السبت، 05 آذار/مارس 2011، آخر تحديث 21:37 (GMT+0400)
مصر: تجدد مهاجمة "أمن الدولة" والجيش ينفي التعبئة
الشارع المصري ما زال يعاني فراغاً أمنياً
القاهرة، مصر (CNN)-- تجددت السبت الهجمات التي يشنها عشرات المحتجين على مقار جهاز مباحث أمن الدولة في مصر، في الوقت الذي نفت فيه مصادر عسكرية في الجيش المصري، صحة الأنباء التي ترددت عن "إعلان التعبئة العامة" في البلاد.
وأفادت مصادر أمنية بأن مقر مباحث أمن الدولة في محافظة "6 أكتوبر" تعرض للحريق، فيما صدت القوات المسلحة محاولة لاقتحام مبنى الجهاز بمدينة الإسكندرية، والذي تعرض للاقتحام من قبل محتجين غاضبين الجمعة، قاموا بإشعال النار في عدد من السيارات التابعة لوزارة الداخلية.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن شهود عيان قولهم إن سبعة أشخاص على الأقل، من بينهم أفراد بالشرطة ومدنيون، أصيبوا نتيجة الحريق، وأفادوا بأنهم شاهدوا بعض الضباط يحرقون وثائق داخل المقر، الذي احترق أحد طوابقه، بينما قالت الشرطة إن المواطنين أشعلوا النار في المبنى.
وفي منطقة "الرمل" بالإسكندرية، قام عدد من أفراد القوات المسلحة المصرية بإخلاء مبنى جهاز مباحث أمن الدولة، في وقت مبكر من صباح السبت، بعدما احتشد مئات المحتجين أمام المبنى، وحاولوا إعادة اقتحام المبنى، "رغبةً منهم في الانتقام من أفراد الجهاز"، وفق ما نقل موقع التلفزيون المصري.
وتعرضت عدة مقار لجهاز أمن الدولة لهجمات من جانب عشرات المحتجين مساء الجمعة، من بينها مقر الجهاز بالإسكندرية، والذي يخضع لحراسة القوات المسلحة منذ بدء "ثورة 25 يناير"، وقام المتظاهرون بإشعال النار وتحطيم عدد من سيارات الشرطة.
على الصعيد نفسه، نفى مصدر أمني "رفيع المستوى"، ما تردد مؤخراً عن صدور قرار من وزير الداخلية، اللواء محمود وجدي، بتجميد نشاط جهاز أمن الدولة، بعد الغضب الشعبي المتزايد ضد الجهاز الأمني.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المصدر الأمني قوله إن وزارة الداخلية تقوم حالياً بدراسة عاجلة لإعادة هيكلة الجهاز، وتحديد اختصاصاته وأهدافه، وآليات العمل بداخله، وفقاً لما شهدته البلاد من متغيرات خلال المرحلة الماضية.
وأكد المصدر نفسه أن "إعادة هيكلة الجهاز تستهدف إحداث تغيير جذري في الأهداف والسياسات والاختصاصات، بما يحقق المساهمة في تحقيق الأمن القومي، للحفاظ على سلامة الشعب، والتأكيد على ضمانات المساواة بين جميع المواطنين."
في الغضون، نفى مصدر عسكري مسؤول ما أذاعته بعض المواقع الإلكترونية من قيام القوات المسلحة بإعلان حالة التعبئة العامة في مصر.
وكانت تلك المواقع، التي لم تحدده الوكالة الرسمية، قد زعمت أن "القوات المسلحة قامت بإرسال رسائل نصية عبر الهاتف، للشباب في سن التجنيد، بتسليم أنفسهم إلى الجيش، تنفيذاً لهذه التعبئة."
إلى ذلك، بدأ رئيس الوزراء المكلف، عصام شرف، مشاوراته لتشكيل حكومة "تسيير أعمال" جديدة، خلفاً لحكومة الفريق أحمد شفيق، الذي تقدم باستقالته في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
واستقبل رئيس الوزراء المكلف أربعة من وزراء الحكومة "المستقيلة"، هم نائب رئيس مجلس الوزراء، يحيى الجمل، ووزراء المالية سمير رضوان، والتعليم أحمد جال الدين، والبحث العلمي عمرو عزت سلامة، في مؤشر يرجح استمرار هؤلاء الأربعة في الحكومة الجديدة.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء، مجدي راضي، في تصريحات لـCNN بالعربية، إن رئيس حكومة تسيير الأعمال استقبل الوزراء الأربعة السبت، وأضاف أن مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة سيستمر عدة أيام، قبل الإعلان النهائي للحكومة، والذي من المتوقع أن يتم أواخر الأسبوع الجاري.
وأضاف راضي أن رئيس الحكومة الجديدة اجتمع مع عدد من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، في وقت لاحق السبت، عقب مقابلته الوزراء الأربعة، لبحث الأوضاع الأمنية، وضرورة عودة الأمن للشارع المصري، الذي يعاني بشدة بسبب الغياب الأمني.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أصدر قراراً بتكليف الدكتور عصام شرف بتشكيل الحكومة الجديدة الخميس الماضي، بعد قبول استقالة رئيس الحكومة السابق، الفريق أحمد شفيق، بعد استمرار الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بإقالته.
http://arabic.cnn.com/2011/egypt.2011/3/5/egypt.unrest/index.html