قرأت هذه القصة فأحببت ان تقرأوها معي,,,,,,,
قصه حقيقيه موجهه لجميع العراقيين
كتابات - د.معتز الصباح
منذ نعومه اضفاري كنت اسمع والدي (ادام الله ظله علينا) يردد عباره ( عيش وشوف ازرع كطن يطلع صوف)!! كنت لا اعرف معناها لكن قافيتها عجبتني فكنت ارددها دائما عسى ان افهمها عند الكبر وكان هذا في ثمانينيات القرن الماضى .
مضت الايام ودخلت مرحله الشباب وبدأت افكر في حال الامه وبالاخص مجتعنا العراقي فرأيت دكتاتورا تصفق له الجماهير بمناسبه وبغير مناسبه مع انه اذل القوم وسفك دمائهم صحيح ان هناك من يجبر في مناسبه ما ان يمجد الدكتاتورويصفق له لكون حياته تصبح على المحك ولكن وجدت اناس يمجدوه ويصفقوا له دون مناسبه ويسفكون دماء من اجل ارضاءه ويصعدون على اكتاف الخيرين وعلى جثث الابرياء فصعدت الى العلا الدنيوي اراذل وطمر اخيار.
بدأت ارى في اواخر التسعينات العجب العجاب من سلوكيات ابناء هذا المجتمع اناس تسعى الى الصعود باي ثمن دون استحقاق ويجرفون الخيرين في طريقهم ويقتلون طموحات اخرين وشبان خيرين. طفا الى السطح الكثير من الانتهازيين واصبحوا قاده وشرد الالاف من الكفاءات ودارت الامور بهذه الامه من سئ الى اسوأ.
بدأ الانترنت يصلنا في 2002 وبدأت اطلع على احوال الامم وبالاخص الغربيه ووجدت انهم يتقدمون بنفس السرعه التي نتراجع بها وانا اتسأل نحن امه فضلها الله على بقيه الامم ونحن خير امه اخرجت للناس فنحن اهل الدين ومنبع النبوه والامم الغربيه ليست كذلك . اذن ما هذا التناقض؟
المهم اصبحت طبيبا وبلغ عمري 33 سنه وتغير النظام وسقط الدكتاتور وذهب الظلم واخذتني الغبطه وقلت في نفسي لدينا الفرصه لنلحق بالامم فثرواتنا اصبحت لنا وجاء من يعدل كفه الميزان .
الى ان صادفتني انا شخصيا هذه التجربه..............!
جائتني دعوه لحضور مؤتمرا طبيا في ايطاليا وفرنسا وكانت فرصه عظيمه لشاب طموح مثلي ان اطلع على ما وصلت له الامم ونقل تللك الخبره الى زملائى ومؤسساتنا الصحيه التي تحتضر والتي تمارس بعضها ممارسات ليس لها علاقه بالطب اصلا!!!
اخذت موافقه رئيس القسم وعميد الكليه التي اعمل معيدا بها وذهبت الى رئاسه الجامعه لكي احصل على دعم مالي حسب توجيهات الوزاره التي شجعت المشاركه بتلك النشاطات الثقافيه في اوربا ووافق رئيس الجامعه ومسؤول القسم المالي على هذا التخصيص بعد شهرين من البيروقراطيه والتاخير !! ذهبت بعدها الى قسم البعثات والعلاقات الثقافيه لطبع الكتاب عند السيد............... رئيس القسم فدخلت الى مكتب ( معاليه ) فوجدت رجلا بلغ من العمر عتيا واصفرت اسنانه وازرقت شفتاه من النيكوتين فسلمته الكتاب وقرأه وقال:
انته بعدك صغير على هيج مشاركات اذا انته بهلعمر تسافر لاوربا شخليت للكبار!!!
فاستغربت كثيرا من رده وعذره فقلت له انا مسؤول ردهه الانعاش الوحيده في المحافظه والجمعيه الاوربيه قد اختارتني للمشاركه والمسؤولين الكبار في هذه المؤسسه قد وافقوا على تخصيص دعم مالي لانجاح المشاركه في هذه المؤتمر وكنت اول السباقين في هذا المجال . فاخذ الكتاب وذهب الى رئيس الجامعه وغير هامشه ليلغي امر ايفادي وقال البكلوريوس يحضرون ورشا تدريبيه وليس مؤتمرات!
بعدها بشهر جائتني دعوه من جامعه كوبنهاكن الدنماركيه لحضور ورشه عمل في امراض القلب واخذا الموافقات الاصوليه وذهبت الى نفس العبقري وكان هذا في صيف 2008 فقال معاليه انني يجب ان اعرض الموضوع على مجلس الكليه وهو يعلم اننا في عطله صيفيه وان المجلس لن يجتمع من اجلي !! ثم قال بعد موافقه مجلس الكليه يجب عرضها على مجلس الجامعه وهو يعلم ان رئيس المجلس خارج العراق ولن يعود قبل ايلول 2008 وكان تدريبي سيبدأ بعد اسبوعين فقط من تقديم طلبي وان تاشيره الدخول تحتاج الى اسبوعين في الاقل.
