الاكتشاف المبكّر للمرض يسهم في سرعة العلاج"الرنين المغناطيسي" واختبار السائل الشوكي يكشفان وجود الزهايمر
الرنين المغناطيسي
دبي -منال علي
من أكبر معوقات علاج مرض "الزهايمر" صعوبة كشفه قبل ظهور أعراض المرض، ما يصعب من عملية علاجه أو إبطاء تطوره. إلا أن دراسة بريطانية جديدة أثبتت إمكانية الكشف المبكّر للمرض من خلال صور أشعة المخ بالرنين المغناطيسي مع اختبار مستوى نسبة النشا في السائل الشوكي المخي لأفراد أصحاء.
وقد تضمنت الدراسة التي قام بها فريق من الباحثين من معهد الأمراض العصبية بكلية لندن، عينة من 105 أشخاص في السبعينات والثمانينات من عمرهم ولا يعانون ظاهرياً من أعراض "العته". وقد قام الباحثون بتقسيم أفراد العينة إلى مجموعتين حسب مستوى النشا في السائل الشوكي المخي المعروف بـ(CSF) والذي ينخفض عند مرضى الزهايمر. ثم تم عمل صور أشعة بالرنين المغناطيسي على أفراد العينة طوال 12 شهراً لقياس معدلات انكماش المخ عند هؤلاء الأفراد.
وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تبين لديهم انخفاض في المستوى النشوي في السائل الشوكي (حوالي 38% من المجموعة) انكمش المخ لديهم بضعف سرعة انكماش المخ عند الأشخاص الذين سجلوا مستوى عالٍ من النشا بالسائل الشوكي.
كما ثبت أن هؤلاء الأشخاص لديهم العامل الجيني الذي يرفع مخاطر الإصابة بالزهايمر خمس مرات أكثر وهو الجين المعروف بـ(APOE4)، كما أن لديهم مستويات أعلى من نوع آخر من البروتينات التي تتصل بالمرض.
وأوضح د. جوناثان سكوت، من جامعة لندن رئيس فريق البحث، أن "في هذه الدراسة التي أجريت على أشخاص أصحاء في العقد الثامن والتاسع من العمر ثبت وجود شخص من بين كل ثلاثة يملكون خصائص السائل الشوكي المطابق لمرضى الزهايمر". وأضاف أنه "بالاستعانة بصور الرنين المغناطيسي اتضح أن هؤلاء الأشخاص يعانون أيضاً من زيادة انكماش المخ على مدار العام التالي للدراسة. وأنه قد تظهر أهمية هذه النتائج بمزيد من المتابعة الإكلينيكية إلا أنها توضح أن هؤلاء الأشخاص يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بالخبل. كما أن هذه النتائج تؤكد حقيقة أن الزهايمر ينشأ قبل أعوام من ظهور أعراض المرض". وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة في صحيفة (Annals of Neurology).
وتعلق د. ربيكا وود، الرئيس التنفيذي لهيئة بحوث الزهايمر، على هذه الدراسة قائلةً: "إن عدم القدرة على اكتشاف الزهايمر بدقة كانت تعوق عملنا، إلا أن هذه النتائج قد تثبت أهمية بالغة في علاج الزهايمر في الوقت المناسب. فتشخيص الزهايمر في وقت مبكّر يمثل عاملاً أساسياً للمجهود البحثي العالمي الذي يعمل على سحق هذا المرض. نعلم جيداً أن علاج الكثير من الأمراض يمكن أن يكون أكثر نجاحاً إذا ما بدأ في مراحل مبكرة من المرض، وهو الأمر الذي ينطبق تماماً على مرض الزهايمر". لهذا ترى د. وود أهمية استكمال البحث لمعرفة كم من أفراد العينة سوف يصاب بالزهايمر.
وتضيف د. آني كوربيت، من جمعية الزهايمر، قائلة: "إن اكتشاف العته مبكراً يعد أمراً بالغ الأهمية، فقد يفتح المجال لعلاجات جديدة، بل قد يساعد يوماً في الوصل إلى لقاح يقي من مرض الزهايمر والذي يسير العلماء في عملية إنتاجه ولكن ببطء شديد.
وتؤكد كوربيت ضرورة إعادة هذه الدراسة واستمرارها لفترات زمنية أطول لتأكيد النتائج، وتضيف: "إن اختبار السائل الشوكي يعد طريقة جيدة للكشف عن مرض الزهايمر، إلا أنها وسيلة صعبة التطبيق في بريطانيا لتكلفتها العالية. إلا أن تغيير أولوياتنا لزيادة مخصصات البحث العلمي يمكن أن يعطي الأمل لملايين الأشخاص الذين قد يصابون بالخبل في السنوات العشر القادمة".
