السبت، 29 كانون الثاني/يناير 2011، آخر تحديث 22:37 (GMT+0400)
ارتياح إيراني لأحداث مصر و"الحرس" يتوقع المزيد
إيرانيون يمارسون طقوساً شيعية في طهران بمناسبة عاشوراء قبل أسابيع
طهران، إيران (CNN) -- دخلت الدبلوماسية الإيرانية ووسائل الإعلام الرسمية في إيران بقوة على خط الأحداث الجارية في مصر، عبر بيانات تأييد لتحركات المحتجين، وصل بعضها إلى حد اعتبار ما يحصل بالقاهرة من آثار "الصحوة التي أطلقتها الثورة الإسلامية،" وتحدثت قائد بارز بالحرس الثوري عن انتقال الأحداث من مصر لدول أخرى، بينما صدر بيان ترحيب عن لجنة أشرفت على إنتاج الفيلم المثير للجدل، "إعدام فرعون."
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في بيان أصدره السبت، أن مظاهرات الشعب المصري ضد النظام الحاكم "تحرك نحو تحقيق العدالة،" داعيا السلطات المصرية إلى "تحقيق المطالب المشروعة للشعب المصري،" على حد تعبيره.
وقال مهمانبرست إن طهران "تتابع عن كثب الأحداث الجارية في مصر، تتوقع من السلطات المصرية الإصغاء لصوت الشعب والعمل على تلبيه مطالبه المشروعة وعدم لجوء قوات الأمن والشرطة إلى العنف ضد الصحوة الإسلاميه التي تحولت إلى انتفاضه شعبيه في هذا البلد."
وعرضت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية مقالاً تحليلاً تحت عنوان "عندما يخرج المارد من القمقم" سخرت من تعليقات وزير الخارجية المصري السابق، أحمد أبوالغيط، لمن سأله عن احتمال انتقال الأحداث من تونس إلى مصر، عندما رد عليه بالقول "كلام فارغ."
وذكر المقال أن ما صرح به أبو الغيط "ينطبق بالتمام والكمال على عقليته وذهنيته التي كان ينظر من خلالها إلى الأوضاع التي تشهدها بلاده والمنطقة،" وندد المقال بالموقف الأمريكي حيال ما يجري، ووصف الرئيس المصري، حسني مبارك، بأنه "ليس ديكتاتوراً."
كما أوردت الوكالة مقابلة مع البرلمانية الإيرانية، لالة افتخاري، التي قالت إن الولايات المتحدة "تخشى من وصول صوت ورسالة الثورة الإسلامية إلى أسماع الشعوب الأخرى، لكن هذه الرسالة وصلت بالفعل إلى كافة أرجاء العالم."
واعتبرت افتخاري أن منجزات "الثورة الإسلامية" في إيران أدت إلى "صحوة على الصعد الدولية والإقليمية، والعالم الإسلامي حيث أن هذه الصحوة قد وجدت لدي الشعوب وتبرز يوما بعد يوم، وتتحول إلى خطوات عملية من قبل الشعوب حيث يشهد الجميع نماذج لها في تونس ومصر والبلدان الأخرى."
أما وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية، فنقلت عن نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد سلامي، قوله إن "ثورة مصر ستكرر في كثير من الدول الإسلامية" وقال إن مصر "قلب العالم العربي، وأي تغيير سياسي أو اجتماعي يشهده هذا البلد يمكن أن يتكرر في كثير من الدول الإسلامية."
وأضاف سلامي: "ما يجري الآن في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي شبيه لانطلاقة الثورة الإسلامية قبل 32 عاما التي أسقطت نظام الشاه وما يجري في الوقت الحاضر نموذج يكرر نفسه بما يشبه السلسلة."
أما لبيان الأشد قسوة، فجاء عن لسان ما يعرف بـ"العلاقات العامة للجنة تكريم شهداء الثورة الإسلامية العالمية،" التي كانت قد أشرفت على إنتاج فيلم حمل عنوان "إعدام فرعون،" حول ظروف اغتيال الرئيس المصري السابق، أنور السادات، وأثار أزمة دبلوماسية كبيرة بين طهران والقاهرة.
وقال البيان الموجه إلى "الشعب المصري" إن مبارك "ينوي ان يحكم في مصر مثل سلفه السادات، ووضع نفسه في أحضان أمريكا،" وأضاف البيان: "على الشعب المصري ألا يخاف الأحكام العرفية وأن يخرج أذناب أمريكا من بلاده."
وعرض البيان أجزاء من رسالة قال إنها صدرت عن قائد الثورة الإيرانية، روح الله الخميني، أصدرها بعد سماعه نبأ اغتيال السادات، عبر فيها عن ترحيبه بمقتل الرئيس المصري السابق، واستطرد بعد ذلك إلى القول إن على المصريين "تأسيس نظام حكومي مبني على أساس أحكام الدين الإسلامي، ورفض "الوعود الماكرة للشيطان الأكبر،" وهي التسمية التي يطلقها بعض أركان النظام الإيراني على الولايات المتحدة.
وختمت العلاقات العامة للجنة تكريم شهداء الثورة بيانها بالعبارات التالية: "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. الموت لمبارك.. الله أكبر.. يحيا الشعب المصري العظيم.. نصر من الله وفتح قريب."
يشار إلى أن العلاقات المصرية الإيرانية تعيش منذ عقود في وضع سيء للغاية، وذلك بعد الخلاف بين الجانبيين منذ فرار شاه إيران السابق إلى مصر، واستقباله فيها من قبل السادات، ومن ثم ترحيب طهران باغتيال السادات.
وتطور الخلاف في وقت لاحق مع ميل إيران إلى اعتماد ما يعرف ب،"نشر الثورة" في الدول المجاورة، ووصل إلى ذروته في السنوات الأخيرة مع ظهور ما يعرف بـ"محور الاعتدال" الذي تشكل مصر أحد أبرز أركانه، إلى جانب دول الخليج والأردن، بوجه التحالف بين إيران وسوريا وقوى إقليمية أخرى.
وتعتبر مصر أحد المعاقل الأساسية للإسلام السنّي، في حين تتبع إيران رسمياً المذهب الشيعي، وهو أمر ساعد في التباعد بين الطرفين، وقد سبق أن اتهمت إيران دول المنطقة الداخلة ضمن "محور الاعتدال" بتمويل وتوجيه الاحتجاجات وأعمال الشغب التي عمت شوارعها بعد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.
http://arabic.cnn.com/2011/world/1/29/iran.egypt/index.html