بتاريخ : الإثنين 13-06-2011 04:18 مساء
القاضي باسم ظاهر ثروة قانونية ضائعة
المحامي صالح المالكي
Saleh.najim_(a)_yahoo.com
عرفته أنساناً هادئاً مبتسماً ولطيفاً ولايسمع له صوت عالٍ وتلمست فيه الثقافة والابداع في مجال أختصاصه قانون الاحوال الشخصية ومن خلال لقاءاتي المستمرة معه في البرامج القانونية بوسائل الاعلام المرئي وبالتحديد في الفضائيات ،ومن خلالا مقالاته في اختصاصه اعلاه والتي نشرناها سابقاً في صفحتنا القانونية فهو مبدع في المقالات المتعلقة في سن الزواج الشرعي والا ستثناءات الواردة عليه وكذلك تعليقاته على قرارات محكمة التمييز الاتحادية في احكام الطلاق والتفريق والحضانة وغير ذلك .وكذلك عرفته عضواًنشطاً في جمعيته القضاء العراقي بعد ما حاز في الانتخابات أصوات كثيرة أهلته أن يكون عضواً بارزاً في هذه الجمعية .لكني اعجبت به عندما شاهدته مراراً وهو يستقبل طلبات المواطنين لابرام عقود الزواج لهم في ساحة المحكمة وليس في مكتبه،أنه القاضي باسم ظاهر كمر هذا القاضي الشاب الذي عشق محاكم الاحوال الشخصية أعتاد أن يخرج يومياً في الصباح الباكر من داره الى مقر عمله في محكمة الاحوال الشخصية في البياع سالكاً الطريق السريع الممتد من ساحة عدن مروراً بحي العدل منتهياً بمنطقة البياع .وفي يوم الخميس الماضي المصادف 9 حزيران 2011 واثناء قيادته لسيارته البلايزر الحكومية ذات الدفع الرباعي وعند وصوله الى المنطقة القريبة لجسر العدل قامت زمرة جبانة بالاصطفاف بجانب سيارته وامطرته بوابل من الرصاص بأسلحة كاتمة الصوت وعلى اثر الاصابة سقط جسمه على المقعد الامامي المجاور له وبكل حسرة والم فأن جميع هذه الاطلاقات استقرت في رأسه وغطت الدماء المكان ورغم ذلك فأن الروح لم تفارقه وبقى قلبه ينبض واثناء ذلك مر أحد زملائه وهو القاضي (س) الذي ابلى بلاء حسنا وفعلاً لايوصف وشجاعة نادرة فقد أخلا (ابا طيبة) وهو ملطخ بالدماء الى مستشفى الشعلة بعدما نادى الى الاسعاف والقوات الامنية ورئيسه المباشر وخلال فترة دقائق ليست بالطويلة تم وصولهم الى المستشفى المذكور وقد قام العديد من الاطباءفي هذا المستشفى ببذل الجهود الكبيرة من اجل أنقاذ القاضي المصاب من خلال اجراء العملية له في رأسه وبعد ثلاث ساعات وبدون جدوى ولشدة الاصابة بالرأس فقد فارق الحياة هذا القاضي الباسم ولكن بلا وداع وسط دموع زملائه القضاة وموظفيه واحبته المحامين الذين كانوا ينتظرون الاخبار في باب المستشفى وبذلك ينضم (ابو طيبة) الى قافلة الشهداء القضاة والمحامين الى جانب نعيم العكيلي و ابراهيم الهنداوي وجاسم وهب وطعمة التميمي ومحمد غالي واسعد زنكنة وسمير جعفر ومعن الموسوي وغيرهم .ولكن يبقى السؤوال المحير لماذا لم يكن هناك دور لمجلس القضاء الاعلى لمتابعة الحالة الصحية لهذا القاضي اثناء رقوده في المستشفى وكذلك في مجلس العزاء وخصوصا في الايام الاولى سيما وانه من القضاة المتميزين وعضواً في السلطة القضائية ثم ما هو دور جمعية القضاء العراقي بعد أن قتل هذا القاضي بدم بارد كل هذه الاسئلة نضعها على طاولة السادة المسؤولين في هاتين المؤسستين القضائيتين وأخيراً ًندعو من الله أن يسكن الشهيد باسم فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان الفاتحة
http://almowatennews.com/news.php?action=view&id=22326