هِيْت مدينة عراقية تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات إلى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70 كم، وتبعد عن بغداد مسافة 190 كم، يبلغ عدد سكانها 120 الف نسمة كما يوجد العرب الاقحاح كالمحامدة والبوفهد والجواعنه وغيرهم. أما سكان القضاء بأجمعه (اي مدينة هيت والنواحي والقرى التابعة لها) فيبلغ سكانها أكثر من 500 الف نسمة، تعد من أهم مدن التاريخ الإنساني القديم، كانت من مدن المناذرة، يكثر في مدينة هيت بساتين النخيل والفاكهة وهي ذات خيرات واسعة.
(تاريخ مدينة هيت)
كانت منطقة هيت تمثل منخفضاً مائياً في عصور قديمة سحيقة وكانت المياه تتجمع من روافد الفرات وفيضان ضفتيه بالأضافة إلى موسم الأمطار والمنابع المائية لتشكّل ارضاً خصبة صالحة للزراعة وخاصة الخضراوات والفواكه والحبوب. وكان السومريون منذ عصر فجر السلالات قد اكتشفوا وجود القار في هذا المكان، واستعملوه في تقوية بناء الزقورات. كما عرف السومريون وسائل من شأنها الأرتقاء بخصائص القار ليناسب اعمال بناء الأسس وتزفيتها أو تقييرها وكذلك صنع القوارب واكساء ارضيتها بالقار لمنع نفوذ الماء.ونشأت في هيت تربة زراعية منذ الالف الرابع قبل الميلاد. وفي عهد الأمبراطورية الاكدية حينما قام الملك سرجون الاكدي (2334- 2279ق.م)، بتوحيد العراق القديم فضم إلى دولته المدن السومرية المنتشرة في جميع أنحاء بلاد سومر وسار غرباً متوجهاً إلى بلاد كنعان (سوريا) ووجد قرية زراعية فسيحة الارجاء استقر فيها جيشه الزاحف غربا ودعاها توتول (tutul) اي مدينة الدلاء.
وهذا هو أول اسم عرفت به هذه البلدة. وتتوضح اهمية البلدة فيما سجله سرجون نفسه ذاكراً ان الآله (داكان) اعطاه المنطقة العليا التي تشمل توتول وماري عاصمة الأقوام الامورية الأولى التي كانت لا تزال تسكن في اعالي الجزيرة الفراتية. وبعد سرجون الاكدي خلفه ابنه نرام - سين (2291- 2255ق.م.) الذي شن بدوره حملات عسكرية في غرب بلاد سومر واكد لتثبيت ملك والده. وفي نص اكدي مسماري مدون على تمثال برونزي من العصر الاكدي إشارة إلى ان انتصاراً حققه الملك نرام- سين على عدة مدن مهمة منها توتول سيف الآله داكان. على ان ضعف الملوك الاكديين الذين جاءوا بعد نرام سين، ساعد على قيام ثورات في دويلات المدن السومرية، مما شجعها على التوحيد وتأسيس مملكة سومرية تضم معظم العراق القديم وذلك سنة (2120ق.م.). واتسعت هذه المملكة السومرية لتشمل مدن نهر الفرات الغربية حيث تمتعت تلك المدن بالأستقلالية من ضمنها مدينة توتول. وفي عام (1950ق.م) تقريباً مدت المملكة - ماري المدينة قرب حدود بلاد الرافدين، نفوذها لتشمل حوض الفرات مع الخابور. وفي عهد ملكها لكت - ليم وصلت سيطرتها إلى مدينة توتول وخانات أو عانات، على الرغم من أن الملك السومري الأخير اقام سداً يمتد من هيت وعانا حتى بحيرة الحبانية لصد الأقوام الأمورية الزاحفة من جهة الغرب ولكن بدون جدوى. وفي سنة (1850ق.