آخر تحديث: السبت 11 مارس 2006 23:46 GMT
العثور على ميلوسيفيتش ميتا في زنزانته
يعتبر البعض ميلوسيفيتش "بطلا قوميا"
عثر على الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش ميتا في مركز الاعتقال الذي كان محتجزا به في لاهاي.
وقالت محكمة لاهاي إنه سيتم إجراء تشريح على الجثة للوقوف على سبب الوفاة، غير أنه ليس هناك ما يشير إلى الانتحار.
وقال زدنكو تومانوفيتش وهو أحد المحامين الذين وكلوا عن ميلوسيفيتش، إنه ينبغي إجراء التشريح في مكان آخر حيث أن موكله قال إنه يتعرض للتسميم في سجنه.
وقد مثل ميلوسيفيتش، 64 عاما، منذ عام 2001 أمام المحكمة الدولية لجرائم الحرب حيث واجه اتهامات بالإبادة الجماعية وغيرها من جرائم الحرب.
نزاع حول العلاج
يذكر أن ميلوسيفيتش كان يعاني من ضغط الدم المرتفع ومشكلات تتعلق بالقلب.
وكانت المحكمة قد رفضت الشهر الماضي طلبا من الرئيس السابق بنقله إلى روسيا لتلقي العلاج الطبي.
وقال متحدث بلسان وزارة الخارجية الروسية السبت "كان الأطباء الروس على استعداد لمنحه المساعدة اللازمة وضمنت السلطات الروسية الوفاء بكافة مطالب المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة".
وتابع المتحدث قائلا "مع الأسف، رغم الضمانات التي قدمناها، لم توافق المحكمة على منح سلوبودان ميلوسيفيتش فرصة العلاج في روسيا".
وقد أمرت المحكمة الدولية بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة.
ضربة للادعاء
وقال بيان للمحكمة "عثر على ميلوسيفيتش وقد فارق الحياة في فراشه في زنزانته بمركز الاحتجاز التابع للأمم المتحدة".
وتابع البيان "سارع الحارس بإخطار الضابط المسؤول عن مركز الاحتجاز وكذلك الطبيب المسؤول، وأكد الطبيب وفاة سلوبودان ميلوسيفيتش".
وتقول جيرالدين كولان مراسلة بي بي سي في لاهاي إن وفاة ميلوسيفيتش تشكل ضربة للادعاء، حيث كان يأمل في إدانته بناء على اتهامات بكونه حلقة أساسية في مشروع إجرامي مشترك امتدت عملياته في أنحاء يوغسلافيا السابقة بهدف إقامة "صربيا الكبرى".
وكان ميلوسيفيتش يواجه اتهامات بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بناء على ما يزعم من اضطلاعه بدور محوري في حروب البوسنة وكرواتيا وكوسوفو خلال التسعينات.
كما كان يواجه اتهامات بالإبادة الجماعية فيما يتعلق بحرب البوسنة التي استمرت ما بين عامي 1992 و1995 وأسفرت عن مقتل 100 ألف شخص.
"عوقب بالفعل"
وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، خافيير سولانا، إنه يأمل أن يساعد موت ميلوسيفيتش صربيا على التعرف على ماضيها والتصالح معه وبالتطلع إلى المستقبل.
أخطر التهم تتعلق بمذبحة سربرينيتشا عام 1995
وقالت أمهات وأرامل المسلمين الذين قتلوا في سربرينيتشا خلال الحرب البوسنية إنهم يأسفون لوفاة ميلوسيفيتش لأنه لن يواجه العدالة مقابل عمليات القتل.
وقالت هجرا جاتيتش من رابطة أمهات سربرينيتشا "ولكن يبدو أن الله عاقبه بالفعل".
وقال وزير خارجية الصرب والجبل الأسود، فوك دراسكوفيتش، الذي اتهم ميلوسيفيتش بتنظيم عمليات اغتيال للعديد من زملائه ولأسرته، إنه من المؤسف أن الرئيس السابق لم يواجه العدالة في بلجراد.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن شقيق ميلوسيفيتش، بوريسلاف، قوله إن محكمة جرائم الحرب "مسؤولة بالكامل" عن وفاته وقال إنه لا يمكن الوثوق في قيام الأمم المتحدة بعملية تشريح الجثة.
زعم التسميم
وقال محامي ميلوسيفيتش، تومانوفيتش، إنه تقدم بطلب رسمي لنقل الجثة إلى موسكو للقيام بعملية التشريح هناك "نظرا إلى ما ذكرة أمس من أنه يتعرض للتسميم في سجنه".
قوبل النبأ بفرح بعض الناجين من مذبحة سربرينيتشا
غير أن المحكمة الدولية رفضت الطلب، وقالت إن خبراء هولنديين سيجرون عملية التشريح صباح الأحد، بينما سيحضر خبراء طبيون صرب أيضا.
كما رفضت المحكمة انتقادات حول تعاملها مع ميلوسيفيتش.
وقال المتحدث كريستيان كارتييه "إن المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة تعنى أيما عناية بالمحتجزين لديها وبه (ميلوسيفيتش) على وجه الخصوص". وتابع المتحدث قائلا "لا يمكن توجيه أي لوم لنا بالإهمال".
ويقول مات برودجر مراسل بي بي سي في بلجراد إن ميلوسيفيتش لم يكن يحظى بشعبية عامة في بلاده، غير أن الكثير من الصرب يتشككون بشدة في محكمة لاهاي ولا يعتقدون أن المتهمين الصرب يتلقون معاملة عادلة هناك.
وتقول الحكومة الصربية إنها تنتظر إيضاحات حول وفاة ميلوسيفيتش وما إذا كان بالإمكان فعل شيء للحيلولة دون وفاته.
وفاة سجين آخر
يذكر أن الرئيس السابق كان يعاني من المرض منذ بعض الوقت، وقوطعت محاكمته العام الماضي بسبب مشكلات صحية.
وقال أحد محامييه لبي بي سي نيوز-24 إنه لا يعتقد أن ميلوسيفيتش أقدم على الانتحار لأنه كان يريد مواصلة محاكمته، والتي كان من المقرر أن تستأنف في 14 مارس/آذار وكان من المفترض أن تنتهي في مايو/أيار هذا العام.
وأضاف المحامي ستيفن كاي قائلا "في الواقع لقد قال لي قبل بضعة أسابيع: "لم أخض هذه الدعوى كل هذا لكي أؤذي نفسي في النهاية، يا سيد كاي"، ولهذا كان يطالب بالرعاية الطبية".
يذكر أن أم وأب الزعيم الصربي السابق أنهيا حياتيهما بالانتحار.
ويأتي موت ميلوسيفيتش بعد ستة أيام فقط من انتحار معتقل صربي آخر في لاهاي، وهو ميلان بابيتش.
يذكر أن بابيتش، زعيم صرب كرواتيا، والذي كان يمضي حكما بالسجن 13 عاما لجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال حرب كرواتيا ما بين عامي 1991 و1995، شهد ضد ميلوسيفيتش عام 2002.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_4797000/4797684.stm