الكلمة .. ابداع والتزام
إدارة منتدى (الكلمة..إبداع وإلتزام) ترحّب دوماً بأعضائها الأعزاء وكذلك بضيوفها الكرام وتدعوهم لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في منتداهم الإبداعي هذا مع أخوة وأخوات لهم مبدعين من كافة بلداننا العربية الحبيبة وكوردستان العراق العزيزة ، فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً. ومكانكم بالقلب.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الكلمة .. ابداع والتزام
إدارة منتدى (الكلمة..إبداع وإلتزام) ترحّب دوماً بأعضائها الأعزاء وكذلك بضيوفها الكرام وتدعوهم لقضاء أوقات مفيدة وممتعة في منتداهم الإبداعي هذا مع أخوة وأخوات لهم مبدعين من كافة بلداننا العربية الحبيبة وكوردستان العراق العزيزة ، فحللتم أهلاً ووطئتم سهلاً. ومكانكم بالقلب.
الكلمة .. ابداع والتزام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الكلمة .. ابداع والتزام

منتدى للابداع .. ثقافي .. يعنى بشؤون الأدب والشعر والرسم والمسرح والنقد وكل ابداع حر ملتزم ، بلا انغلاق او اسفاف

منتدى الكلمة .. إبداع وإلتزام يرحب بالأعضاء الجدد والزوار الكرام . إدارة المنتدى ترحب كثيراً بكل أعضائها المبدعين والمبدعات ومن كافة بلادنا العربية الحبيبة ومن كوردستان العراق الغالية وتؤكد الإدارة بأن هذا المنتدى هو ملك لأعضائها الكرام وحتى لزوارها الأعزاء وغايتنا هي منح كامل الحرية في النشر والاطلاع وكل ما يزيدنا علماً وثقافة وبنفس الوقت تؤكد الإدارة انه لا يمكن لأحد ان يتدخل في حرية الأعضاء الكرام في نشر إبداعاتهم ما دام القانون محترم ، فيا هلا ومرحبا بكل أعضاءنا الرائعين ومن كل مكان كانوا في بلداننا الحبيبة جمعاء
اخواني واخواتي الاعزاء .. اهلا وسهلا بكم في منتداكم الابداعي (الكلمة .. إبداع وإلتزام) .. نرجوا منكم الانتباه الى أمر هام بخصوص أختيار (كلمة المرور) الخاصة بكم ، وهو وجوب أختيار (كلمة المرور) الخاصة بكم كتابتها باللغة الانكليزية وليس اللغة العربية أي بمعنى ادق استخدم (الاحرف اللاتينية) وليس (الاحرف العربية) لان هذا المنتدى لا يقبل الاحرف العربية في (كلمة المرور) وهذا يفسّر عدم دخول العديد لأعضاء الجدد بالرغم من استكمال كافة متطلبات التسجيل لذا اقتضى التنويه مع التحية للجميع ووقتا ممتعا في منتداكم الابداعي (الكلمة .. إبداع وإلتزام) .
إلى جميع زوارنا الكرام .. أن التسجيل مفتوح في منتدانا ويمكن التسجيل بسهولة عن طريق الضغط على العبارة (التسجيل) أو (Sign Up ) وملء المعلومات المطلوبة وبعد ذلك تنشيط حسابكم عن طريق الرسالة المرسلة من المنتدى لبريدكم الالكتروني مع تحياتنا لكم
تنبيه هام لجميع الاعضاء والزوار الكرام : تردنا بعض الأسئلة عن عناوين وارقام هواتف لزملاء محامين ومحاميات ، وحيث اننا جهة ليست مخولة بهذا الامر وان الجهة التي من المفروض مراجعتها بهذا الخصوص هي نقابة المحامين العراقيين او موقعها الالكتروني الموجود على الانترنت ، لذا نأسف عن اجابة أي طلب من أي عضو كريم او زائر كريم راجين تفهم ذلك مع وافر الشكر والتقدير (إدارة المنتدى)
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالأربعاء 05 فبراير 2020, 3:45 am من طرف doniamarika

» تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالأحد 15 ديسمبر 2019, 3:05 pm من طرف مصطفى أبوعبد الرحمن

»  شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالخميس 21 نوفمبر 2019, 4:27 am من طرف doniamarika

»  شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 4:19 am من طرف doniamarika

» شقق مفروشة للايجار بأفضل المستويات والاسعار بالقاهرة + الصور 00201227389733
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالسبت 13 أكتوبر 2018, 4:17 am من طرف doniamarika

» تصميم تطبيقات الجوال
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالخميس 07 يونيو 2018, 5:56 am من طرف 2Grand_net

» تصميم تطبيقات الجوال
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالخميس 07 يونيو 2018, 5:54 am من طرف 2Grand_net

» تحميل الاندرويد
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالثلاثاء 05 يونيو 2018, 3:35 am من طرف 2Grand_net

» تحميل تطبيقات اندرويد مجانا
حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Emptyالثلاثاء 22 مايو 2018, 2:42 am من طرف 2Grand_net

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
pubarab
سبتمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

اليومية اليومية

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

المواضيع الأكثر نشاطاً
تفسير الأحلام : رؤية الثعبان ، الأفعى ، الحيَّة ، في الحلم
مضيفكم (مضيف منتدى"الكلمة..إبداع وإلتزام") يعود إليكم ، ضيف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني ، مبدعنا ومشرفنا المتألق العزيز الاستاذ خالد العراقي من محافظة الأنبار البطلة التي قاومت الأحتلال والأرهاب معاً
حدث في مثل هذا اليوم من التأريخ
الصحفي منتظر الزيدي وحادثة رمي الحذاء على بوش وتفاصيل محاكمته
سجل دخولك لمنتدى الكلمة ابداع والتزام بالصلاة على محمد وعلى ال محمد
أختر عضو في المنتدى ووجه سؤالك ، ومن لا يجيب على السؤال خلال مدة عشرة أيام طبعا سينال لقب (اسوأ عضو للمنتدى بجدارة في تلك الفترة) ، لنبدأ على بركة الله تعالى (لتكن الاسئلة خفيفة وموجزة وتختلف عن أسئلة مضيف المنتدى)
لمناسبة مرور عام على تأسيس منتدانا (منتدى "الكلمة..إبداع وإلتزام") كل عام وانتم بألف خير
برنامج (للذين أحسنوا الحسنى) للشيخ الدكتور أحمد الكبيسي ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) يونس) بثت الحلقات في شهر رمضان 1428هـ
صور حصرية للمنتدى لأنتخابات نقابة المحامين العراقيين التي جرت يوم 8/4/2010
صور نادرة وحصرية للمنتدى : صور أنتخابات نقابة المحامين العراقيين التي جرت يوم 16/11/2006

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2029 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو ن از فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 54777 مساهمة في هذا المنتدى في 36583 موضوع

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة)

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979
جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة
ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر
كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة)

حادثة الحرم المكي

بدأت أحداثها فجر يوم 1 محرم 1400 الموافق 20 نوفمبر 1979، حين استولى 200 مسلح (مصادر أخرى تقول 500) على الحرم المكي وهو من مقدسات المسلمين، في محاولة لقلب نظام الحكم في المملكة العربية السعودية إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز. هزت العملية العالم الإسلامي برمته، فمن حيث موعدها فقد وقعت مع فجر أول يوم في القرن الهجري الجديد، ومن حيث عنفها فقد تسببت بسفك للدماء في باحة الحرم المكي، وأودت بحياة الكثير من رجال الأمن السعوديين والمسلحين المتحصنين داخل الحرم. حركت الحادثة بسرعة مشاعر الكثير من المسلمين بعضهم شجبها وأنكرها ووقف ضدها وآخرون تضامنوا معها.

خلفية دينية وتاريخية وسياسية

تؤمن بعض المذاهب الإسلامية بقدوم مجدد للدين كل مئة عام مستندين في ذلك إلى حديث الرسول محمد : "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لأمتي دينها" كما يؤمن البعض بقدوم المهدي المنتظر والذي ينتسب إلى آل بيت الرسول، وأن اسمه يكون "محمد"، واسم أبيه "عبد الله" كما في إحدى الروايات، وأن المهدي سيضطر إلى اللجوء إلى المسجد الحرام هرباً من "أعداء الله". أطراف المعادلة أصبحت كاملة من وجهة نظر جهيمان العتيبي قائد العملية، القرن هجريّ الجديد قادم، وصهره ورفيقه يسمّى "محمد بن عبد الله"، و"الفساد" مستشر، و"البعد" عن الصراط المستقيم ظاهر، إذن، لم يبق إلا بيت الله الحرام ليلوذ إليه "المهدي المنتظر"، وتتحقق البشارة.

