بسم الله الرحمن الرحيم
ارمجدون
الكاتب طلال عبدالكريم العرب/ جريدة القبس
كل الديانات السماوية، وكثير من أمم الأرض، يؤمنون بأن هناك نهاية للحرب الأزلية بين الخير والشر، وأن الخير هو المنتصر في نهاية الأمر، ونحن المسلمين نؤمن بقدوم الساعة، ونؤمن بنهاية هذا العالم، لكن ليس قبل ظهور العلامات الكبرى، فقد وصفها رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، وحذر منها، فبقدوم أولها ستفرط كلها كالعقد، وستأتي كلها متتابعة، حتى يقبض الله أرواح كل البشر. وقد آمن اليهود والنصارى بقدوم هذه المعركة، فهناك تسميات لتلك المعركة الفاصلة، ومنها ارمجدون، أو معركة جبل مجدو، الواقع قريبا من القدس، وستكون نتيجتها نهاية العالم.
فعندنا ـ نحن المسلمين ـ إيمان بمعركة كبرى في آخر الزمان تقع بين المسلمين والكفار، من دون الاشارة الى اسم ارمجدون تحديدا، وينتهي الامر بانتصار المسلمين في المعركة، وقد تكون هي المعركة التي وصفها رسولنا محمد، التي سيقودها المهدي المنتظر، الذي قال عنه: المهدي مني، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا ويملك سبع سنين. وقال: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. وقد قال صلى الله عليه وسلم، عن تلك المعركة الفاصلة: لن تهلك أمة أنا أولها، وعيسى بن مريم في آخرها، والمهدي في وسطها، كما أنه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطوّل الله ذلك اليوم، حتى يبعث فيه رجلا مني، أو من أهلي، يواطئ اسمه اسمي، واسم ابيه اسم ابي، فتلك المعركة ستقع في مرج ابن عامر، من عكا ويافا على الساحل حتى القدس، وسيكون زمانها في عهد المهدي المنتظر، وبعد تحريره القدس من قبضة اليهود، (نقلا عن الصحيحين: مسلم والبخاري) والله أعلم.
أما بالنسبة إلى بعض اليهود والمسيحيين المتعصبين، فإنهم يؤمنون ـ ووفق تفسير يهودي ـ بأن معركة ارمجدون، كما يسمونها، تشكل جزءا مهما من عقيدتهم. فهم يؤمنون إيمانا قاطعا بأن هناك معركة فاصلة، ستقع يوما ما، على الارض الفلسطينية، وستكون بعدها نهاية العالم، أو على الأصح، نهاية الدولة الصهيونية.
لهذا، فإن هؤلاء المتعصبين يرسمون سياساتهم، ويقومون بحروبهم على أساس هذا المعتقَد. وهناك من العرب من يعتقد أن هذه العقيدة وراء الالتزام الأميركي الأوروبي بالأمن الإسرائيلي، والحفاظ عليها كقوة إقليمية قاهرة في منطقتنا العربية. ويقال إن الرئيسين الاميركيين رونالد ريغان وجورج بوش الابن هما من المؤمنين بارمجدون، وان هناك مجموعة منظمة من الاميركان يؤمنون بحديث الإنجيل عن تدمير الأرض بالنار في حرب فاصلة، وطبعا المستفيد الأكبر من كل هذا هو الدولة الصهيونية.
***
• ملحوظة: منقولة من عدة مصادر بتصرف.
الكاتب طلال عبدالكريم العرب