م) استطاعت مملكة اشنونا التي نشأت في اعالي نهر ديالى تحت حكم ملكها (ابيق - ادد) ان توسع مملكتها لتشمل منطقة الفرات من جديد. وكان من جملة المدن التي احتلها هي توتول وبعد ان ضعفت مملكة اشنونا، قامت مملكة ماري بتوسيع نفوذها إلى مدينة خانات وربما وصلت إلى مدينة توتول، ثم زحفت الأقوام الأمورية القادمة من ماري ومن الصحراء الكنعانية (السورية) واستقرت حول بلدة باب - ايلو (بابل) السومرية. ومن هناك شرعت بتكوين دولة جديدة في جنوب ووسط العراق القديم وأشهر ملوكها كان حمورابي وذلك في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. ثم اعقبتها سيطرة اقوام برابرة هم الكاشيون أو الكاسيون (1650- 1157 ق.م) الذين استولوا على مملكة بابل العظيمة لمدة تقارب الخمسة قرون. وظلت مدن الفرات يتنازعها كل من البابليين والكاشيين ومن ثم الآشوريين من بينها مدينة رابيقوم.و في العصر الآشوري القديم وفي عهد الملك تكلات - بلاصر الأول (1115- 1077 ق.م) سميت هيت (ايرو) وصارت واحدة من الأقاليم المهمة التي كان عليها إرسال كمية من الضرائب المفروضة عليها إلى ذلك الملك في العاصمة آشور. وفي فترة توسع الآراميين في القرن الحادي عشر استولوا على بعض مدن الفرات الغربية ومنها هيت قبل أن يزحفوا إلى اقصى جنوب العراق ليستقروا قرب الخليج. ترسخت الأمبراطورية الآشورية الجديدة عام (911ق.م) فأستولت على معظم مدن الفرات الشمالية والغربية من بينها مدينة ايرو اي هيت ،ووجدت رقم طينية تذكر مدينة ايرة قرب منابع القار في عهد الملك نوكولتي ننورتا الأول (890-884 ق.م) وذكر في هذه النصوص الآشورية ان الجنود كانوا يسمعون اصوات الالهة المنبعثة من مواضع وقباب سميت (اشمينا) وهي إشارة إلى خروج الغاز الطبيعي المصاحب لمنابع القار القريبة، ولعل اشمينا يعني صوت القار. وكانت المدن العراقية ومنها هيت قد سميت في هذا العصر اتوم أو هيتوم بمعنى القار، ومنها جاء اسم هيت الحالي. وقد أعد أحد الملوك الآشوريين وهو(شمش - ريش - أو صور) في مدينة (بقة) قاعدة لجيشه، وتقع مدينة بقة غربي مدينة هتيوم. ويذكر ان الملك البابلي - الكلدي نبوخذنصر قد حفر ترعة بين هيتوم وحتى رأس الخليج بطول 400 كم كما ذكرت احدى الرقم!؟ وذكر المؤرخ ديودورس الصقلي ان سبب بقاء قصور وبنايات بابل لبضعة قرون يعود إلى ان اسسها كانت تخلط ليس بالقار مع الطابوق، بل بالكبريت الوفير ثم تفرش مؤقتة طبقة سميكة من صفائح الرصاص بحيث تمنع وصول الرطوبة إلى اسس القصر والمعبد. وقد أستخدم القار في هيت كمادة أيضاً للتحنيط وذلك لحفظ اجساد بعض الملوك والأمراء في العراق القديم اعتبرت مدينة هاتوم طيلة العصور الاكدية والسومرية مدخلاً للعالم السفلي حيث مسكن الآلهة داكان، وقد حضر الملك سرجون الاكدي إلى المدينة وقدم القرابين إلى اله العالم السفلي الممثلة بالاله داكان وكذلك فعل الملك الآشوري (توكوتي ننورتا الثاني). و قد ظلت هاتوم جزءاً من الدولة البابلية- الكلدية حتى سقوطها في عام (539 ق.م) [1]. وقد سمى المؤرخ الأول هيرودتس مدينة هاتوم بـ(أس Is) وسماها غيره من اليونانيين باسم اسيوبوليس (Isiopolis) اما في العصر الفرثي فقد بدأت المسيحية في الانتشار في العراق والخليج وميشان. وصارت هاتوم تمثل آخر حدود بلاد الرافدين. ولذا لم يكن مباحاً للوفود الاجنبية القادمة إلى قطيسفون العاصمة، ان يدخلوا مباشرة قبل أن ينتظروا في بلدة هيت. وقد تعرضت هيت إلى التخريب أثناء الحرب الرومانية - الساسانية. ففي عام 363 قاد الأمبراطور