السبت، 14 أيار/مايو 2011، آخر تحديث 00:11 (GMT+0400)
القذافي للناتو: لن يمكنكم الوصول إلى مكاني
القذافي يعتبر أن مقتله لن يقضي على روحه
طرابلس، ليبيا (CNN)-- مع تزايد التكهنات حول الوضع الصحي للزعيم الليبي معمر القذافي، في أعقاب الغارات التي شنتها مقاتلات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، استهدفت منطقة "باب العزيزية"، التي يقيم فيها بالعاصمة طرابلس، بث التلفزيون الليبي مساء الجمعة، تسجيلاً صوتياً منسوباً إليه، أكد فيه أنه متواجد في مكان لن يتمكن الناتو من الوصول إليه.
وقدم القذافي، في الرسالة التي أعاد التلفزيون الرسمي بثها عدة مرات مساء الجمعة، الشكر لمن سأل عليه وعلى أفراد أسرته، كما حيا أرواح "الشهداء" الذين سقطوا نتيجة غارات حلف الأطلسي على بلاده، قائلاً إنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل بلدهم، كما أدان القصف الجوي الذي شنته قوات الناتو على منطقة "باب العزيزية" الخميس.
كما وجه القذافي رسالة إلى الناتو، قائلاً إنه في مكان لن يمكنهم الوصول إليه، وتابع بقوله: "أنا في قلوب الملايين"، وأضاف أنهم حتى لو قتلوا جسده، فإنهم لن يستطيعوا أن يقتلوا روحه.
وكان متحدث باسم الحكومة الليبية قد نفى في وقت سابق الجمعة، صحة تقارير رجحت إصابة القذافي، في قصف لحلف الأطلسي على مقر إقامته في منطقة "باب العزيزية" بالعاصمة الليبية، وأكد أن القذافي متواجد في طرابلس، وبحالة صحية جيدة.
وفيما وصف المتحدث الليبي تلك التقارير بأنها "محاولة مكشوفة من جانب حلف الأطلسي للفت الأنظار على المذبحة التي ارتكبها في البريقة"، فقد أكد مكتب الناتو، في مدينة "نابولي" الإيطالية لـCNN أن مقاتلات الحلف شنت غارة جوية على مدينة البريقة، في وقت مبكر الجمعة، استهدفت موقعاً تابعاً لكتائب القذافي.
جاءت تصريحات المتحدث باسم الحكومة الليبية رداً على تلميحات سابقة لوزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، في مقابلة مع "إذاعة روما" الجمعة، ذكر فيها أنه "من المرجح جداً" أن القذافي غير متواجد حالياً في طرابلس، وربما يكون مصاباً.
في الغضون، نفى المتحدث باسم الثوار المناهضين لنظام القذافي، أحمد باني، سقوط أي قتلى بين المدنيين جراء القصف الذي نفذته طائرات مقاتلة تابعة لحلف الأطلسي في مدينة البريقة، فيما بث التلفزيون الليبي لقطات قال إنها لموقع تعرضت لقصف جوي في البريقة وطرابلس.
وقال باني في تصريحات لـCNN من مدينة "بنغازي"، المعقل الرئيسي للثوار في شرق ليبيا، إن كل المدنيين غادروا المدينة، أما المدنيين الباقين فهم من العناصر الموالية لكتائب القذافي.
وأثار الغياب الغامض للقذافي، منذ آخر ظهور علني له قبل ما يقرب من أسبوعين، تساؤلات حول مصير العقيد الذي يحكم ليبيا منذ أكثر من أربعة عقود، خاصةً وأن هذا الغياب جاء بعد غارة شنها حلف الناتو على طرابلس، قالت السلطات الليبية إنها أسفرت عن مقتل أحد أبناء القذافي، وثلاثة من أحفاده.
ولكن بعد ساعات من سريان تكهنات حول مصير الزعيم الليبي، ظهر الأخير على التلفزيون الرسمي مساء الأربعاء، الذي عرض مشاهد للقاء جمعه مع من وصفوا بأنهم "أعيان قبائل المنطقة الشرقية"، التي تعتبر المعقل الأساسي للثوار ضد نظامه.
جاء ظهور القذافي خلال اجتماع قيل إنه تم في فندق بطرابلس، وقال مقدم التلفزيون الليبي: "لقد التقى القائد مع وفد من وجهاء القبائل في الشرق، قبل ساعات، وهذا يظهر الالتحام بين الشعب وقائده، وهم منتصرون بإذن الله."
وعرضت الكاميرا ما يشير إلى تاريخ الحادي عشر من مايو/ أيار، ومن ثم بثت لقطات يظهر فيها القذافي وهو يجلس على مقعد مع "الوجهاء"، الذين جلسوا مقابله، وقال له أحدهم: "دعني أقول شيئاً أيها القائد العزيز.. أقسم بالله أنك ستنتصر."
وكان آخر ظهور علني للقذافي في 30 أبريل/ نيسان الماضي، عندما دعا حلف الأطلسي إلى وقف الهجمات الجوية على بلاده، وهو نفس اليوم الذي استهدفت فيه غارة جوية، شنتها مقاتلات الناتو، أحد المواقع التابعة للزعيم الليبي في طرابلس، وهي الغارة التي وصفتها الحكومة الليبية بأنها "محاولة لاغتيال القذافي"، أسفرت عن مقتل أصغر أبنائه، سيف العرب.
وفي أعقاب تلك الغارة، قال المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، في مؤتمر صحفي عُقد على نحو عاجل، إن القذافي وزوجته كانا متواجدين في منزل سيف العرب، الذي استهدفه صاروخ أطلقته قوات الناتو، إلا أنهما نجيا من القصف وحالتهما "طيبة"، مشيراً إلى أن القصف أسفر أيضاً عن مقتل ثلاثة من أحفاد الزعيم الليبي، الذي اختفى عن الأنظار منذ تلك اللحظة.
http://arabic.cnn.com/2011/libya.2011/5/13/gadhafi.audiomessage/index.html