خَلدت أجسادكم لتنادي بصرخة المظلوم الموجوع وهي تخترق سماء القتلة المستبدين تخرق وتقطع اضطرابات ظلام الفكر والروح المصطنعة، وأعْلَنْتُهُا أنت يا حسين إذ أظهرتهُا عَشِيَّةَ الهِلال ببراءتك من كل مستبداً قاتل.
أرادوا بِتَمْزيقهم أجسادكم إن يفرُّقونا عنكم فزال مُلكهم وتَضْبيبُ على فكرهم بالشهادة والدم.ِ
تشتعلُ بروحي فجيعتكم فهَفَتَ روحي كلما يهتف بدراً من بدوركم وكلما صدحت نجومكما هَفْتاً، وها أنتم تسيرون بكل طواعية بدرب الشهادة لتنقشوا على الصخور طعم الوصال بلذة الشهادة.
إنّ فِراقَكم يَفزعُني كلما تغير الناس في العالم وتهز الأرض بذكراكم بنغمات الأرواح التي تناغمت مع غليان النائِح والشاعرِ والأم عندما تناغي ولديها أنتم يا من خرجتم مختارين أما النصر على القمع والكفر أو الشهادة المتعطشة لتشرب ماء حياتها من دمكم الفوار، لقد بعثت معكم لهيب نار الفؤاد لعناق الحق بإنسانيته المشهودة بعثت معكم رسائل نفضت متعة ولذة الحياة بلهيب النفس العارفة والمدركة مسؤولية فضح الزيف والعوج بشهادة نداء الصباح الأزلي، أنتم يا من فضح عدوهُ من خلال الموت بشوق الأجساد المتشوقة المتعطشة إلى لذة النصر بلذته التي تشاطرها مع الآخرين و من أجل الآخرين، لم تشوبها شوائبُ التطفل لا في إعدادها ولا بتقدمها نحو المجد، انتم يا شهيق الكون الداخل إلى نفوسنا ولم يخرج من ذاتنا كسعيرها.
موقفكم يحمل في دواخله لذة وعكَتْ الحمى، مستغيث من إنهاض الشَّيْب في كل قلب وروح، تجسدت تلك الشهادة الحمراء النابضة بالمسؤولية التي رفعت شعارها ضد الإذلال والقمع والاضطهاد والحقد، إن سيركم نحو هدفكم بفكر واعية وبخطى تملئها لذة رائحة الشبق الحر الذي ينادي أنصاره إلى قافلة العظمة من أجل أسمى آيات البقاء وهي التضحية، إن مسيرتكم نحو أهدافكم عرفت معنى الشهادة وإخراجها من مفهوم الموت الذي إن لم يأتي اليوم ألينا يأتي غداً، لقد قلتم كلمتكم يوم ذاك وخرجتم من كل مسميات الزيف والفضيلة المصطنعة، فلم ولن تمنحنا فوضى الحياة سعادة الاطمئنان ولا عذاب النار ولا تمنحنا صلابة المواقف مع وعد الحقيقة التي نبحث عنها ولكنها منحتنا هذه الحياة، فكر علق بجسد فقمع حريتهُ وحرية من يريد أن يتحرر، أرهقنا فراقكم، أرهقتنا غربتنا عنكم، أرهقنا كل شئ مستعار لا يرحم طبيعة الإنسان وما حوله، أُرهقت أفكارنا قبل أجسادنا وكأننا على خشبة مسرح في عرض كبير مؤقت. في أرض كتبت على نفسها الوعرةُ وليس الانبساط، لقد منحتنا دمائكم هوية ً كتب عليها محب لا يبالي، محب رافضاً مرفوض من البساط الذي يشع بحقدهم أليكم فانتشرت الفوضى، وخف ضوء الشمس ونفضت الخيرات وتماسكت التواء الشيطان.
فصدحت حناجر الشهادة وذابت على هذه البسيطة وانصهرت لتكون ذلك السر العلني الذي حير القلوب بشوقه وحير الفكر بصدقه.
تنزَّلُت من السماء بكم آيات الضمير ... الذي نور لنا لذة معرفة الإله، وأنقذ عمق أفكارنا من الظلمة المميتة القاتلة، لقد خلقتم من تراب الملكوت القدسي وليس من تراب الأرض السفلي فتراقصت أرواحكم فرحاً لتكون أروع منابع الروح السامية التي تمنح لذة رسالة الشهادة.
ندائي وصرختي ولوعتي وحبي وصدقي، إلى جميع من يتناغم مع فكر الشهادة إلى من يعي مسؤولية الإنسان وحريته. إلى من يعشق الحسين في كل زمانه ويرفض يزيد بكل معطياته إلى كل أرض تحولت كربلاء إلى جميع الأشهر التي نادت باسم عاشوراء إلى الموت بحقيقة مسمياته ُ إلى زينب إلى زينب إلى زينب إلى الدم والسيف والشهادة والفكر والنهضة والمعرفة والعشق إلى الغائب الحاضر إلى كل من سلك طريق التعريف بالذات الشهادية من أجل منابع النطق بالحق أنتم يا من مضيتما حسينيا ً و نحن وكل من ينادي بمواقف التحرر من الإرهاب والتكفير والاضطهاد والسلوك المنافي لحقيقة الحرية يجب عليكم أن تصبحوا زينبيا وألا أصبحنا نائمين على وسادة السعير اليزيدية.