الروماني جيشاً كبيراً يعززه اسطول نهري في الفرات فمر الجيش اولاً خلال ضفاف قرقيسيا وكانت تعتبر نقطة التقاء الحدود الرافدينية - الرومانية ومنها انحدر الأسطول إلى دورا - يوربس ثم إلى ياناتا اي عانات حيث واصل السيروبلغ مدينة دياكيرا (diacira) اي بيث كيرا بالآرامية اي بيت القار. وقد وصل الجيش الروماني إلى هيت فوجدها شبه خالية. وقد وصف القائد اميانوس مرسيثلنيوس بأن الجيش الروماني حينما نزل إلى المدينة وجد انها مليئة بالغلال والملح ووجد بعض النسوة فقتلهن. ولاحظ وجود معبد على قمة عالية، وقد تحول هذا المعبد في الجيل التالي إلى كنيسة ومع ذلك قام الجيش الروماني بتهديم المدينة، لكن الفرس الساسانيين اهتموا بعد فترة ببلدات هيت وعانات والوس التي بناها سابور ذو الاكتاف وجعلها مسلحة (حصنا) تحفظ البلاد من زحف البدو الآتين من الصحراء، كما بنى أيضاً مدينة فيروز - شابور التي توسعت وأصبحت طسجاً يمثل وحدة زراعية - مالية باسم طسج فيروز شابور ليشمل مدن فيروز شابور (الانبار) وعانات وهيت والوس وبقة [2]. ويشير بعض المؤرخين العرب ان ثلاثة رجال وصلوا بلدة بقة على الفرات كانوا يعرفون حروف الهجاء العربية لكن اسماءهم تحورت لكنها وجدت في مصدر سرياني وهم (مار ماري برماري) الذي حور اسمه إلى (مرامر بن مرة) و(شليما بر سدرا) الذي قلب اسمه إلى (اسلم بن سدرة) و(عمر آبا بر جدرا) ويعني بالسريانية الحاذق أو الطاهر. والواضح انهم مجموعة من السريان كانوا قد علموا الخط العربي في تلك الأنحاء، كما علمت مدرسة الحيرة الخط العربي المتأثر بالسريانية والآرامية. وفي الزحف الأسلامي نحو العراق، وجد الجيش صعوبة في اختراق مدينة هيت التي كان الفرس قد حفروا امامها خندقاً اخترق وسط المدينة، وحصنوا منها الأجزاء الأخرى، لكن بعد معالجات استطاع الجيش الأسلامي فتح المدينة عام 636 (16هـ) وتوضح الابيات التالية بعض جوانب المعركة وهي من شعر عمر بن مالك:
قدمنا على هيت وهيت مقيمة - بأنصارها في الخندق المتطوق
قتلناهم فيما يليه فأحجموا - وعادوا به عيد الدم المترقرق
وثارت هيت وما حولها بعد حين فعادت الجيوش الأسلامية لتهدم حصون المدن والبلدات المتمردة وقد استثنى القائد سعد بن عمر الانصاري " نصف كنيسة هيت " وان أول مسجد كان قد اتخذ في نصف الكنيسة الآخر ! نظير ما حدث في كنيسة القديس يوحنا في دمشق. وسمي الجامع بالفاروق وقد اعيد بناؤه عدة مرات، وما زال قائماً في حين زالت كنيسة هيت وزال معها عدد من الاديرة المسيحية. ويقع قضاء هيت غرب العراق في شمال غربي مدينة الرمادي بمسافة (180كم) غرباً وارضها تمثل بداية السهل الرسوبي الأعلى على الفرات [3]. ولا تزال المنابع المائية الحارة أو العيون الساخنة من ابرز معالم مدينة هيت التي يمكن ان تستهوى ليس السواح في اصواتها وحرارتها، بل علماء الآثار والتاريخ والجيولوجيا، ومن بينها عين تقع في المركز لا يزيد قطرها على بضعة امتار تسيل منها مادة القير بصورة سائلة وفي بعض الأحيان تبدو مثل نافورة ماء وهي تطلق اصواتا تشبه فحيح الافعى، وأحيانا ترتفع منها ألسنة من اللهب عاليا، وهذا المنظر هو الذي ظل في اذهان المؤرخين والمسماة بالنار الخالدة لعلها في هيت وليس في كركوك، وفي هيت قلعة قديمة شاهقة تعد من معالم مدينة هيت [4]
