الخميس ، 31 آذار/مارس 2011، آخر تحديث 20:42 (GMT+0400)
الشباب العربي أمام تحدي قيادة المرحلة المقبلة
الشباب العرب يتولون زمام المبادرة
بعد عقود من الحرمان السياسي
بعد عقود من الحرمان السياسي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أجمع عدد من المراقبين على أن الشباب العربي لديه الإمكانيات التي تؤهله لقيادة بلاده في المرحلة المقبلة، مع تأكيد البعض على ضرورة استفادتهم من خبرة الأجيال السابقة، وهو الأمر الذي أكده الشباب أيضا.
فقد شدد أصحاب الخبرة في المجال السياسي على ضرورة الاستفادة من طاقات الشباب وتأهيله لتولي المسؤولية وصقل خبراته حتى يكون قادراً على تحمل مسؤولية بلاده، ولتحقيق ذلك لابد من إشراكهم في العمل السياسي بهذه المرحلة الانتقالية.
الدكتور جواد العناني، المحلل السياسي والاقتصادي الأردني، اعتبر أن الشباب العربي مؤهل وقادر على قيادة بلاده، لكنه يحتاج إلى الاستفادة من خبرات الأجيال السابقة في هذه المرحلة الانتقالية، حتى يكتسب خبرة الممارسة العملية على أرض الميدان.
وأضاف العناني: "لابد أن يتحلى الشباب بالتواضع وتقبل الرأي الآخر، فإدارة شؤون الدول لها أبعاد كثيرة، ومصالح دولية يجب أن يدركها الشباب قبل تولي مهمة الميدان، كما يجب الإلمام بالبعد الاجتماعي السياسي، وتحويل المعلومات إلى معرفة وصنع للقرار."
من جانبه، رأى الدكتور عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات، أن الثقة في الشباب تعززت كثيراً في الآونة الأخيرة، بعد أن كانت متدنية، خاصةً على صعيد الوعي السياسي والإدراك العام للواقع العربي.
وقال عبدالله، في تصريح عبر الهاتف لـCNN بالعربية: "الشباب أدهشونا بقيادتهم لحركة التغيير ووعيهم ونضجهم السياسي، والمستقبل سيكون في أيدٍ أمينة في ظل قيادة الشباب؛ فجميع المؤشرات تشير إلى ارتفاع إدراك الشباب بمتطلبات المرحلة المقبلة."
إلى ذلك قال الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية ومقره دبي: "لدى الشباب الحماس والرغبة والنية للقيادة، لكن التأهيل عملية مختلفة، فالشباب يفتقر إلى المعلومات والخبرة العملية الكافية لإدارة هذا التغيير بشكل كامل بمفرده، ويجب أن يستفيد من خبرة من سبقوهم حتى تتضح لهم الرؤية، فإدارة الدول لها متطلبات وقوانين ومصالح حتى يكتمل بناء الدولة."
ولكن ما رأي الشباب؟
عبد الله حلمي، عضو "ائتلاف شباب ثورة 25 يناير" المصرية، رأى أن الشباب قادر على قيادة المرحلة القادمة، ولديه فهم عميق للمسؤولية والمشكلات والتقلبات المحيطة به، وأثبت جدارته في الإدارة والتنظيم منذ اندلاع ثورتي مصر وتونس، وامتدادهما بعد ذلك إلى دول عربية أخرى.
وأوضح أن قدرة الشباب على قيادة المرحلة المقبلة لا تعني إغفال دور أصحاب الخبرة، بل الاستفادة منهم.
وأشار حلمي إلى أن القيادة هي القدرة على اتخاذ القرار، والشباب قادر على اتخاذ قراراته بجرأة، خاصةً أنها تكون عادة "مصحوبة بدعم شعبي."
من جانبه قال زيادة الخوالدة، أحد أعضاء حركة "شباب 24 آذار" الأردنية، إن الشباب "هم الأقدر على دفع عجلة الإصلاح إلى الأمام، والمحرك الأساسي للتغيير."
وأضاف: "مرجعيتنا الوحيدة هي الشباب الموجودون على الأرض، فنحن قادرون على اتخاذ القرارات، وكل ما هو مطروح في برنامجنا أمور يتفق عليها جميع الأردنيين، ولدينا خارطة طريق تمثل الضغط على المسؤولين لحين إقرار الإصلاحات بلا تراجع، ولن نقبل بأنصاف حلول، لكننا في الوقت نفسه نرحب بأي شخص من ذوي الخبرة يُسدي لنا أي نصيحة."
وبانتظار ما ستستقر عليه الأمور، فإن المنطقة قد تشهد "صراع أجيال" وأشكالاً من العصف الفكري الذي تحتاجه المجتمعات المحلية بشدة، بعد عقود من الركود.
http://arabic.cnn.com/2011/hiaw/3/31/youth.arab/index.html