1 ) كربـلاء
كربـلاء ُ ...
لا تَهجري مقلتيّ
لا .. ولا تغادري محجري ّ
لأنك ِمن ألف ِ عام ٍ ونيف
لـمْ تخاصمي المطر َ
وتطلعي في عتمة ِ الليل ٍ كالقمر ِ
دعيني اقبل ُ كفوف َ الكفيل ِ
كفوف َ القتيل ِِ
فالمفازات ُ تعانق ُ الدماء َ
تجهش ُ بالبكاء ِ
ترنو الى السماء ِ
وتشتهي رمالُها أن ترتمي في النهر ِ
كربلاء ُ ...
لا تمكثي أمام َ المرايا
واغسلي الخطايا
لأني على محجريك ِ .. أخاف ُ
من سطوة ِ الحسد ِ
وغضبة ِِ الجسد ِ
فمن زمان النوح ِ
كانت للمرايا جفونا ً
وكانت لها عيونا ً
( 2 ) سيد ُ الشهداء ِ
سيدي ...
يا سيد َ الأحياء ِ
وسيد َ الأموات ِ
.. يا سيد َ الشهداء ِ
أنت َ يا نبضا ً يراقص ُ دمعتي
يا نورا يواشج ُ مهجتي
يا انت َ .. يا قبرا ً نلوذ ُ به ِ
حين تزدحم ُ الفواجع َ
وحين تندمل ُ الجراح َ
وحين تلفحنا الخطايا
أيـا طير َ القطا
الذي ما غفـا
قتلوك َ !!!
رغم أن دم ََ النبوة ِ يسري فيك َ
يا أيها الزمان َ .. والمكان َ .. والنزيف َ .. والشهيد َ
يا دمعة ً مديدة ً
أنداحت من زرقة ِ ِ السماء ِ
أيـا كوكبا ً من نواح ٍ
يا لذة َ الوجنتين حين تعانق ُ دمعة َ الحياء ِ
( 3 ) قبـة الحسين
كنا ثلاثة ً
ورابعنا هدأة ُ السكون ِ
توكلنا على الله
بعد أن اجتزنا باب َ البيت ِ
واخترقنا زقاقا ً
يرقد ُ وسط َ عفة ِ الصباح ِ
سِرنـا ...
يحاذينا ظلال َُ الرصيف ِ
وانبهار َ رذاذ َ المطر ِ
صوب َ قبة ِ الحسين ِ
( 4 ) سرادق
كنا ثلاثة ً
ورابعنا كان ندا ً
وحفنة ً من رذاذ ٍ
يلتاع ُ الحرف َ هناك
تغتال ُ اللوعة َ
وتنشطر ُ الدمعة َ
في حضرة ِ السائرين الحفاة ِ
هناك .. تسقط ُ ومضة الألوان ِ
يتلاشى حبر َ الإسفلت ِ بأرجلِنا
لتشمخ َ هامات ُ النذور ِ
وتلكَ ( السرادقُ ) المرصوفة َ على الضفاف ِ
وحول َ البيوت ِ
ووسط َ القلوب ِ
ما أجمل َ تلك الانطقة ِ التي تَحز ُ البطون َ
وما أروع َ ذاكَ السواد َ
الترتديه ِ ظلمة َ الليل ِ الحنون ِ
( 5 ) في حضرة ِ الحسين
كنا ثلاثة ً شبه ُ حفاة ٍ
نسير ُ خلف َ عويل ِ ذاك الوحل ِ
الذي غطى وجه َ الأرض ِ دما ً
من زمان ..
مذ كان النهار ُ مغلفا ً بالغبار ِ
كان نهار ٌ سديما ً
تُحز ُ فيه رؤوس ُ السادة ِ
وأي زمان ٍ ذاك ؟!!!
التلعب ُ في جوفه ِ الريح ُ
كيف َ تشاء ُ !!
