دخل الحسين التاريخ كثائر عظيم، غير أن كل الناس في العالم الإسلامي وبعض أجزاء العالم الأخرى اليوم مازالوا يتذكرونه.ولاشك أن الحسين قد غير حياة المسلمين من بعده ..ولا يمكن فهم التاريخ الإسلامي بدون فهم عميق لثورة الحسين..فمن هو الحسين ؟هل كان قائدا دينياً عظيماً ونذيراً لحقوق الله وداعية للصلاح ؟ اتفق مع هذا القول ، لكني أعتقد أنه كان أكثر من ذلك بكثير ومتميزاً بين بلايين المسلمين الذين توافدوا بعده على الأرض ومتميزاً عن الكثير من الثوار أيضاً..
كل شعب خلـّد قائده الديني ..فكان بوذا وكان كنفوشيوس ومارتن لوثر كنغ أو قادة سياسيين مثل عبد الناصر أو جون كينيدي و جيفارا..فلماذا لا نخلد الحسين وأصحابه وقد كانوا مؤمنين بالقضية الإنسانية والفضيلة حد النخاع؟..لكن الأمر الغريب والمثير أن جاء خلوده على لسان أعداءه أولاً ثم بأسلحتهم وأيديهم..
إذ لا يوجد برهان دقيق محكم أكثر توكيداً وإقناعاً من دليل يضعه أمامنا شهود هم اصلاً أعداء الحسين.. فقد قال يزيد بن معاوية :
(وما عسيت أن أعيب حسينا..والله ما أرى للعيب فيه موضعاً)..
وهناك توصية خاصة من معاوية إلى عامله سعيد بن العاص..قال فيها:
(وأنظر حسينا خاصة ولا يناله منك مكروه فان له قرابة وحقا عظيماً لا ينكره مسلم أو مسلمة وهو ليث عرين ...)
وقال الوليد بن عتبة ابن أبي سفيان لمروان بن الحكم حينما طلب منه مروان قتل الحسين إن لم يبايع يزيد :
(أتشير عليّ بقتل الحسين ! والله أن الذي يحاسب بدم الحسين يوم القيامة لخفيف الميزان عند الله)..
وحينما أراد رجل من قريش التوجه إلى الحسين (وهو لا يعرف شكله ولم يلتق به من قبل) في المدينة فوصفه له معاوية كي يجده دون عناء فقال:
)إذا دخلت المسجد فرأيت حلقة فيها قوم كان على رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبد الله مؤتزراً إلى أنصاف ساقيه)..وهنا شهادة له على وقاره في رعايته للناس عامة ومهابته بينهم..
حار معاوية في أن يجد ما يعيب الحسين كي يصغره بين الناس فقال لمحرضيه على الحسين إنه لا يجد ما يقوله في حسين!!
وقد نسب إلى عمر بن سعد الذي تسبب في واقعة كربلاء وكان بيده قطع المسار نحو الكارثة المشئومة والذي قد أُغري بولاية (الرى) لو ساهم في قتل الحسين ..نسب إليه إنه قال وهو حائر بين الرى والحسين:
فوالله ما ادرى واني لحائر أفكر في أمري على خطرين
أأترك حكم الرى والرى منيتي أم أرجع مأثوماً بقتل الحسين
وفي قتله النار التي ليس دونها حجاب ،وملك الرى قرة عيني
لابد أن يكون واضحاً لكل قارئ متفكر أن يعرف السبب الذي قتل من أجله الحسين..
كان صراعاً بين إثبات حقوق الله وغيرة لا متناهية على الأخلاق عن طريق إمامة الحسين والأطماع السياسية وقسوة السلطة والبحث عن المتع عن طريق رجال ولاية يزيد بن معاوية.. فهو لم يكن متهماً بجرم ولم يكن مطلوباً دماً ولم يعتد على أحد ولم يسرق أو قد جاء بالموبقات التي تجعله تحت طائلة القانون وفي إطار المشبوه والمتهم..
وهو (من الناحية القانونية)لم ينشأ حزباً أو تجمعاً أو جيشاً للمقاومة والمعارضة بالمعنى السياسي المتعارف عليه الآن ..ولم تبدر منه قبل واقعة كربلاء أية محاولات سياسية أو عسكرية مسلحة ضد الدولة.. بل خرج إلى كربلاء ومعه أصحابه وأهله دون أية نية مسبقة للقتال..
