من أي صنف أنت ؟؟
أعزائي : هل سمعتم عن الخاتم المفقود ؟ هل سمعتم عن معجزاته في تحقيق الأحلام ؟ إنه يفوق مصباح علاء الدين !
مع الأسف إنه موجود في ذاكرة كل إنسان ( وأنا في مقدمتهم ) .. إنه قناة أو نفق أوجدناها في عقولنا ، لنسلك طريقها كل يوم ، لكن مع الأسف نرجع بخفي حنين ( خاوي الأيدي ) .. إنه شغف البحث عن الخاتم المفقود منذ ألاف السنين.. نحن وضعناه مفتاح لباب أمالنا ، وعلقناه على شماعة أخطائنا ، حتى سقط منا إلي أن فقدناه في سراديب ودهاليز حياتنا اليومية ، وضاع مع ملهياتنا الوقـتية ، لكن ( الحمد لله ) نظل نراوغ في سراب البحث ، أو بمعنى أصح ( نكذب ) على أنفسنا ، فنواصل البحث عن الخاتم ليل نهار بين كوم إكسسوارات الحياة المبعثرة .
( كأني بأحدهم ) : إلي الأن لم أفهم منك شيئاً أخي الكاتب ، فلسفتك تزداد تعـقيداً هلا وضحت أكثر ؟
لو أمعنا النظر لمن حولنا ( شباب وكبار وحتى الأطفال ) ، سنجد الجميع يبحث عن شئ ( لا يعرفه ) لكن هو متأكد إنه مفقود بين ركام الدنيا ، إنه أمل لفكرة ما ( منقـذة ) تشبع نهم وتسد رمق تـفكيره، أي كالترياق المخدر ، لكن مع الأسف لا يزال شغف البحث في استمرار ( كلظى العـطش ) لبلوغ قمة ( أوج الشبق ) .
فالصنف الأول هم (التائهـون): كمن يبحث عن خاتم سليمان ليل نهار في القنوات الرياضية (هوس كرة القدم بالذات) ، حتى تنقضي عقود من سنوات عمره (كحرب البسوس) بين القنوات ، فيحفظ أسماء مئات اللاعبين الأجانب، وأسماء زوجاتهم وعماتهم وخالاتهم ، وحالاتهم الاجتماعية وأوضاعهم الاقتصادية ، وحتى أرقام لوح سياراتهم الفارهة ( ومقاسات ملابسهم ! ) ، مع إهماله وتركه أشياء كثيرة يصعب حصرها .. ولا يزال يبحث جارياً عن الخاتم المفقود . ( وهؤلاء بدون هدف يذكر)
والصنف الثاني ( الهاربون ) : تراه يبحث عن الخاتم بين زحمة الأفلام الرومانسية ( الجنس ) ، فلعل وعسى تعلق في شبكة عقله صورة حسناء تلقمه لقمة مؤقتة تكـفيه وتعوضه عن واقعه المأساوي إلي صباح اليوم الجديد ، فيعود مرة أخرى في اليوم الثاني ليبحث عن حسناء أخرى في فيلم آخر وفي قناة أخرى، وهكذا دواليك .. الخاتم يهرب ويختبئ بين زحمة الأفلام في مسيرة بين مئات وربما ألاف القنوات الفضائية والإباحية ، وصاحبنا هنا يهرب من واقعه إلي واقع أمر منه ( بتشديد الراء ) .
أما الصنف الثالث : فهي تشمل مجموعة السياسيين والمفكرين والمثقفين والوثائقيين والبطونيين وغيرهم من المتنكهين ، فكل هؤلاء يغوصون في أعماق محيط عميق ، لكن تختلف درجة الملوحة من واحد لآخر باختلاف مسيرة البحث عن الخاتم المفقود ، فالسياسي يبحث عن ترجمة لمصطلح السياسة قبل السياسة نفسها، والمثـقف يخمن من بين مليون شاعر(من)هو شاعر المليون؟ ، والمفكر يبحث كي يجد شيئاً يشغل فكره ليواصل تفكيره (كدوران القمر حول الشمس) ، والوثائقي، يعيد ويطوي كيف تصطاد اللبوة الغزال لأشبالها ، ليخبر زوجته أن أنثى الحيوان أنفع من أنثى الإنسان ، وأما البوطنيون ، أي ذواقي الأكلات الشهية فيواصلون معرفة أيهما ألذ نهماً ، التالا الهندية أو الفاهيتا المكسيكية .. وهكذا سادتي يستمر البحث عن خاتم سليمان المفقود .
الحقيقة التي تخجل حتى الشيطان ( كما قال أرسطو ) : الكل ينطبق عليه ( برغماتي في الحياة ) وأنا أولهم ، أي لا مبدئية في نقطة الانطلاق ولا هدف لنقطة الوصول ، إذا العملية عشواية أينما أصابت ففتح ، سواء الكرة أو السياسة أو المطبخ أو الشاعر الفائز ، وتبقى الحياة مستمرة في حالة دوران حتى ينتهي الأجل ويبقى الأمل لجيل جديد يواصل عادة البحث عن الخاتم المفقود ، لكن بدون خريطة !
