الجمعة، 01 نيسان/ابريل 2011، آخر تحديث 22:28 (GMT+0400)
سوريا: مجموعة مسلحة أطلقت النار بدوما وحمص
عناصر من الجيش السوري
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اتهمت السلطات السورية من وصفتهم بـ"مجموعة مسلحة" بإطلاق النار على المواطنين وقوات الأمن في بلدة دوما القريبة من دمشق، وكذلك في حمص والبياضة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، في اتهام سبق لدمشق أن رددته بعد سقوط قتلى في احتجاجات ضد النظام الحاكم الأسبوع الماضي.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية نقلاً عن من وصفته بـ"مصدر مسؤول" قوله إن "مجموعة مسلحة اعتلت أسطح بعض الأبنية في مدينة دوما بعد ظهر اليوم وقامت بإطلاق النار على مئات من المواطنين كانوا يتجمعون في المدينة وكذلك على قوات الأمن ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والأمن."
وأضاف المصدر أن الجهات الأمنية "تقوم بملاحقة أفراد المجموعة المسلحة التي روعت الأهالي عبر إطلاق الرصاص بشكل عشوائي."
ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن "المسلحين جابوا شوارع المدينة مستخدمين الدراجات النارية وأطلقوا النار عشوائيا،" وأن بعضهم قبض عليه سكان المدينة، وأنهم "غرباء عن مدينة دوما."
كما نسبت الوكالة لـ"أحد أبناء دوما" أنه "رأى بعينه مسلحين يطلقون النار باتجاه قوات الشرطة والأمن أثناء نزولها من السيارات الخاصة بها علما أن القوى الأمنية لم تستخدم السلاح وكان من الواضح أنها تريد استيعاب الوضع والحفاظ على الهدوء مضيفا أن بعض هؤلاء اعتدوا على رجال الأمن بالسكاكين" على حد تعبيرها.
وأضافت الوكالة أن مجموعات مسلحة أخرى أطلقت النار على "تجمع للمواطنين في منطقة البياضة في حمص مما أدى إلى مقتل فتاة، كما تعرض جندي للهجوم بالرصاص في درعا، وقد أصيب في يده.
يشار إلى أن المعارضة السورية كانت قد رفضت الأسبوع الماضي حديث السلطات السورية عن مسلحين مجهولين يطلقون النار على المحتجين، وذكروا أن المؤيدين للنظام نظموا مظاهرات ضخمة دون مشاكل، متهمين جهات أمنية بتدبير الهجمات.
وأكد شهود عيان في سوريا أن مظاهرات عارمة وقعت في العديد من المناطق والمدن، ضمن ما يعرف بـ"جمعة الشهداء" للمطالبة بالإصلاح الديمقراطي بالبلاد، وقد واجهت الشرطة المتظاهرين في بعض الأحيان بالرصاص، كما في بلدة دوما قرب دمشق، ما أدى لسقوط جرحى، في حين احتشد الآلاف في درعا التي كانت مهد الحركة الاحتجاجية.
وفي دمشق، قال الناشط الحقوقي هيثم المالح، الذي اعتقل لسنوات بسبب معارضته للسلطات قبل الإفراج عنه مؤخراً بقرار عفو عام، إن بضع المصلين محاصرون في في مسجد الرفاعي بمنطقة كفرسوسة قرب دمشق من قبل أعداد كبيرة من قوات الشرطة.
وأضاف المالح لـCNN بالعربية إن شيخ المسجد أقنع الناس بالخروج وأن أحداً لن يمس بهم، ولكنم بالخروج ولكن كل من يخرج يتعرض لضرب شديد وهناك أكثر من 50 جريحاً هناك، وهناك قتيلين في درعا.
هناك سقف جديد للمطالب بسبب الأحداث لأن ما طرحه الرئيس هو محاولة لشراء الوقت، هذا النظام جربناه منذ عام 1963 ولا يمكنه إعطاء شيء للناس الذين باتوا غنماً يعيشون دون حقوق."
وقال شهود عيان وعدد من الناشطين الحقوقيين أن هناك "عشرات الجرحى" في دوما، في حين أصيب شخص برصاصة مطاطية في رأسه، كما وقعت مظاهرات أخرى بعد صلاة الجمعة في اللاذقية وحمص وبانياس والقامشلي، وكانت مظاهرات حمص أكبرها.
