آخر تحديث: الأربعاء، 12 يناير/ كانون الثاني، 2011، 13:44 GMT
ملاكمة فلسطينية اسرائيلية والتدريب على الطريقة "السوفيتية"
أحمد البديري
بي بي سي - القدس
بي بي سي - القدس
الملاكمون يرون أن الرياضة لا تعرف لونا او دينا او قومية
على عكس السياسة التي تشيع تطوارتها التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين، يسود الرياضة ما يسمى بالروح الرياضية التي تمنع الاحتكاكات على خلفية عرقية بين الرياضيين، على المستوى النظري على الاقل.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رياضةوالمثال على ذلك ناد للملاكمة في القدس الغربية، وهو عبارة عن ملجأ محصن ضد القنابل تحت الارض إلا انه من اشهر أندية الملاكمة في اسرائيل.
على اللاعبين اليهود والفلسطينون في هذا النادي تحمل تدريبات قاسية جدا، حيث ان المدربين اللذين يتوليان تدريبهم كانا بطليين في الاتحاد السوفيتي السابق، وهما من اوزبكستان، لكنهما هاجرا إلى اسرائيل. ولذلك تتبع برامج التدريب الأسلوب السوفيتي القاسي.
لدى المدربين، وهما شقيقان، قانون صارم وهو ان النادي لا يعترف بعرق او دين او لون. فقط اتبع التعليمات ولا تنس ان تُبقي اليدين مرفوعتين.
رياضة لا سياسة
زرنا هذا النادي والتقينا مديره وصاحبه، جرشون لكسمبورغ، الذي قال: "كان الفلسطينيون والاسرائيليون يؤمون النادي خلال الانتفاضة ولم يخشوا من بعضهم البعض فنحن اخوة وهذه رياضة وليست سياسة".
الخبرة والسمعة هي التي جاءت باسماعيل جعافرة، وهو ملاكم فلسطيني، من القدس الشرقية الى النادي الذي ما لبث يخوض فيه النزالات منذ خمس عشرة سنة وحصل على المركز الاول في القدس قبل سنوات.
سألت اسماعيل اذا ما كان توجد حساسيات جراء اختلاف اعراق وقوميات الملاكمين، فأجاب: "داخل الحلبة دائما يوجد توتر بين اللاعبين ويحرص اللاعب ان لا يتلقى ضربات ويكون عنده خوف ولكي يتجنب الخوف فهو يحاول تجنب الضربات فلا يفكر بدين او قومية الخصم. اما خارج الحلبة بعد انتهاء النزال فالكل اصدقاء وينتهي كل شيء."
ويحاول المدربان تهدئة الملاكمين خصوصا عندما تشتد الضربات ولكن هنا لا يهم من هو الخصم - المهم ان لا تسقط ارضا أوتتلقى لكمة في وجهك، ويقولان إن "السياسة وما يحدث في الاعلى (اي فوق سطح الملجأ) ليس مرغوبا فيها هنا".
شاهدنا الملاكم الإسرائيلي، يوتان مرزاي، يخوض نزالا ضد احد الملاكمين الفلسطينين، وقال ردا على سؤال لـ بي بي سي عن ما اذا كان يدور في ذهنه ان خصمه فلسطيني، فأجاب: "في الحلبة لا يوجد مسلم او عربي او يهودي، لا يهم فالجميع متساوون".
ورغم خشونة هذه اللعبة وما تحمله من توتر إلا ان اللاعبين يلتزمون بمبدأ الروح الرياضية بعد انتهاء النزال.
اما بخصوص نتيجة النزال الذي كان يخوضه مرزاي، ومن ربح في هذا النزال الفلسطيني الاسرائيلي، فستبقى محفوظة وليست للنشر.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2011/01/110112_jerusalem_boxing.shtml