24.02.2010 21:40
المايسترو فريد الله ويردي .. مؤلف ألحان النشيد الوطني العراقي
ينتمي المؤلف الموسيقي
فريد الله ويردي (1923 – 2007) الى جيل المبدعين الرواد الاوائل الذين ارسوا اسس الموسيقى الكلاسيكية في العراق في الخمسينيات والستينيات. وعمل مع زملاء له منهم منذر جميل حافظ وعبدالرزاق العزاوي ووارتان مانوكيان وبياتريس اوهانسيان وغيرهم الى جانب الموسيقيين الاجانب العاملين في العراق على نشر الثقافة الموسيقية الكلاسيكية في البلاد. علما بأنه سليل عائلة مسيحية معروفة في مدينة كركوك. وبدأ حياته الموسيقية هاويا بتأثير والدته الارمنية ذات الثقافة الرفيعة. ثم درس في كلية الحقوق في جامعة بغداد ، لكنه تعلم العزف على آلة الفايولا والتحق بمعهد الفنون الجميلة، وصار يقدم الحفلات الموسيقية في الاوساط الجامعية والثقافية ومنها في المعهد الثقافي البريطاني ببغداد. وحظي بدعم الشريف محي الدين حيدر مدير معهد الفنون الجميلة آنذاك. ومن ثم درس التأليف الموسيقي في باريس وموسكو ونيويورك. ومنح العديد من الجوائز منها جائزة الشرف لمدرسة الموسيقى الوطنية في سان –بريوس (فرنسا) وشهادة الشرف للرابطة الموسيقية العربية. وكانت له علاقات مع كثير من اشهر الموسيقيين في اوروبا وامريكا والعالم العربي.
وفي عام 1960 جاء الى موسكو والتحق بقسم الدراسات العليا في كونسرفتوار موسكو. وبرز آنذاك لدى تلحين بعض القطع والمؤلفات الموسيقية ومنها القصيدة السيمفونية " المنصورية" التي عزفت لاحقا في قاعة الكونسرفتوار واذيعت من محطة اذاعة موسكو بأداء الفرقة السيمفونية للأذاعة والتلفزيون ، ومقطوعة فانتازيا الكمان وسيمفونية "دجلة" التي لم تكتمل. وقد سعى فريد الله ويردي الى استلهام التراث الموسيقي العربي لدى تأليف اعماله الموسيقية. ولقي ذلك التثمين لدى اساتذته ومنهم الملحن الكبير آرام خاتشادوريان في كونسرفتوار موسكو. وفي موسكو تعرف على الفتاة ميلا التي اصبحت زوجته لاحقا وانجبت منه ولدا وبنتين. وقد رافقته زوجته الوفية طوال فترة حياته الصعبة في العراق وخارجه. وكان من ابرز اصدقاء فريد الله ويردي بموسكو الكاتب غائب طعمة فرمان والرسام محمود صبري.
ولدى عودة فريد الله ويردي الى بغداد عمل خلال 25 عاما كمدرس في معهد الفنون الجميلة وفي اكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد. وأدت اوضاع الحرب في العراق وانعدام الظروف لممارسة مهنته الى هجرة المايسترو الى الاردن حيث عمل في جامعة اليرموك في اربد. وفي الاعوام الاخيرة من حياته انتقل الى دبلن في ايرلندا حيث وافاه الاجل المحتوم وهو يصارع المرض والغربة بعيدا عن ارض وطنه مثل الكثيرين من المبدعين العراقيين الآخرين في هذه الفترة.
وبالرغم من انه قضى الشطر الاكبر من حياته في العراق فأنه لم يقدر في بلاده حق قدره ولم يثمن اسهامه في نشر الثقافة الموسيقية فيها ، بل حتى لوحق لأسباب سياسية بسبب قيامه بتأليف النشيد الوطني العراقي بعد قيام ثورة 14 يوليو/تموز عام 1958 والذي حظي بأعجاب زعيم البلاد آنذاك عبدالكريم قاسم. وقد شهدت البلاد انتكاسات عديدة بعد ذلك وادت الى ايقاف نشاط الفرقة السيمفونية الوطنية التي عمل فريد الله ويردي الكثير من اجل تأسيسها كما زالت من الوجود فرقة الانشاد والمحاولات لتكوين اوبرا والتي اعتبرها الموسيقي الى جانب الاوركسترا السيمفونية الاساس لقيام نهضة موسيقية في العراق.
