الأحد، 13 آذار/مارس 2011، آخر تحديث 22:23 (GMT+0400)
استقالة كراولي بعد ضغوط من البيت الأبيض
كراولي وصف طريقة معاملة
مانينغ بـ''الغبية''
مانينغ بـ''الغبية''
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية لـCNN الأحد، استقالة المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيليب كراولي، إثر تعرضه لضغوط من البيت الأبيض، على خلفية تصريحات مثيرة للجدل، بشأن الجندي برادلي مانينغ، المتهم بتسريب وثائق سرية إلى موقع "ويكيليكس"، والمحتجز بإحدى القواعد العسكرية.
وتقدم كراولي باستقالته بعد ظهر الأحد، بحسب توقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وفقاً للمصادر، التي أشارت إلى أن مسؤولي البيت الأبيض "يتملكهم الغيظ" بسبب تصريحات كراولي، التي قال فيها إن إدارة الرئيس باراك أوباما، "تسيء معاملة" مانينغ، في أعقاب تقارير أشارت إلى أن الجندي الأمريكي يتعرض للتعذيب.
ويحتجز الجيش الأمريكي الجندي مانينغ في قاعدة "كوانتيغو"، بولاية فرجينيا، للاشتباه بأنه المسؤول عن تسريب آلاف الوثائق السرية لوزارة الخارجية الأمريكية، والتي نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، وأثارت جدلاً واسعاً امتد إلى مختلف أنحاء العالم.
وخلال لقائه مع مجموعة صغيرة في "معهد ماساتشوستس التقني" الأسبوع الماضي، سُئل كراولي عن مزاعم حول تعرض مانينغ للتعذيب، فأجاب بقوله إن الطريقة التي يتعامل بها مانينغ، من قبل مسؤولين في وزارة الدفاع "سخيفة وتؤدي إلى نتائج عكسية وغبية"، وهي الإجابة التي وضعته في مواجهة انتقادات حادة من قبل مسؤولي البيت الأبيض.
وتابع كراولي، في معرض إجابته "المثيرة للجدل"، قائلاُ: "هذا بالإضافة إلى أننا لا يمكننا القول إن برادلي مانينغ في المكان الصحيح"، بسبب الجرائم المنسوبة إليه، وفق ما أفادت مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية BBC، فيليبا توماس، التي كانت موجودة خلال اللقاء، على مدونتها الخاصة.
وفي وقت لاحق، أبلغ كراولي مجموعة من أصدقائه بأنه يشعر بالقلق إزاء تعرض مانينغ للتعذيب، على اعتبار أن مثل هذه الوقائع قد تترك انطباعاً سيئاً لدى الجنود من صغار السن، كما أوضح أنه أكثر حرصاً على الدفاع عن إدارة أوباما، مشيراً إلى أن إساءة معاملة مانينغ قد تضر بصورة الرئيس أوباما حول العالم، بعدما حاول جاهداً لتغيير الصورة التي كانت لدى البعض بأن الولايات المتحدة تعذب سجناء.
وتصاعدت أزمة تصريحات كراولي في وقت لاحق الجمعة، عندما سُئل أوباما، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، عن المزاعم بتعرض الجندي الأمريكي للتعذيب، فأجاب بقوله إنه سال مسؤولي وزارة الدفاع "البنتاغون"، عما "إذا كانت الإجراءات المتبعة بحقه (مانينغ) ملائمة وتتوافق مع معاييرنا الأساسية أم لا"، وتابع أن مسؤولي الوزارة أجابوه بالإيجاب.
وكان ديفيد كومبس، محامي الجندي برادلي مانينغ، قد ذكر في وقت سابق، ان موكله يتعرض للإساءة في السجن الذي يقبع به بولاية فيرجينيا، منذ يوليو/ تموز الماضي، وقال على مدونته الشخصية، إن موكله وضع في سجن إنفرادي لفترات طويلة، وقام قائد المعتقل بوضعه تحت المراقبة، خشية أن يقدم على الانتحار بسبب ظروفه.
ويُعتقد أن مانينغ، البالغ من العمر 23 عاماً، تمكن من الحصول على أكثر من 90 ألف وثيقة سرية، بالإضافة إلى حسابات بريد إلكتروني، ونشرها على الانترنت، حسبما أفاد مصدر مطلع على القضية، طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لاستمرار التحقيق بالقضية.
ويُعد نشر تلك الوثائق أكبر عملية تسريب استخباراتية في تاريخ الولايات المتحدة، مقارنة بالكشف عن حقبة حرب فيتنام في "أوراق البنتاغون"، حيث علق دانيال ألسبيرغ، مسؤول البنتاغون الذي سرب أسرار حرب فيتنام، بقوله: "لم نشهد تسريباً غير مصرحاً به بهذا الحجم منذ 39 عاماً."
وجاء توقيف مانينغ، وهو متخصص بتحليل المعطيات الاستخبارية، بعدما كشف موقع إلكتروني هويته، مشيراً إلى أنه أكد لأحد قراصنة الانترنت، أنه هو المسؤول عن تسريب الشريط، إلى جانب مجموعة أخرى من الوثائق لموقع "ويكيليكس."
http://arabic.cnn.com/2011/world/3/13/crowley.stepdown/index.html