وفي سياق آخر كان نشاط التيارات الإسلامية في أوجه، بداية بحركة الإخوان المسلمين في مصر، وبدء تشكل التيارات التكفيرية في بعض المناطق السعودية والعالم العربي، والتحركات الإسلامية في سوريا، ومن جانب آخر إبرام معاهدة كامب ديفد، وما يبدو من أنه بدء الاعتراف العربي الرسمي بانتهاء عهد الحروب مع إسرائيل وبدء الاعتراف بوجودها الطبيعي، وأخيراًً انتصار الثورة الإسلامية في إيران الذي ولّد لدى تيارات إسلامية أخرى تصور إمكانية تكرار مشابه لما فعله الخميني في إيران، وتخوف الحكومات العربية والعالمية في نفس الوقت من نجاح حركات إسلامية في السيطرة على بلدان أخرى في المنطقة، ونشوء دول أو جمهوريات إسلامية خارج نطاق السيطر. ومن الجدير بالذكر أن أحداث الحرم بدأت بعد 16 يوماً على بدء أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران.

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Juhayman_al-Otaibi
جهيمان العتيبي


مبررات الهجوم

وقد برر جهيمان العتيبي قائد العملية هجومه باعتباره محاولة لتصحيح الوضع الذي تسبب به آل سعود، الفاقدين للشرعية، بسبب فسادهم وتدميرهم لثقافة البلاد وحضارتها ونهجهم في اتباع الغرب وموالاته. إضافة إلى دعوته إلى مبايعة محمد عبد الله القحطاني، خليفة للمسلمين، وإماماً لهم على أنه المهدي المنتظر.

الأحداث

ساعة الصفر

بعد صلاة الفجر يوم 1 محرم 1400 الموافق 20 نوفمر/تشرين الثاني 1979، وقف جهيمان العتيبي وبجانبه محمد عبد الله القحطاني، ليعلن أمام المصلين خروج المهدي، وطلب منهم مبايعة محمد القحطاني باعتباره المهدي المنتظر الواجب اتباعه، وفي هذه الأثناء، قامت مجموعة من الرجال التابعين له "والذين تبين فيما بعد أنهم من 12 دولة مختلفة بينهم أميركيان" [1] باستخراج أسلحة خفيفة من توابيت أدخلت قبل الصلاة باعتبارها تحوي جثامين لموتى للصلاة عليهم في المسجد، لكنها كانت معبأة بالأسلحة والذخيرة بدل ذلك، وتمكن المسلحون من إغلاق الأبواب وسد منافذ الحرم والتحصن داخله، وتمكن عدد من المصلين الذين كانوا داخل الحرم لتأدية صلاة الفجر من الفرار أما الباقون و"يقدر عددهم بمائة ألف"[1] فيبدو أن الكثير منهم اضطروا بشكل أو بآخر إلى مبايعة محمد عبد الله القحطاني باعتباره المهدي المنتظر.

وعلى الرغم من التخطيط المحكم للعملية، إلا أنها استهلت بمقتل أحد الحراس على يد أحد المسلحين المنفعلين، وهو أمر يمثل خرقاً واضحاً وعظيماً لحرمة البيت الحرام. حيث يحرم سفك الدماء. من المؤكد أن جهيمان ألقى خطبة عبر مآذن الحرم أثناء الحصار، بثتها الإذاعات العربية والعالمية وكانت تحوي على الكثير من الخطب والاتهامات للأسرة الحاكمة السعودية وبعض الإعتراضات على نمط الحياه العامه للناس وكيف إستشرى الفساد وكان صداها يتردد بين جبال مكة وأحياءها في أوقات متفرقة، كما تم توجيه دعوات إلى أهل مكة والقوات السعودية الخاصة التي تحاصر الحرم للتوبة والانضمام إلى المسلحين ومبايعة المهدي.

إصدار فتوى تبيح التدخل

وجدت الحكومة السعودية نفسها محرجة ومكبلة في مواجهة العملية، وبدت كما لو أنها مصابة بالشلل. وتحدث بعض المحللين بأنها تعاملت مع حادثة الحرم على أنها محاولة انقلابية تستهدف الإطاحة بالنظام السعودي بأسره، الأمر الذي خلق جواً عاماً من الريبة في كل أنحاء المملكة. وكان لا بد قبل الشروع في أي عمل عسكري من استصدار فتوى تبيح التدخل بالقوة وإدخال الأسلحة إلى داخل الحرم المكي لإنهاء الحصار، وتمكنت السلطات، حسب بعض المصادر، من الحصول "على أصوات 32 من كبار العلماء لاستخدام القوة ضد حركة جهيمان[2].

بدء الهجوم

بعد إصدار فتوى تبيح اقتحام المسجد الحرام بالأسلحة برزت مشكلة أكبر، وهي فشل قوات الحرس الوطني السعودي التي بلغ عددها 10000 عنصر في إنجاز المهمة، وتسببت محاولاتهم ـ المرتجلة على ما يبدو ـ في مقتل 127 شخصاً، دون النجاح في تحقيق الهدف. فالقوات لم تكن تتعامل مع الحادثة بتخطيط أو دراسة للعملية، ومع مرور الأيام أخذت تصدر عن جثث القتلى المتفرقة في مختلف أركان المكان روائح منفرة زادت من تأزم الأمر.

الا انه في الآخر تمكنت القوات السعوديه من ردعهم واعتقالهم

اقتحام المسجد والقضاء على المسلحين

في العاشرة صباحأً (حسب بعض المصادر) من يوم الثلاثاء 14 محرم 1400 هـ الموافق 4 ديسمبر/كانون الأول 1979 وبعد انقضاء أسبوعين على الحصار، بدأ الهجوم واستمر حتى حلول المساء حيث تمكنت قوة مشتركة فرنسية ـ سعودية من الاستيلاء على الموقع وتحرير الرهائن في معركة تركت وراءها نحو 250 قتيلاً وقرابة 600 جريح. اختلفت الأرقام كثيراً، حتى تلك الآتية من مصادر رسمية، في حين أشارت تقارير أخرى إلى استخدام غازات تسببت بشلل المسلحين، وهو الأمر الأرجح، ثم تم اقتحام البوابات بعد تفجيرها. يذكر أن بعض المصادر حصرت الدور الذي لعبته القوات الفرنسية بالدعم الاستشاري فحسب ويذكر في هذا السياق اسم الكابتن بول باريل على أنه قائد أو مدير أو استشاري عملية الاقتحام والتي خططت ونفذت عملية ضخ المياه وصعقها وقد فشلت هذه العملية وكذلك محاولة التسميم بالغاز وقد فشلت أيضاً. ويبقى عدد القوات الفرنسية المشاركة مفتوحاً ما بين 30 و 40 عنصراً.

إعدام المتبقين

تم أسر من تبقى على قيد الحياة ومن بينهم جهيمان العتيبي، في حين كان محمد بن عبد الله القحطاني بين القتلى. ونفذ في الناجين حكم الإعدام في 9 يناير/كانون الثاني 1980 بعد أن قسموا إلى أربع مجموعات أعدم أفرادها في ساحات أربع مدن رئيسية في البلاد.

مزاعم بتورط عائلة بن لادن

زعمت بعض المصادر وجود صلات لعائلة بن لادن في الحادثة، وقد تناقلت الألسن أن أخاً غير شقيق لأسامة بن لادن يدعى (محروس بن لادن) اعتقل على إثر الحادثة بتهمة التعاطف مع الحركة (مصادر أخرى تقول بأنه شارك في العملية)، لكنه برئ وأطلق سراحه في ما بعد. وذكرت بعض التحاليل أن محروس ربما كان عميلاً مزدوجاً.

وتؤكد مصادر أخرى أن شركة بن لادن ساعدت الحكومة في عملية المداهمة من خلال تقديم مخططات مفصلة للبناء باعتبارها الشركة التي رعت توسعة المسجد الحرام عام 1973. مما ساعد قوات المداهمة ـ حسب المصادر نفسها ـ على تتبع بعض العناصر المسلحة الذين حاولوا الهروب عبر أقنية المياه، والقيام بضخ المياه في تلك الأقنية لإجبارهم على الخروج منها.

ويذكر أن أسامة بن لادن علق في أحد خطبه[3] على الحادثة بقوله: "كان يمكن حل تلك الأزمة بغير قتال، كما اتفق العقلاء في ذلك الحين، وإنما كان الموقف يحتاج إلى بعض الوقت وخاصة أن الموجودين في الحرم بضع عشرات، وأسلحتهم خفيفة، أكثرها بنادق صيد، وذخيرتهم قليلة وهم مُحاصَرون، ولكن عدو الله... فعل ما لم يفعله الحجاج من قبل، فعاند وخالف الجميع، ودفع بالمجنزرات والمصفحات إلى داخل الحرم، ولا زلتُ أذكرُ أثر المجنزرات على بلاط الحرم ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا زال الناس يتذكرون المآذن يكسوها السواد بعد قصفها بالدبابات، إنّا لله وإنا إليه راجعون".

من نتائج الحادثة

صرح الخميني من إيران بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء هذه الحادثة، وقد تسببت تلك المزاعم في سريان حالة من الغليان في المنطقة. الجموع الغاضبة اقتحمت مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد في اليوم التالي لبدء العملية وحطمته تماماً ثم أحرقته، وفى 2 ديسمبر 1979 أحرق متظاهرون ليبيون مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية[4] فنهبت السفارة في طرابلس وسط أعمال شغب[5].

