الأحد، 29 أيار/مايو 2011، آخر تحديث 15:05 (GMT+0400)
"باسم يوسف شو": السخرية من وحي الثورة
متابعة: سامية عايش
باسم يوسف في لقطة من برنامجه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) - "باسم يوسف شو" هو اسم برنامج بدأ يحظى باهتمام الكثيرين في فترة ما بعد الثورة، وأسباب ذلك تعددت، فالبرنامج لا يبث على أي محطة تلفزيونية وإنما عبر قنوات يوتيوب، وهو ما يجعله برنامجا يخلو من توجه سياسي أو فكري محدد، كما أن مقدمه ليس بإعلامي شهير أو متمرس، وإنما هو طبيب جراح لديه اهتمامات إعلامية قرر تفجيرها في مرحلة ما بعد ميدان التحرير.
أما السبب الأخير والأهم هو اعتماد البرنامج على السخرية والانتقاد المباشر، أي من دون حاجز الخوف من الإساءة، وفي نفس الوقت دون القذف بأي من الأطراف المذكور اسمها في الحلقة.
وللتعريف بالبرنامج، كتب القائمون عليه على صفحتهم في الفيسبوك: "برنامج مالوش أي لازمة، لرصد التغطية الإعلامية الأمينة والمحترمة لأيام الثورة. نحن نؤمن بالديمقراطية والتعبير عن الرأي. فمن حقك تقول رأيك، ومن حقنا إن إحنا نتريق عليك. ولأننا نؤمن بالتسامح وإعطاء فرصة أخرى لكل من أخطأ ولعب في دماغ الشعب، فنحن بدورنا على استعداد للتسامح معكم بس بعد ما نلعب في دماغكم احنا كمان. ولذلك، إلى كل من أخطأ في حق الشعب المصري، بتضليله والضحك عليه، نهدي لكم هذا البرنامج ونتمنى أن يحوز غضبكم، وعلى الله تحسوا على دمكم."
وحتى كتابة هذا التقرير، تم إنتاج سبع حلقات من هذا البرنامج، تناول بعضها تصريحات الفنانين المصريين بشأن ما يحدث في ميدان التحرير، كحلقة عفاف شعيب وحلقة أخرى عن تصريحات لطلعت زكريا، كما تناولت إحدى الحلقات تغطية برنامج الإعلاميين سيد علي وهناء السمري على قناة المحور لأحداث الثورة، ومحاولة حجب الحقائق، ونقل صورة مخالفة تماما لما يجري على أرض الواقع.
ففي حلقة الفنانة عفاف شعيب، استكمل باسم يوسف مسلسل السخرية من بعض الفنانين المصريين الذين كان لهم باع طويل في السينما المصرية، والضحية في هذه الحلقة هي الفنانة عفاف شعيب، التي أدلت بتصريحات غريبة أيام الثورة يعتقد بأنها أساءت وبشكل واضح للشباب الذي بقوا 18 يوما يطالبون بحقوقهم في ميدان التحرير.
فشعيب تحدثت عن أن الثورة تسببت في "حرمان" بعض الأطفال من تناول ما يشتهون من أطعمة ومشروبات، ومن بينها البيتزا، فابنة أخيها حرمت من تناول البيتزا، والكباب، والريش، التي، وعلى حد قول باسم يوسف، يعتقد الشعب المصري أنها مرض أو نوع من أنواع الأدوية.
ومع اقتراب الحلقة من نهايتها، يعرض باسم يوسف مقطعا لشعيب وهي تتأسف على دفعها الضرائب المترتبة عليها لهذا العام، وتضيف بالقول إنها لو كانت تدري أن الثورة ستقوم، لما كانت ستدفعها، فينتقدها باسم يوسف بالقول: "هو ده كل اللي هامك؟ خلاص، السنة الجاية لما نقرر نعمل ثورة، حنبكرها شوية، علشان ما تدفعيش الضرايب."
وفي الحلقة الأخيرة من البرنامج، نزل باسم يوسف وطاقمه لميدان التحرير لاستطلاع آراء الجماهير بشأن مرحلة ما بعد الثورة. الحلقة تميزت بإخراجها وطريقة تنفيذها، ودمج الصوت مع الصورة لتقديم الإيحاء بتصاعد نجم الشباب المصريين في تلك الساحة.
وخلال فترة قصيرة، لمع نجم باسم يوسف بحيث أصبح واحدا من وجوه الثورة، فإلى جانب كونه نجح في تقديم حلقات ساخرة من وحي الثورة والثوار، كان هذا الطبيب أيضا متواجدا بصورة دائمة في ميدان التحرير كطبيب متطوع، لإسعاف ضحايا العنف المتكرر في ذلك الوقت، ولذلك ألفه الجميع، وهو أمر ساعده كثيرا فيما بعد عند إعداد تلك الحلقات.
وتحتوي القناة الخاصة ببرنامج باسم يوسف على جميع حلقات البرنامج، إضافة إلى عدد من اللقاءات التي تم إجراؤها معه عبر بعض المحطات الفضائية.
http://arabic.cnn.com/2011/entertainment/5/29/bassem.yousef.show/index.html