الأماكن المقدسة تنشد السلام ليلة الميلاد في منطقة تمزقها الصراعات
بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال ترأس قداس منتصف الليل التقليدي
عواصم - وكالات
احتفلت الأماكن المقدسة، مهد المسيحية، بعيد الميلاد وسط منطقة أحزنتها هذه السنة مجزرة المسيحيين في العراق ونزوحهم منه، وتواجه مرة أخرى مأزق الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني.
وفي مدينة بيت لحم الفلسطينية التي ارتفعت فيها زينة الميلاد وأعلام الفاتيكان، أقام بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال قداس منتصف الليل التقليدي، مساء الجمعة 24-12-2010، في كنيسة القديسة كاترينا الكائنة الى جانب كنيسة المهد، بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشخصيات فلسطينية أخرى ومؤمنين أتوا من دول عدة وحتى من كوريا الجنوبية.
وقال أحد هؤلاء المؤمنين، هيرفيه، وهو فرنسي جاء مع زوجته وأطفاله الثلاثة من ليون "إنه حلم الكثير من المسيحيين. إنه وقت مقدس. إحياء ليلة الميلاد في بيت لحم، إنها ليلة الاتحاد مع العالم بأسره".
وأشار البطريرك طوال في عظته إلى أن "أمنية العيد أن ترتفع دقات أجراس الكنائس فتغطي بألحانها صوت البنادق والرشاشات وآلات الموت في شرقنا الاوسط الجريح".
وأضاف "أمنيتنا في هذا العيد وفي مطلع السنة الجديدة، ان تصبح القدس الشريف، ليس فقط عاصمة لدولتين (اسرائيلية وفلسطينية)، وإنما ايضاً نموذجاً حضارياً لعيش مشترك بين الاديان الثلاث على أساس التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء".
وفي ما يتعلق بالأماكن المقدسة حصراً، تحدث بطريرك اللاتين عن "ألمه" حيال تعثر مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية، مكرراً القول "لا يجوز ان نتوقف عند هذا الفشل او نشعر باليأس".
وقد توقفت المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين منذ الفشل الذريع لمبادرة الولايات المتحدة التوصل الى تجميد جديد للاستيطان الاسرائيلي.
المتحدة التوصل الى تجميد جديد للاستيطان الاسرائيلي.
تجمع المصلّين قرب كنيسة القيامة لكن الفلسطينيين تلقوا هدية الميلاد خلال القداس اعترافاً بدولتهم من الاكوادور التي اعلنت اعترافها بفلسطين دولة "حرة ومستقلة". وأضاف البطريرك طوال "نؤمن بأن هناك رجالاً ذوي إرادة طيبة من الطرفين ومن الجماعة الدولية يريدون وضع طاقاتهم في خدمة السلام".
ودعا البطريرك فؤاد طوال (70 سنة) الذي يرعى الطائفة الكاثوليكية في اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن وقبرص الى حوار الاديان باعتباره "حتمية مصيرية مطلوبة على المستوى العالمي، لأنه الحل لمعظم مشاكلنا الحياتية والاجتماعية". وذكّر بـ"الآلام والهواجس المستمرة" وفي طليعتها مصير المسيحيين في العراق الذين ينزحون من بلادهم منذ مجزرة بغداد.
رقم قياسي من السائحينوبيت لحم التي ولد فيها المسيح، تزدحم بالزوار والسائحين الذين يتهافتون حتى الان بالآلاف الى ساحة المغارة. وتفيد الاحصاءات الفلسطينية ان بيت لحم استقبلت حوالى 1,5 مليون زائر في 2010، والأماكن المقدسة أكثر من ثلاثة ملايين (رقم قياسي).