ويَكتِب ُ فيه التاريخ الأميون
بسوط ِ كبير ِ الجلادين
الحجاج ُ .. أمير َ الأمويين
لكن َ التاريخ َ عاد َ مأخوذا ً بالومضة ِ
لينحني مجددا ً في حضرة ِ الحسين
( 6 ) عـون
كنا ثلاثة ً
ورابعنا خيمة ً من مطر ٍ
نتأبط ُ أضلعنا بأيدينا
نخبأُ نبضات َ القلب ِ بملامحنا
( عونُ ) ما زال َ بعيدا ً
( عونُ ) كان حزينا ً
ربما نفاه ُ بعد الموت ِ الحجاج ُ
الى الشـام ِ
.. تَثاقـَل َ الركب ُ قليلا ً
حاولنا أن نخترق َ الركب َ
أن ندوس َ على القلب ِ
كي نعبر َ هذي المديات ِ
لكن ( العباسَ ) ما زال َ بعيدا ً
( العباسُ ) كان قريبا ً
( العباسُ ) كان قتيلا ً
وربما بعد َ القتل ِ
اقتاده ُ سبيا ً ( ابنُ زيادَ ) الى الكوفة ِ
لكنه ُ اثبتَ كفيه ِ في بون ِ الأرض ِ
في احتدام ِ القيظ ِ
وقال ...
هوني يا نفسُ .. هوني
لن اهنأ بباردِ المعينِ وحسين ٌعطشانا ً
وزينب ُ ذابلة َ الشفتين ِ
( 7 ) في حضرة ِ العباس
ها أنا حائر ٌ
مشغوف ٌ بالفضول ِ
تغلَفني الوداعة ُ
لا أعرف ُ سوى شارع العباس ِ
ومبنى البلدية ِ
و( محمد ٌ) ذاك الفتى المهول ُ
يسارع ُ الخطى صوب َ قبة ِ العباس ِ
و ( حسينٌ ) يتكأ على أضلع ِ ( يوسفَ )
و ( يوسفُ ) يبلله دمع ُ المأساة ِ
و ( حسني ) هذا الموشوم َ بالبكاء ِ
يقبل ُ باب العباس ِ
باب ٌ مرصع ٌ بماس ِ الجنة ِ
وأنا .. ما زلت مندهشا ً مزدحما ً بالنوح ِ
وسط َ جموع ٍ تشبه ُ لون َ الحشر ِ
لأنني وقتها قد جاوزت ُ الخمسين َ
وظننت ُ الساعة آتية ٌ لا ريب َ
بكيت ُ كثيرا ً على الحسين ِ
بكيت ُ كثيرا على المقطوع ِ الكفين ِ
نعم .. بكيت ُ كثيرا ً
كما لم أبك ِ من قبل
حينها .. لعنتُ كل طغاة ِ الأرض ِ
ولعنت ُ القتلة َ
ولم اشربْ قطرة َ ماء ٍ تلك الليلة
كربـلاء ُ ...
لا تَهجري مقلتيّ
لا .. ولا تغادري محجري ّ
لأنك ِمن ألف ِ عام ٍ ونيف
لـمْ تخاصمي المطر َ
وتطلعي في عتمة ِ الليل ٍ كالقمر ِ
دعيني اقبل ُ كفوف َ الكفيل ِ
كفوف َ القتيل ِِ
فالمفازات ُ تعانق ُ الدماء َ
تجهش ُ بالبكاء ِ
ترنو الى السماء ِ
وتشتهي رمالُها أن ترتمي في النهر ِ
كربلاء ُ ...
لا تمكثي أمام َ المرايا
واغسلي الخطايا
لأني على محجريك ِ .. أخاف ُ
من سطوة ِ الحسد ِ
وغضبة ِِ الجسد ِ
فمن زمان النوح ِ
كانت للمرايا جفونا ً
وكانت لها عيونا ً
( 2 ) سيد ُ الشهداء ِ
سيدي ...
يا سيد َ الأحياء ِ
وسيد َ الأموات ِ
.. يا سيد َ الشهداء ِ
أنت َ يا نبضا ً يراقص ُ دمعتي
يا نورا يواشج ُ مهجتي
يا انت َ .. يا قبرا ً نلوذ ُ به ِ
حين تزدحم ُ الفواجع َ
وحين تندمل ُ الجراح َ
وحين تلفحنا الخطايا
أيـا طير َ القطا
الذي ما غفـا
قتلوك َ !!!
رغم أن دم ََ النبوة ِ يسري فيك َ
يا أيها الزمان َ .. والمكان َ .. والنزيف َ .. والشهيد َ
يا دمعة ً مديدة ً
أنداحت من زرقة ِ ِ السماء ِ
أيـا كوكبا ً من نواح ٍ
يا لذة َ الوجنتين حين تعانق ُ دمعة َ الحياء ِ
( 3 ) قبـة الحسين
كنا ثلاثة ً
ورابعنا هدأة ُ السكون ِ
توكلنا على الله
بعد أن اجتزنا باب َ البيت ِ
واخترقنا زقاقا ً
يرقد ُ وسط َ عفة ِ الصباح ِ
سِرنـا ...