تبين أن جهيمان كان عضواً سابقاً في الحرس الوطني السعودي، وأن بعض عناصر الحرس انضموا إلى "الثوار". وكان لذلك وقع شديد على العائلة الحاكمة باعتبار أن ضباط الحرس الوطني، على خلاف الجيش السعودي النظامي، هم نخبة يتم اختيارها من الطبقات العليا في المجتمع السعودي التي من المفترض أن ولاءها مضمون، وقد تم تأسيسه باعتباره الجيش الخاص بولي العهد السعودي، ليكون صمام الأمان ضد أي انقلاب يمكن لقادة الجيش العادي أن يقوموا به ضد الحكومة. ولضمان الولاء الدائم فقد تم انتقاء عناصر هذا الحرس الوطني من القبائل التي عرف عنها ولاؤها التقليدي لآل سعود والعائلة الحاكمة.. وعلى إثر ذلك إضافة إلى الأداء غير المقنع لقوات الحرس الوطني السعودي أثناء الأزمة، تقرر إنشاء قوات الحرس السعودي الخاص.

أشار مصدر آخر إلى أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات وفي خضم تبادل اتهامات عبر وسائل الإعلام ما بين مصر والسعودية، هدد بنشر نسخ سرية من التسجيلات الصوتية التي قامت جماعة جهيمان العتيبي المتحصنة في الحرم المكي ببثها عبر مآذن الحرم.[بحاجة لمصدر]

بدأ الغزو السوفييتي لأفغانستان بعد اقتحام الحرم وانتهاء الحادثة بعشرين يوماً تقريباً، أمر قد يجد البعض له ارتباطاً بالحادثة وعلاقة ما بها. لكن المؤكد أن السياسة السعودية استفادت من الهجوم السوفييتي على أفغانستان لتفريغ طاقات التيارات الإسلامية في مواجهة عدو خارجي بعيد، فالتقت مصلحة أمريكا في منع السوفييت من الوصول إلى المياه الدافئة مع مصالح الحكومات العربية في تفريغ طاقات التيارات المتشددة في دول الخليج ومصر وغيرها حيث تم دعمهم وتوفير تذاكر طائرة مخفضة[6]، والسماح للجان التطوع بالعمل وجمع المجاهدين. فتم تصدير الأزمة بطريقة أو بأخرى نحو أفغانستان التي عادت لتصدرها ثانية بعد عشرين سنة مع هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمر 2001، وتمتد فيما بعد نحو العراق.

كتب ياروسلاف تروفيموف كتاباً بعنوان عنوان (حصار مكة، الانتفاضة المنسية في أقدس الأماكن الإسلامية وولادة القاعدة) اعتمد فيه على مقابلات شخصية، ووثائق كانت محظورة وسرية من وزارة الخارجية الأميركية وغيرها، وخلص المؤلف فيها إلى أن الأسلوب الذي تم التعامل به مع «الحركة الجهيمانية» هو الذي أفضى في نهاية الأمر إلى ولادة القاعدة.[1].


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D9%8A

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

حادثة الحرم المكي الثانية


الحادثة الثانية للحرم المكي تمت في حج سنة 1409هـ /1989م في الساعة العاشرة مساءٍ حيث هرّب مجموعة من الحجاج الكويتيين الشيعة متفجرات للأماكن المقدسة في مكة المكرمة, وتفاجاء الحجاج بتفجيرين الأول في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي والآخر فوق الكوبري المجاور للحرم المكي. وكان عددهم المنفذين للعملية أربعة أشخاص كويتيين . ونتج عن العملية وفاة شخص واحد وإصابة ستتة عشر آخرين.[1]

ونفذوا هذا التفجير وبعد أيام قلائل قامت السلطات السعودية بالقبض عليهم . وبعد عدة أيام أمر الملك فهد بن عبد العزيز "بضرب أعناقهم بالسيف أمام الناس في مكة"، ونفذ الحكم فيهم أمام الملأ بعد أن تم "عرض إعترافاتهم" عبر شاشة التلفزيون السعودي.

المكان :
مكة، المملكة العربية السعودية

التاريخ :
10 يوليو 1989

نوع الهجوم :
قتل جماعي، تفجيرات

القتلى : 1

المنفذون :
منصور حسن عبد الله المحميد
حسن عبد الجليل حسين محمد العثيمي
عبد العزيز حسين علي محمد شمس
عبد الوهاب حسين علي البارون


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

جهيمان بن محمد العتيبي


جهيمان بن محمد بن سيف الحافي العتيبي (16 سبتمبر 1936 - 9 يناير 1980) ولد في 16 سبتمبر 1936 الموافق 1 رجب 1355 وهو الموظف في الحرس الوطني السعودي لثمانية عشر عاماً. والذي درس الفلسفة الدينية في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وانتقل بعدها إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. وفي المدينة المنورة، التقى جهيمان بـ محمد بن عبد الله القحطاني، أحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز.[1] زوج جهيمان العتيبي أخته لمحمد القحطاني لتبدأ بعدها حادثة الحرم المكّي الشهيرة في غرّة محرّم من العام 1400 من الهجرة.

الأول من محرّم 1400 هجري

يؤمن المسلمون بقدوم مجدد للدين كل مائة عام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم "يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لأمتي دينها" كما تؤمن بعض الطوائف بقدوم المهدي المنتظر والذي يوصف بأنه من آل بيت الرسول صل الله عليه وسلم، واسمه "محمد"، واسم أبيه يوافق اسم أبي النبي وهذه فيها خلاف فقد يكون عبدالله أو إبراهيم، ويلوذ المهدي بالمسجد الحرام ليكون المنطلق الأول له من هناك ثم يتوجه للعراق

أطراف المعادلة أصبحت كاملة من وجهة نظر جهيمان بمطلع قرن هجريّ جديد، وبصهر يسمّى "محمد بن عبدالله"، و "بفساد" و "بعد" عن الصراط المستقيم. لم ينقص المعادلة إلا بيت الله الحرام ليلوذ إليه "المهدي المنتظر"، وهذا ما تمّ بعد صلاة الفجر في غرّة محرّم من العام 1400 هـ، الموافق 20 نوفمبر 1979. دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشاً للصلاة عليها صلاة الجنازة بعد صلاة الفجر، وما أن انفضّت صلاة الفجر، قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلن للناس نبأ المهدي المنتظر وفراره من "أعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام. قدّم جهيمان صهره محمد بن عبدالله القحطاني على أنه المهدي المنتظر، ومجدد هذا الدين، وذلك في اليوم الأول من بداية القرن الهجري الجديد.

قام جهيمان وأتباعه بمبايعة "المهدي المنتظر" محمد بن عبد الله القحطاني، وطلب من جموع المصلين مبايعته، وأوصد أبواب المسجد الحرام، ووجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام. يروي بعض شهود العيان إنهم كانوا قناصة ماهرين لدرجة إنهم يقنصون العسكر السعوديين من أعلى المنارة وكانت أحياء مكة ترى الأدخنة من جهة الحرم بكل وضوح نتيجة للمبادلة بالنار داخل الحرم ويروي آخرون بقاءهم في المسجد الحرام 3 أيام والتي من بعدها أخلى جهيمان سبيلهم لمرافقتهم النساء والأطفال وبقى كمّ لابأس به من المحتجزين في داخل المسجد. ويذكر أن الجيش السعودي استخدم المياه والكهرباء لشل حركاتهم واستطاعت بعدها القوات دخول الحرم المكي وتخليصه , سقط على إثرها الكثير منهم ومن بينهم محمد القحطاني .

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Juhayman_al-Otaibi
جهيمان العتيبي


الميلاد : 16 سبتمبر/ أيلول 1936
السعودية

الوفاة : 9 يناير/ كانون الثاني 1980 (العمر: 43 عاماً)

المهنة الحرس الوطني السعودي

الأبناء 3

الجنسية : المملكة العربية السعود


تحرير المسجد و القبض على جهيمان

أول قوات حاولت تخليص الحرم المكي الشريف كانت قوات الأمن الداخلي وفشلت في ذلك ، و سقط أكثر من 60 جندي. فتم طلب الإمدادات من قبل قوات الحرس الوطني والتي تدخلت بالمدرعات والمدافع الرشاشة وكذلك تسميم جهيمان بالغاز السام بائت بالفشل.ويذكر أيضاً أنه تم الأستعانة بالقوات الفرنسية بعد أن عجزت قوات الحرس الوطني عن التقدم، وتم قصف جماعة جهيمان المتحصنين في المآذن ، وبعد ذلك تم قصفهم في سطوح المسجد الحرام ليختبؤ بعد ذلك في الدور الأرضي. وبعدها تم اقتحام المسجد الحرام ، وقد هربت جماعة جهيمان وتحصنوا في بئر زمزم.

وتمت محاكمتهم في المحكمة المستعجلة.وصدر حكم المحكمة بقطع رؤوس 61 من أفراد الجماعة، وكان جهيمان من ضمن قائمة المحكومين بالإعدام.ذكرت بعض الروايات أن السلطات في الحرم المكي منعت المصلين من الصلاة فيه لمدة 15 يوم.....

