ألكساندر غوستاف إيفل (بالفرنسية: Alexandre Gustave Eiffel) هو مهندس ومعماري فرنسي، . إشتهر بتصميم المنشآت المعدنية - سواء كانت كباري أو سكك حديدية - لكن أشهرها كل من تمثال الحرية في نيو يورك وبرج إيفل - الذي حمل عنه إسمه منذ عام 1889 وحتي يومنا هذا.
ولد في 15 ديسمبر 1832، في مدينة ديجون (تكتب بالفرنسية Dijon) شرق فرنسا. وأتم تعليمه وهو في الثالثة والعشرين من عمره بمدرسة الفنون والصناعة (بالفرنسية: Ecole Centrale des Arts et Manufactures)، وذلك في عام 1855، وهو نفس العام التي إستضافت فيه باريس أول معرض دولي علي أرضها.
بدأ إيفل حياته المهنية بالعمل في جنوب غرب فرنسا، حيث أمضي عده سنوات في كمهندس للإشراف علي الأعمال الهندسية لصالح السكك الحديدية الفرنسية، ومن خلال هذه الوظيفة شارك في بناء كوبري السكة الحديدية في بوردو (بالفرنسية: Bordeaux) في عام 1864.
في الفترة بين عامي 1864-1866، شارك إيفل في دراسات عن قناة السويس المصرية. ولاحقا في عام 1866 قام بتأسيس مكتبه الهندسي الخاص، والذي من خلاله بدأ القيام بتنفيذ العديد من المنشآت المعدنية - بخاصة الكباري - في دول مختلفة مثل البرتغال، أسبانيا، رومانيا، وفرنسا.
في عام 1876، ذاع صيته حينما تم إختيار تصميمه الذي تقدم به للمسابقة الدولية لتصميم وبناء كوبري نهر دورو (بالبرتغالية: Douro) في البرتغال. وقد تم إختيار التصميم لتميزه من ناحية الجمال، ورخص تكلفة إنشاؤه - مقارنة بالتصميمات الآخري التي تقدمت لهذه المسابقة - بالإضافة إلي تطبيقه لنظريات جديدة في الهندسة الإنشائية القائمة علي إكتشافات ماكسويل في 1864. وقد قام بإفتتاح هذا الكوبري في 1877 كل من لويس الأول (بالبرتغالية: Luis I) ملك البرتغال وماريا بيا (بالبرتغالية: Maria Pia) ملكة البرتغال، وقد سمي الكوبري علي إسمها. ظل هذا الكوبري يعمل حتي عام 1991 - أي لمده 114 عام - حيث جري إستبداله.
في عام 1900 قام بتصميم مبني لاروش (بالفرنسية: La Ruche)، وهو مبني دائري مؤلف من ثلاثة طوابق، إنشيء بصورة مؤقته كروتاندا لحفظ الخمر في المعرض الدولي الذي أقيم بباريس عام 1900، وقد أصبح هذا المبني - بدوره - أحد المعالم الأثرية للمدينة اليوم.
آواخر حياته :
في عام 1889 تعرض إيفل لفضيحة مالية مع فرديناند دى لسبس في مشروع قناة بنما، لكن تم تبرئته لاحقا منها. وعلي آثر هذه الفضيحة، قرر إيفل أن يتفرغ تماما للبحث العلمي، وقد قضي بالفعل الثلاثين عاما الأخيره من عمره يعمل في أبحاث مقاومة المباني للرياح وتصميم نفق الرياح، حتي توفي في منزله بباريس بعد حياة حافلة بالعطاء والتميز في 27 ديسمبر 1923 عن عمر يناهز 91 عاما.
أشهر أعماله: مرصد نيس (1879-1886) -تمثال الحرية (1885-1886) -برج إيفل (1887-1889)
برج إيفل (بالفرنسية: Tour Eiffel) هو برج حديدي يوجد في شامب دي مارس (ساحة مارس) بالقرب من نهر السين في باريس. حمل اسمه عن مصممه غوستاف إيفل، ويعتبر من أكثر المزارات شهرة في أوروبا نظرا لعدد زواره الذي تخطى حاجز ستة مليون زائر سنوياً (في 2005).