هذا هو الجانب الاسود من القصه لكن اسمعوا الجانب الابيض....
اتصلت بمسؤول التدريب وكان بروفسورا دنماركيا لم اتصل به من قبل قط فاخبرته ان حضور التدريب على نفقتي سيكلفني مبلغا طائلا لا استطيع الوفاء به فاخبرني ان امنحه فرصه ليبحث كيف يمكنه مساعدتي!!
اتصل بي بعد يومين وقال لي ان احد المشاركين قد انسحب وفاض بعض المال لديهم فحوله لي ليدفع رسوم الاقامه واجور المشاركه في التدريب لي !! فسألت نفسي لماذا لم يضع الاستاذ الدنماركي ما فاض من المال في جيبه ؟؟ الا يعرف كيف يضع اسما وهميا و( يلغف ) ما بقي من المال كما يحصل في ( ولايه فرهود!!)
بعده بيوم اتصل بي وقال انسحب شاب اخر وفاض مال اخر!! سادفع لك اجور الطيران كذلك لمساعدتك في الحضور! عجيب قلت في نفسي لماذا يسلك ذلك الدنماركي مثل هذا السلوك معي وانا لست من بلده ولا من دينه ولا من سنه ولا من مرتبته العلميه؟؟
ذهبت الى السفاره الدنماركيه وقدمت طلبا للحصول على تاشيره دخول واجابني القنصل ان نسبه الموافقه هي 1% فقط !!
لماذا ؟ عرفت بسرعه . عادي اني عراقي! اتصلت بالرجل الطيب واخبرته ان هناك مشكله في السفاره فقال انا ساتكفل بالامر!
اتصل الرجل بوزراه الخارجيه الدنماركيه وكفلني هناك واتصل بي وقال ان الفيزا قد صدرت لي فعلا وعلي الذهاب لاستلامها!! الامر الذي اثار استغراب موظفي السفاره حول سرعه اصدار الفيزا وكيف اني عرفت بامر اصدارها حتى قبل السيد القنصل نفسه؟!!
استلمت الفيزا يوم الخميس وكان الجمعه عطله رسميه لم احصل على حجز طيران وعلي الحضور يوم الاحد هناك
فاتصلت بالرجل الطيب وعرضت عليه مشكلتي وقال لي ساحجز لك الكترونيا على الخطوط البريطانيه وستصلك تذكره السفر خلال دقائق!!
وفعلا وصلت !! ذهبت الى دمشق وراجعت مكتب الخطوط البريطانيه وقالوا لي انني لا يمكنني الطيران لعدم امتلاكي تاشيره دخول مؤقته الى لندن حيث ساهبط ( ترانزيت)
كيف احل تللك المصيبه بعد كل هذا العناء لن اتمكن من السفر؟؟!
كيف تعتقدون انى وجدت حلا؟ طبعا اتصلت بالرجل الطيب واخبرته بالمشكله وقد (اعتذر لي ) لعدم معرفته بتلك المساله وبعث لي بتذكره الكترونيه اخرى على متن الخطوط التركيه حيث الامر لن يحتاج الى تاشيره مؤقته!!!
طارت بي التركيه باتجاه كونبهاكن وانا اكاد لا اصدق ما فعله ذلك البروفسور . لماذا قدم لي هذا العون الفائق وهو لا يعرف عني أي شئ وكنت اقارن دائما موقفه مع موقف ( المسلم ابن بلدي ) مسؤول قسم البعثات والعلاقات الثقافيه في جامعتي
في الدنمارك شاهدت قوما اخرين واخلاق اخرى وتوجه اخر يختلف عن ما شاهدته في بلدي اختلافا عظيما!!
عندما رجعت الى العراق سألني زملائي : ماذا تعلمت؟ اجبتهم : عرفت ( ليش الله موفقهم ) الان تم الاجابه على تساؤلاتي منذ الصغر لماذا الامم الغربيه في عليين وامتنا اسفل سافلين!!
