الاثنين، 21 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 23:22 (GMT+0400)
طياران ليبيان فرا لمالطا لرفضهما قصف المحتجين
اندلعت الاحتجاجات الشعبية منذ قرابة أسبوع
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قالت مراسلة CNN في مالطا إن الطيارين الليبيين الذين حطت طائراتهم النفاثة والمروحية في مالطا قبل ساعات انشقوا عن الجيش وفروا من البلاد، وهم الآن يخضعون للتحقيق من قبل الشرطة المحلية، وأضافت أن المصادر المحلية أطلعتها أن الطيارين فروا لأنهم رفضوا أوامر مباشرة بقصف المتظاهرين في الشوارع.
ونقلت المراسلة عن المصادر عينها أن السلطات المالطية اكتشفت بعد فحص الطائرات الموجودة على أراضيها أنها كانت مسلحة بالصواريخ، كما كانت رشاشاتها محملة بالذخائر.
من جهته، نفى عمر جلبان، السفير الليبي في المملكة المتحدة، الأنباء التي أشارت إلى أنه استقال من منصبه بسبب الأحداث، وقال إنه ما يزال في السفارة وعلى رأس مهامه، كما نفى أن يكون القذافي قد فر من ليبيا متوجهاً لفنزويلا.
أما إبراهيم دباشي، مساعد ممثل ليبيا في الأمم المتحدة، فقال للصحفيين في نيويورك، إن القذافي: "أعلن الحرب على شعبه وهو الآن يرتكب مجازر إبادة جماعية."
وقال وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إنه اطلع على تقارير تشير إلى أن الزعيم الليبي، معمر القذافي، قد يكون في طريقه إلى فنزويلا، تاركاً بلاده التي غصت شوارعها بالمحتجين المطالبين بإسقاط نظامه، بينما ذكر صحفيون في مالطا أن مقاتلتين ليبيتين، وصلتا إلى مطار البلاد.
من جانبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنه اتصل بالقذافي، وناقش معه الأوضاع في بلاده، وذكر كي مون أنه شدد خلال حديثه مع القذافي على ضرورة "الوقف الفوري لتفاقم العنف."
من جانبها، نقلت صحيفة "قورينا" الليبية أن المستشار مصطفى عبدالجليل، إنه قدم استقالته من منصب وزير العدل، "احتجاجاً على الأوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط ضد المحتجين العزل من قبل قوات الكتائب الأمنية،" وهو أمر لم تتمكن CNN من تأكيد صحته بشكل مستقل.
وذكرت تقارير من شهود عيان في ليبيا أن جموع المحتجين في العاصمة طرابلس أشعلت النار في مبنى حكومي بالعاصمة، في حين نقل التلفزيون الرسمي الليبي أن وحدات الأمن "تداهم أوكار الإرهاب والتخريب،" طالباً من المواطنين التعاون معها.
نقلت عدة وسائل إعلام عن شهود عيان أن المحتجين قاموا بنهب مقر التلفزيون الليبي في طرابلس، الاثنين، وأضرموا النيران في عدة مبان في الوقت الذي دوت فيه طلقات نارية، في أرجاء مختلفة من العاصمة الليبية فيما تتواصل في ليبيا انتفاضة شعبية منذ قرابة أسبوع أوقعت أكثر من مائتي قتيل.
وقال شاهد عيان لـCNN، عبر الهاتف: "نشاهد مبان تحترق وسحب دخان كثيف تتصاعد.. أحد المباني التي تشتعل فيها النيران هي فندق "سوق المحاري."
وأضاف المصدر، الذي آثر عدم كشف هويته خشية على سلامته: "نسمع دوي إطلاق كثيف للرصاص."
وتوسع مدى الاضطرابات الشعبية التي تشهدها عدة مدن ليبية منذ 17 فبراير/شباط الجاري، حيث سيطر فيها متظاهرون على مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، ليبلغ العاصمة حيث جرت مواجهات بين متظاهرين و"مرتزقة أفارقة" وفق شهود عيان.
وإلى ذلك، اقتحم مئات من الليبيين موقع إنشاء تديره شركة كورية جنوبية في طرابلس، الاثنين.
وقالت وزارة الخارجية في سيؤول إن مصادمات بين المهاجمين وقوات الشرطة أسفرت عن إصابة 17 شخصاً بجروح.
وذكرت الوزارة أن نحو 500 من المهاجمين اقتحموا الموقع ويبعد 30 كيلومتراً عن العاصمة الليبية، وتواجد به 1600 عامل ساعة الهجوم، نجم عنه إصابة اثنين من العمال البنغال بجراح خطيرة بعد تعرضهما للطعن، فضلاً عن جرح 15 آخرين.
وأعدت الحكومة الكورية خطة طوارئ لنقل كافة مواطنيها إلى ملاجئ آمنة مخصصة حال تطور الوضع هناك إلى الأسوأ.
ويشار إلى أن هناك حوالي 20 شركة كورية جنوبية على رأسها دايوو للإنشاء وهيونداي للإنشاءات تنفذ مشاريع لبناء محطات توليد الطاقة الحرارية ومستشفيات وفنادق ووحدات سكنية في ليبيا، وفق وكالة الأنباء الرسمية، يونهاب.
وتعتمد CNN على شهود العيان لنقل الوقائع في ليبيا التي فرضت تعتيماً إعلامياً تاماً على الأحداث هناك وتجاهلت طلب الشبكة للحصول على تصريح لدخول البلاد، وهو ما يعيقها عن التأكد بشكل منفصل ومستقل عن صحة تلك التقارير.
وكان سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، قد حذر في كلمة بثت، الأحد، من تجدد الحرب الأهلية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الاحتجاجات التي أوقعت 219 قتيلاً وفق مصادر.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء مجريات الأحداث في ليبيا وتقارير مقتل العشرات.
http://arabic.cnn.com/2011/middle_east/2/21/tripoli.eyewitness/index.html