نبذة تاريخية
قام غوستاف إيفل بتصميم البرج ليكون مدخلاً مميزاً للمعرض الدولي 1889 في باريس، والذي وافق الذكرى المئوية للثورة الفرنسية حيث أظهر القدرة التقنية الفرنسية آنذاك. وقد بلغت تكلفة بناء البرج وقت الإنشاء حوالي 7,800,000 فرنك ذهبي فرنسي، وتم استرداد الكثير منها من مبيعات التذاكر هذا المعرض.
في عام 1964 تم تسجيل البرج على لائحة الآثار التاريخية لمدينة باريس.
التصميم والإنشاء
إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة
بدأت أعمال الإنشاء في 26 يناير 1887، واستمرت لمدة 26 شهراً بمشاركة ما يقرب من 50 مهندساً و 300 عامل؛ حيث تم في الخمسة أشهر الأولى بناء الأساسات بينما استغرق بناء البرج الواحد وعشرين شهراً التالية، لتنتهي جميع الأعمال في 31 مارس 1889. وقد افتتح البرج رسمياً في 6 مايو 1889.
إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة
تعتبر الفترة التي تم فيها البناء 1887-1889 قياسية، وذلك بالنظر إلى الأدوات المتاحة في ذلك العصر ومقارنتها مع مدى الدقة والضخامة التي تمير بها هذا البناء.
الجنرال الفرنسي كليمنصو 1918 وهتلر 1941 امام برج ايفل
يتكون البرج من 18,038 قطعة حديد و2.5 مليون مسمار ويزن إجمالياً 10,100 طنا، حيث يرتكز على أربعة أعمدة مكونة فيما بينها قاعدة أبعادها 125*125 متراً أي بمساحة 15,625 متر مربع (م2)
الصعود إلى القمة
يوجد في البرج سلالم تحتوي علي 1,665 درجة، وإن كان مسموحاً للعامة فقط بإستخدامها حتى الدور الثاني. وعلى ذلك، فبلوغ القمة يتم عن طريق استخدام أحد المصاعد الموجودة في هذا الدور. يقوم هذين المصعدين بحوالي 100 رحلة يومياً من وإلى القمة؛ أي بمعدل رحلة كل 8 دقائق تقريباً.
الإرتفاع
بلغ إرتفاع البرج وقت الإنشاء 300 مترا (984 قدما)، ثم أضيف إليه في نفس العام الراية، فوصل إرتفاعه إلى 312 مترا (1024 قدما)، لكن بعد إضافة الهوائي الخاص بالبث على قمته، أصبح إرتفاع البرج الكلي 324 مترا (1063 قدما)، وقد كان يعتبر من أطول البنايات في العالم، ولكنه لم يعد كذلك الآن.
مستويات البرج
الدور الأول: 57.63 متراً (189 قدما) الدور الثاني: 115.75 متراً (380 قدما) الدور الثالث: 276.13 متراً (906 قدما) الإرتفاع الكلي (بالهوائي): 324 متراً (1063 قدما)
استخدامات البرج نظراً لمتانة وإرتفاع البرج فقد فتح ذلك الباب أمام الكثير من الاستخدامات لإمكانيات هذا البرج. وقد تنوعت هذه الاستخدامات في ما يلي.
البث
في بداية عام 1906 م شهد المحاولات الأولى لاستخدامه في البث الإذاعي، على أنه دخل الخدمة فعلياً في عام 1920 م.
كذلك شهد البرج المحاولات الأولى لإستخدامه في البث التليفزيوني من 1921 إلى 1935 م، ولكن هذه الخدمة بدأت فعليا منذ 1957 م.
إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة
معمل تجارب
ومنذ تم الإنتهاء من هذا البناء، أصبح قبلة العديد من العلماء والمهندسين والباحثين ليستخدموه في إجراء التجارب المختلفة، سواء كانت متعلقة بالطقس أو سقوط الأجسام الحرة أو الرصد وغيرها من الإستخدامات. وفي عام 1909 م تم بناء نفق هواء من أجل القيام ببعض الأبحاث.
