السبت، 14 أيار/مايو 2011، آخر تحديث 00:10 (GMT+0400)
الأردن: الآلاف يزحفون نحو حدود إسرائيل بذكرى النكبة
متابعة: هديل غبون
آلاف الأردنيين يتحشدون بمنطقة
''الشونة'' الحدودية مع إسرائيل
''الشونة'' الحدودية مع إسرائيل
عمان، الأردن (CNN)-- احتشد الآلاف من الأردنيين في منطقة "الشونة" الجنوبية، المحاذية للحدود الأردنية الإسرائيلية الجمعة، لإحياء ذكرى "النكبة" الفلسطينية، التي تصادف 15 مايو/ أيار من كل عام، وسط دعوات منددة ورافضة لكل من ينادي بالوطن البديل، وإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
وزحف الآلاف من مختلف محافظات المملكة، باتجاه منطقة "الكرامة"، من خلال تسيير مئات الحافلات، والتي تجمهر ركابها في مهرجان حمل شعار "مسيرة العودة.. ولا للوطن البديل"، فيما شهدت العاصمة عمان خروج مسيرتان للتضامن مع القضية الفلسطينية، إحداهما في وسط البلد، والأخرى في شارع الجامعة الأردنية.
وأعلنت النقابات المهنية الأردنية، والحركة الإسلامية، وعدد من أحزاب المعارضة، عن تنظيم مهرجان الكرامة، للتذكير بحق العودة والتمسك به، مع الترحيب بالمصالحة الفلسطينية، ودعوتها إلى الالتزام باتفاقها.
ووجه المحتشدون، الذين رفعوا لافتات "الشعب يريد تحرير فلسطين"، صرخاتهم إلى الاحتلال الإسرائيلي، خلال تواجدهم في المهرجان الذي يطل على جبال مدينة القدس، بالقول: "63 عاماً من عمر النكبة، والعودة أصبحت أقرب."
وأطلق المنظمون البالونات التي تحمل ألوان علم فلسطين في السماء، ووجهوها نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما رسم المئات من الأطفال المشاركين، خارطة فلسطين على وجهوهم.
وقال ممثل الحركة الإسلامية في المهرجان، القيادي البارز حمزة منصور، إن توافد الآلاف إلى موقع المهرجان، وبما يمثل أطياف العشائر والشيوخ وحرائر الأردن والأردنيين، ما هو إلا دليل على "التمسك بحق عودة اللاجئين"، مضيفاً بالقول: "إنه خير رد على من يسعى إلى تمزيق العرب إلى عربين."
وأضاف منصور أن "وجودنا هنا في الكنف المتقدم من أكناف بيت المقدس، حيث نعاين مآذن القدس، ومرتفعات نابلس، وعلى مقربة من نهر الأردن، هو تأكيد على أن الأردن سيبقى أرض الحشد، ومنطلق التحرير، ولن تفلح معاهدة وادي عربة، ولا الآلة العسكرية الصهيونية، و الدعم الغربي غير المحدود، في مصادرة حقنا في التحرير والعودة، وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس."
كما دعا منصور، من جهته، قادة حركتي المقاومة الإسلامية "حماس" و"فتح" الفلسطينيتين، إلى الالتزام باتفاق المصالحة، الذي تم التوقيع عليه في العاصمة المصرية القاهرة مؤخراً، مع الحفاظ على "حق المقاومة الكاملة"، مرحباً في الوقت ذاته بالمصالحة.
وفيما تمحورت خطابات المهرجان حول حق العودة، بيد أنها اعتبرت أن الاحتفاء بذكرى النكبة تزامناً مع الثورات التي يشهدها العالم العربي، مدعاة للاستمرار بالإصلاح السياسي الشامل.
وقدرت جهات منظمة للمهرجان أعداد المشاركين بما يزيد عن 10 آلاف مشارك، يمثلون 150 جهة وأحزاب سياسية وفعاليات شعبية وجمعيات، من تيارات سياسية إسلامية ويسارية وقومية.
واتشح المشاركون بالكوفيات الفلسطينية السوداء، كما رفع البعض منهم نماذج لمفاتيح قديمة وقواشين منازلهم، تعبيراً عن التأكيد على حق العودة إلى الديار التي هجروا منها.
