عدنـــان القيـسي ظاهـــرة رياضـــية عراقـــية
عبد الكناني
عَلى الرغم مما قيل وصدر من كلام واراء بشأن المصارعة الحرة غير المقيدة التي جاء بها البطل العراقي الشهير عدنان القيسي الى العراق مطلع سبعينيات القرن الماضي، واتهامها بانها تمثيليات، او فعاليات تجري على وفق اتفاقيات معينة بين المصارعين. اذ يتم تقاسم الارباح والايرادات وغيرها من منافع او انها جاءت او أوجدت كجزء من عملية التخدير للشعب العراقي ولاسيما بعد نجاح حزب البعث في حركته عام (1968).. والذي كانت وراءها جهات عديدة من بينها المخابرات المركزية الامريكية، اذ كشف النقاب عن تنسيق بين سفير العراق في لبنان ناصر الحاني، واجهزة المخابرات المركزية الامريكية لاجل انجاح الانقلاب، (والمفارقة ان اول ضحايا الانقلاب كان ناصر الحاني (السفير) فقد اغتيل بطريقة بشعة ورميت اوصاله في كيس (جنفاص) (كونية) امام بيته للتخلص منه ومن دوره وهو نهج اختطه قيادة الانقلاب في تصفية رفاقهم والمتعاونين معهم.
وكان من اوائل الضحايا ايضاً عبد الرزاق النايف رئيس الوزراء وابراهيم الداود ومجموعتهم. وهذا التنسيق ليس بجديد.. فقد سبقه التنسيق الفاضح في حركة ( 8 ) شباط (1963) اذ اكد ذلك علي صالح السعدي امين سر الحزب بقوله: (انهم جاءوا بقطار امريكي).كذلك اكدته الوثائق والاحاديث اللاحقة للاحداث والسياسيون العراقيون.ان نزالات المصارعة التي خاضها عدنان القيسي في تلك الحقبة عدت احدى فعاليات النظام الجديد وافكاره لاجل الهاء الشعب العراقي عن قضايا مصيرية اخرى فضلاً عن ابتعاده عن البحث عن هوية الحكم الجديد وارتباطاته ودوره في المنطقة العربية والعالم الثالث، ولاسيما في محاربة المد الشيوعي على البلاد العربية ودول العالم.. وشكل مع قضية ابو طبر المفتعلة احد اهم الامور التي شغلت المجتمع العراقي حزناً وفرحاً...
وقد كان حقا لتلك النزالات التي خاضها المصارع القيسي اثر كبير في توجهات المجتمع العراقي وانشغالاته اذ منذ النزال الاول الذي خاضه مع (كوريانكو) والذي قال انه سيجعل من عدنان القيسي او يلعب به مثل لعبة الينك بونك (كرة المنضدة). وثم اللقاءات اللاحقة التي خاضها مع بطل الكومنويلث جون ليدز وبطل افريقيا برنس كومالي وبطل فرنسا (فيريري) العملاق.. وبطل البرتغال (طرزان) وغيرهم من عمالقة المصارعة الحرة غير المقيدة اذ تمتع الجمهور العراقي بتلك النزالات التي جرت اغلبها في ملعب الشعب الدولي، وذلك لاجل استيعاب الجماهير المتعطشة لمشاهدة (العكسيات) التي اشتهر بها البطل عدنان القيسي عن قرب وهي تفعل فعلها باولئك المصارعين المرعبين حيث دائماً ما يستخدمها القيسي لحسم تلك النزالات وانهائها.
ان تلك النزالات حقا شكلت ظاهرة في الحياة العراقية، واحدثت انقلابا في الوضع الاجتماعي العراقي، خاصة بحضور اقطاب الحكم تلك النزالات او البطولة التي اقيمت في بغداد وفاز بجائزتها البطل الشهيد عدنان القيسي ومنهم صالح مهدي عماش وحماد شهاب وسعدون غيدان وغيرهم وقد حركت الوضع الرياضي في حينها واسهمت في انتشارهذا النوع من المصارعة (التي رافقتها بعض الطرائف والمفارقات مثل المصارعة البيتية او تكسر الاضلاع والايدي والارجل) ومع انه حورب من بعض الاسماء الرياضية البارزة واختلافه معها غير انه يبقى احد ابرز نجوم هذه اللعبة وذلك لانها رياضة عنيفة وتتطلب مراناً وقوة وجسماً يتحمل الضربات والسقطات والاذى[/right]
منقول عن جريدة المدى