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Officers_Juhayman_al-Otaibi-1
أعوان جهيمان بعد القبض عليهم


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%87%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D9%8A%D8%A8%D9%8A

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

محمد بن عبد الله القحطاني


محمد بن عبد الله القحطاني (28 سبتمبر 1935 - 9 يناير 1980) من مواليد 28 سبتمبر 1935 أحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز كان قد ادعى أنه المهدي المنتظر أثناء حادثة الحرم المكي، حيث قام هو و جهيمان العتيبي بمحاولة لقلب نظام الحكم في المملكة العربية السعودية إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز تم إعدامه في 9 يناير 1980.


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A

وليد محمد الشبيبي

وليد محمد الشبيبي
مؤسس المنتدى ومديره المسؤول

حادثة جهيمان العتيبي واحتلال الحرم المكي في عام 1400 تفاصيل وصور مثيرة


حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Thumbnail.php?file=Untitled_2_742956521
تطهير الحرم المكي من الفئة الضالة سنة 1400 هـ


نود أن نعطي القارئ شيئاً من مجريات تلك الأحداث الأليمة، الذي استنكره ليس المسلمون وحدهم، بل غير المسلمين، وهو بحساب من قاموا بهذا الإجرام في بلد الله الحرام، طاعة، وقربة، مع أنهم يزعمون أنهم على هدي الرسول، وخُطى الصحابة الكرام!

تفاصيل دخول الفئة الباغية الحرم:

فجر يوم الثلاثاء الأول من العام والقرن الهجري الجديد 1400 للهجرة، العشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني 1979م، في المسجد الحرام بمكة، تم إدخال الأسلحة بالحيلة للحرم المكي؛ فقبل الفجر تم إدخال شاحنتين ( وايت )، الأولى تحوي تمراً و ماء، والأخرى ذخيرة، وذلك عن طريق منافذ لدخول الشاحنات ( الوايات )، إلى مكان مخصص في الحرم؛ لتعبئة المياه. أما بقية الأسلحة الخفيفة، فقد تم وضعها في نعوش على أنها جثامين سيتم الصلاة عليها بعد الصلاة، وتم إدخال هذه النعوش الوهمية، من أبواب متعددة؛ بهدف توزيع الأسلحة. كان المنظر طبيعياً؛ فالمصلون اعتادوا رؤية النعوش كل صباح للصلاة على الموتى بعد الفراغ من صلاة الفجر، وسائر الصلوات المكتوبة. ساعد المصلون في حمل النعوش ابتغاء في الثواب، وهم لا يعرفون أنهم يحملون أسلحه في داخل النعوش، أُعدّتْ لاحتلال الحرم المكي الشريف. وكان قد شارك في تلك الحادثة الإجرامية، أكثر من200 فرد من الزمرة الضالة من جماعة جهيمان الزائغة عن الحق.

رفع المؤذن الشيخ عبد الحفيظ خوج، أذان الفجر في المسجد الحرام كعادته كل صباح، وسط تجمع كبير من المسلمين الذين كان البعض منهم يؤدي مناسك العمرة، متنقلاً ما بين الكعبة المشرفة، وفي المواقع المخصصة للسعي ما بين الصفا والمروة، وكان آخرون يروُون ظمأهم من ماء زمزم؛ إما لغرض الصيام أو غيره, فيما كان الطابق الأول من المسجد الحرام ممتلئاً بالمصلين، الذين كان عددهم يزيد على 60 ألف شخص، غالبيتهم من الحجاج الذين قضوا مناسكهم، وبقوا بجوار بيت الله الحرام، قبل أسبوعين من الحدث.

وبعد أقل من ثلث الساعة من الأذان أعلن الشيخ خوج، وبصوت جهوري إقامة الصلاة، حيث تقدم الشيخ محمد بن عبد الله السبيل، ليؤم المصلين الذين وحدوا صفوفهم باتجاه الكعبة؛ استعداداً للصلاة، لكن بعد أن فرغ الشيخ السبيل من الصلاة- التي قرأ في ركعتيها الأولى والثانية ما تيسر من سورة “التوبة”- حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد ارتفعت الأصوات بعد تدافع أعداد كبيرة من الناس في كافة أنحاء المسجد الحرام، حتى تمكن أحدهم من الاستيلاء على “المايكروفون” المخصص للإمام ، ثم أخذوا بعضَ المصلين رهائن، وتحصَّن بعضُ قناصةٍ منهم في مآذن الحرم لتتم السيطرة الكاملة على الحرم.

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Files.php?file=1_648370613
لاحِظُوا خُلُوَّ الحرمِ من المصلين


شهادة إمام الحرم المكي على أحداث الزمرة الباغية الضالة:

يقول إمام المسجد الحرام الشيخ محمد بن عبد الله السبيّل: إن مشادة حصلت بينه وبين أحد أفراد الزمرة الباغية، بعد سحب المايكروفون من أمامه بطريقة مفاجئة، واكبها قيام الشخص نفسه بسحب خنجره مهدداً، إلا أن الشيخ السبيل طلب منه الهدوء؛ لأنه يريد الصلاة على جنازة حاضرة أمامه. وبعد أن فرغ الشيخ السبيل من الصلاة، استولى المهاجمون على “المايكروفون” وبدأ أحدُهم في توجيه نداءٍ للمصلين؛ يدعوهم فيه للجلوس والاستماع لبيان هام وسط وجوم وهرج عمّ أرجاء المسجد الحرام، فيما تدافع بعض المصلين فضولاً نحو صحن الطواف لاستجلاء ما يحدث، في الوقت الذي شهدتْ فيه أبواب المسجد الحرام تجمعاً من المصلين الذين لم يستطيعوا مغادرة المسجد؛ بسبب تكتل المسلحين أمام الأبواب، ورفضهم خروج أيٍّ من المصلين إلا بعد الاستماع للخطبة، في محاولة للسيطرة على الأبواب وإحكام إغلاقها.

الرصاصةُ الأولى:

عندما حاول أحد أفراد جماعة (جهيمان)، من الجهة الجنوبية إغلاق أحد أبواب الحرم؛ حاول أحد حراس الحرم منعه وهو أعزل من السلاح .. فضُربت الرصاصةُ على حلقة معدنية في الباب؛ فارتدتْ عليه و أردته قتيلاً .. ما إن أطلقت أول رصاصة داخل المسجد الحرام، حتى دبَّ الرعبُ في نفوس المصلين الذين أدركوا أن الأمر ليس عادياً، و أن ثمة أمر خطير يدور داخل أروقة المسجد الحرام، إلا أن أعداد الطلقات كانت في تزايد، وفي أنحاء متفرقة من المسجد، فيما كان خطيبٌ مجهولٌ يتحدث عن “المهدي” وعلاماته، ومميزاته، وأهدافه، وكيفية مبايعته، ويسرد بعض الأحاديث التي تصف المهدي؛ في محاولة منه لإقناع الناس بمهديهم المزعوم.

ومما ذكر في خطبته :

أولاً: أن المهدي اسمه: محمد بن عبد الله.
ثانيا: نسبه من قريش، من أهل بيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم، من ولد فاطمة رضي الله تعالى عنها.
ثالثاً: أن الله تعالى يخُـْـرِجُهُ في ليلةٍ.
رابعاً: أنه أجلى الجبهة، أقنى الأنف.
خامسـاً: أنه يظهـر إلى من ملأ الأرض ظلماً وجـوراً، فيملـؤها هو قسـطاً وعدلاً.
سادسا: أنه يُبايَع بين الركن والمقام.

ومما كان ينادي به خطيبُ القوم: "...فاعلمـوا أيها المسلمون.. أنه انطبقت هذه الصفات كلـها..-انطبقت هذه الصفات كلها- على هذا المهدي الذي سوف تبايعون بعد لحظات بين الركن والمقام، وهو موجود معنا الآن، وكذلك أخوكم جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي، وهو موجود أيضـاً معنا الآن". هذه الكلمات السابقة، مقتبسة من الخطبة الشهيرة التي أُلقيت على مسامع المصلين والمعتمرين، الخطبة أُلقيت على لسان فيصل العجمي، خطيب الجماعة. بعدها بدأ أتباعه بإجبار الناس بالتقدّم نحو الكعبة بين الركن والمقام؛ لمبايعة المهدي المزعوم، فيما بدأ الهرج والمرج، وتم إطلاق النار لتهديد الناس، وإغلاق أبواب الحرم المكي.