هذه بعض الصور لمدينتي هيت جامع الفاروق اقدم مناره في هيت منذو القدم
حبيت انزلكم هذه الصور الجميلة لداليات الكبانية ومنارة الفاروق
محروسه ياهيت بابنائكي البرره لكي فانتي لنا ونحن لكي دمتي سالمه
ابنكي البار خالد العراقي- هيت
(تاريخ مدينة هيت)
كانت منطقة هيت تمثل منخفضاً مائياً في عصور قديمة سحيقة وكانت المياه تتجمع من روافد الفرات وفيضان ضفتيه بالأضافة إلى موسم الأمطار والمنابع المائية لتشكّل ارضاً خصبة صالحة للزراعة وخاصة الخضراوات والفواكه والحبوب. وكان السومريون منذ عصر فجر السلالات قد اكتشفوا وجود القار في هذا المكان، واستعملوه في تقوية بناء الزقورات. كما عرف السومريون وسائل من شأنها الأرتقاء بخصائص القار ليناسب اعمال بناء الأسس وتزفيتها أو تقييرها وكذلك صنع القوارب واكساء ارضيتها بالقار لمنع نفوذ الماء.ونشأت في هيت تربة زراعية منذ الالف الرابع قبل الميلاد. وفي عهد الأمبراطورية الاكدية حينما قام الملك سرجون الاكدي (2334- 2279ق.م)، بتوحيد العراق القديم فضم إلى دولته المدن السومرية المنتشرة في جميع أنحاء بلاد سومر وسار غرباً متوجهاً إلى بلاد كنعان (سوريا) ووجد قرية زراعية فسيحة الارجاء استقر فيها جيشه الزاحف غربا ودعاها توتول (tutul) اي مدينة الدلاء.
وهذا هو أول اسم عرفت به هذه البلدة. وتتوضح اهمية البلدة فيما سجله سرجون نفسه ذاكراً ان الآله (داكان) اعطاه المنطقة العليا التي تشمل توتول وماري عاصمة الأقوام الامورية الأولى التي كانت لا تزال تسكن في اعالي الجزيرة الفراتية. وبعد سرجون الاكدي خلفه ابنه نرام - سين (2291- 2255ق.م.) الذي شن بدوره حملات عسكرية في غرب بلاد سومر واكد لتثبيت ملك والده. وفي نص اكدي مسماري مدون على تمثال برونزي من العصر الاكدي إشارة إلى ان انتصاراً حققه الملك نرام- سين على عدة مدن مهمة منها توتول سيف الآله داكان. على ان ضعف الملوك الاكديين الذين جاءوا بعد نرام سين، ساعد على قيام ثورات في دويلات المدن السومرية، مما شجعها على التوحيد وتأسيس مملكة سومرية تضم معظم العراق القديم وذلك سنة (2120ق.م.). واتسعت هذه المملكة السومرية لتشمل مدن نهر الفرات الغربية حيث تمتعت تلك المدن بالأستقلالية من ضمنها مدينة توتول. وفي عام (1950ق.م) تقريباً مدت المملكة - ماري المدينة قرب حدود بلاد الرافدين، نفوذها لتشمل حوض الفرات مع الخابور. وفي عهد ملكها لكت - ليم وصلت سيطرتها إلى مدينة توتول وخانات أو عانات، على الرغم من أن الملك السومري الأخير اقام سداً يمتد من هيت وعانا حتى بحيرة الحبانية لصد الأقوام الأمورية الزاحفة من جهة الغرب ولكن بدون جدوى. وفي سنة (1850ق.م) استطاعت مملكة اشنونا التي نشأت في اعالي نهر ديالى تحت حكم ملكها (ابيق - ادد) ان توسع مملكتها لتشمل منطقة الفرات من جديد. وكان من جملة المدن التي احتلها هي توتول وبعد ان ضعفت مملكة اشنونا، قامت مملكة ماري بتوسيع نفوذها إلى مدينة خانات وربما وصلت إلى مدينة توتول، ثم زحفت الأقوام الأمورية القادمة من ماري ومن الصحراء الكنعانية (السورية) واستقرت حول بلدة باب - ايلو (بابل) السومرية. ومن هناك شرعت بتكوين دولة جديدة في جنوب ووسط العراق القديم وأشهر ملوكها كان حمورابي وذلك في القرن الثامن عشر قبل الميلاد. ثم اعقبتها سيطرة اقوام برابرة هم الكاشيون أو الكاسيون (1650- 1157 ق.