الكويت تتمادى
علي الخياط
علي الخياط
ما تزال دولة الكويت الصغيرة بمقاييس التاريخ والجغرافية والبيئة تتصرف كطفل صغير لا يقبل عذراً في حاجة يبتغيها ولا يرضى حتى ينالها واذا تعرض الى سؤال او عتب اخذ بالصراخ والبكاء ورمي الاشياء.
ومنذ عام 1991 عندما ارتكب صدام حسين حماقة الغزو الهوجاء واجتاح المدينة الغافية على شاطيء الخليج وحتى بعد هروبه ذليلا صاغراً تحت ضربات الحلف الغربي فان الكويت لم تقبل بكل التنازلات والقرارات الدولية والحصارات وموت الاف الاطفال والشيوخ ودمار البيئة والاقتصاد والقرارات والبنود التي كبلت العراق باصفاد حقد كان ضحيته الشعب بينما يعيش النظام في بحبوحة في القصر الجمهوري وتتنعم عائلة الطاغية وعشيرته واهله واتباعه وجلادوه لم يصبهم اذى او حيف جراء العقوبات الدولية. كان اطفال العراق يموتون في المستشفيات وكان صدام حسين يستعرض جنائزهم في الشوارع غير عابئ بدموع الثكالى وحسرات الامهات وكان الاخوة في الكويت يضحكون في سرهم وكان الميت والجائع والذليل هو صدام حسين وفي الحقيقة ان الجائع والمحروم والمريض والميت هو شعب العراق باطفاله وشيوخه حيث كان يلوك الصخر خبزاً ولا يجد من الدواء ما يشفي العلة.
الاخوة في الكويت ما زالوا يلاحقون العراق حتى بعد ان قبر الدكتاتور وشلة القتلة معه فمن الحصار الى القرارات الدولية المجحفة الى التعويضات الى العقود الى شراء الطائرات الى بناء الموانئ الى التضييق على العراقيين في الخارج الى منعهم من زيارة الكويت كلها اجراءات تتخذ قصد الانتقام والتشفي فقبل يومين قامت السلطات الكويتية بالضغط على الجهات الاردنية وحجز مكتب الخطوط الجوية في عمان وما زال دم ميناء مبارك لم يبرد بعد.
فالكويت تستعد لبناء اكبر الموانئ المسمى مبارك على جزيرة بوبيان والمطلة على المنفذ البحري الوحيد للعراق على الخليج والواصل بينه والعالم الخارجي برغم ان الكويت عبارة عن ميناء لان المدينة كلها ممتدة على الساحل وهي ليست بحاجة لموانئ في حين ان العراق تنتظره ظروف صعبة وهو بحاجة لاستخدام الموانئ التي يملكها في حركة الاستيراد والتصدير ويحاول ان يبني ميناء الفاو الكبير فاذا نجحت الكويت في بناء ميناء مبارك فانها ستحجب العراق عن المساحة المائية الدولية التي تمر فيها السفن والبواخر العملاقة.
واذن فان الكويت في حاجة الى مراجعة سياساتها الحمقاء اتجاه العراق والعمل على تجاوز المرحلة الماضية حيث قدم العراق ما يفوق الحاجة من التنازلات واظهر حسن النية للكويتيين واذا لم يفعلوا ما يتلاءم والعقل والضمير والاعراف والحكمة فانهم سيدفعون ثمناً باهضاً في المستقبل القريب