وأبدى البطريرك فؤاد طوال هذا الاسبوع في رسالة الميلاد ارتياحه لهذه النتيجة "التي تعكس البعد الكوني للقدس وبيت لحم والناصرة". وأوضح "أتبنى كلمات البابا بنديكتوس السادس عشر: أجدد ندائي كي تكون تضحية هؤلاء الاخوة والاخوات بذرة سلام وولادة جديدة وكي يجد جميع الذين يعملون من اجل المصالحة والتآخي والتضامن دافعاً للعمل من اجل تحقيق الخير".
وكتبت على لافتات في شوارع بيت لحم "صلوا من اجل حرية فلسطين".
وعلى الصعيد الامني، تلقى الجيش الاسرائيلي الامر بتسهيل مرور الزوار المسيحيين على الحواجز، ومنهم فلسطينيو الاراضي المحتلة والعرب الاسرائيليين، خلال اعياد الميلاد.
وقررت السلطات الاسرائيلية منح أذونات مرور خاصة الى فلسطينيي الاراضي المحتلة المسيحيين (7 الاف شخص) وغزة (500 شخص) لتمكينهم من التوجه الى بيت لحم وزيارة عائلاتهم المقيمة في مناطق عادة ما تكون محظورة بما في ذلك في داخل اسرائيل.
وللمرة الاولى، سمحت اسرائيل لـ200 مسيحي من بلدان عربية لا تقيم معها علاقات دبلوماسية (باستثناء مصر والاردن) بدخول الاراضي الاسرائيلية عبر الحدود الاردنية. علماً ان الطوائف المسيحية في الأماكن المقدسة تحتفل بعيد الميلاد في مواعيد مختلفة في 24 و25 كانون الاول/ديسمبر للكاثوليك، وفي بداية كانون الثاني/يناير للأرثوذكس.
ويقدر عدد المسيحيين الذين كانوا يمثلون في وقت من الأوقات أكثر من 90% من السكان الفلسطينيين في بيت لحم، الآن نحو الثلث أو أكثر قليلاً من سكان المدينة.
قداس الفاتيكان
بابا الفاتيكان خلال القداس أما في الفاتيكان، عاصمة الكثلكة في العالم، فدعا البابا بنديكت السادس عشر الى السلام، مع قيادته كاثوليك العالم الى عيد الميلاد خلال قداس تميز بزيادة اجراءات الامن بعد هجومين بطرود ملغومة على سفارتين في العاصمة الايطالية روما.
وقال بنديكت 16 في عظته خلال قداس عشية عيد الميلاد في كنيسة القديس بطرس حضره نحو 10 الاف شخص: "في هذه الساعة ونحن يملأنا الشكر ننضم الى غناء كل القرون غناء يوحد الفردوس والارض والملائكة والبشر".
وأشعل البابا (83 عاما) الذي يحتفل بسادس عيد ميلاد وهو على رأس الكنيسة الكاثوليكية شمعة في وقت سابق عند نافذته المطلة على ساحة القديس بطرس ايذاناً بالافتتاح الرسمي لاحتفالات ميلاد السيد المسيح ولكن الامطار الغزيرة ادت الى قلة عدد الحاضرين.
وأعلنت حالة التأهب الامني في صفوف الشرطة في الفاتيكان وروما بعد يوم من إرسال طرود ملغومة الى سفارتي سويسرا وتشيلي في روما، وأعلنت جماعة فوضوية مسؤوليتها عن الهجومين اللذين أديا الى اصابة شخص بجروح في كل سفارة.
ووضعت شاشات تلفزيون عملاقة في الخارج في ساحة القديس بطرس، ولكن المطر جعل كثيرين يحجمون عن الحضور.
وفي يوم عيد الميلاد يقيم البابا قداساً ثم يلقي بعد ذلك رسالته التي يوجهها مرتين في السنة من الشرفة الوسطى في كنيسة القديس بطرس ويتلو تحيات عيد الميلاد بأكثر من 60 لغة.
ويستضيف البابا، اليوم السبت، نحو 350 مشرداً من ملاجئ روما حيث يقيم لهم وجبة في قاعة الاستماع بالفاتيكان.
بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال ترأس قداس منتصف الليل التقليدي
عواصم - وكالات
احتفلت الأماكن المقدسة، مهد المسيحية، بعيد الميلاد وسط منطقة أحزنتها هذه السنة مجزرة المسيحيين في العراق ونزوحهم منه، وتواجه مرة أخرى مأزق الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني.
وفي مدينة بيت لحم الفلسطينية التي ارتفعت فيها زينة الميلاد وأعلام الفاتيكان، أقام بطريرك اللاتين في القدس فؤاد طوال قداس منتصف الليل التقليدي، مساء الجمعة 24-12-2010، في كنيسة القديسة كاترينا الكائنة الى جانب كنيسة المهد، بحضور رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وشخصيات فلسطينية أخرى ومؤمنين أتوا من دول عدة وحتى من كوريا الجنوبية.
وقال أحد هؤلاء المؤمنين، هيرفيه، وهو فرنسي جاء مع زوجته وأطفاله الثلاثة من ليون "إنه حلم الكثير من المسيحيين. إنه وقت مقدس. إحياء ليلة الميلاد في بيت لحم، إنها ليلة الاتحاد مع العالم بأسره".
وأشار البطريرك طوال في عظته إلى أن "أمنية العيد أن ترتفع دقات أجراس الكنائس فتغطي بألحانها صوت البنادق والرشاشات وآلات الموت في شرقنا الاوسط الجريح".
وأضاف "أمنيتنا في هذا العيد وفي مطلع السنة الجديدة، ان تصبح القدس الشريف، ليس فقط عاصمة لدولتين (اسرائيلية وفلسطينية)، وإنما ايضاً نموذجاً حضارياً لعيش مشترك بين الاديان الثلاث على أساس التسامح والاحترام المتبادل والحوار البناء".
وفي ما يتعلق بالأماكن المقدسة حصراً، تحدث بطريرك اللاتين عن "ألمه" حيال تعثر مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية، مكرراً القول "لا يجوز ان نتوقف عند هذا الفشل او نشعر باليأس".
وقد توقفت المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين منذ الفشل الذريع لمبادرة الولايات المتحدة التوصل الى تجميد جديد للاستيطان الاسرائيلي.
المتحدة التوصل الى تجميد جديد للاستيطان الاسرائيلي.
تجمع المصلّين قرب كنيسة القيامة لكن الفلسطينيين تلقوا هدية الميلاد خلال القداس اعترافاً بدولتهم من الاكوادور التي اعلنت اعترافها بفلسطين دولة "حرة ومستقلة". وأضاف البطريرك طوال "نؤمن بأن هناك رجالاً ذوي إرادة طيبة من الطرفين ومن الجماعة الدولية يريدون وضع طاقاتهم في خدمة السلام".
ودعا البطريرك فؤاد طوال (70 سنة) الذي يرعى الطائفة الكاثوليكية في اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن وقبرص الى حوار الاديان باعتباره "حتمية مصيرية مطلوبة على المستوى العالمي، لأنه الحل لمعظم مشاكلنا الحياتية والاجتماعية". وذكّر بـ"الآلام والهواجس المستمرة" وفي طليعتها مصير المسيحيين في العراق الذين ينزحون من بلادهم منذ مجزرة بغداد.
رقم قياسي من السائحينوبيت لحم التي ولد فيها المسيح، تزدحم بالزوار والسائحين الذين يتهافتون حتى الان بالآلاف الى ساحة المغارة. وتفيد الاحصاءات الفلسطينية ان بيت لحم استقبلت حوالى 1,5 مليون زائر في 2010، والأماكن المقدسة أكثر من ثلاثة ملايين (رقم قياسي).