قصه موجهه الى جميع العراقيين
نعيب زماننا والعيب فينا وما في زماننا عيب سوانا
رحم الله نزار قباني عندما قال:
نصنع من اشرافنا انذالا نصنع من اقزامنا ابطالا
نرتجل البطوله ارتجالا تنابلا كسالى
ونشحذ النصر على اعدائنا من عنده تعالى
ارواحنا تشكو من الافلاس
ايامنا محصوره بين الزار والكأس والنعاس
هل نحن خير امه اخرجت للناس؟؟
قصه حقيقيه موجهه لجميع العراقيين
كتابات - د.معتز الصباح
منذ نعومه اضفاري كنت اسمع والدي (ادام الله ظله علينا) يردد عباره ( عيش وشوف ازرع كطن يطلع صوف)!! كنت لا اعرف معناها لكن قافيتها عجبتني فكنت ارددها دائما عسى ان افهمها عند الكبر وكان هذا في ثمانينيات القرن الماضى .
مضت الايام ودخلت مرحله الشباب وبدأت افكر في حال الامه وبالاخص مجتعنا العراقي فرأيت دكتاتورا تصفق له الجماهير بمناسبه وبغير مناسبه مع انه اذل القوم وسفك دمائهم صحيح ان هناك من يجبر في مناسبه ما ان يمجد الدكتاتورويصفق له لكون حياته تصبح على المحك ولكن وجدت اناس يمجدوه ويصفقوا له دون مناسبه ويسفكون دماء من اجل ارضاءه ويصعدون على اكتاف الخيرين وعلى جثث الابرياء فصعدت الى العلا الدنيوي اراذل وطمر اخيار.
بدأت ارى في اواخر التسعينات العجب العجاب من سلوكيات ابناء هذا المجتمع اناس تسعى الى الصعود باي ثمن دون استحقاق ويجرفون الخيرين في طريقهم ويقتلون طموحات اخرين وشبان خيرين. طفا الى السطح الكثير من الانتهازيين واصبحوا قاده وشرد الالاف من الكفاءات ودارت الامور بهذه الامه من سئ الى اسوأ.
بدأ الانترنت يصلنا في 2002 وبدأت اطلع على احوال الامم وبالاخص الغربيه ووجدت انهم يتقدمون بنفس السرعه التي نتراجع بها وانا اتسأل نحن امه فضلها الله على بقيه الامم ونحن خير امه اخرجت للناس فنحن اهل الدين ومنبع النبوه والامم الغربيه ليست كذلك . اذن ما هذا التناقض؟
المهم اصبحت طبيبا وبلغ عمري 33 سنه وتغير النظام وسقط الدكتاتور وذهب الظلم واخذتني الغبطه وقلت في نفسي لدينا الفرصه لنلحق بالامم فثرواتنا اصبحت لنا وجاء من يعدل كفه الميزان .
الى ان صادفتني انا شخصيا هذه التجربه..............!
جائتني دعوه لحضور مؤتمرا طبيا في ايطاليا وفرنسا وكانت فرصه عظيمه لشاب طموح مثلي ان اطلع على ما وصلت له الامم ونقل تللك الخبره الى زملائى ومؤسساتنا الصحيه التي تحتضر والتي تمارس بعضها ممارسات ليس لها علاقه بالطب اصلا!!!
اخذت موافقه رئيس القسم وعميد الكليه التي اعمل معيدا بها وذهبت الى رئاسه الجامعه لكي احصل على دعم مالي حسب توجيهات الوزاره التي شجعت المشاركه بتلك النشاطات الثقافيه في اوربا ووافق رئيس الجامعه ومسؤول القسم المالي على هذا التخصيص بعد شهرين من البيروقراطيه والتاخير !! ذهبت بعدها الى قسم البعثات والعلاقات الثقافيه لطبع الكتاب عند السيد............... رئيس القسم فدخلت الى مكتب ( معاليه ) فوجدت رجلا بلغ من العمر عتيا واصفرت اسنانه وازرقت شفتاه من النيكوتين فسلمته الكتاب وقرأه وقال:
انته بعدك صغير على هيج مشاركات اذا انته بهلعمر تسافر لاوربا شخليت للكبار!!!
فاستغربت كثيرا من رده وعذره فقلت له انا مسؤول ردهه الانعاش الوحيده في المحافظه والجمعيه الاوربيه قد اختارتني للمشاركه والمسؤولين الكبار في هذه المؤسسه قد وافقوا على تخصيص دعم مالي لانجاح المشاركه في هذه المؤتمر وكنت اول السباقين في هذا المجال . فاخذ الكتاب وذهب الى رئيس الجامعه وغير هامشه ليلغي امر ايفادي وقال البكلوريوس يحضرون ورشا تدريبيه وليس مؤتمرات!
بعدها بشهر جائتني دعوه من جامعه كوبنهاكن الدنماركيه لحضور ورشه عمل في امراض القلب واخذا الموافقات الاصوليه وذهبت الى نفس العبقري وكان هذا في صيف 2008 فقال معاليه انني يجب ان اعرض الموضوع على مجلس الكليه وهو يعلم اننا في عطله صيفيه وان المجلس لن يجتمع من اجلي !! ثم قال بعد موافقه مجلس الكليه يجب عرضها على مجلس الجامعه وهو يعلم ان رئيس المجلس خارج العراق ولن يعود قبل ايلول 2008 وكان تدريبي سيبدأ بعد اسبوعين فقط من تقديم طلبي وان تاشيره الدخول تحتاج الى اسبوعين في الاقل.