م) الذين استولوا على مملكة بابل العظيمة لمدة تقارب الخمسة قرون. وظلت مدن الفرات يتنازعها كل من البابليين والكاشيين ومن ثم الآشوريين من بينها مدينة رابيقوم.و في العصر الآشوري القديم وفي عهد الملك تكلات - بلاصر الأول (1115- 1077 ق.م) سميت هيت (ايرو) وصارت واحدة من الأقاليم المهمة التي كان عليها إرسال كمية من الضرائب المفروضة عليها إلى ذلك الملك في العاصمة آشور. وفي فترة توسع الآراميين في القرن الحادي عشر استولوا على بعض مدن الفرات الغربية ومنها هيت قبل أن يزحفوا إلى اقصى جنوب العراق ليستقروا قرب الخليج. ترسخت الأمبراطورية الآشورية الجديدة عام (911ق.م) فأستولت على معظم مدن الفرات الشمالية والغربية من بينها مدينة ايرو اي هيت ،ووجدت رقم طينية تذكر مدينة ايرة قرب منابع القار في عهد الملك نوكولتي ننورتا الأول (890-884 ق.م) وذكر في هذه النصوص الآشورية ان الجنود كانوا يسمعون اصوات الالهة المنبعثة من مواضع وقباب سميت (اشمينا) وهي إشارة إلى خروج الغاز الطبيعي المصاحب لمنابع القار القريبة، ولعل اشمينا يعني صوت القار. وكانت المدن العراقية ومنها هيت قد سميت في هذا العصر اتوم أو هيتوم بمعنى القار، ومنها جاء اسم هيت الحالي. وقد أعد أحد الملوك الآشوريين وهو(شمش - ريش - أو صور) في مدينة (بقة) قاعدة لجيشه، وتقع مدينة بقة غربي مدينة هتيوم. ويذكر ان الملك البابلي - الكلدي نبوخذنصر قد حفر ترعة بين هيتوم وحتى رأس الخليج بطول 400 كم كما ذكرت احدى الرقم!؟ وذكر المؤرخ ديودورس الصقلي ان سبب بقاء قصور وبنايات بابل لبضعة قرون يعود إلى ان اسسها كانت تخلط ليس بالقار مع الطابوق، بل بالكبريت الوفير ثم تفرش مؤقتة طبقة سميكة من صفائح الرصاص بحيث تمنع وصول الرطوبة إلى اسس القصر والمعبد. وقد أستخدم القار في هيت كمادة أيضاً للتحنيط وذلك لحفظ اجساد بعض الملوك والأمراء في العراق القديم اعتبرت مدينة هاتوم طيلة العصور الاكدية والسومرية مدخلاً للعالم السفلي حيث مسكن الآلهة داكان، وقد حضر الملك سرجون الاكدي إلى المدينة وقدم القرابين إلى اله العالم السفلي الممثلة بالاله داكان وكذلك فعل الملك الآشوري (توكوتي ننورتا الثاني). و قد ظلت هاتوم جزءاً من الدولة البابلية- الكلدية حتى سقوطها في عام (539 ق.م) [1]. وقد سمى المؤرخ الأول هيرودتس مدينة هاتوم بـ(أس Is) وسماها غيره من اليونانيين باسم اسيوبوليس (Isiopolis) اما في العصر الفرثي فقد بدأت المسيحية في الانتشار في العراق والخليج وميشان. وصارت هاتوم تمثل آخر حدود بلاد الرافدين. ولذا لم يكن مباحاً للوفود الاجنبية القادمة إلى قطيسفون العاصمة، ان يدخلوا مباشرة قبل أن ينتظروا في بلدة هيت. وقد تعرضت هيت إلى التخريب أثناء الحرب الرومانية - الساسانية. ففي عام 363 قاد الأمبراطور الروماني جيشاً كبيراً يعززه اسطول نهري في الفرات فمر الجيش اولاً خلال ضفاف قرقيسيا وكانت تعتبر نقطة التقاء الحدود الرافدينية - الرومانية ومنها انحدر الأسطول إلى دورا - يوربس ثم إلى ياناتا اي عانات حيث واصل السيروبلغ مدينة دياكيرا (diacira) اي بيث كيرا