يحاذينا ظلال َُ الرصيف ِ
وانبهار َ رذاذ َ المطر ِ
صوب َ قبة ِ الحسين ِ
( 4 ) سرادق
كنا ثلاثة ً
ورابعنا كان ندا ً
وحفنة ً من رذاذ ٍ
يلتاع ُ الحرف َ هناك
تغتال ُ اللوعة َ
وتنشطر ُ الدمعة َ
في حضرة ِ السائرين الحفاة ِ
هناك .. تسقط ُ ومضة الألوان ِ
يتلاشى حبر َ الإسفلت ِ بأرجلِنا
لتشمخ َ هامات ُ النذور ِ
وتلكَ ( السرادقُ ) المرصوفة َ على الضفاف ِ
وحول َ البيوت ِ
ووسط َ القلوب ِ
ما أجمل َ تلك الانطقة ِ التي تَحز ُ البطون َ
وما أروع َ ذاكَ السواد َ
الترتديه ِ ظلمة َ الليل ِ الحنون ِ
( 5 ) في حضرة ِ الحسين
كنا ثلاثة ً شبه ُ حفاة ٍ
نسير ُ خلف َ عويل ِ ذاك الوحل ِ
الذي غطى وجه َ الأرض ِ دما ً
من زمان ..
مذ كان النهار ُ مغلفا ً بالغبار ِ
كان نهار ٌ سديما ً
تُحز ُ فيه رؤوس ُ السادة ِ
وأي زمان ٍ ذاك ؟!!!
التلعب ُ في جوفه ِ الريح ُ
كيف َ تشاء ُ !!
ويَكتِب ُ فيه التاريخ الأميون
بسوط ِ كبير ِ الجلادين
الحجاج ُ .. أمير َ الأمويين
لكن َ التاريخ َ عاد َ مأخوذا ً بالومضة ِ
لينحني مجددا ً في حضرة ِ الحسين
( 6 ) عـون
كنا ثلاثة ً
ورابعنا خيمة ً من مطر ٍ
نتأبط ُ أضلعنا بأيدينا
نخبأُ نبضات َ القلب ِ بملامحنا
( عونُ ) ما زال َ بعيدا ً
( عونُ ) كان حزينا ً
ربما نفاه ُ بعد الموت ِ الحجاج ُ
الى الشـام ِ
.. تَثاقـَل َ الركب ُ قليلا ً
حاولنا أن نخترق َ الركب َ
أن ندوس َ على القلب ِ
كي نعبر َ هذي المديات ِ
لكن ( العباسَ ) ما زال َ بعيدا ً
( العباسُ ) كان قريبا ً
( العباسُ ) كان قتيلا ً
وربما بعد َ القتل ِ
اقتاده ُ سبيا ً ( ابنُ زيادَ ) الى الكوفة ِ
لكنه ُ اثبتَ كفيه ِ في بون ِ الأرض ِ
في احتدام ِ القيظ ِ
وقال ...
هوني يا نفسُ .. هوني
لن اهنأ بباردِ المعينِ وحسين ٌعطشانا ً
وزينب ُ ذابلة َ الشفتين ِ
( 7 ) في حضرة ِ العباس
ها أنا حائر ٌ
مشغوف ٌ بالفضول ِ
تغلَفني الوداعة ُ
لا أعرف ُ سوى شارع العباس ِ
ومبنى البلدية ِ
و( محمد ٌ) ذاك الفتى المهول ُ
يسارع ُ الخطى صوب َ قبة ِ العباس ِ
و ( حسينٌ ) يتكأ على أضلع ِ ( يوسفَ )
و ( يوسفُ ) يبلله دمع ُ المأساة ِ
و ( حسني ) هذا الموشوم َ بالبكاء ِ
يقبل ُ باب العباس ِ
باب ٌ مرصع ٌ بماس ِ الجنة ِ
وأنا .. ما زلت مندهشا ً مزدحما ً بالنوح ِ
وسط َ جموع ٍ تشبه ُ لون َ الحشر ِ
لأنني وقتها قد جاوزت ُ الخمسين َ
وظننت ُ الساعة آتية ٌ لا ريب َ
بكيت ُ كثيرا ً على الحسين ِ
بكيت ُ كثيرا على المقطوع ِ الكفين ِ
نعم .. بكيت ُ كثيرا ً
كما لم أبك ِ من قبل
حينها .. لعنتُ كل طغاة ِ الأرض ِ
ولعنت ُ القتلة َ
ولم اشربْ قطرة َ ماء ٍ تلك الليلة