هذا هو الجانب الاسود من القصه لكن اسمعوا الجانب الابيض....
اتصلت بمسؤول التدريب وكان بروفسورا دنماركيا لم اتصل به من قبل قط فاخبرته ان حضور التدريب على نفقتي سيكلفني مبلغا طائلا لا استطيع الوفاء به فاخبرني ان امنحه فرصه ليبحث كيف يمكنه مساعدتي!!
اتصل بي بعد يومين وقال لي ان احد المشاركين قد انسحب وفاض بعض المال لديهم فحوله لي ليدفع رسوم الاقامه واجور المشاركه في التدريب لي !! فسألت نفسي لماذا لم يضع الاستاذ الدنماركي ما فاض من المال في جيبه ؟؟ الا يعرف كيف يضع اسما وهميا و( يلغف ) ما بقي من المال كما يحصل في ( ولايه فرهود!!)
بعده بيوم اتصل بي وقال انسحب شاب اخر وفاض مال اخر!! سادفع لك اجور الطيران كذلك لمساعدتك في الحضور! عجيب قلت في نفسي لماذا يسلك ذلك الدنماركي مثل هذا السلوك معي وانا لست من بلده ولا من دينه ولا من سنه ولا من مرتبته العلميه؟؟
ذهبت الى السفاره الدنماركيه وقدمت طلبا للحصول على تاشيره دخول واجابني القنصل ان نسبه الموافقه هي 1% فقط !!
لماذا ؟ عرفت بسرعه . عادي اني عراقي! اتصلت بالرجل الطيب واخبرته ان هناك مشكله في السفاره فقال انا ساتكفل بالامر!
اتصل الرجل بوزراه الخارجيه الدنماركيه وكفلني هناك واتصل بي وقال ان الفيزا قد صدرت لي فعلا وعلي الذهاب لاستلامها!! الامر الذي اثار استغراب موظفي السفاره حول سرعه اصدار الفيزا وكيف اني عرفت بامر اصدارها حتى قبل السيد القنصل نفسه؟!!
استلمت الفيزا يوم الخميس وكان الجمعه عطله رسميه لم احصل على حجز طيران وعلي الحضور يوم الاحد هناك
فاتصلت بالرجل الطيب وعرضت عليه مشكلتي وقال لي ساحجز لك الكترونيا على الخطوط البريطانيه وستصلك تذكره السفر خلال دقائق!!
وفعلا وصلت !! ذهبت الى دمشق وراجعت مكتب الخطوط البريطانيه وقالوا لي انني لا يمكنني الطيران لعدم امتلاكي تاشيره دخول مؤقته الى لندن حيث ساهبط ( ترانزيت)
كيف احل تللك المصيبه بعد كل هذا العناء لن اتمكن من السفر؟؟!
كيف تعتقدون انى وجدت حلا؟ طبعا اتصلت بالرجل الطيب واخبرته بالمشكله وقد (اعتذر لي ) لعدم معرفته بتلك المساله وبعث لي بتذكره الكترونيه اخرى على متن الخطوط التركيه حيث الامر لن يحتاج الى تاشيره مؤقته!!!
طارت بي التركيه باتجاه كونبهاكن وانا اكاد لا اصدق ما فعله ذلك البروفسور . لماذا قدم لي هذا العون الفائق وهو لا يعرف عني أي شئ وكنت اقارن دائما موقفه مع موقف ( المسلم ابن بلدي ) مسؤول قسم البعثات والعلاقات الثقافيه في جامعتي
في الدنمارك شاهدت قوما اخرين واخلاق اخرى وتوجه اخر يختلف عن ما شاهدته في بلدي اختلافا عظيما!!
عندما رجعت الى العراق سألني زملائي : ماذا تعلمت؟ اجبتهم : عرفت ( ليش الله موفقهم ) الان تم الاجابه على تساؤلاتي منذ الصغر لماذا الامم الغربيه في عليين وامتنا اسفل سافلين!!
قصه موجهه الى جميع العراقيين
نعيب زماننا والعيب فينا وما في زماننا عيب سوانا
رحم الله نزار قباني عندما قال:
نصنع من اشرافنا انذالا نصنع من اقزامنا ابطالا
نرتجل البطوله ارتجالا تنابلا كسالى
ونشحذ النصر على اعدائنا من عنده تعالى
ارواحنا تشكو من الافلاس
ايامنا محصوره بين الزار والكأس والنعاس
هل نحن خير امه اخرجت للناس؟؟