وفي الجنوب، قال شاهد عيان لـCNN أن الآلاف خرجوا من مدينة أنخل في محاولة للوصول سيراً على الأقدام إلى مدينة الصنمين، وسط حشود أمنية كثيفة، في حين خرجت مسيرات أخرى في بلدتي جاسم والصنمين.
ولفت الشهود في أنخل أن الجيش لم يطلق النار باتجاه المتظاهرين عندما اجتازوا أحد حواجزه بطريقهم إلى الصنمين.
ومن درعا، قال أحد المتظاهرين إن الجموع خرجت من الجامع العمري بطريقها إلى الساحة الواقعة قبالة قصر العدل، وقد واجهتها قوات الأمن بقنابل الغاز، لكن المحتجين واصلوا السير حتى وصولهم إلى الساحة.
وذكر المتظاهر أن المحتجين في درعا خرجوا رفضاً لما جاء في خطاب الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب، وكانوا يرددون "مطالبنا هي هي.. من درعا إلى اللاذقية."
وبحسب المتظاهر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، فإن المحتجين يشعرون بالغضب جراء المعلومات التي تتردد حول قرب وصول لجنة حكومية إلى درعا لدفع تعويضات لأهالي قتلى الأحداث، مشددين على أن مطالبهم ليست مالية، بل يريدون محاسبة الذين أطلقوا النار على السكان.
وفي العاصمة دمشق، ذكر شهود عيان أن قوات الأمن حاصرت مسجد عبدالكريم الرفاعي، وقامت بإطلاق الرصاص المطاطي على محتجين خلال محاولتهم التجمع بعد الصلاة.
سوريا تفرج عن مصري وأمريكيين.
بعد أسبوع من توقيفه، أفرجت السلطات عن المصري محمد رضوان، الذي أظهرته السلطات عبر التلفزيون الرسمي لـ"الاعتراف" بدوره في عملية دولية قيل إنها تهدف لزعزعة النظام في البلاد، من خلال نقل صور المظاهرات.
وقامت السلطات بتسليم رضوان للسفارة المصرية في دمشق، وقد أكدت ذلك قريبته نورا شلبي التي ذكرت أنها تحدثت معه عبر الهاتف من مقر السفارة.
وكان مقربون من رضوان، الذي يحمل أيضاً الجنسية الأمريكية، قد نفوا تورطه في أي أعمال تخابر مع جهات أجنبية.
وقالت والدة الشاب محمد أبو بكر رضوان، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن ابنها تم اعتقاله مع مجموعة أخرى من الشباب، من جنسيات عديدة، كانوا متواجدين على مقربة من "المسجد الأموي"، بالعاصمة السورية دمشق في 26 مارس/ آذار الجاري.
يُذكر أن محمد، البالغ من العمر 32 عاماً، ظهر على التليفزيون السوري السبت الماضي، حيث قال إنه على اتصال بشخص في كولومبيا، طلب منه التقاط بعض الصور عن أحداث سوريا، مقابل 17 دولارا للصورة الواحدة.
وحول اتصال ابنها مع شخص من كولومبيا لتزويده بصور من سوريا، قالت السمادوني إن هذا الشخص يعمل مذيعاً بإحدى محطات التلفزيون طلب من محمد نقل أخبار الأوضاع على الأرض في سوريا، كما تفعل الكثير من الفضائيات.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة أن السلطات السورية أفرجت عن أمريكيين اثنين كانت قد اعتقلتهما قبل أيام في البلاد التي تشهد احتجاجات واسعة للمطالبة بالحرية والعدالة.
وقالت الوزارة التي لم تتمكن من إرسال موفدين من قبلها لمقابلة المحتجزين، إنها تشعر بـ"الرضا" حيال الإفراج عنهما، ولكنها أشارت إلى أنها لن تكشف عن المزيد من التفاصيل لأسباب تتعلق بالحفاظ على خصوصيتهما.
http://arabic.cnn.com/2011/middle_east/4/1/syria.clashes/index.html