الرنين المغناطيسي
دبي -منال علي
من أكبر معوقات علاج مرض "الزهايمر" صعوبة كشفه قبل ظهور أعراض المرض، ما يصعب من عملية علاجه أو إبطاء تطوره. إلا أن دراسة بريطانية جديدة أثبتت إمكانية الكشف المبكّر للمرض من خلال صور أشعة المخ بالرنين المغناطيسي مع اختبار مستوى نسبة النشا في السائل الشوكي المخي لأفراد أصحاء.
وقد تضمنت الدراسة التي قام بها فريق من الباحثين من معهد الأمراض العصبية بكلية لندن، عينة من 105 أشخاص في السبعينات والثمانينات من عمرهم ولا يعانون ظاهرياً من أعراض "العته". وقد قام الباحثون بتقسيم أفراد العينة إلى مجموعتين حسب مستوى النشا في السائل الشوكي المخي المعروف بـ(CSF) والذي ينخفض عند مرضى الزهايمر. ثم تم عمل صور أشعة بالرنين المغناطيسي على أفراد العينة طوال 12 شهراً لقياس معدلات انكماش المخ عند هؤلاء الأفراد.
وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تبين لديهم انخفاض في المستوى النشوي في السائل الشوكي (حوالي 38% من المجموعة) انكمش المخ لديهم بضعف سرعة انكماش المخ عند الأشخاص الذين سجلوا مستوى عالٍ من النشا بالسائل الشوكي.
كما ثبت أن هؤلاء الأشخاص لديهم العامل الجيني الذي يرفع مخاطر الإصابة بالزهايمر خمس مرات أكثر وهو الجين المعروف بـ(APOE4)، كما أن لديهم مستويات أعلى من نوع آخر من البروتينات التي تتصل بالمرض.
وأوضح د. جوناثان سكوت، من جامعة لندن رئيس فريق البحث، أن "في هذه الدراسة التي أجريت على أشخاص أصحاء في العقد الثامن والتاسع من العمر ثبت وجود شخص من بين كل ثلاثة يملكون خصائص السائل الشوكي المطابق لمرضى الزهايمر". وأضاف أنه "بالاستعانة بصور الرنين المغناطيسي اتضح أن هؤلاء الأشخاص يعانون أيضاً من زيادة انكماش المخ على مدار العام التالي للدراسة. وأنه قد تظهر أهمية هذه النتائج بمزيد من المتابعة الإكلينيكية إلا أنها توضح أن هؤلاء الأشخاص يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بالخبل. كما أن هذه النتائج تؤكد حقيقة أن الزهايمر ينشأ قبل أعوام من ظهور أعراض المرض". وقد تم نشر نتائج هذه الدراسة في صحيفة (Annals of Neurology).
وتعلق د. ربيكا وود، الرئيس التنفيذي لهيئة بحوث الزهايمر، على هذه الدراسة قائلةً: "إن عدم القدرة على اكتشاف الزهايمر بدقة كانت تعوق عملنا، إلا أن هذه النتائج قد تثبت أهمية بالغة في علاج الزهايمر في الوقت المناسب. فتشخيص الزهايمر في وقت مبكّر يمثل عاملاً أساسياً للمجهود البحثي العالمي الذي يعمل على سحق هذا المرض. نعلم جيداً أن علاج الكثير من الأمراض يمكن أن يكون أكثر نجاحاً إذا ما بدأ في مراحل مبكرة من المرض، وهو الأمر الذي ينطبق تماماً على مرض الزهايمر". لهذا ترى د. وود أهمية استكمال البحث لمعرفة كم من أفراد العينة سوف يصاب بالزهايمر.
وتضيف د. آني كوربيت، من جمعية الزهايمر، قائلة: "إن اكتشاف العته مبكراً يعد أمراً بالغ الأهمية، فقد يفتح المجال لعلاجات جديدة، بل قد يساعد يوماً في الوصل إلى لقاح يقي من مرض الزهايمر والذي يسير العلماء في عملية إنتاجه ولكن ببطء شديد.
وتؤكد كوربيت ضرورة إعادة هذه الدراسة واستمرارها لفترات زمنية أطول لتأكيد النتائج، وتضيف: "إن اختبار السائل الشوكي يعد طريقة جيدة للكشف عن مرض الزهايمر، إلا أنها وسيلة صعبة التطبيق في بريطانيا لتكلفتها العالية. إلا أن تغيير أولوياتنا لزيادة مخصصات البحث العلمي يمكن أن يعطي الأمل لملايين الأشخاص الذين قد يصابون بالخبل في السنوات العشر القادمة".