من جهته، قال ممثل النقابات المهنية الأردنية، الدكتور محمد عبابنة: "نحن نقف اليوم هنا لننحاز إلى جانب فلسطين التاريخية.. وهذا الكيان الذي قتل وشرد أهلنا ودمر بيوتنا وشتت شملنا، لن نعترف به، ولن نسلم له، مهما طال الزمن، ومهما حاول عملاؤه، ومعهم أمريكا، سنبقى نؤمن بأن فلسطين لنا، والقدس لنا، ويافا وعكا لنا، ولن نسلم الراية، ولن نعترف بإسرائيل."
وتعانقت الأعلام الفلسطينية والأردنية ، فيما وقع المشاركون على لوحة جدارية من القماش، تتضمن تعهدهم بالتمسك بحق العودة، مدونين أسماء بلداتهم التي هجروا منها عام 1948.
وقالت الشابة هديل البلبيسي، المشاركة في المهرجان في تصريحات لـCNN بالعربية: "جئت اليوم للمشاركة في المهرجان، للتأكيد على تمسكي بحق العودة، رغم أنني لم أزر فلسطين يوماً، أو البلدة التي هجر منها أجدادي في عنبتا."
وأضافت البلبيسي: "حق العودة حق مقدس، وأي حديث عن وطن بديل للفلسطينيين في الشتات، هو أمر غير قابل للتفاوض، ولا يمكن التنازل عنه."
وأكد الحاج بكر شاهين أنه قدم إلى حضور المهرجان لرفضه التنازل عن العودة إلى فلسطين، وأضاف بالقول: "عمري من عمر نكبة فلسطين، وإن لم أعد أنا سيعود أبنائي أو أحفادي إلى نابلس."
وتقدر نسبة الأردنيين من أصول فلسطينية في الأردن، حسب النسب المعلنة، بنحو 48 في المائة، يحمل غالبيتهم الجنسية الأردنية.
وبحسب مشاهدات رصدتها CNN بالعربية، فقد اتخذت تدابير أمنية إضافية لتسهيل حركة عبور الحافلات إلى منطقة الكرامة في الشونة، ولم يلاحظ تسجيل أية احتكاكات، مع تواجد أمني تنظيمي لحركة السير إلى الأغوار.
وفيما تستأنف النقابات المهنية فعالياتها لإحياء ذكرى النكبة، من خلال اعتصام من المقرر تنفيذه أمام هيئة الأمم المتحدة في عمان مساء الأحد، بدأت مجموعة، أطلقت على نفسها اسم "تجمع شباب 15 أيار"، بالتجمهر قرب مسجد الجامعة الأردنية مساء الجمعة، للمبيت والانطلاق سيراً على الأقدام، باتجاه معبر جسر الملك حسين الحدودي مع إسرائيل.
وقال نهاد زهير، الناشط في 15 أيار، لـCNN بالعربية، إن الفعالية تمت الدعوة إليها من خلال موقع الفيسبوك، ليصار إلى التوجه إلى الحدود، وتنفيذ اعتصام عند أول أقرب نقطة تصل إليها المجموعة.
وبينما يتواجد نحو 200 من الشباب الذين لبوا الدعوة ، أضاف زهير بالقول إن المبادرة تأتي "لإنهاء ذكرى النكبة" في ظل الثورات العربية القائمة.
ومن المقرر أن تنطلق المجموعة صباح السبت، بمشاركة ناشطين أتراك، بحسب أعضاء شباب 15 أيار، في حين لم تتعرض فعالياتها إلى أية مضايقات أو محاولات منع من قوات الأمن الأردنية، التي تواجدت في الموقع بشكل أقل من المتوقع.
يأتي الحراك الشعبي الداعم لحق عودة الفلسطينيين إلى مناطقهم التي جرى تهجيريهم منها، بعد أسابيع من التهدئة، التي أطلقتها قوى المعارضة، للمطالبة بالإصلاح السياسي في البلاد، فيما من المتوقع أن تستأنف تلك القوى حراكها خلال الأسابيع المقبلة.
http://arabic.cnn.com/2011/middle_east/5/14/nakba.jordan/index.html