الهاتف الجوال صاحب فضل على العالم العربي
نشرت "أم تي سي" تقريرا عن قطاع الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هو الأولى من نوعه، تحت عنوان "الاتصالات الجوالة للغة واحدة وثقافات متعددة"، وذلك بمناسبة مؤتمر 3gsm العالمي الذي عقد الشهر الحالي في مدينة برشلونة الاسبانية. وأظهر هذا التقرير، الذي أجري في 12 دولة من دول المنطقة، أن قطاع الاتصالات الجوالة في المنطقة قد أوجد مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة ليس في القطاع نفسه فحسب بل وفي قطاعات أخرى كذلك، وساهم في دعم النمو الاقتصادي وتعزيز التآلف والأمن الاجتماعي.
وقد زاد معدل استخدام الهواتف الجوالة في العالم العربي ازديادا ملموسا خلال الخمس سنوات الماضية، ذ ازداد عدد المشتركين في خدماتها عن 75 مليون مشترك يستخدمون خدمات تقدمها 38 شركة (12 فقط عام 1999) تعمل في 18 بلدا، وكان عام 2005 عاما مميزا، إذ حقق نموا بلغ 25% مقارنة مع 15% تحققت عام 2003، و1% عام 1997.
وقد ساهم في هذا النمو السريع عدة عوامل من أهمها انخفاض عدد الشركات المحتكرة لتقديم خدمات الهواتف الجوالة خلال التسع سنوات الأخيرة، لتهبط من 9 عام 1997 إلى اثنتين فقط في بداية عام 2006. الأمر الذي فتح المجال أمام الشركات للتنافس فيما بينها لجذب المشتركين والمحافظة على ولائهم لها. كما ساهم تحرير قطاع الاتصالات في العديد من الدول على جعل قطاع الاتصالات الجوالة من القطاعات المشاركة بشكل كبير في الدخل القومي، وهي إستراتيجية ناجحة ساهمت في تخفيض الأسعار، وزيادة الإنتاجية وتقليل تكاليف القيام بالأعمال في المنطقة، وشجعت على جذب المزيد من الاستثمارات وخلق فرص عمل أكثر، في منطقة تعاني من بطالة تصل إلى 15% في المتوسط. ويقول التقرير أن لكل وظيفة تستجد في قطاع الهواتف الجوالة في دولة كمصر، تظهر في مقابلها ثماني وظائف أخرى في قطاعات اقتصادية أخرى، مما يعني أن قطاع الاتصالات يشارك وحده في خلق ربع الوظائف الجديدة التي تظهر في مصر. كما زادت عوائد الاتصالات الجوالة في البحرين بما معدله 5% من مجمل الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي (gdp) في مملكة البحرين خلال الفترة 2002-2004، كما زاد عدد الموظفين العاملين في قطاع الهواتف الجوالة في الأردن بمعدل 42% خلال السنوات الأربعة التي تلت تحرير قطاع الاتصالات هناك.
وساهم ظهور شركات الاتصالات الجوالة في تنشيط البورصات في العالم العربي، حيث مثلت هذه الشركات في بعض الأسواق ما يصل إلى 30 % من البورصة، وتسببت في زيادة ثروات الكثيرين بسبب نجاح أسهمها، إذ يقول التقرير أن كل ألف دولار استثمرت في أسهم كل من شركات "اتحاد الاتصالات" و"موبينيل" و"أوراسكوم" و"أم تي سي" قد عادت على أصحابها بحوالي 14500 و12000 و11500 و35000 دولار على الترتيب.
من جانب آخر يشير التقرير إلى الأثر الاجتماعي الكبير الذي تركه الهاتف الجوال على جيل الشباب في العالم العربي، وبالذات في الانتشار الواسع لتبادل رسائل الجوال القصيرة أو استخدامها للتصويت في البرامج الموجهة للشباب، مثل النسخ العربية من برامج "ستار أكاديمي" وسوبر ستار"، الأمر الذي ساهم في تحقيق مداخيل كبيرة للشركات المستفيدة، ودعى قادة وطنيين، على حد تعبير التقرير إلى استخدام سلطاتهم لإلغاء جميع الرسوم المترتبة على إرسال الرسائل لزيادة فرص نجاح نجمهم المحلي من جهة، ومنع جميع الرسائل التي ترسل للاعتراض على المستوى الأخلاقي لهذه البرامج من جهة أخرى.
