون زعمائها من السنة وهو مايعني اعلان طرده من القائمة وزعامتها لانه ان تقبل وساند هذه التصريحات سيعلن افلاسه من الشعارات الوطنية غير الطائفية التي رفعها قبل واثناء الانتخابات امام العراقيين والاعلام وفي كل لقاءاته الصحفية ، ووصفت كتلة التحالف الكردستاني تصريحات النجيفي بشأن تشكيل إقليم للسنة بـ"غير الناضجة"، مؤكدة أن الشعب هو من يقرر تشكيل الأقاليم، وعزت أسباب تلك التصريحات إلى الخلافات بين القائمة العراقية ودولة القانون ، ورأى النائب عن ائتلاف دولة القانون عزت الشابندر أن تصريحات النجيفي حول انفصال السنة تضعه في خانة الأطراف التي تسعى إلى تقسيم العراق وتخلع عنه شرعية رئاسته، في حين ربط بين تصريحاته ومشروع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الداعي لتقسيم العراق ، وأثارت تصريحات النجيفي العديد من ردود الفعل الساخطة، فقد أكد النائب عن دولة القانون علي الشلاه، أن 52 نائباً من كتل مختلفة قدموا طلباً إلى البرلمان لمساءلة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بشأن تصريحاته حول انفصال السنة، فيما أعلن النائب عن تجمع عراقيون عبد الرحمن الويزي الذي يرأسه النجيفي عن انسحابه، عازياً السبب إلى تصريحاته الأخيرة ، كما اتهم المرجع الديني حسين المؤيد جهات سياسية قال إنها ( تحسب نفسها زوراً على السنة) بالتحرك لتقسيم العراق، معتبراً أنها تطلق تصريحاتها من أجواء لقاءات معلنة وغير معلنة مع الدوائر الأميركية، وفيما أكد أن السنة وقفوا منذ البداية ضد مشروع التقسيم ، مشيرا إلى أن الدستور العراقي الذي صيغ بإشراف الولايات المتحدة احتوى على عناصر تمزيق المجتمع تحت غطاء فدرالية الأقاليم ، فيما أعربت حركة سياسية مؤتلفة مع العراقية في نينوى، عن أسفها لتلويح رئيس البرلمان أسامة النجيفي بإمكانية ( انفصال السنة) معتبرة أن تصريحاته تلك مخالفة للدستور العراقي، فيما ذكرت بأن النجيفي كان في السابق من أشد المؤيدين لوجود دولة مركزية، مشددة على أن الانفصال يدفع بالبلاد الى حرب طائفية ، وقال الأمين العام لحركة العدل والإصلاح العراقي في نينوى عبد الله حميدي عجيل الياور إن ( من المؤسف جداً صدور تصريحات عن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، يلوّح فيها بانفصال السنة بسبب الإحباط الذي أصابهم جراء العملية السياسية )، مشدداً على أن ( وجود حاكم غير مقبول من شركائه لا يستدعي تقسيم العراق بل يجب البحث عن شركاء جدد للعملية السياسية) ، وقال النائب عن كتلة الاحرار رافع عبد الجبار ان تصريحات اسامة النجيفي الاخيرة تتناسب وتتناغم تماما مع توجهات القاعدة في عزل المنطقة السنية وتحقيق اهدافها التي رمت اليها بتقسيم العراق وتجزئته ، مضيفا ان اطلاق التصريحات هذه في امريكا يثير الريبة ،وانه يفهم كإملاءات امريكية تتوافق مع توجهات بايدن بتقسيم العراق الى ثلاث مناطق ، مشددا على ان المخرج الحقيقي للازمة هو وحدة العراق لان تقسيمه سيجعله فريسة للكل ، ومن يعتقد ان التقسيم فيه قوة فهو واهم وخاطئ لأنه سيجعل من العراق صيدا سهلا لأي دولة تحاول السيطرة عليه ، فيما اكد وائل عبد اللطيف إن ( المواد الدستورية التي تتيح تشكيل الاقاليم لم تتحدث عن تقسيم او انفصال، وان ماجاء في تصريحات رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي مطلب غير دستوري) ، مبينا ( لم يرد في الدستور تشكيل اقليم على اساس مذهبي او عرقي، بل ان ما اكد عليه الدستور هو اقامة اقاليم على اسس جغرافية ضمن العراق الفدرالي الاتحادي) ، وكم زلة لسان ( طائفية ) كهذه كشفت حقيقة مايفكر به بعض السياسيين الذين يتصدرون المشهد السياسي في بلاد امريكانستان ؟
منقول