آخر تحديث: الجمعة، 28 يناير/ كانون الثاني، 2011، 18:18 GMT
."جمعة الغضب" في مصر: حظر التجوال والجيش في شوارع القاهرة
حاولت الشرطة المصرية تفريق المظاهرات بضرب
القنابل المسيلة للدموع ورش المتظاهرين بالمياه
القنابل المسيلة للدموع ورش المتظاهرين بالمياه
أصدر الرئيس المصرى حسني مبارك بصفته الحاكم العسكري فى مصر قرارا بفرض حظر التجول فى جميع محافظات الجمهورية من الساعة الرابعة مساء حتى الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش.
وجاء في البيان الذي صدر بهذا الشأن أن على قوات الجيش تنفيذ هذا القرار بالتعاون مع الشرطة لتأمين الممتلكات العامة، وحماية الأرواح على حد تعبير البيان. ورغم بدء سريان حظر التجول، إلا أن الأنباء تفيد باستمرار المظاهرات والاحتجاجات فى القاهرة وعدد من المدن المصرية.
واجملت وكالة رويترز عدد الجرحى الذين سقطوا في تظاهرات اليوم بحوالي 410 جريحا، بعضهم اصابتهم خطيرة ومنهم من اصيب بالرصاص حسب مصادر طبية مصرية.
وتحدثت مصادر طبية عن إصابة أربعمائة وعشرة أشخاص فى احتجاجات اليوم كما قتل متظاهر فى محافظة السويس شمال شرق القاهرة.
وعزلت قوات الأمن منطقتين في القاهرة هما المنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري ومنطقة في وسط البلد بين ميدانيي رمسيس والتحرير. كما شوهدت سيارات تابعة للجيش المصرى تحيط بمبنى الإذاعة والتليفزيون فى قلب العاصمة. وأفادت الأنباء باشتعال النيران في المقر المركزي للحزب الحاكم في قلب القاهرة.
وتحدثت قناة النيل الفضائية الرسمية عن وقوع احداث شغب في منطقة كورنيش النيل بعد سريان حظر التجوال، بينما اشارت وكالة الاسوشيتدبرس الى ان متظاهرين يحاولون اقتحام مبنى وزارة الخارجية المصرية ومبنى التلفزيون، الامر الذي نفاه التلفزيون المصري لاحقا.
وقال الصحفي أشرف سويلم مراسل اسوشيتد برس في سيناء في حديث مع بي بي سي ان بدو سيناء حاصروا قسم شرطة الشيخ زويد في سيناء ويطالبون القوات في القسم بالاستسلام وان المسلحين يسيطرون على مدخل مدينة رفح وتمكنوا من احتجاز رجال شرطة كرهائن.
حظر تجوال
وكان حظر التجوال قد فرض في عدد من المحافظات مصرية كما افاد التلفزيون المصري الذي اكد قرار الحاكم العسكري (رئيس الجمهورية) بفرض حظر التجوال في محافظات القاهرة الكبرى والسويس والاسكندرية اعتبارا من الساعة السادسة مساء وحتى السابعة صباحا بالتوقيت المحلي المصري، ثم جاء قرار اخر ليمد الحظر ليشمل كل المحافظات المصرية.
واكد شهود عيان ووسائل اعلامية دخول آليات للجيش المصري الى مدينة القاهرة، في وقت شهدت فيه منطقة الجيزة وميدان التحرير اشتباكات بين قوات الامن والمتظاهرين قبل انسحاب هذه القوات بعد دخول الجيش.وشوهد عدد من عربات الجيش يتجه نحو مبنى الاذاعة المصرية.
وفي حين اشتبك المتظاهرون مع قوات الامن المركزي واحرقوا عددا من سياراتهم الا ان الوضع بدا مختلفا مع الجيش الذي انتشر بسلام دون صدامات مع المتظاهرين وذكرت تقارير اعلامية ان بعض المتظاهرين قد رحبوا بالجيش واستقبلوا بعض عرباته بالتصفيق.
بيد ان وكالة رويترز افادت بسماع اصوات اطلاق نار في شوارع القاهرة بعد سريان حظر التجوال ونقلت عن شهود عيان ان بعض المتظاهرين اعتلوا دبابات الجيش المصري التي انتشرت في شوارع السويس وان الجيش يحاول ازاحتهم.
وغطت سحب الدخان سماء القاهرة نتيجة المواجهات التي حدثت في عدة مناطق، فضلا عن بعض الحرائق التي ومنها مقر الحزب الوطني في منطقة كورنيش النيل.
ردود افعال دولية
وفي اول رد فعل لها على احداث "جمعة الغضب" اعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها تجاه تطورات الأحداث في مصر ودعت السلطات المصرية إلى احترام حرية التعبير وفتح وسائل الاتصال.
وطالبت وزيرة الخارجية الامريكية في كلمة لها الحكومة المصرية بالسماح بالاحتجاجات السلمية والاسراع في اجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المطلوبة.