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Files.php?file=2_375567446
لاحظوا التخريبَ الذي لحق الحرم


كانت جماعة جهيمان يتوقعون أن من بداخل الحرم من مصلين ومعتمرين سيُقبِلون على مبايعة المهدي المزعوم باقتناع، ولكن المفاجأة هي محاولة المصلين والمعتمرين الخروج من المسجد الحرام ؛ أي تبدد الوهم الكبير الذي زرعه جهيمان. يروى أن “محمد بن عبد الله” بدأ يوضح لمن معه أنه لا يجد في نفسه أنه المهدي المنتظر.. أو أن ما تم إقناعه به غير صحيح، ولا يمكن أن يحدث عند مبايعة المهدي مثل هذا الهرج والمرج والشغب. وتمكن إمام الحرم الشيخ السبيّل بعد أن ألقى المشلح، من الخروج من الحرم والإبلاغ عما يحدث، فتمت بعد ذلك محاصرة الحرم المكي بعد أن تم قفل أبوابه من قِبَل جماعة جهيمان، واستولى 200 مسلح - مصادر أخرى تقول كان عددهم 500 مسلح -على الحرم المكي الشريف. لقد كان هؤلاء الضُّلاّل يتوقعون أن يأتي الناس إليهم من خارج الحرم مؤيدين مبايعين، ولكن الحرم حوصر من قبل الجيش السعودي الباسل، وقوى الأمن اليَقِظَة، فاعتقد أتباع جهيمان أن الجيش يحول بين دخول الناس لمبايعة المهدي؛ فانطلقت الشرارة الأولى من مآذن الحرم لتبدأ مواجهة عسكرية، فيما انطلق جهيمان مصطحباً معه”محمد بن عبدالله” إلى أقبية الحرم؛ لإدارة العمليات .ظلت جماعة (جهيمان العتيبي) الضالة، الخارجة، مسيطرة على المسجد الحرام، مدة نصف شهر تقريباً، إلى أن تيسّر للحكومة السعودية حسم هذا الوضع الخطير، بعد خططٍ أحكمتها.

قضاء الملك خالد-رحمه الله- على الفتنة التي قامت بالمسجد الحرام:

بعد أن أقدم أولئك المجرمون على فعلتهم النكراء الشنعاء، في فجر الثلاثاء غرة المحرم 1400هـ / 1980م، واعتدوا على الحرم المكي الشريف، وروعوا الآمنين، وسفكوا الدم الحرام؛ ما هي إلا ساعات حتى استطاعت قوات الأمن السعودية والحرس الوطني، من تطويق الحرم ومحاولة السيطرة على الوضع القائم، وصدر أول بيان من وزارة الداخلية صرح به الأمير نايف بن عبد العزيز-حفظه الله-، لوكالة الأنباء السعودية (واس) جاء فيه: (اغتنمتْ زمرةٌ من الخارجين عن الدين الإسلامي صلاة فجر الثلاثاء 1 / 1 / 1400هـ، الموافق 20 / 11 / 1979م، وتسللت إلى المسجد الحرام ومعهم بعض الأسلحة والذخيرة، وقدَّموا أحدهم إلى جموع المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة؛ لأداء صلاة الفجر مدَّعين لهم بأنه المهدي المنتظر، ونادوا المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام للاعتراف به بهذه الصفة، وتحت وطأة السلاح منهم، وقد قامت السلطات المختصة باتخاذ كافة التدابير للسيطرة على الموقف، وبناءً على فتوى من العلماء جميعاً؛ اتخذت الإجراءات لحماية أرواح المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام.. ) .

وبالفعل استطاعت القوات السعودية أن تبسط سيطرتها التامة على الموقف داخل الحرم، وعالجت الموضوع بحكمة بالغة؛ حسب توجيهات الملك خالد؛ الذي شدد على ثلاثة أمور: الحرص على حياة الرهائن الأبرياء الذين تم احتجازهم من قبل الطغاة، وعدم إراقة الدماء في الحرم المكي الشريف.
الحرص على إلقاء القبض على أكبر عدد من المارقين أحياء؛ للتعرّف على مخططاتهم، والقوى الكامنة وراءهم، وعدم الدخول في معارك؛ حفاظاً على أرواح القوات السعودية.

واستطاعت القوات السعودية القبض على معظم أفراد المجموعة المارقة الضالة، ،وإحكام السيطرة على جميع أرجاء المسجد الحرام، بتوجيهات من الملك خالد، ومتابعة من ولي العهد صاحب السمو الأمير فهد، ومعاونة أصحاب السمو الأمراء الأمير سلطان وزير الدفاع، والأمير نايف وزير الداخلية، والأمير فواز أمير مكة. وقد سارع الملوك والرؤساء في العالمين العربي والإسلامي، إلى إدانة هذا الحادث الأثيم، وأبدوا تأييدهم التام لحكومة الملك خالد –رحمه الله-.

وباشرت الدولة مسؤولياتها تجاه انتهاك حرمة المسجد الحرام، والعبث بأمنه، وطمأنينته منطلقة في ذلك من تأييد أصحاب الفضيلة العلماء، وأصحاب الرأي في المملكة. وقد تم تطهير المسجد الحرام في خلال أيام من هذه الفئة، ونقل التليفزيون السعودي صورة حية للحرم، وعدد من المواطنين يطوفون حول الكعبة، ونقلت الصورة عبر الأقمار الصناعية إلى عدد من شبكات التلفاز العالمية، ولم يتبق من الفتنة الباغية غير عدد قليل مختبئ في سراديب الحرم .

وترأس الملك خالد جلسة طارئة لمجلس الوزراء لبحث موضوع الاعتداء على الحرم، وأكد في الجلسة على أن جميع الإجراءات التي تم اتخاذها، كانت بناء على الفتوى الشرعية الصادرة من أصحاب الفضيلة العلماء( )، وأوضح أن الحرص على المحافظة على بيت الله الحرام وأرواح المصلين الأبرياء، كانا الهدف الأساسي الذي وضعته الحكومة نصب عينيها طيلة الوقت.

وبيّن الملك أنه قد تم تطويق الفتنة، وتطهير المسجد الحرام، ولم تبق إلا مجموعة تختبئ في بعض أقبية الجزء السفلي من المسجد الحرام، وأن القوات المختصة تحُكم الحصارَ حولهم؛ تمهيدا للقبض عليهم أحياءً؛ حتى ينالوا جزاء جرائمهم الشنعاء، وأن يتسنى للمصلين أن يمارسوا شعائرهم في أمان وطمأنينة، في رحاب البيت العتيق. وقد أوضح الملك: أن ما قامت به هذه الفئة كان نتيجة التطرف والغلو، الذي وصل إلى الانحراف عن جادة الدين الحنيف .

وفي 15 / 1 / 1400هـ، الموافق 4 / 12 / 1979م، صدر البيان الثاني لصاحب السمو الأمير نايف وزير الداخلية، بانتهاء الفتنة، وورد البيان كما يلي: (إنه قد تم بعون الله وتوفيقه، في الساعة الواحدة والنصف من صباح هذا اليوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر محرم، عام 1400هـ، تطهير قبو المسجد الحرام من جميع أفراد الطغمة الفاسدة الخارجة عن الدين الإسلامي؛ ممن كانوا في قبو المسجد الحرام؛ حيث أُسر بعضهم، وقُتل البعض الآخر. وسوف يصدر بيانٌ إلحاقي بالتفاصيل الكاملة، في وقت لاحقٍ إن شاء الله). وعقد صاحب السمو الأمير نايف في اليوم التالي مؤتمراً صحفياً، روى فيه قصة أحداث الحرم بالتفصيل.

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Files.php?file=3_667990214
المهدي المزعوم (محمد عبد الله القحطاني) مقتولاً, ولكن كيف للمهدي أن يُقْتَل لو كانوا صادقين؟!


وأعرب الملك وولي العهد عن تقديرهما لقادة وزعماء العالم والمسئولين من الأمراء والعسكريين وأبناء الشعب عامة، لتضامنهم مع القيادة، وقد أدى الملك خالد صلاة المغرب يوم الخميس 17 / 1 / 1400هـ، الموافق 6 / 12 / 1979م، وهي أول صلاة جماعة تؤدى بعد أن فتحت أبواب الحرم، وطاف حول الكعبة شكراً لله، وغصَّ المسجد الحرام بجموع المصلين في أول جمعة تؤدى بعد تطهيره . ولعمق إحساس القيادة الحكيمة بالتضامن مع الشعب في كل وقت، قام صاحب السمو الملكي الأمير فهد، ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، نيابةً عن الملك خالد في يوم الاثنين 20 / 1 / 1400هـ ، الموافق 9 / 12 / 1979م، بزيارة الجرحى والمصابين من الجيش، والحرس الوطني، والأمن العام، وقوة الأمن الخاصة، في المستشفى العسكري بجدة، وأعرب عن اعتزازه لما بذلوه في سبيل الدين والوطن . وتوجه الملك خالد وولي عهده الأمير فهد لزيارة المصابين في المستشفى العسكري بالرياض يوم الثلاثاء 21 / 1 / 1400هـ ، الموافق 10 / 12 / 1979م، وقد سالت دموع الملك خالد أمام عدسات المصورين، ونسي آلامه ومرضه، وهرع إلى مصافحة المصابين وتقبيلهم، وقلبه الرءوف يسبقه إليهم. وتابع صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله النائب الثاني لمجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، تفقد الجرحى في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وتابع خروج عدد كبير منهم وأعطى تعليماته بتسفير من يحتاج إلى تكملة العلاج بالخارج . وهكذا شملت القوات محبة القادة ومتابعتهم وحرصهم على سلامتهم وتقديرهم لبسالة القوات السعودية . وبعد هذا اللقاء الذي تجلت فيه المعاني الإنسانية على كل المظاهر، والتي تؤكد قوة التلاحم في هذه البلاد، وبسالة أفراد قواتنا، أعقبه بيان من الديوان الملكي بمكرمة ملكية سخية لأبطال تطهير الحرم، ومن تضرر من المواطنين والمقيمين بمكة المكرمة.

