دعوة لإلغاء هذه الكلية...
غفار عفراوي
لا شيء يفكر فيه الطالب منذ دخوله المدرسة إلا ماذا سيصبح عندما يكبر وهذا سؤال يردده عليه جميع أفراد عائلته فيجيب كل تلميذ وحسب عمره وإدراكه وتأثره ، فواحد يختار أن يكون طيارا لأنه يحب الطيارات ومتأثر بأفلام الكارتون، وآخر يفضل أن يكون معلما لأنه متأثر بابيه أو أمه أو احد معلميه، ويريد تلميذ ثالث أن يكون إعلاميا لأنه يحب مقدمي البرامج التلفزيونية وخصوصا برامج الأطفال ورابع يتمنى أن يكون شرطيا ليمسك (الحرامي) وخامس وسادس وسابع ...
حين يكبر هذا التلميذ ويفهم المسؤولية ويعرف الفرق بين الصحفي واللص وبين الطبيب والقاتل تتطور قدراته وتتغير قناعاته وتتبدل طموحاته فهو يريد أي وظيفة ولا دخل للمعدل والرغبة لان الوظيفة أصبحت حلما لجميع الخريجين صعب المنال .
أسوق هذه المقدمة البسيطة لتسليط الضوء على موضوعة تعيين خريجي الجامعات والكليات في العراق. فرغم كل ما قيل ويقال عن وجود بطالة للخريجين إلا أن هناك أوامر تعيين سنوية للآلاف منهم منذ التغيير الأخير في البلد، وليس دفاعا عن وزارة أو حكومة لكننا نعلم ان أعداد الطلبة يفوق بكثير عدد الشواغر في الدوائر الحكومية ولابد من وجود أعداد لا تحصل على فرصتها إلا بعد أكثر من سنة وهذا رغم الإجحاف وعدم التخطيط المدروس من قبل وزارة التربية ووزارة التعليم إلا انه أهون من الظلم والإجحاف الواقع على خريجي احد الكليات المهمة والمميزة بمناهجها الرصينة والعالية القيمة وهي كلية الآداب التي حرم طلبتها نهائيا من التعيين فكل أمر وزاري يذيل باستثنائهم وكل وظيفة حكومية لا تقبلهم وأصبحوا نكتة وعرضة للسخرية والتندر بين أقرانهم من طلبة الكليات الأخرى !
فالسؤال المطروح للحكومة ومن بعدها الوزارة المعنية، لماذا تم استبعاد هذه الشريحة المهمة من تفكيركم ومن دراساتكم وتخطيطكم، وما هي الأسباب العلمية والمهنية التي لا تتفق مع تعيين كوادر مهمة وعالية القيمة والكل يعلم ان مناهج كليات الآداب أصعب وأقيم من مناهج الكثير من الكليات التي تحظى دائما بفرصة جيدة في هذا المجال، ولماذا لا تتدارس وزارتي التربية والتعليم بهذا الأمر لإصدار قرار لحل هذه المسالة والمشكلة الدائمة ، إلا تعلم الحكومة المبالغ التي تصرف على طلبة هذه الكليات، إلا تعلم أنها مليارات تذهب سدى ودون فائدة ، متى نبني بلدا ونحن نهدر المليارات والملايين بلا تفكير ولا تخطيط ولا دراسة .
الم يفكر احد عباقرة التخطيط في الحكومة بإلغاء هذه الكليات من جامعات العراق لترتاح الحكومة من الصرف ويتخلص الطالب من هذه الكليات التي تفرض عليهم عن طريق استمارة التقديم المقدسة التي لا تعترف برغبة ولا موهبة ولا علمية!
