06.04.2011 آخر تحديث [17:18]
جاورجيوس العظيم .. 110 دقائق قلبت الدنيا
منذ 50 عاما طاف نبأ نشرته وكالة "تاس" السوفيتية بالعالم اجمع. وجاء في النباء:" قام الاتحاد السوفيتي في 12 ابريل/نيسان عام 1961 بايصال اول سفينة فضائية تدعى "فوستوك – 1" الى المدار حول الارض. ويقود تلك السفينة الفضائية الرائد الجوي يوري غاغارين مواطن الاتحاد السوفيتي".
وبالرغم من ان الاتحاد السوفيتي لم يعلن مسبقا عن اطلاقات فضائية مخطط لها فان وكالات الانباء العالمية انتظرت في ذاك اليوم وقوع هذا الانجاز العظيم. الا ان نبأ اطلاق الانسان الى الفضاء فاجأ العالم كله فقطعت محطات الاذاعة والتلفزيون برامجها لتنقل هذا النبأ المدهش والمثير وبدأت الصحف العالمية في اعادة ترتيب صفحاتها الاولى لتكتب عنه.
ظل يوري في الفضاء 110 دقائق فقط. لكنها هزت الدنيا. ووصفت صحيفة ديلي أكسبريس" البريطانية يوري غاغارين بانه "جاورجيوس" العظيم علما ان اسم يوري باللغة الروسية يعني جاورجيوس بالانجليزية. وكتبت صحيفة "تايمز" الامريكية ان رواد الفضاء سيتذكرون دوما لفظي "فوستوك" و"يوري غاغارين" بشكر وامتنان.
فلماذا غدا يوري غاغارين بالذات اول رجل فاتح للفضاء الكوني؟ لماذا اصبح رمزا لفجر العصر الفضائي؟ وقالت زوجته فالينتينا غاغارينا مرة ان ابنتها التي وجه اليها هذا السؤال في مؤتمر صحفي وجدت نفسها عاجزة عن الاجابة عليه. وسألها مراسل لاحدى وكالات الانباء الامريكية قائلا:" يمكنني الافتراض انكم استطعتم حساب المدار الفضائي وصنع مركبة فضائية. فكيف استطعتم حساب كولومبوس الكون هذا بشجاعته وجماله وذكائه وطيبته وتأهيله وكنيته النبيلة وسيرة حياته الرائعة؟
كان غاغارين طفلا لا يختلف عن بقية الأطفال في قريته. شب في مدينة سراتوف ثم عاصر الحرب وشاهد المعارك الجوية الرهيبة التي شنها الألمان فصمم أن يصبح طياراً ليدافع عن وطنه. وعندما كبر انضم لنادي الطيران في مدينة سراتوف وامتلأت غرفته بنماذج الطائرات " الياك " ثم "الميغ "، وكان يوري كثير القراءة وكثيرًا ما قرأ كتاب " من الأرض إلى القمر" للكاتب الكبير جول فرن. لقد كان يوري يضع هذا الكتاب تحت وسادة نومه ويقرؤه ثم يعود ويقرؤه ويتأمل كل سطر فيه. بعد أن تقدم في تعليم الطيران عرف انه لا سبيل للوصول إلى هدفه إلا بدخول كلية الطيران فتقدم للاختبار ونجح في دخول الكلية سنة 1957.
في عام 1959 تخرج في كلية الطيران برتبة ملازم وأصبح ضمن قوة طياري الاتحاد السوفيتي . وقبل إرسال يوري إلى الفضاء كان على العلماء أن يدرسوا تأثير الفضاء على الرجل وكذلك تأثير الجاذبية وانعدامها، تأثير الصوت والحرارة والسرعة والخ . وكان العلماء يجرون التجارب على يوري وزملائه وكان يوري يتميز عن زملائه بصحته الجيدة ويسرعة البديهية لديه وهدوء أعصابه، مما جعله يتفوق عليهم جميعاً. وفي مارس/آذار أستدعِيَ يوري إلى موسكو وكان ذلك بعد اختيار العلماء له ، وقد كان يجهل حتى ذلك الوقت انه اختير.
في اليوم الموعود ارتدى يوري ملابسه الخاصة واكمل ربط الأحزمة وقناع الأكسوجين وصعد إلى الكابينة التي كان مكتوب عليها بالحروف الحمراء الكبيرة رمز الاتحاد السوفيتي وتقدم الطبيب الخاص وأخذ آخر البيانات الصحية للرائد الذي سوف ينتقل بعد ثوانٍ وسجلها في السجل الخاص، لقد كان كل شيء على ما يرام .
في يوم الأربعاء 12 أبريل 1961 وفي الساعة السابعة والدقيقة الأربعين صباحًا انطلق الصاروخ حاملاً أول رجل إلى خارج الأرض . كان هذا الرجل البطل هو يوري غاغارين وبعد قليل كان يوري يدور حول الأرض وهو يسير بسرعة 30 ألف كيلومتر في الساعة.
لقد عاد يوري إلى الأرض بعد رحلته حول العالم الخارجي عاد البطل – عاد بعد أن فتح للعالم آفاقاً جديدة .
طاف يوري بعد ذلك العالم ولكن هذه المرة على الأرض لا في القضاء وقوبل في كل مكان بالهتاف والترحيب ، قوبل كما يقابل الفاتحون ، لقد فتح للعالم اجمع دنيا جديدة ، فتح الفضاء وحقق أول خطوة نحو سفر الإنسان إلى الفضاء والوصول إلى الكواكب الأخرى لقد كان يوري مثلا حيًا لِما يجب أن يكون عليه الشباب من طموح وإيمان وقوة ، فاستحق كل تقدير .
http://arabic.rt.com/news_all_sin/67053