ولم يغفل التقرير الإشارة إلى الأثر الإيجابي الهام الذي لعبه الهاتف الجوال والرسائل القصيرة في تيسير التواصل بين الأسر الفلسطينية التي شرذمها جدار الفصل العنصري الذي أقامته السلطات الصهيونية، حيث يسرد تفاصيل معاناة مجموعة من هذه الأسر وكيف ساهم الهاتف في التخفيف منها من جهة، ودعم أصحاب الأعمال الصغيرة لتحقيق أرباح أفضل.
أما في العراق فقد لفت التقرير الانتباه إلى الحالة الفريدة لهذا البلد الذي انتشر فيه استخدام الهاتف الجوال بصورة مميزة، إذ على الرغم من أن أول شبكة فيه لم تركب إلا في أواسط العام 2003 فإن عدد المشتركين في هذا البلد قد قارب حاليا الثلاثة ملايين ونصف المليون مشترك، بمعدل اختراق وصل إلى 12.3%، أي أن واحدا من كل سبعة عراقيين يمتلك جهاز هاتف.
ويشير التقرير إلى استطلاع للرأي أجري في ثلاث مدن رئيسية في العراق هي بغداد والنجف والبصرة، أظهر أن الهواتف الجوالة لم تساهم في إنقاذ أرواح العراقيين فحسب، بل أن أكثر من 95% من مستخدميها قد استخدموه للاطمئنان على سلامة من يحبون، وبخاصة بعد حوادث التفجيرات أو الاختطاف. وقال 80% من المشاركين في الاستطلاع أن الهاتف الجوال قد أصبح أداة لا يمكن الاستغناء عنه، في حين وصفه 43% بالصديق، واعتبره 27% واحدا من أفراد الأسرة، وهو الأمر الذي يشير بوضوح إلى الأثر الكبير الذي لعبه هذا الجهاز في مساعدة العراقيين على تجاوز محنهم التي يعانون منها.
ولا يتردد التقرير في ذكر بعض المعلومات الطريفة كسرد بالأسماء البديلة التي أطلقها العراقيون على هواتفهم، أو قصة المرأة العراقية التي سمت ابنتها بأحد هذه الأسماء بعد أن ساهم ذلك الهاتف في تسهيل عملية ولادتها عندما أبقاها على اتصال مع زوجها عندما ذهبت إلى الأردن لتلد طفلتها. وهناك قصة أخرى لعروس تقيم في العراق وافق عريسها المحتمل المقيم في كندا على ترشيح أهل لها بعد أن أرسلوا له صورتها الملتقطة من خلال الهاتف.
وبسبب صعوبة الاتصالات بشكل عام في العراق، كان للهاتف الجوال الأثر الكبير على قطاع العمال هناك، والصغيرة منها بشكل خاص، إذ أشار الاستطلاع إلى اعتبار 77% من أصحاب هذه الأعمال الهاتف الجوال الأداة الرئيسية لتواصلهم مع الزبائن، وأن أثره كان إيجابيا في زيادة ربحية 91% من هذه الأعمال.
وعلى الجانب الاجتماعي كذلك أجرى التقرير استطلاعا بين 619 شخصا من المغرب ولبنان والسعودية، أظهر تفاوتا بين مواطني هذه الدول في طريقة الاعتماد على الهاتف الجوال، ففي حين قال المغاربة أنهم يستخدمون الهاتف الجوال في الغالب للاتصال بأقاربهم، في حين قال 65% من السعوديين أنهم يتصلون بأصدقائهم أكثر، و38% من اللبنانيين بأنهم يتصلون بأصدقائهم وصديقاتهم أكثر من أي احد آخر. وفي حين يستأثر الجوال بحوالي 16% من دخل المنازل في السعودية كما يقول التقرير، فإن اللبنانيين يخصصون له 7% فقط.
أما في تونس والأردن والبحرين فقد أظهر استطلاع أجري بين 80 من أصحاب الأعمال الصغيرة أن الهاتف الجوال قد أصبح أداة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها في أعمالهم، حيث يقول الأردنيون والبحرينيون أنه ساعدهم على تحقيق زيادة بمعدل 32%، في مقابل 25% للتونسيين، الذين قال 62% منهم أنه ساعدهم على تخفيض النفقات لأنه قلل من الحاجة للكثير من التنقل.
منقول
المصدر: موقع شركة أم تي سي
المصدر: موقع شركة أم تي سي
http://forum.egypt.com/arforum/%E3%E4%CA%CF%ED-%C7%E1%CA%DE%E4%ED%E5-f817/%E3%D1%C7%CD%E1-%CA%D8%E6%D1-%C7%E1%E5%C7%CA%DD-%C7%E1%E4%DE%C7%E1-%C7%E1%E3%E6%C8%ED%E1-384587.html