أوقفوا مكائدكم لتشويه الديمقراطية -
بيان صادر عن منظمة العمل الديمقراطي الإجتماعي في العراق
بيان صادر عن منظمة العمل الديمقراطي الإجتماعي في العراق
صبر الشعب العراقي طويلا وهو يكابد ليس فقط ضنك العيش، بل ما هو أمّر منه؛ فقدان الكرامة وغياب العدل والحرية. فتحت نظام ديكتاتوري فردي وتوليتاري طال ليله لعشرات من السنين المرّة، كاد الأمل بشروق شمس الحرية أن يتحول الى حلم بعيد المنال! وجاء الشروق أخيرا، ولكن من الغرب وليس من الشرق، كما هي الحال في الأمور الطبيعية، وتوهم البعض بأنه أخيرا تحقق! نعم، زالت الديكتاتورية، ولكن ليس بسواعد أبناء العراق، بل بغزو أجنبي، له أجنداته، ألا أنه أعلن و زايد في إعلانه بأنه جاء ليرسي قواعد الديمقراطية، وليستعيد الشعب العراقي كرامته. وبدلا عن ذلك أقام نظام حكم يقوم على المحاصصة والفئوية والطائفية المذهبية. فمُسخت الديمقراطية وتشوّهت على مدى السنوات الثمان الماضية، وهُمشت القوى الديمقراطية والعلمانية الوطنية، وحوصرت، وجرى خرق الدستور، الملغوم أساسا، وصار الشارع ملكا للمليشات، والمسيرات المليونية المجيشة والمسيسة دينيا، وساد الفساد وعم الإرهاب، وتهالك الإقتصاد، وعمت البطالة، وطال الفقر المدقع ربع الشعب العراقي، وبقيت القوى الديمقراطية الوطنية محاصرة. ولكن، الى جانب خيبات الأمل في إداء الحكومات التحاصصية، كان الوعي الشعبي والجماهيري، وخصوصا منه الشبابي يتنامى، والغضب يتصاعد، وهكذا إنطلقت مسيرات الغضب في العراق في 25 شباط الماضي، وسوف لن تهمد، لتطالب بإصلاح النظام السياسي ولإيقاف تشويه الديمقراطية، ولإعاد بناء العراق على أسس علمية ونزيهة، ولوضع أكفاء في المناصب المناسبة في الدولة والحكومة، بل ولتعديل الدستور، والتحضير لإنتخابات قادمة لإنتخاب نواب يمثلون الشعب لا الطوائف والمذاهب والأعراق. وبدلا عن أن تقر الحكومة بهذه المطالب، قامت ليس فقط بقمع تظاهرات الشعب الوطنية والدستورية ،إنما أيضا بالتوجيه بإغلاق مقر الحزب الشيوعي وبناية صحيفته، بحجة إسترداد أملاك الدولة، بينما غضت النظر عن سيطرة حزبها وأحزاب شريكة لها في السلطة، وعن إستحواذ مئات المسؤولين ونواب السلطة على بيوت وقصور وبنايات هي ملك الشعب العراقي أو تعود لإشخاص من رجال العهد السابق! ومن هنا يتضح بجلاء بأن هذه الحكومة غير معنية ببناء الديمقراطية في العراق، بل هي تستخدمها بشكل مشوّه للهيمنة، ولخدمة إجندات خاصة وأجنبية.
وعلى ذلك، فإن منظمة العمل الديمقراطي الإجتماعي، في العراق والخارج، تستنكر إستهداف الحزب الشيوعي العراقي، وهو فصيل أساسي في التيار الديمقراطي الوطني العراقي، وتتضامن معه كلية، وتقف الى جنبه، وتدعو كل القوى الديمقراطية واللبرالية الإجتماعية الوطنية لتوحيد الصفوف والتصدي بحزم للتوجه اِلإقصائي التوليتاري للسلطة التي يقودها اليوم السيد نوري المالكي، وسيمضي شباب العراق وكهوله وشيوخه قدما لتعرية وإسقاط هذه الحكومة، وكل الحكومات الطائفية والتحاصصية، والنضال الشجاع من أجل إرساء وتمكين النظام الديمقراطي الإجتماعي في العراق دون هوادة، والنصر كل النصر لإرادة شعبنا العراقي الحر.
منظمة العمل الديمقراطي الإجتماعي آذار 2011