وصدر البيان من الديوان الملكي بتنظيم تتكفل بموجبه الدولة بأُسَر الشهداء مدى الحياة، وأما المصابون فيمنحون مكافآت مالية وترقية وظيفية، وأوسمة ومضاعفة التعويض النقدي لهم، والبحث لهم عن وظائف مناسبة، كما يمنح الشهداء والمصابون وكل من شارك في الفتنة أراضي في المناطق التي يرغبون فيها، وكذا تعويض المواطنين عن التلفيات في أملاكهم، وصرف تعويضات لمن قتل أو أصيب من الحجاج، وتم تنظيم حملة للتبرعات، بلغت 17 مليون ريال .

واستكمالاً لأعمال الخير والبر من قبل الملك خالد، أصدر تعليماته بالبت فوراً في إصلاح وصيانة أضرار المسجد الحرام، واعتماد المبالغ اللازمة لها، كما تبرع الأمير عبد الله بتغيير أرضيات الحرم واختيار أفضل أنواع المرمر على نفقته الخاصة، رحمهم الله، وجزاهم خير الجزاء عنا وعن المسلمين كافة . ومرت الفتنة وتركت أثراً واضحاً وكشفت عن أمور وثوابت سارت عليها البلاد؛ قادةً وشعبا، فقد أظهرت: قوة التلاحم والتكاتف بين أفراد الأسرة في البلاد؛ قادةً وقوات وشعباً.

وفي صبيحة يوم الأربعاء 21 / 2 / 1400هـ الموافق 9 / 1 / 1980م، تم تنفيذ حكم الإعدام حداً بالسيف على رءوس تلك الفئة المفسدة في حرم الله، حسب أحكام القضاء الشرعي، كما أعلن صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز الأرقام النهائية لعدد أفراد هذه الفئة وهم 117 قتيلاً؛ 63 أعدموا؛ 19 سجنوا، وفي نفس الوقت أعلن سمو الأمير نايف عدد الشهداء من ضابط وضباط صف وجنود القوات المسلحة والحرس الوطني والأمن العام، فبلغ عدد المصابين 451 مصاباً، وعدد الشهداء 12 ضابطاً، 115 من رتب صف ضابط وجندي.

وفي يوم الجمعة 11/1/1400هـ، وجّه الملك خالد كلمة لكافة المسلمين في أنحاء العالم بيّن حرص المملكة على إعلاء كلمة الله، وتحكيم الشريعة الإسلامية، وضرورة تكاتف الصف، وشكر النعم، والاعتراف بها، وصرفها في رضا الله، والعطف على المساكين والفقراء، وتفقّد أحولهم، وسد حاجاتهم.

مقتطفات من المقابلة التليفزيونية التي أجريت مع الأمير نايف بن عبد العزيز:

ومن المؤتمر الصحفي الذي عقده سمو وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز مساء يوم الثلاثاء الموافق 15 / 1 / 1400هـ بمكة المكرمة. استهل سموه المقابلة بحمد الله والثناء عليه بما منّ به من إتمام تطهير المسجد الحرام، والقبض على أكثرية المجرمين أحياء، وفيهم زعيم الفتنة جهيمان بن سيف العتيبي . وأعاد سموه إلى الأذهان التزام القوات السعودية بجميع فئاتها بالمبادئ الأربعة التي أمر جلالة الملك وولي العهد بضرورة تحقيقها، وهي:

1 - سلامة الكعبة المشرفة والمسجد الحرام.
2 - الحفاظ على أرواح الأبرياء من الحجاج والمواطنين.
3 - المحافظة قدر الإمكان على أرواح قواتنا المسلحة.
4 - محاولة القبض على أصحاب هذه الفتنة أحياء.

وقد تحققت جميع هذه الأهداف بحمد الله وكان هذا هو السبب في تأخر إنجاز مهمة القضاء على أولئك الأشرار بعض الوقت. وقال سموه: إنه منذ وقع الحادث في فجر يوم الثلاثاء 1 / 1 / 1400هـ، حضر إلى هنا بمكة كل من سمو وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز، ووزير الداخلية، وسمو أمير مكة؛ لقيادة العمليات والإشراف على تطهير الحرم الشريف. وأعلن سموه أن الكعبة لم تصب بأذى، وإنه تم بحمد الله القضاء على الفتنة تماماً، وقُبض على زعيمها جهيمان العتيبي حياً، وأن زعيم الفتنة مهديهم المزعوم قد قُتل. وعن جنسيات العصابة قال سموه: إن غالبيتهم من السعوديين، ومعهم جنسيات أخرى من بلاد إسلامية متعددة. وقد استشهد من قوات الأمن 60 شخصاً.

حادثة الحرم المكي في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 جهيمان العتيبي وأتباعه يقتحمون المسجد الحرام في مكة ويعلنون عن ظهور المهدي المنتظر – كل شيء عن هذه الحادثة مع الصور النادرة) Files.php?file=4_483237760

البيان الأول الذي أصدرته وزارة الداخلية في 1/1/1400هـ: اغتنمت زمرة خارجة على الدين الإسلامي صلاة فجر يوم الثلاثاء 1/1/1400 هـ وتسللت إلى المسجد الحرام ومعهم بعض الأسلحة والذخيرة وقدموا أحدهم إلى جموع المسلمين الموجودين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة لأداء صلاة الفجر، مدعين له بأنه المهدي المنتظر، ونادوا المسلمين الموجودين بالمسجد الحرام للاعتراف به بهذه الصفة وتحت وطأة السلاح منهم، وقد قامت السلطات المختصة باتخاذ كل التدابير للسيطرة على الموقف. وبناءً على فتوى من العلماء جميعاً اتخذت الإجراءات لحماية أرواح المسلمين الموجودين بالمسجد الحرام (لم يستقر الخطاب الإعلامي أو الرسمي على وصف جماعة (جهيمان) فهم إما «زمرة» أو «فئة باغية» أو «خوارج» أو «مسلحون» وفي المقابل كان الحديث عن الجنود مطعماً بالنكهة الدينية فهم «مجاهدون» ويسعون لـ«الشهادة»، وأعتقد أن هذا مفهوم لسحب المشروعية الدينية من جماعة جهيمان).

بيان من وكالة الأنباء السعودية (واس) مساء 1/1/1400 هـ تحت عنوان (فتوى أصحاب الفضيلة العلماء) أنقل موجزه الذي نشرته الوكالة في بداية بيانها: في يوم الثلاثاء الأول من الشهر المحرم 1400هـ دعانا نحن الموقعين أدناه جلالة الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود فاجتمعنا لدى جلالته في مكتبه في المعذر وأخبرنا أن جماعة في فجر هذا اليوم بعد صلاة الفجر مباشرة دخلوا في المسجد الحرام مسلحين وأغلقوا أبواب الحرم وجعلوا عليهم حراساً مسلحين منهم وأعلنوا طلب البيعة لمن سموه المهدي وبدأوا مبايعته ومنعوا الناس من الخروج من الحرم وقاتلوا من مانعهم وأطلقوا النار على أناس داخل الحرم وخارجه وقتلوا بعض رجال الدولة وأصابوا غيرهم وأنهم لا يزالون يطلقون النار على الناس خارج المسجد، واستفتانا في شأنهم وما يعمل معهم فأفتيناه بأن الواجب دعوتهم إلى الاستسلام ووضع السلاح، فإن فعلوا قبل منهم وسجنوا حتى ينظر في أمرهم شرعاً، فإن امتنعوا وجب اتخاذ كل الوسائل للقبض عليهم ولو أدى إلى قتالهم وقتل من لم يحصل القبض عليه منهم. (وقع على هذا البيان قرابة الثلاثين عالماً من أبرزهم: الشيخ عبد الله بن حميد، الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ راشد بن صالح بن خنين، الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير، الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري، الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع، الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، الشيخ محمد البشر، الشيخ محمد إبراهيم العيسى، والشيخ محمد علوي مالكي، ووفق رواية شخصية قالها لي أمير بارز بأن بعض المؤرخين يتهمون الملك خالد ظلماً بضعف الشخصية ولكنهم لو حضروا هذا الاجتماع لتأكد لهم بطلان زعمهم، وانتقد الأمير ــــ وهو على حق ــــ تجاهل المؤرخين قرار الملك خالد التاريخي بتطهير الحرم وتحريره من عصابة جهيمان الذي يعد قراراً محورياً وشجاعاً وفاصلاً لمصلحة الوطن العربي السعودي، على صعيد آخر يروي بعض وجهاء مكة بأن الشيخ محمد علوي مالكي ــــ رحمه الله ــــ اتخذ يومها موقفاً حازماً إزاء بعض المترددين من الحضور سبب له محنة طويلة في ما بعد وصلت إلى درجة تكفيره! ولم تنته هذه المحنة حتى دعوة المالكي لمؤتمر الحوار الوطني سنة 2003 في مكة.