كما اعرب البيت الابيض عن قلقه الشديد بشأن الاحداث التي تشهدها مصر ودعا الحكومة المصرية الى احترام حقوق شعبها
بدوره قال باري مارستن المتحدث باسم الخارجية البريطاني انه "من الواضح ان مئات الالاف من المصريين يريدون الاصلاح واحداث تغييرات جذرية للنظام في مصر ولذلك على الحكومة المصرية الاستجابة بطريقة سلمية لهم دون اللجوء الى العنف او القمع ومحاولة منع وصول المحتجين الى الشوارع.
كما شدد على "ضرورة احترام الحق المطلق للاحتجاج السلمي" من اجل ان تصل اصوات المحتجين وتسمع من قبل الدولة.
واضاف انه " طالما حثت بريطانيا الحكومة المصرية لاتخاذ تغييرات شاملة لاصلاح سجل حقوق الانسان في مصر ووضع المجتمع المدني وحق احزاب المعارضة المختلفة".
ميدان التحرير
وكانت التظاهرات الاحتجاجية قد انطلقت في عدد من المدن المصرية بعد صلاة الجمعة في دعوة اطلقتها المعارضة المصرية لجعل هذا اليوم حسب تعبيرهم "جمعة غضب".
وخرج الالاف في تظاهرات رئيسية وفرعية في العاصمة المصرية القاهرة والعديد من المدن المصرية كالسويس والاسكندرية ودمياط ودمنهور والاسماعيلية وبور سعيد ومحافظة الشرقية وغيرها من محافظات مصر.
وشهدت منطقة الجيزة اشتباكات بين قوات الامن المركزي والمتظاهرين الذين يحاولون الوصول الى قلب القاهرة، وافاد التلفزيون المصري الرسمي ان المتظاهرين احرقوا احدى سيارات الامن المركزي في الجيزة.
وانتشرت قوى الامن بكثافة شديدة قرب ميدان التحرير الذي يتخذ اهمية رمزية بالنسبة للمتظاهرين الذين يحاولون الوصول اليه. وقد اغلقت قوات الامن جسر قصر النيل في وجه المتظاهرين الذين حاولوا عبوره قادمين من من احياء الدقي والزمالك.
ونقل نقل موفد بي بي سي في السويس معوض جودة ان المتظاهرين احرقوا قسم شرطة الاربعين في المدينة وقد استولى بعض المتظاهرين على بنادق من قسم الشرطة كما قاموا باطلاق سراح المحتجزين فيه من معتقلي من المشاركين بالتظاهرات، كما انسحبت القوات الامنية امام غضب المتظاهرين .
واضاف ان بعض القيادات الامنية اختبأت في بيوت المواطنين القريبة هربا من غضب المتظاهرين.
واوضح ان العديد من المشاركين في هذه التظاهرات هم من المواطنيين العاديين الذين ربما يشارك بعضهم في تظاهرة لاول مرة.
وتحدث شهود عيان عن مقتل احد المتظاهرين في السويس في مصادمات الشرطة مع المتظاهرين المحتجين في المدينة.
واطلقت قوات الامن المصرية الرصاص في الهواء في ميدان التحرير وسط القاهرة لتفريق المتظاهرين الذين ظلوا يرمون هذه القوات بالحجارة.
وكانت الشرطة المصرية قد اشتبكت في البداية مع متظاهرين احاطوا بالمعارض المصري والمدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الدولية محمد البردعي. واطلقت الشرطة الرصاص في الهواء، واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتجمعين قرب مسجد في وسط القاهرة ادى فيه البرداعي صلاة الجمعة.
وقالت وكالة اسوشيتدبرس لاحقا نقلا عن مسؤولين في الامن المصري ان السلطات المصرية وضعت محمد البرادعي قيد الاقامة الجبرية.
واعترض رجال الامن المتظاهرين في محاولة لمنعهم من الوصول الى ميدان التحرير في القاهرة، كما اطلقت الشرطة الرصاص المطاطي على المتظاهرين قرب الازهر.
ونقل العديد من الاعلاميين تسلل رجال امن امن بملابس مدنية قاموا بملاحقة بعض المتظاهرين وضرب اعتقال بعضهم.
مظاهرات متعددة
وقال مراسل بي سي في القاهرة خالد عز العرب ان المظاهرة الكبرى بدأت من ميدن الجيزة ،ثم قوات الامن المصرية من تفريق التظاهرة الكبرى الاساسية باطلاق الغاز المسيل للدموع والمياه . وان التظاهرات تحولت الى تظاهرات متفرقة وواصل المتظاهرون احتجاجاتهم في مناطق امثال محيط جامعة القاهرة والشوارع الجانبية في الجيزة وحتى في مدينة نصر شرقي القاهرة.
