GMT 7:00:00 2006 الأربعاء 13 سبتمبر
الألعاب الفكرية: العقل السليم في.. العقل السليم!
هل هي من أنواع الرياضة أيضاً؟
هل هي من أنواع الرياضة أيضاً؟
عصام سحمراني – إيلاف : ربّما يستغرب كثير من الناس إذا ذكرت أمامهم أنواع من الرياضة لا يضطر فيها اللاعب إلى تحريك أيّ من عضلات جسمه. فالرياضة ارتبطت منذ بدء التاريخ بالقدرات الجسدية الخاصة باللاعبين في أكثر من ميدان. وتتعدّد هذه الميادين لتشمل الألعاب التي تختصّ بالركض والقفز ومنها الألعاب الكروية كافة وألعاب القوى الأولمبية والسباحة، والألعاب القتالية كالملاكمة والكاراتيه والجودو والتايكواندو والكيك بوكسينغ، وألعاب العروض التي يتمّ لها التحضير المكثّف من خلال التمارين اليومية المجهدة والانظمة الغذائية المثالية كرفع الأثقال وكمال الأجسام، والألعاب الجسدية الفكرية تلك التي يتعاون فيها اللاعب مع وسيلة أخرى ويعتمد فيها على دقّة الملاحظة بالإضافة إلى المجهود الجسدي كالفروسية وسباقات السيّارات والرماية والقوس والنشاب والريشة الطائرة.
إذاً فقد ارتبط معنى الرياضة بالبنية الجسدية للإنسان والتهميش الواسع لبنيته الفكرية حتى بات اللاعبون في أنظمة الإحتراف آلات يحركها المدرّبون كيفما أرادوا. وعلى الرغم من هذا فقد تعزّز مفهوم الرياضة الفكرية في زمننا الحاضر وباتت تنافس الرياضات الجسدية التقليدية في بعض الدول كروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية مثلاً.
ونجد تنوّعاً في الألعاب الفكرية يشابه إلى حدّ ما التنوّع الخاص بالألعاب الجسدية. وعلى الرغم من أنّ لعبة الشطرنج أو لعبة الملوك كما يروق للبعض تسميتها تأخذ الحيّز الأكبر من مفهوم الرياضة الفكرية فإنّ ألعاباً أخرى تجذب أعداداً كبيرة من الممارسين والجماهير عبر العالم.
من تلك الألعاب ما يأخذ طابعاً شبه حركيّ كالبلياردو، ومنها ما يتّخذ طابع الجلوس والتفكير العميق أو سرعة البديهة كالداما والسكرابل، ومنها ألعاب النرد (الزهر) وأشهرها المونوبولي والريسك. ولا تتوقّف نوعية الألعاب الفكرية عند هذا الحدّ بل تمتدّ لتشمل مجموعة كبيرة من الألعاب التي يستطيع اللاعب أن يمارسها وحده بمعزل عن وجود أيّ منافس كألعاب الجرائد والمجلات مثلاً كالكلمات المتقاطعة وهي أشهرها، والكلمة الضائعة وكلمة السرّ وإيجاد الفوارق والمتاهات المختلفة الأشكال والأنواع.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Sports/2006/9/176430.htm