السبت، 18 كانون الأول/ديسمبر 2010، آخر تحديث 11:53 (GMT+0400)
بوطينة.. جزيرة عجائب إماراتية تسعى لاعتراف دولي
أحد الأحياء البحرية في الجزيرة
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- غير بعيد عن إنجازات الإنسان الزجاجية والفولاذية والأعاجيب المعمارية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تقبع أعجوبة أخرى لم تمسها أيدي البشر.. كنز ثمين جدا بالنسبة للإمارات، قليلون هم من يسمح لهم بالوصول إليه.. إنه جزيرة بوطينة.
ومن هؤلاء الذين يدخلونها وسمح لهم بالغوص فيها، الباحثة في هيئة البيئة في أبوظبي سعاد صالح الحارثي، التي تقول إن جزيرة بوطينة "واحدة من عجائب العالم التي لا يعترف بها على نطاق واسع، وجزء من السبب في ذلك هو أنها محمية."
وتقع الجزيرة داخل نطاق "محمية مروح،" أكبر محمية بحرية في أبوظبي، والمعتمدة من اليونسكو ضمن الشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، والتي تعد معقلا رئيسيا لعدد من مخلوقات الأرض المدهشة.
وفي الطريق إلى الجزيرة، ليس من غير المألوف أن تظهر الدلافين الفضولية فجأة، وكلما اقتربت من تلك الجزيرة الصغيرة، التي تبلغ مساحتها كيلومترين مربعين فقط، كلما كشفت لك الطبيعة عن كنوزها أكثر.
ففي الجزيرة، تحلّق الأسماك التي تشبه الأعواد الخضراء قافزة عبر سطح المحيط، وتعشش طيور الشماط وتتغذى قبالة البحر، بينما تجتمع طيور النحام الوردي "فلامنغو،" لبقية الشتاء الطويل، حتى المخلوقات في قاع المحيط تعد مرئية لأن مياه الجزيرة ضحلة وواضحة.
وتقول الحارثي "الشيء الذي يجعل الجزيرة مميزة هو تنوع الحياة البرية التي توجد فيها، وقدرة الكائنات الحية المختلفة على البقاء في ظل درجات الحرارة والملوحة، ضد التوقعات."
وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت جزيرة بوطينة مرشحة لتصبح واحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.
ويقول العلماء إن الشعب المرجانية تبقى على قيد الحياة في درجات حرارة تتراوح بين 15 إلى 37 درجة مئوية، في حين أن درجات الحرارة القصوى من شأنها أن تدمرها.
وتعد المنطقة بأكملها مختبرا طبيعيا للعلماء لدراسة تغير المناخ، إذ يوجد في الجزيرة واحدة من أكثر الأنواع عرضة للانقراض في العالم، وهي سلحفاة "منقار الصقر،" المهددة بالانقراض والتي تأتي لتضع بيوضها وتعشش على الجزيرة.
ورغم وجود كل تلك المخلوقات في غابات المانغروف، والشواطئ الجميلة، والبحر المليئ بالحياة، فإن معظم الناس لن تطأ أقدامه الجزيرة، وهو أمر يحمد الله عليه القائمون عليها.
ومن بين هؤلاء القائمين على الجزيرة، محمد الشحي، الذي يجول فيها عدة مرات في اليوم ليبقي البشر بعيدا، ويبحث عن أي مواد تعد خطرة على الحياة البرية، مثل البلاستيك، وتعكر صفوة مجرد فكرة أن يسمح للسياح والصيادين من الاقتراب من الجزيرة.
ويقول الشحي "سوف يفسدون هذه الجزيرة.. الناس الذين يحبون الصيد سوف يأتون إلى هنا ويفسدون كل شيء.. لن ترى مثل هذه الأسماك، والطيور.. لن ترى شيئا عندها."
ويقيم الشحي على الجزيرة لعدة أسبوعية يتناوبها مع حراس آخرين، ويعلم أسرار البحر جيدا، ذلك أنه ينحدر من أسرة من الصيادين، ويقول "نحن من البحر، ونحن نحب البحر، وهذا عملنا.. علينا أن نبقى هنا.. نحن نحرس هذا الموقع."
وتأتي جزيرة بوطينة ضمن 28 موقعا عالمياً، ثلاثة منها في الشرق الأوسط، تتنافس لتحظى سبعة منها فقط بلقب "عجائب الطبيعة السبع."
http://arabic.cnn.com/2010/scitech/12/17/Butinah.island/index.html