بالآرامية اي بيت القار. وقد وصل الجيش الروماني إلى هيت فوجدها شبه خالية. وقد وصف القائد اميانوس مرسيثلنيوس بأن الجيش الروماني حينما نزل إلى المدينة وجد انها مليئة بالغلال والملح ووجد بعض النسوة فقتلهن. ولاحظ وجود معبد على قمة عالية، وقد تحول هذا المعبد في الجيل التالي إلى كنيسة ومع ذلك قام الجيش الروماني بتهديم المدينة، لكن الفرس الساسانيين اهتموا بعد فترة ببلدات هيت وعانات والوس التي بناها سابور ذو الاكتاف وجعلها مسلحة (حصنا) تحفظ البلاد من زحف البدو الآتين من الصحراء، كما بنى أيضاً مدينة فيروز - شابور التي توسعت وأصبحت طسجاً يمثل وحدة زراعية - مالية باسم طسج فيروز شابور ليشمل مدن فيروز شابور (الانبار) وعانات وهيت والوس وبقة [2]. ويشير بعض المؤرخين العرب ان ثلاثة رجال وصلوا بلدة بقة على الفرات كانوا يعرفون حروف الهجاء العربية لكن اسماءهم تحورت لكنها وجدت في مصدر سرياني وهم (مار ماري برماري) الذي حور اسمه إلى (مرامر بن مرة) و(شليما بر سدرا) الذي قلب اسمه إلى (اسلم بن سدرة) و(عمر آبا بر جدرا) ويعني بالسريانية الحاذق أو الطاهر. والواضح انهم مجموعة من السريان كانوا قد علموا الخط العربي في تلك الأنحاء، كما علمت مدرسة الحيرة الخط العربي المتأثر بالسريانية والآرامية. وفي الزحف الأسلامي نحو العراق، وجد الجيش صعوبة في اختراق مدينة هيت التي كان الفرس قد حفروا امامها خندقاً اخترق وسط المدينة، وحصنوا منها الأجزاء الأخرى، لكن بعد معالجات استطاع الجيش الأسلامي فتح المدينة عام 636 (16هـ) وتوضح الابيات التالية بعض جوانب المعركة وهي من شعر عمر بن مالك:
قدمنا على هيت وهيت مقيمة - بأنصارها في الخندق المتطوق
قتلناهم فيما يليه فأحجموا - وعادوا به عيد الدم المترقرق
وثارت هيت وما حولها بعد حين فعادت الجيوش الأسلامية لتهدم حصون المدن والبلدات المتمردة وقد استثنى القائد سعد بن عمر الانصاري " نصف كنيسة هيت " وان أول مسجد كان قد اتخذ في نصف الكنيسة الآخر ! نظير ما حدث في كنيسة القديس يوحنا في دمشق. وسمي الجامع بالفاروق وقد اعيد بناؤه عدة مرات، وما زال قائماً في حين زالت كنيسة هيت وزال معها عدد من الاديرة المسيحية. ويقع قضاء هيت غرب العراق في شمال غربي مدينة الرمادي بمسافة (180كم) غرباً وارضها تمثل بداية السهل الرسوبي الأعلى على الفرات [3]. ولا تزال المنابع المائية الحارة أو العيون الساخنة من ابرز معالم مدينة هيت التي يمكن ان تستهوى ليس السواح في اصواتها وحرارتها، بل علماء الآثار والتاريخ والجيولوجيا، ومن بينها عين تقع في المركز لا يزيد قطرها على بضعة امتار تسيل منها مادة القير بصورة سائلة وفي بعض الأحيان تبدو مثل نافورة ماء وهي تطلق اصواتا تشبه فحيح الافعى، وأحيانا ترتفع منها ألسنة من اللهب عاليا، وهذا المنظر هو الذي ظل في اذهان المؤرخين والمسماة بالنار الخالدة لعلها في هيت وليس في كركوك، وفي هيت قلعة قديمة شاهقة تعد من معالم مدينة هيت [4]
هذه بعض الصور لمدينتي هيت جامع الفاروق اقدم مناره في هيت منذو القدم
حبيت انزلكم هذه الصور الجميلة لداليات الكبانية ومنارة الفاروق
محروسه ياهيت بابنائكي البرره لكي فانتي لنا ونحن لكي دمتي سالمه
ابنكي البار خالد العراقي- هيت