عيب ..!!
لميس ضيف
تفاجأ متسوقو مجمع شهير برجل ثلاثيني ينهال على زوجته ضرباً وركلاً وسط ذهول الحضور الذين هالهم مشهد السيدة وهي تساق كالشاة للسيارة ! لم يفكر أحد الفضوليين الذين تجمهروا بالتدخل وردع الرجل رغم أن توسلات المرأة وأنينها كان يخترق مسامعهم وضمائرهم.. بل أن رجل الأمن، الذي كان يقف على بعد أمتار، أشاح بوجهه متجاهلاً الأمر وعندما لامته احدى المتسوقات هز كتفيه وقال « انها زوجته..!!»
هذا المشهد مصداق حقيقة مّرة نراها في مجتمعنا.. ان المرأة تعامل كجزء من متاع الرجل يحق له أن يفعل بها ما يشاء وهو في مأمن من العقاب مهما تطرف أو تعسف.. قبل سنوات شهدت محاكمنا قضية غريبة، فقد طلبت امرأة الطلاق من زوجها للضرر بعد أن ضربها بمفك ما سبب لها نزيفاً في العين فقدت إثره النظر في عينها اليسرى.. ورغم ثبوت الواقعة إلا أن القاضي ردّ طلبها بدعوى أن تلك هي المرة الأولى التي تُضرب فيها وبالتالي فالحادثة معزولة ولا تستحق الطلاق !!
المفارقة الحق أن الشرطة، والمارة إجمالاً، يهرعون لنجدة أي رجل يتعرض للاعتداء من آخر رغم أن رحى العراك تدور عادةً بين رجال قادرين على حماية أنفسهم في حين يجدون الاعتداء على الزوجات أمراً مقبولا !! المفارقة الأكبر أن القانون يغلظ العقوبة على من يعتدي على شخص غريب ويجازيه بالحبس والغرامة في حين أن الرجل الذي يعتدي على زوجته – مهيضة الجناح- ينفد من الجزاء وكثيراً ما تتجنب أقسام الشرطة التحقيق في وقائع كهذه بحجة أنها « شئون عائلية» و «خاصة» ولا يجوز التدخل فيها !!
على الضفة الأخرى ينشغل الخطاب الديني بتوعد المرأة التي تُغضب زوجها باللعنة الإلهية – ولا بأس- ولكننا قلما نرى خطاباً موازياً يحذر الرجل من مغبة ظلم مواليه والاستقواء عليهن رغم غلظة هذا الذنب !
نقول؛العنف ضد النساء واقع ومنظمة الصحة العالمية تؤكد تعرض امرأة- كل 18 ثانية- للعنف في دول العالم الثالث ولكننا نتوقع من مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة أن تتقدم على سواها في صيانة الحقوق ونصرة الضعفاء.. وما من أحق بذلك من المرأة التي فضل الله الرجل عليها في القوة الجسدية ومكنه من الولاية عليها، لا ليظلمها ويعاملها كالدواب، بل ليحفظها ويحميها من العالم.. ومن نفسه أولاً !!