فكري يا حكومتنا الرشيدة حرسك الله من عين الحاسد
فكري قليلا قبل الإقدام على أي قرار وادرسيه جيدا فكل شيء بدون دراسة مصيره الفشل وقد شبعنا واتخمنا فشلا في اغلب الميادين
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
iafrawi@yahoo.com
غفار عفراوي
لا شيء يفكر فيه الطالب منذ دخوله المدرسة إلا ماذا سيصبح عندما يكبر وهذا سؤال يردده عليه جميع أفراد عائلته فيجيب كل تلميذ وحسب عمره وإدراكه وتأثره ، فواحد يختار أن يكون طيارا لأنه يحب الطيارات ومتأثر بأفلام الكارتون، وآخر يفضل أن يكون معلما لأنه متأثر بابيه أو أمه أو احد معلميه، ويريد تلميذ ثالث أن يكون إعلاميا لأنه يحب مقدمي البرامج التلفزيونية وخصوصا برامج الأطفال ورابع يتمنى أن يكون شرطيا ليمسك (الحرامي) وخامس وسادس وسابع ...
حين يكبر هذا التلميذ ويفهم المسؤولية ويعرف الفرق بين الصحفي واللص وبين الطبيب والقاتل تتطور قدراته وتتغير قناعاته وتتبدل طموحاته فهو يريد أي وظيفة ولا دخل للمعدل والرغبة لان الوظيفة أصبحت حلما لجميع الخريجين صعب المنال .
أسوق هذه المقدمة البسيطة لتسليط الضوء على موضوعة تعيين خريجي الجامعات والكليات في العراق. فرغم كل ما قيل ويقال عن وجود بطالة للخريجين إلا أن هناك أوامر تعيين سنوية للآلاف منهم منذ التغيير الأخير في البلد، وليس دفاعا عن وزارة أو حكومة لكننا نعلم ان أعداد الطلبة يفوق بكثير عدد الشواغر في الدوائر الحكومية ولابد من وجود أعداد لا تحصل على فرصتها إلا بعد أكثر من سنة وهذا رغم الإجحاف وعدم التخطيط المدروس من قبل وزارة التربية ووزارة التعليم إلا انه أهون من الظلم والإجحاف الواقع على خريجي احد الكليات المهمة والمميزة بمناهجها الرصينة والعالية القيمة وهي كلية الآداب التي حرم طلبتها نهائيا من التعيين فكل أمر وزاري يذيل باستثنائهم وكل وظيفة حكومية لا تقبلهم وأصبحوا نكتة وعرضة للسخرية والتندر بين أقرانهم من طلبة الكليات الأخرى !
فالسؤال المطروح للحكومة ومن بعدها الوزارة المعنية، لماذا تم استبعاد هذه الشريحة المهمة من تفكيركم ومن دراساتكم وتخطيطكم، وما هي الأسباب العلمية والمهنية التي لا تتفق مع تعيين كوادر مهمة وعالية القيمة والكل يعلم ان مناهج كليات الآداب أصعب وأقيم من مناهج الكثير من الكليات التي تحظى دائما بفرصة جيدة في هذا المجال، ولماذا لا تتدارس وزارتي التربية والتعليم بهذا الأمر لإصدار قرار لحل هذه المسالة والمشكلة الدائمة ، إلا تعلم الحكومة المبالغ التي تصرف على طلبة هذه الكليات، إلا تعلم أنها مليارات تذهب سدى ودون فائدة ، متى نبني بلدا ونحن نهدر المليارات والملايين بلا تفكير ولا تخطيط ولا دراسة .
الم يفكر احد عباقرة التخطيط في الحكومة بإلغاء هذه الكليات من جامعات العراق لترتاح الحكومة من الصرف ويتخلص الطالب من هذه الكليات التي تفرض عليهم عن طريق استمارة التقديم المقدسة التي لا تعترف برغبة ولا موهبة ولا علمية!
فكري يا حكومتنا الرشيدة حرسك الله من عين الحاسد
فكري قليلا قبل الإقدام على أي قرار وادرسيه جيدا فكل شيء بدون دراسة مصيره الفشل وقد شبعنا واتخمنا فشلا في اغلب الميادين
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
iafrawi@yahoo.com