http://arabic.rt.com/news_all_news/info/42873/
المايسترو فريد الله ويردي .. مؤلف ألحان النشيد الوطني العراقي
المايسترو فريد الله ويردي .. مؤلف ألحان النشيد الوطني العراقي |
ينتمي المؤلف الموسيقي
فريد الله ويردي (1923 – 2007) الى جيل المبدعين الرواد الاوائل الذين ارسوا اسس الموسيقى الكلاسيكية في العراق في الخمسينيات والستينيات. وعمل مع زملاء له منهم منذر جميل حافظ وعبدالرزاق العزاوي ووارتان مانوكيان وبياتريس اوهانسيان وغيرهم الى جانب الموسيقيين الاجانب العاملين في العراق على نشر الثقافة الموسيقية الكلاسيكية في البلاد. علما بأنه سليل عائلة مسيحية معروفة في مدينة كركوك. وبدأ حياته الموسيقية هاويا بتأثير والدته الارمنية ذات الثقافة الرفيعة. ثم درس في كلية الحقوق في جامعة بغداد ، لكنه تعلم العزف على آلة الفايولا والتحق بمعهد الفنون الجميلة، وصار يقدم الحفلات الموسيقية في الاوساط الجامعية والثقافية ومنها في المعهد الثقافي البريطاني ببغداد. وحظي بدعم الشريف محي الدين حيدر مدير معهد الفنون الجميلة آنذاك. ومن ثم درس التأليف الموسيقي في باريس وموسكو ونيويورك. ومنح العديد من الجوائز منها جائزة الشرف لمدرسة الموسيقى الوطنية في سان –بريوس (فرنسا) وشهادة الشرف للرابطة الموسيقية العربية. وكانت له علاقات مع كثير من اشهر الموسيقيين في اوروبا وامريكا والعالم العربي.
وفي عام 1960 جاء الى موسكو والتحق بقسم الدراسات العليا في كونسرفتوار موسكو. وبرز آنذاك لدى تلحين بعض القطع والمؤلفات الموسيقية ومنها القصيدة السيمفونية " المنصورية" التي عزفت لاحقا في قاعة الكونسرفتوار واذيعت من محطة اذاعة موسكو بأداء الفرقة السيمفونية للأذاعة والتلفزيون ، ومقطوعة فانتازيا الكمان وسيمفونية "دجلة" التي لم تكتمل. وقد سعى فريد الله ويردي الى استلهام التراث الموسيقي العربي لدى تأليف اعماله الموسيقية. ولقي ذلك التثمين لدى اساتذته ومنهم الملحن الكبير آرام خاتشادوريان في كونسرفتوار موسكو. وفي موسكو تعرف على الفتاة ميلا التي اصبحت زوجته لاحقا وانجبت منه ولدا وبنتين. وقد رافقته زوجته الوفية طوال فترة حياته الصعبة في العراق وخارجه. وكان من ابرز اصدقاء فريد الله ويردي بموسكو الكاتب غائب طعمة فرمان والرسام محمود صبري.
ولدى عودة فريد الله ويردي الى بغداد عمل خلال 25 عاما كمدرس في معهد الفنون الجميلة وفي اكاديمية الفنون الجميلة بجامعة بغداد. وأدت اوضاع الحرب في العراق وانعدام الظروف لممارسة مهنته الى هجرة المايسترو الى الاردن حيث عمل في جامعة اليرموك في اربد. وفي الاعوام الاخيرة من حياته انتقل الى دبلن في ايرلندا حيث وافاه الاجل المحتوم وهو يصارع المرض والغربة بعيدا عن ارض وطنه مثل الكثيرين من المبدعين العراقيين الآخرين في هذه الفترة.
وبالرغم من انه قضى الشطر الاكبر من حياته في العراق فأنه لم يقدر في بلاده حق قدره ولم يثمن اسهامه في نشر الثقافة الموسيقية فيها ، بل حتى لوحق لأسباب سياسية بسبب قيامه بتأليف النشيد الوطني العراقي بعد قيام ثورة 14 يوليو/تموز عام 1958 والذي حظي بأعجاب زعيم البلاد آنذاك عبدالكريم قاسم. وقد شهدت البلاد انتكاسات عديدة بعد ذلك وادت الى ايقاف نشاط الفرقة السيمفونية الوطنية التي عمل فريد الله ويردي الكثير من اجل تأسيسها كما زالت من الوجود فرقة الانشاد والمحاولات لتكوين اوبرا والتي اعتبرها الموسيقي الى جانب الاوركسترا السيمفونية الاساس لقيام نهضة موسيقية في العراق.
http://arabic.rt.com/news_all_news/info/42873/