مدرعات الجيش المصري انتشرت لتأمين المنشآت
الحيوية وأهمها مبنى الإذاعة والتلفزيون
الحيوية وأهمها مبنى الإذاعة والتلفزيون
وتواردت أنباء عن تعرض بعض طواقم وسائل الإعلام الى الضرب والتضييق من قبل قوات الأمن. كما هي الحال مع مراسلنا في القاهرة، أسد الله الصاوي، الذي تعرض للضرب من احد رجال الشرطة السرية اثناء تغطيته للتظاهرات في القاهرة.
وقال الصاوي انه اصيب في منطقة جامع الفتح حيث وقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.
واشار الى ان رجال الشرطة السريين القوا القبض عليه ثم اعتدوا عليه بضربه بمواسير حديدية كما صادروا كاميرته الشخصية.
الاسماعيلية
واكدت مصادر صحفية في الاسماعيلية لبي بي سي خروج الآلاف من المتظاهرين من مسجد المطافي ومساجد اخرى في المدينة هاتفين بشعارات تدعو لاسقاط النظام
وتوجه المتظاهرون في الاسماعيلية من ميدان المطافي إلى مقر مديرية الأمن حيث وقعت اك اشباكات متفرقة بين المتظاهرين ورجال الامن ورشق المتظاهرون قوى الامن بالحجارة.
وقام المتظاهرون بإسقاط بعض صور الرئيس حسني مبارك في شارع محمد علي ويعتبر هذا الشارع الأكبر في مدينة الاسماعيلية ويربطها بالقاهرة ومحافظات اخرى.
وقال محمد رضوان مراسل جريدة المصري اليوم في الاسماعلية لبي بي سي ان المتظاهرين قاموا باقتحام مقر الحزب الوطني المصري وتحطيم محتوياته.
كا قام متظاهرون غاضبون باضرام النار ايضا في مقر الحزب الوطني الحاكم في دمياط شمال مصر.
الدقهلية
ومن المنصورة قالت الصحفية غادة عبد الرزاق لبي بي سي ان المتظاهرين توجهوا باتجاه مبنى محافظة الدقهلية.
اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين الذين احاطوا بالبرادعي قرب احد مساجد القاهرة
واشارت الى ان قوات الامن اشتبكت مع المتظاهرين الذين قدرت عددهم بثلاثين الفا في شارع السلخانة ما اسفر عن اصابة العشرات من المتظاهرين.
كما رمى المتظاهرون قوات الامن المركزي بالحجارة واصيب عدد من عناصرهم من جراء ذلك.
واكدت ان المتظاهرين قد قاموا باحراق مقر الحزب الوطني في المدينة كما مزقووا صور الرئيس المصري مبارك.
كما قامت السلطات المصرية بقطع خدمات الهاتف المحمول في البلاد في محاولة لإحباط محاولات التجمهر والتظاهر بعد صلاة الجمعة تلبية لدعوة القوى المعارضة للحكومة تصعيد حركتهم فيما أطلق عليه اسم "جمعة الغضب".
وكانت السلطات المصرية قد قامت ليلة الخميس الجمعة بتعطيل معظم خدمات شبكة الانترنت في مصر، وتعطيل خدمة ارسال الرسائل النصية عبر الهواتف.
ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة ان ثمة انتشار امني مكثف حول المساجد، الكبرى في القاهرة وباقي المحافظات.
ويضيف ان الدعوة للتظاهرات طالبت الناس بالخروج من المساجد والكنائس بيد انه لم يعرف بعد موقف الكنائس المصرية من هذه الدعوة وهل سيشارك فيها اعضاؤها.
حصار اتصالي
وأغلقت السلطات أيضا موقعي فيسبوك وتويتر على شبكة الاتنرنت لمنع التواصل بين نشطاء حركة الاحتجاج قبيل ساعات من خروج مظاهرات دعا اليها نشطاء معارضون وجماعات معارضة.
وقال مراسل بي سي ان تأثير الانترنت لن يكون بقدر تأثير قطع اتصالات الهواتف المحمولة ، التي ستؤثر على قدرة المتظاهرين على تنظيم انفسهم لاسيما خلال تجمعاتهم وتحركاتهم اثناء التظاهر.
ويقول مستخدمو الانترنت في مصر انهم لا يستطيعون الدخول الى الشبكة منذ الحادية عشرة والنصف قبل منتصف الليلة الماضية، فيما شكا البعض من أن الدخول الى المواقع بطيء ومتقطع منذ ليل الخميس.
كما قامت السلطات باعتقال العديد من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين، بينهم قيادات في مكتب الارشاد في الجماعة ونواب سابقون وسط انتقادات لها باستخدام القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين.
وأكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن الشرطة المصرية تفرط في استخدام القوة ضد المتظاهرين المعارضين لنظام الرئيس حسني مبارك" بشكل غير مقبول وغير متناسب بتاتا".
وطالبت المنظمة السلطات المصرية بالتحقيق في المعلومات التي تتحدث عن استخدام مفرط للقوة من جانب الشرطة والعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال".
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/01/110128_egypt_cairo_demo.shtml#page-top