الأحد، 13 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 22:38 (GMT+0400)
مدونات: فساد "الشريف" وقمامة "النظيف"
الأنتصار خيم على المدونات العربية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أن تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ألهم عشرات المدونين المصريين إلى الإسراع إلى مدوناتهم لتخليد "ذكرى الثورة،" ودخول عصر جديد يأمل فيه معظمهم أن لا تتم ملاحقتهم أمنيا، كما كان الحال في السابق.
وحفلت المدونات المصرية والعربية بالمقالات التي مجدت "ثورة الشباب،" وانتفاضتهم التي أجبرت الرئيس المصري على التنحي بعد 30 عاما من حكم مصر، كما أشادت "بتكاتف الشعب والجيش،" من أجل التغيير.
وعلى مدونته الشخصية، كتب أبو مريم يقول: "بعد أن بتنا ليلة الجمعه بمشاعر مختلطة بين الاحباط والتحدي، وكأن الله يريد أن يأتي النصر في وقت تنقطع فيه كل الاسباب إلا التوجه إلى الله."
وأضاف: "فجاءت جمعة الزحف أو جمعة النصر، وهي جمعة تاريخية بكل المقاييس، وكانت خطبة الجمعة وتوجهنا جميعا بالدعاء مع الشيخ محمد جبريل، وسمع الله دعاء الملايين ورأى بكاءهم والحاحهم."
ومضى يقول: "أراد الله أن يؤجل النصر ليوم الجمعة حتى يسمع دعاء ملايين المصريين في الداخل والخارج ويتنزل نصر الله لحظة انقطاع الأمل إلا من الله حتى تتحقق الآية: وما النصر إلا من عند الله."
وأشار المدون إلى أن "البعض أصيب بالاحباط أكثر وخوف على مستقبل الثورة عند سماعهم للبيان الثاني للجيش، والبعض قال إن الجيش انحاز للنظام، ولكن كان الجيش عند حسن ظن الناس، وانحاز للشعب لما رأى منه إصرارا وخرج في جمعة الزحف عن بكرة أبيه وبكل طوائفه."
وختم بالقول: "الآن نفتخر بأن الجيش لم يطلق رصاصة واحدة على مواطن مصري، فالجيش أكد في أكثر من بيان أنه لم ولن يطلق النار على أحد من الشعب، مما يعني أنه يقول للشعب تقدم وخذ حقوقك بيدك فأنا لن أقف في طريقك… وقد وفى الجيش بذلك الوعد."
وعن الجيش المصري أيضا، كتب المدون أحمد مصطفى على مدونته الشخصية، تحت عنوان "جيش مصر العظيم ،" يقول: "لقد اثبت الجيش المصري بانحيازه الى الثورة انه المؤسسة الوطنية كما كان دائما، وانه جزء من الشعب المصري البطل."
وقال، إن "البيان الذي ألقاه المتحدث باسم وزارة الدفاع، وأعلن فيه أن الجيش يقر بالمطالب الشرعية للمتظاهرين، وبحق التظاهر السلمي، يعد انقلابا صامتا على الرئيس مبارك، واشارة واضحة الى انه لم يعد يتمتع بأي شرعية."
وأضاف "الجيش المصري المعروف بتاريخه الوطني الحافل، وتضحياته اللامحدودة في الدفاع عن قضايا الأمة والعقيدة أخذ زمام المبادرة، ووقف في خندق الشعب الذي ينتمي اليه، ويعتبر مصدر كل السلطات في مواجهة خندق الفساد والتفريط."
وفي لعب على الأسماء والأوصاف، كتب المدون طارق الجيزاوي على مدونة "إكسلانس،" يقول: "الشعب المصري شعب غريب حقا، فحياته مليئة بالمتناقضات، كما لم توجد في شعب من شعوب الأرض.. فانظروا معنا لتلكم المتناقضات الشاذة فعلا."
وأضاف يقول: "رئيس مصر المخلوع كان اسمه مبارك، إلا أن البركة منزوعة من كل شيىء حتى من رغيف العيش، ورغم أن رئيس وزراء مصر كان اسمه (أحمد) نظيف، إلا إن القمامة تملأ كل ركن في مصر."
وتابع الجيزاوي: "ورغم أن رئيس برلمانه يدعى (فتحي) سرور، إلا أن الحزن مرسوم على وجه كل مصري.. ورئيس مجلس الشورى اسمه (صفوت) الشريف إلا أن رجاله لصوص قتلوا الشباب وأشاعوا الفساد."
ومضى المدون في عرض مفارقات الأسماء، فقال: "ووزير الداخلية اسمه (حبيب) العادلي، لكن عصره اتسم بالتعذيب والأرهاب والظلم، ومع أن وزير التجارة إسمه (رشيد محمد) رشيد إلا انه لم يزد البلاد إلا سفها وفقرا وجورا، ومع أن أمين الحزب الحاكم أسمه (أحمد) عز إلا انه لم يقم سوى بنهب الفقراء والتجبر على الضعفاء."
أمام المدونة ميادة مدحت، فكتبت على مدونتها الشخصية تحت عنوان "موظفة صباحا.. وثائرة بعد الظهر،" تقول: "عادت الأمور إلى طبيعتها ولكن التحرير مازال ثائرا رافعا راية المقاومة.. أما أنا فقد عدت إلى سيرتى الأولى.. موظفة حكومية صباحا، ومدونة ثائرة بعد الظهر."
وأضافت: "عدت من جديد إلى مكتبي المكيف، وسيارة العمل التي تقلني من باب المنزل إلى باب الهيئة، وتعيدني من الباب إلى الباب. عدت إلى وضع كان يحيرني ويقسمني قبل الثورة، وصار يعذبني ويحرقني بعد قيامها."
ومضت تقول: "أذكر أمي وهي تعنفني بشدة يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 عندما علمت أنني اشتركت في المسيرات الغاضبة، كانت تتهمني بالسفه والجنون.. طيب دول بيتظاهروا عشان حد أدنى للأجور.. أو عشان مش لاقيين شغل.. إنما انتي بتشتغلي وحكومة ومديرة مكتب رئيس هيئة وبتاخدي الألف وميتين عايزة ايه تاني؟ عايزاهم يفصلوكي؟"
وتابعت مدحت: "لم أقل لها سوى أن هناك أشياء في الحياة أهم بكثير من الوظيفة والمرتب، لكنها لم تفهمني وأنهت المكالمة بغضب.. وعندما عاودت الاتصال بي بعد ساعتين وجدتني أبكي فرق قلبها لي وهي تظن أني أبكي من آلام إصابتني في التدافع أمام هراوات الأمن أو أبكي ندما على مشاركتي.. وعندما أخبرتها أنني أبكي لأني في الفراش لا أقوى على الحراك، بينما زملائي معتصمون في التحرير، أصابتها حالة ذهول لم تنته إلا يوم جمعة الغضب."
http://arabic.cnn.com/2011/blogs/2/13/arab.bloggers/index.html