وينفي الأمير نايف (وزير الداخلية) لـ(واس) بتاريخ 3/1/1400 هـ أي علاقة بين الحادثة والولايات المتحدة ويوضح، أيضاً، أنه لم يثبت انتماء هذه المجموعة إلى إيران أو إلى جنسية أخرى، ويعلن أن قوات الأمن أحكمت سيطرتها التامة على الموقف داخل المسجد الحرام، وأنه بات في حكم المؤكد أن تنتهي الحادثة المشؤومة صباح اليوم .. وقال إن قوات الأمن استطاعت أن تعالج الموضوع بحكمة بالغة مكنتها من السيطرة على جميع أجزاء المسجد الحرام دون وجود مضاعفات (اتهام الولايات المتحدة سببه أن وسائل الإعلام الأميركية كانت أول من أعلن عن حادثة الحرم، أما إيران فقد أثنى وزير الداخلية على شجبها المبكر للحادثة في مؤتمره الصحافي الأخير).

ويصرح د. محمد عبده يماني وزير الإعلام في 3/1/1400 هـ لـ(واس) أن الدولة ستستمر في معالجة موضوع المسجد الحرام بالحكمة للانتهاء منه خلال ساعات، وأن الموضوع في سبيله للانتهاء، وأنه قد قُبض على معظم أفراد المجموعة الخارجة ونفى شائعة مقتل الأمير مشعل بن عبد العزيز (الاستعجال في إعلان معالجة الحادثة يستحق التأمل والانتباه!).

وأكد وزير الإعلام في بيان لـ(واس) بتاريخ 4/1/1400هـ أن الوضع في المسجد الحرام بمكة المكرمة مستتب ويدعو إلى الاطمئنان، حيث إن قوات الأمن تسيطر سيطرة كاملة الآن على كل أرجاء المسجد وتعتقل فلول تلك الفئة الباغية من الزمرة التي قامت بهذا العمل الإجرامي الشنيع في أطهر بقعة وأقدس مكان على وجه الأرض. وذكر أنه سيجري بإذن الله إنزال الجزاء الصارم بها وفي من تسوّل له نفسه العبث بالأماكن المقدسة وبأمن أبناء هذا البلد وطمأنينتهم.

في 5/1/1400 هـ أدلى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ محمد السبيل للصحافي خالد الحسيني في صحيفة (البلاد) ببعض التفاصيل عن قصة الاقتحام، يقول (السبيل) الذي قدر المسلمين الموجودين في الحرم وقت الحادثة بمئة ألف: «كان هؤلاء (المسلحون) بعد انتهاء الصلاة يقومون بالدوران ويخترقون الناس بعجلة، وإذا رأوا شخصاً وتبين لهم أنه مواطن قالوا له اذهب وبايع المهدي .. وقد تسلل نفر منهم إلى غرفة مكبرات الصوت واستعملوها في مبايعة من سموه المهدي» ثم روى (السبيل) قصة هروبه من الحرم: «خرجنا بين التسلل وبين غير ذلك مع الجمهور الذي خرج من النفق بعدما تم إقفال كامل للأبواب من قبل هؤلاء المجرمين، وعند خروجي مع مجموعة من الحجاج بعدما تركت مشلحي (عباءتي) أقبلت على الباب وإذا بي أقف أمام 6 مسلحين وخرجت من وسط الناس دون أن يلاحظوا من أنا وإلا كان الأمر غير ذلك».

أما في 6/1/1400 هـ فتفاجئنا صحيفة (الندوة) بنشر الخبر التالي: «استكملت قوى الأمن الليلة الماضية تطهير المسجد الحرام من المقتحمين وسيطرت عليه واعتقلت جميع أفراد المجموعة الشريرة التي انتهكت حرمات المسجد فجر الثلاثاء الماضي» (وهو خبر غير دقيق بالمرة).

وصرح وزير الإعلام بتاريخ 7/1/1400 هـ لـ(واس) تصريحاً طويلاً أوجزه بما يلي: لم نصدر بيانات يومية لأن سياستنا الإعلامية تبتعد عن الإثارة والتهويل وتعتمد نشر الحقائق كاملة، وجهات الأمن تسير بالتدرج للقبض على مقتحمي بيت الله الحرام ثم تقديمهم إلى الحكم الشرعي العادل.

وفي اليوم نفسه كانت صحيفة (المدينة) تنشر خبراً غريباً لا يقل في غرابته عن خبر (الندوة) عنوانه: «القبض على رئيس الشرذمة المارقة والبقية الباقية منها» ومما جاء فيه: «علمت (المدينة) بأنه تم القبض على المهدي المزعوم محمد عبد الله القحطاني والقبض على والدته وزوجته وأخواته، مما يتضح أن المهدي المزعوم كانت ترافقه عائلته وقد أصدر المقام السامي أوامره للجهات المختصة بالإسراع في إصلاح التلفيات .. ومن جهة أخرى قام رجال الأمن بإخراج جميع الرهائن المحتجزين من اليوم الأول داخل المسجد الحرام، وكان المجرمون ينفذون خطة داخل المسجد تتمثل في استخدام الرهائن في نقل العتاد للمقاتلين من المجرمين وكذلك الإعاشة والماء .. وكانت معنويات القوات السعودية مرتفعة جدا .. وقد صرح بعض الرهائن الذين أخرجهم رجال الأمن بأنهم قد ولدوا من جديد» (سيتضح لاحقاً أن هذا الخبر لم يكن دقيقاً هو الآخر!).

نشرت صحيفة (الجزيرة) في 8/1/1400 هـ خبرا مفاده أن قوات الأمن نجحت في حصر قائدي الخوارج وبقية أفرادهم في الدور السفلي من الحرم. وقالت الصحيفة إن المواطنين والحجاج أكدوا لها أنه لم تُخلَ المساكن القريبة من المسجد الحرام والحركة طبيعية (بعض المعاصرين للحادثة يتحفظون على الشق الثاني من الخبر وتحديداً الحركة الطبيعية!).

وينفي وزير الإعلام لـ(واس) في 13/1/1400 هـ حدوث أي اضطرابات في المملكة وأن الفتنة اقتصرت على المسجد الحرام (وهذا النفي لم يكن موفقاً لأنه كانت قد بدأت في المنطقة الشرقية احتكاكات بين مجموعات شيعية وقوات الأمن في ما يعرف بـ«انتفاضة 1400» ولمّح الأمير نايف لها في مؤتمره الصحافي الختامي نافياً أن يكون لها أي صلة بحادثة الحرم، ولكن اللافت أن الحيز الزمني بين الثورة الإسلامية في إيران وحادثة الحرم و«الانتفاضة» لا يتجاوز السنة، وللمزيد عن تفاصيل «الانتفاضة» مراجعة مقالي «الإصلاح والمعارضة في السعودية» بتاريخ 11 حزيران 2009 في الأخبار ).

أعلن وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز في 15/1/1400 هـ لوكالة الأنباء السعودية التصريح التالي: تم بعون الله وتوفيقه في الساعة الواحدة والنصف من صباح هذا اليوم تطهير قبو المسجد الحرام من جميع أفراد الطغمة الفاسدة الخارجة على الدين الإسلامي وقد أسر وقتل جميع من فيه. ونفى الأمير نايف أي صلة خارجية بـجهيمان ورفاقه، فيما رفض مسؤولون آخرون أي بعد اجتماعي أو سياسي داخلي للحركة! ونقلت (واس) عن الأمير نايف مساء يوم التطهير أيضاً تصريحاً بعدما سأله مندوب الوكالة عن ارتباط عصابة الحرم بأي دولة إسلامية: «ليس لأي ناس أو دولة أجنبية صلة بهم»، فسأله عن مصير المهدي المزعوم فأجاب: «الذي نعرفه إلى الآن أنه مقتول» (أعلن الأمير نايف في اليوم التالي التعرف على جثة المهدي المزعوم محمد عبد الله القحطاني في أحد أقبية الحرم المكي).

في اليوم التالي، نشرت (الجزيرة) إجابة الأمير نايف عن سؤال لأحد محرريها عن الشائعات التي تناولت عملية التطهير، أجاب الأمير: الشائعات المغرضة نحن نسمعها ولكنها مغرضة ومن جهات غير أمينة في إيراد المعلومات ومعروفة بعدائها للإسلام والمسلمين. وفي الواقع نحن نقدر كل التقدير ردود الفعل العربية والإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي. (الشائعات التي قصدها الأمير نايف يغلب ظني أنها مشاركة قوات فرنسية في التطهير والتحرير، وهي شائعة لم تكن تخلو من مبالغة لأن الصحيح هو طلب السلطات السعودية من فرنسا دعماً لوجستياً تمثل في 3 ضباط أقاموا بأحد فنادق الطائف يرأسهم ضابط رابع في باريس من أجل الاستشارات التدريبية والتخطيطية، وسبب اختيار فرنسا عدم الحاجة إلى موافقة البرلمان للحصول على الدعم، ومن الطريف أن مصدر هذه الشائعة هو الكابتن باريل أحد الضباط الذين أرسلوا إلى الطائف والتفاصيل الكاملة حول هذه النقطة متوافرة في كتاب «حصار مكة» للصحافي ياروسلاف تروفيموف).