المطاعم
يوجد في البرج مطعمين يوفران خدماتهما للزوار ويتيحان رؤية بانورامية لمدينة باريس وهما:
الدور الأول: مطعم "Altitude 95" الدور الثاني: مطعم "Le Jules Verne" ( وله مصعد خاص به في الركن الجنوبي من البرج)
الإضاءة
منذ البداية، وضع غوستاف إيفل في حسبانه أن يتم استخدام الإضاءة الصناعية لإنارة البرج، حيث تم تركيب أول نظام إضاءة بمناسبة المعرض الدولي في عام 1899 م. وقد مر البرج بجميع أنواع الإضاءات طوال تاريخه بدء من الجاز وحتي الكهرباء. في عام 2000 م واحتفالا بالألفية الجديدة، تم تركيب نظام متكامل من الإضاءة يحتوي على:
20,000 لمبة إضاءة (بواقع 5,000 في كل جانب).
40 كم من الأقطاب الكهربائية.
40,000 وصلة كهربائية و80,000 أجزاء معدنية أخرى (تزن حوالي 60 طن).
230 لوحات وصناديق كهربائية.
10,000 م2 من شبكات الأمان الكهربائية.
120 كيلو وات من الطاقة.
إضغط على الصورة لعرضها بحجمها الطبيعي في صفحة جديدة
الصيانة
من أجل الحفاظ على البرج من الصدأ، يحتاج إلى عملية صيانة وإعادة طلاء منتظمة. تتم هذه العملية بصورة دورية كل 7 سنوات، حيث يتم إستهلاك 50 طنا من الطلاء، وتستغرق مدة 15 شهرا حتى تكتمل تماماً. تنفذ هذه العملية يدوياً من خلال 25 عامل مدرب بإستخدام 1,500 فرشة طلاء.
ومنذ إنشائه في 1889 وحتى 2003، مر البرج بإجمالي 18 عملية طلاء، كان آخرها تلك التي تمت في الفترة الممتدة بين ديسمبر 2001 و يوليو 2003، بعدها تقرر أن تكون العملية التاسعة عشرة وما يليها على النحو التالي:
كل 5 سنوات: طلاء البرج من الدور الأول إلى القمة.
كل 10 سنوات: طلاء البرج بأكمله.
حق الملكية يعود حق ملكية البرج إلى بلدية باريس؛ حيث تقوم شركة متخصصة بإدارة البرج لصالحها، ويدر هذا على مدينة باريس مبالغ طائلة سنويا حيث يدفع الزائرون لبرج إيفل من الكبار 10.70 يورو- في 2005- مقابل تذكرة تقودهم لقمة البرج، ويعتبر ذلك من أعلى العوائد في العالم.
الزوار
لقد توقع غوستاف إيفل أن يزور البرج سنوياً 500 ألف زائر لكن الواقع فاق توقعه؛ فان زوار البرج في السنة الأولى لافتتاحه في 1889 اقترب من 2 مليون زائر، بينما قفز هذا الرقم في 2005 إلى 6 مليون، وفي عام 2002 استقبل البرج الزائر رقم 200 مليون له منذ إنشاؤه.
وهكذا فمن أعلى البرج يمكن مشاهدة عموم باريس في صورة بانورامية رائعة، أما من خلال مطعميه فيمكن تناول وجبة طعام شهية، وليلاً مشاهدة أضواء ومعالم مدينة باريس الخلابة. كل هذا أدى ليكون برج إيفل في مقدمة المعالم السياحية الأوروبية طوال هذه العقود.
تاريخ بدء الأعمال الإنشائية: 26 يناير 1887
تاريخ نهاية الأعمال الإنشائية: 31 مارس 1889
مدة الإنشاء: 1887-1889 ( عامين وشهرين وثلاثة أيام)
تاريخ الإفتتاح: 6 مايو 1889
الوزن الكلي: 10,100 طن
عدد الدرجات: 1,665
الإرتفاع: 324 متر (1063 قدم)
عدد الزوار في أول عام (1889): ما يقارب 2 مليون
عدد الزوار السنوي في عام (2005): 6 مليون
عدد الزوار طوال 116 عاماً (1889-2005): ما يتعدى 215 مليون
الموقع الرسمي لمدينة باريس وتصوير حي لبرج إيفل (ويب كام) :
http://www.paris-live.com/.