وأبدى البطريرك فؤاد طوال هذا الاسبوع في رسالة الميلاد ارتياحه لهذه النتيجة "التي تعكس البعد الكوني للقدس وبيت لحم والناصرة". وأوضح "أتبنى كلمات البابا بنديكتوس السادس عشر: أجدد ندائي كي تكون تضحية هؤلاء الاخوة والاخوات بذرة سلام وولادة جديدة وكي يجد جميع الذين يعملون من اجل المصالحة والتآخي والتضامن دافعاً للعمل من اجل تحقيق الخير".
وكتبت على لافتات في شوارع بيت لحم "صلوا من اجل حرية فلسطين".
وعلى الصعيد الامني، تلقى الجيش الاسرائيلي الامر بتسهيل مرور الزوار المسيحيين على الحواجز، ومنهم فلسطينيو الاراضي المحتلة والعرب الاسرائيليين، خلال اعياد الميلاد.
وقررت السلطات الاسرائيلية منح أذونات مرور خاصة الى فلسطينيي الاراضي المحتلة المسيحيين (7 الاف شخص) وغزة (500 شخص) لتمكينهم من التوجه الى بيت لحم وزيارة عائلاتهم المقيمة في مناطق عادة ما تكون محظورة بما في ذلك في داخل اسرائيل.
وللمرة الاولى، سمحت اسرائيل لـ200 مسيحي من بلدان عربية لا تقيم معها علاقات دبلوماسية (باستثناء مصر والاردن) بدخول الاراضي الاسرائيلية عبر الحدود الاردنية. علماً ان الطوائف المسيحية في الأماكن المقدسة تحتفل بعيد الميلاد في مواعيد مختلفة في 24 و25 كانون الاول/ديسمبر للكاثوليك، وفي بداية كانون الثاني/يناير للأرثوذكس.
ويقدر عدد المسيحيين الذين كانوا يمثلون في وقت من الأوقات أكثر من 90% من السكان الفلسطينيين في بيت لحم، الآن نحو الثلث أو أكثر قليلاً من سكان المدينة.
قداس الفاتيكان
بابا الفاتيكان خلال القداس أما في الفاتيكان، عاصمة الكثلكة في العالم، فدعا البابا بنديكت السادس عشر الى السلام، مع قيادته كاثوليك العالم الى عيد الميلاد خلال قداس تميز بزيادة اجراءات الامن بعد هجومين بطرود ملغومة على سفارتين في العاصمة الايطالية روما.
وقال بنديكت 16 في عظته خلال قداس عشية عيد الميلاد في كنيسة القديس بطرس حضره نحو 10 الاف شخص: "في هذه الساعة ونحن يملأنا الشكر ننضم الى غناء كل القرون غناء يوحد الفردوس والارض والملائكة والبشر".
وأشعل البابا (83 عاما) الذي يحتفل بسادس عيد ميلاد وهو على رأس الكنيسة الكاثوليكية شمعة في وقت سابق عند نافذته المطلة على ساحة القديس بطرس ايذاناً بالافتتاح الرسمي لاحتفالات ميلاد السيد المسيح ولكن الامطار الغزيرة ادت الى قلة عدد الحاضرين.
وأعلنت حالة التأهب الامني في صفوف الشرطة في الفاتيكان وروما بعد يوم من إرسال طرود ملغومة الى سفارتي سويسرا وتشيلي في روما، وأعلنت جماعة فوضوية مسؤوليتها عن الهجومين اللذين أديا الى اصابة شخص بجروح في كل سفارة.
ووضعت شاشات تلفزيون عملاقة في الخارج في ساحة القديس بطرس، ولكن المطر جعل كثيرين يحجمون عن الحضور.
وفي يوم عيد الميلاد يقيم البابا قداساً ثم يلقي بعد ذلك رسالته التي يوجهها مرتين في السنة من الشرفة الوسطى في كنيسة القديس بطرس ويتلو تحيات عيد الميلاد بأكثر من 60 لغة.
ويستضيف البابا، اليوم السبت، نحو 350 مشرداً من ملاجئ روما حيث يقيم لهم وجبة في قاعة الاستماع بالفاتيكان.