وحتى رسله الذين كان يرسلهم للعراق ليقرأ وضع الناس هناك لم يكن يرسلهم خفية وبعمل سري أو نضال سلبي بل كانوا يكلمون الناس علانية وقتل أغلبهم في وضح النهار.. فهو لم يقدم أفضل نمط للثورة فحسب، لكنه قدم لنا أشرف وأنقى وسيلة في انطلاقها..
هو بالتأكيد لم يتصرف كنابوليون وغيره من القادة حينما يجيشون الجيوش في حملاتهم، وينتصرون بها في النهاية لأنها مبنية على استراتيجيات متكاملة..
مما تجدر الإشارة إليه هنا، وهو واقع حال، أن الحسين كان حريصاً جداً على وحدة الدولة بتجنبه أية أعمال تهدد مصالحها الاقتصادية أو الأمنية وغيرها قبل توجهه إلى كربلاء..وهذا ما يحسب إليه فضلاً كبيراً في نقاوة ثورته من الأعمال التخريبية أو الكيدية ضد الدولة وتجنبه استخدام الوسائل السياسية الخسيسة المعروفة في كل العصور لنيل غاياته ...فكانت ثورته بيضاء الأكف ولم يقتل فيها بريء سواه وأهله وأصحابه..
هو حتماً قدوة حسنة لكل ثائر كي يفكر في أن لا يهدم جدار الدولة للوصول إلى غاياته من الحرية خلف ذلك الجدار..
لقد قدّم الإسلام للعالم شخصية مثالية ألهمت قلوب الناس معنى التضحية والفضيلة طوال قرون من الزمن رغم كل التغيرات التي أصابت المسلمين مع اختلاف العصور، وأنظمة الحكم والظروف..فكانت نمطأ جميلاً من الفضيلة وحافزاً جيداً لممارستها وهي مساهمة طيبة في تجديد الجنس البشري وتهذيبه أكثر ..إن سيرته الشخصية وأعماله يلقيان تقديراً وعرفاناً عالميين..
إن شخصية على هذا القدر من الثبات والإنسانية تستحق أن تسمو في تفكيرنا إلى ممارسات حقيقة في تشذيب أخلاقنا والرقي بها نحو غاية الحسين في كمالها..
من أجل من مات الحسين؟وما هي روافد ثورته ؟ جد لك من ملحمته الخالدة مبادئ روحية تحسن من خلالها علاقتك بالله ..إن الله عادل ولا شك في ذلك فهل سينسى الحسين والطريقة البشعة التي قتل بها مع أهل بيته وأصحابه وينسى محبيه..فلنفرح إذا بهذه المكانة العالية..ونسعد فقد دفع الحسين الثمن عن كل محبيه ..
كل شعب خلـّد قائده الديني ..فكان بوذا وكان كنفوشيوس ومارتن لوثر كنغ أو قادة سياسيين مثل عبد الناصر أو جون كينيدي و جيفارا..فلماذا لا نخلد الحسين وأصحابه وقد كانوا مؤمنين بالقضية الإنسانية والفضيلة حد النخاع؟..لكن الأمر الغريب والمثير أن جاء خلوده على لسان أعداءه أولاً ثم بأسلحتهم وأيديهم..
إذ لا يوجد برهان دقيق محكم أكثر توكيداً وإقناعاً من دليل يضعه أمامنا شهود هم اصلاً أعداء الحسين.. فقد قال يزيد بن معاوية :
(وما عسيت أن أعيب حسينا..والله ما أرى للعيب فيه موضعاً)..
وهناك توصية خاصة من معاوية إلى عامله سعيد بن العاص..قال فيها:
(وأنظر حسينا خاصة ولا يناله منك مكروه فان له قرابة وحقا عظيماً لا ينكره مسلم أو مسلمة وهو ليث عرين ...)
وقال الوليد بن عتبة ابن أبي سفيان لمروان بن الحكم حينما طلب منه مروان قتل الحسين إن لم يبايع يزيد :
(أتشير عليّ بقتل الحسين ! والله أن الذي يحاسب بدم الحسين يوم القيامة لخفيف الميزان عند الله)..
وحينما أراد رجل من قريش التوجه إلى الحسين (وهو لا يعرف شكله ولم يلتق به من قبل) في المدينة فوصفه له معاوية كي يجده دون عناء فقال:
)إذا دخلت المسجد فرأيت حلقة فيها قوم كان على رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبد الله مؤتزراً إلى أنصاف ساقيه)..وهنا شهادة له على وقاره في رعايته للناس عامة ومهابته بينهم..