فوزي صادق / روائي وباحث
أعزائي : هل سمعتم عن الخاتم المفقود ؟ هل سمعتم عن معجزاته في تحقيق الأحلام ؟ إنه يفوق مصباح علاء الدين !
مع الأسف إنه موجود في ذاكرة كل إنسان ( وأنا في مقدمتهم ) .. إنه قناة أو نفق أوجدناها في عقولنا ، لنسلك طريقها كل يوم ، لكن مع الأسف نرجع بخفي حنين ( خاوي الأيدي ) .. إنه شغف البحث عن الخاتم المفقود منذ ألاف السنين.. نحن وضعناه مفتاح لباب أمالنا ، وعلقناه على شماعة أخطائنا ، حتى سقط منا إلي أن فقدناه في سراديب ودهاليز حياتنا اليومية ، وضاع مع ملهياتنا الوقـتية ، لكن ( الحمد لله ) نظل نراوغ في سراب البحث ، أو بمعنى أصح ( نكذب ) على أنفسنا ، فنواصل البحث عن الخاتم ليل نهار بين كوم إكسسوارات الحياة المبعثرة .
( كأني بأحدهم ) : إلي الأن لم أفهم منك شيئاً أخي الكاتب ، فلسفتك تزداد تعـقيداً هلا وضحت أكثر ؟
لو أمعنا النظر لمن حولنا ( شباب وكبار وحتى الأطفال ) ، سنجد الجميع يبحث عن شئ ( لا يعرفه ) لكن هو متأكد إنه مفقود بين ركام الدنيا ، إنه أمل لفكرة ما ( منقـذة ) تشبع نهم وتسد رمق تـفكيره، أي كالترياق المخدر ، لكن مع الأسف لا يزال شغف البحث في استمرار ( كلظى العـطش ) لبلوغ قمة ( أوج الشبق ) .
فالصنف الأول هم (التائهـون): كمن يبحث عن خاتم سليمان ليل نهار في القنوات الرياضية (هوس كرة القدم بالذات) ، حتى تنقضي عقود من سنوات عمره (كحرب البسوس) بين القنوات ، فيحفظ أسماء مئات اللاعبين الأجانب، وأسماء زوجاتهم وعماتهم وخالاتهم ، وحالاتهم الاجتماعية وأوضاعهم الاقتصادية ، وحتى أرقام لوح سياراتهم الفارهة ( ومقاسات ملابسهم ! ) ، مع إهماله وتركه أشياء كثيرة يصعب حصرها .. ولا يزال يبحث جارياً عن الخاتم المفقود . ( وهؤلاء بدون هدف يذكر)
والصنف الثاني ( الهاربون ) : تراه يبحث عن الخاتم بين زحمة الأفلام الرومانسية ( الجنس ) ، فلعل وعسى تعلق في شبكة عقله صورة حسناء تلقمه لقمة مؤقتة تكـفيه وتعوضه عن واقعه المأساوي إلي صباح اليوم الجديد ، فيعود مرة أخرى في اليوم الثاني ليبحث عن حسناء أخرى في فيلم آخر وفي قناة أخرى، وهكذا دواليك .. الخاتم يهرب ويختبئ بين زحمة الأفلام في مسيرة بين مئات وربما ألاف القنوات الفضائية والإباحية ، وصاحبنا هنا يهرب من واقعه إلي واقع أمر منه ( بتشديد الراء ) .
أما الصنف الثالث : فهي تشمل مجموعة السياسيين والمفكرين والمثقفين والوثائقيين والبطونيين وغيرهم من المتنكهين ، فكل هؤلاء يغوصون في أعماق محيط عميق ، لكن تختلف درجة الملوحة من واحد لآخر باختلاف مسيرة البحث عن الخاتم المفقود ، فالسياسي يبحث عن ترجمة لمصطلح السياسة قبل السياسة نفسها، والمثـقف يخمن من بين مليون شاعر(من)هو شاعر المليون؟ ، والمفكر يبحث كي يجد شيئاً يشغل فكره ليواصل تفكيره (كدوران القمر حول الشمس) ، والوثائقي، يعيد ويطوي كيف تصطاد اللبوة الغزال لأشبالها ، ليخبر زوجته أن أنثى الحيوان أنفع من أنثى الإنسان ، وأما البوطنيون ، أي ذواقي الأكلات الشهية فيواصلون معرفة أيهما ألذ نهماً ، التالا الهندية أو الفاهيتا المكسيكية .. وهكذا سادتي يستمر البحث عن خاتم سليمان المفقود .
الحقيقة التي تخجل حتى الشيطان ( كما قال أرسطو ) : الكل ينطبق عليه ( برغماتي في الحياة ) وأنا أولهم ، أي لا مبدئية في نقطة الانطلاق ولا هدف لنقطة الوصول ، إذا العملية عشواية أينما أصابت ففتح ، سواء الكرة أو السياسة أو المطبخ أو الشاعر الفائز ، وتبقى الحياة مستمرة في حالة دوران حتى ينتهي الأجل ويبقى الأمل لجيل جديد يواصل عادة البحث عن الخاتم المفقود ، لكن بدون خريطة !
فوزي صادق / روائي وباحث