حار معاوية في أن يجد ما يعيب الحسين كي يصغره بين الناس فقال لمحرضيه على الحسين إنه لا يجد ما يقوله في حسين!!
وقد نسب إلى عمر بن سعد الذي تسبب في واقعة كربلاء وكان بيده قطع المسار نحو الكارثة المشئومة والذي قد أُغري بولاية (الرى) لو ساهم في قتل الحسين ..نسب إليه إنه قال وهو حائر بين الرى والحسين:
فوالله ما ادرى واني لحائر أفكر في أمري على خطرين
أأترك حكم الرى والرى منيتي أم أرجع مأثوماً بقتل الحسين
وفي قتله النار التي ليس دونها حجاب ،وملك الرى قرة عيني
لابد أن يكون واضحاً لكل قارئ متفكر أن يعرف السبب الذي قتل من أجله الحسين..
كان صراعاً بين إثبات حقوق الله وغيرة لا متناهية على الأخلاق عن طريق إمامة الحسين والأطماع السياسية وقسوة السلطة والبحث عن المتع عن طريق رجال ولاية يزيد بن معاوية.. فهو لم يكن متهماً بجرم ولم يكن مطلوباً دماً ولم يعتد على أحد ولم يسرق أو قد جاء بالموبقات التي تجعله تحت طائلة القانون وفي إطار المشبوه والمتهم..
وهو (من الناحية القانونية)لم ينشأ حزباً أو تجمعاً أو جيشاً للمقاومة والمعارضة بالمعنى السياسي المتعارف عليه الآن ..ولم تبدر منه قبل واقعة كربلاء أية محاولات سياسية أو عسكرية مسلحة ضد الدولة.. بل خرج إلى كربلاء ومعه أصحابه وأهله دون أية نية مسبقة للقتال..
وحتى رسله الذين كان يرسلهم للعراق ليقرأ وضع الناس هناك لم يكن يرسلهم خفية وبعمل سري أو نضال سلبي بل كانوا يكلمون الناس علانية وقتل أغلبهم في وضح النهار.. فهو لم يقدم أفضل نمط للثورة فحسب، لكنه قدم لنا أشرف وأنقى وسيلة في انطلاقها..
هو بالتأكيد لم يتصرف كنابوليون وغيره من القادة حينما يجيشون الجيوش في حملاتهم، وينتصرون بها في النهاية لأنها مبنية على استراتيجيات متكاملة..
مما تجدر الإشارة إليه هنا، وهو واقع حال، أن الحسين كان حريصاً جداً على وحدة الدولة بتجنبه أية أعمال تهدد مصالحها الاقتصادية أو الأمنية وغيرها قبل توجهه إلى كربلاء..وهذا ما يحسب إليه فضلاً كبيراً في نقاوة ثورته من الأعمال التخريبية أو الكيدية ضد الدولة وتجنبه استخدام الوسائل السياسية الخسيسة المعروفة في كل العصور لنيل غاياته ...فكانت ثورته بيضاء الأكف ولم يقتل فيها بريء سواه وأهله وأصحابه..
هو حتماً قدوة حسنة لكل ثائر كي يفكر في أن لا يهدم جدار الدولة للوصول إلى غاياته من الحرية خلف ذلك الجدار..
لقد قدّم الإسلام للعالم شخصية مثالية ألهمت قلوب الناس معنى التضحية والفضيلة طوال قرون من الزمن رغم كل التغيرات التي أصابت المسلمين مع اختلاف العصور، وأنظمة الحكم والظروف..فكانت نمطأ جميلاً من الفضيلة وحافزاً جيداً لممارستها وهي مساهمة طيبة في تجديد الجنس البشري وتهذيبه أكثر ..إن سيرته الشخصية وأعماله يلقيان تقديراً وعرفاناً عالميين..
إن شخصية على هذا القدر من الثبات والإنسانية تستحق أن تسمو في تفكيرنا إلى ممارسات حقيقة في تشذيب أخلاقنا والرقي بها نحو غاية الحسين في كمالها..
من أجل من مات الحسين؟وما هي روافد ثورته ؟ جد لك من ملحمته الخالدة مبادئ روحية تحسن من خلالها علاقتك بالله ..إن الله عادل ولا شك في ذلك فهل سينسى الحسين والطريقة البشعة التي قتل بها مع أهل بيته وأصحابه وينسى محبيه..فلنفرح إذا بهذه المكانة العالية..ونسعد فقد دفع الحسين الثمن عن كل محبيه ..