ومن الضروري أن ننبه إلى أن (واس) في 12/2/1400 هـ أصدرت البيان التالي: صدرت موافقة المقام السامي بقبول استقالة صاحب السمو الملكي الأمير فواز بن عبد العزيز أمير منطقة المكرمة لأسباب صحية. وكشف الأمير نايف في 20/2/1400 هـ في ندوة أقامتها جامعة الرياض بأن المهدي المزعوم من أصول مصرية، وصل جده مع غزو الأتراك لعسير وسمي بأسماء القبائل هناك ولا صلة له لا بقريش ولا بنسب الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال أيضا: «المعتدون على حرمة البيت معروفون لدى أجهزة الأمن، وقد سبق أن أوقفوا وقبض عليهم ولكن المشكلة أنهم كانوا يتسترون وراء الدين ويتصرفون باسم الاجتهاد والإرشاد».

أقام الأمير نايف مؤتمراً صحافياً ختامياً في 25/2/1400 هـ قال فيه: «أحب أن أصحح كلمة وصفت عن هذه الفئة بأنها باغية، فالواقع أنها أكثر من باغية فهي مجرمة وخارجة» ونفى أي صلة بين استقالة الأمير فواز وحركة التنقلات العسكرية وحادثة الحرم ورفض تهمة الترهل الأمني «فهؤلاء الجماعة لم يكونوا مجهولين لدينا .. وإنما المفاجأة لنا أن الحدث حدث بهذه السرعة فهم لم يقرروا دخول الحرم إلا في 25 ذي الحجة» وأضاف بأنه لم تكن لهم أي مطالب سوى مبايعة المهدي «ولم نسمع أنهم طالبوا بوقف البترول عن أميركا»، وتحدث عن الكويتيين والمصريين من أفراد المجموعة بأنه لم تثبت صلة بين المصريين وجماعة (التكفير والهجرة) ولكن كانت هناك صلة مع الكويتيين وأبلغت السلطات الكويتية بذلك، وتحدث بتفصيل أكثر عن فكر (جهيمان) ورفاقه: «دعوتهم وأسلوبهم عندما بدأ قبل سنوات كان أسلوباً عادياً ولم يكن عليه خلاف، وكان بعضهم يشترك في ندوات علمية في المساجد، وفي السنوات الثلاث الماضية شددوا مما جعل بعض الرجال الذين لهم بهم صلة أن يبتعدوا عنهم .. يريدون فقط مخالفة الجميع ويشككون ليس فقط في علمائنا، بل في من سبقهم، بل تعرضوا أكثر من ذلك إلى الصحابة والخلفاء الراشدين .. ونعترض أنه بما حدث منهم قضي عليهم تماماً وسنجتث جميع جذورهم».

وفي اليوم نفسه كانت (واس) قد نقلت تصريح وزير الإعلام لمجلة (المستقبل) الذي رفض فيه الربط بين حادثة الحرم وجذور اجتماعية وسياسية، وقال: «إن ما جمع أفراد الفئة الضالة هو انحراف فكري نتج من غلو في الدين» وقال وزير الإعلام إن هناك صلات فردية بين بعض المصريين وجماعة التكفير والهجرة (لا يمكن قراءة حادثة الحرم دون ربطها بأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية داخل المملكة والمحطات الإقليمية الكبرى في المنطقة وتأثيرها على جماعات الإسلام السياسي والحركي والتيارات السياسية المختلفة، أما إصرار الرواية الرسمية على فصلها عن كل ذلك إن كان مفهوماً وقتها فإنه ليس مبرراً اليوم).

ونقلت صحيفة (الرياض) يومها حوار الأمير فهد (ولي العهد وقتها) لصحيفة (السفير) المنشور في 22/2/1400 عن حادثة الحرم، وقال الأمير فهد واصفاً مقدمات الحادثة: «إن هذا الحدث نعيشه منذ 6 أو 7 سنوات ونعرفه بالضبط، هناك مجموعة تحاول جعل العقيدة الإسلامية أو التحدث باسم العقيدة الأساس في التوجه الذي تسير عليه، ويأتي أفرادها إلى المسجد وإلى الناس البسطاء ويحاولون إفهامهم بطريقة أو بأخرى أن العقيدة بدأت تضعف في المملكة وأنه لا بد للقاعدة الإسلامية أن تنتبه .. وللأمانة أذكر أننا قد اتخذنا في بعض الأحيان إجراءات ضدهم في السابق وتدخل بعض الإخوان للإفراج عنهم عن حسن نية لأن من تدخل كان يعتقد أنهم ربما يكونون مفيدين في الدعوة .. وحول السلاح لا بد من الإشارة إلى أن كل بيت في السعودية يمتلك السلاح» وذكر أن مجموعة (جهيمان) أدخلت السلاح إلى المسجد بعدما دفعت رشوة لأحد بوابي الحرم مقدارها 40 ألف ريال، وقال إن هذه المجموعة لديها كتب ونشرات طبعت في مطبعة (الطليعة) بالكويت دون علم السلطات الكويتية، ووصف الأمير فهد رئيس المجموعة: «جهيمان رجل ساذج عادي لا يستطيع ولا يحسن التعبير لا من الناحية اللغوية ولا من ناحية التفكير» ورفض أن تكون للحادثة أي جذور داخلية أو ارتباطات خارجية، وقال لـ(واس) في اليوم نفسه إن العنف أصبح ظاهرة عالمية، لكن الدولة لن تسمح بأن يصبح العنف وسيلة للحوار في مجتمعنا، مضيفا: «سنظل نتصل ونختلط ونعطي ونأخذ من العالم حولنا ولكن بالمقدار الذي يتناسب مع بيئتنا .. والجريمة التي ارتكبت على أرض المسجد الحرام لن تمر دون أن نمحصها ونحللها وندرسها دراسة دقيقة ومفصلة» (حديث ولي العهد ووزير الداخلية عن مراقبة جهيمان ورفاقه ومعرفتهم تطرح تساؤلات عدة حول استغلال بعض الجماعات سلطة الخطاب الديني في تمرير أجندات خاصة من دون محاسبتهم لفترة تخلق نتائج تصل إلى حادثة الحرم أو ما يشابهها).

وصدر بتاريخ 2/5/1400 هـ القرار الملكي بتعيين الأمير ماجد بن عبد العزيز أميراً لمنطقة مكة خلفاً للأمير فواز لتنتهي المفاعيل الظاهرة لحادثة الحرم وتبدأ محرضاتها الكامنة، التي لم تعالج بجدية وعمق، فيكتب تاريخ جديد للمملكة بعدها يختلف تماماً عما قبلها لدرجة أوصلت الكثيرين إلى القول «قتلنا جهيمان وتبينّا فكره».


تؤكد بعض المصادر أن شركة بن لادن ساعدت في عملية المداهمة من خلال تقديم مخططات مفصلة للبناء باعتبارها الشركة التي رعت توسعة المسجد الحرام عام 1973. مما ساعد قوات المداهمة ـ حسب المصادر نفسها ـ على تتبع بعض العناصر المسلحة الذين حاولوا الهروب عبر أقنية المياه، والقيام بضخ المياه في تلك الأقنية لإجبارهم على الخروج منها.

كانت خطة القائد الفرنسي "باريل" تقتضي تدريب قوة سعودية لمكافحة الإرهاب في زمن قياسي لا يزيد عن 24 ساعة، ولذلك فقد طلب من قادة الحرس الوطني تزويده بثلاثين من خيرة ضباطهم الصغار وستين من أفضل ما لديهم من الجنود المنتسبين لقوات الحرس الوطني ليوزعهم على فرق صغيرة يدربها فيما هو متاح له من الوقت على استخدام المتفجرات وإطلاق غازات تسبب الشلل، وطلب من القادة تزويده بكل ما يقع تحت أيديهم من أجهزة إرسال لاسلكي حقلية.

وبينما انهمك القادة السعوديون في توفير ما طلبه "باريل"، توجه هو برسالة عاجلة إلى وزارة الدفاع في باريس يطلب تزويده بثلاثة أطنان - وهي كل ما كان بحوزة الجيش الفرنسي في ذلك الوقت - من غاز خانق يعرف باسم "دايكلورو بينزو مالمونيتريل"، وخمسين مرش غاز، وخمسمائة رطل من المتفجرات، وكمية من الصواعق والفتائل وثلاثة آلاف قناع واقي من الغازات وغير ذلك من المعدات.

لم يصدق مسؤولو وزارة الدفاع ما كانوا يقرأون في رسالة "باريل"، حتى أثير الأمر مع رئيس الدولة "فاليري جيسكار ديستا"، الذي أجاز الطلب بعد تشاور مع كبار مسؤوليه.

وقد تسبب تصريحات آية الله الخميني بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء هذه الحادثة، في سريان حالة من الغليان في المنطقة. فاقتحمت الجموع الغاضبة مبنى السفارة الأمريكية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد في اليوم التالي لبدء العملية وحطمته تماماً ثم أحرقته، وبعد نحو أسبوع من ذلك اقتحمت جموع مشابهة في العاصمة الليبية طرابلس السفارة الأمريكية في 2 ديسمبر 1979 واحرقتها.

ثم بدأت الحرب السوفيتية في أفغانستان بعد انتهاء عملية اقتحام الحرم الحادثة بعشرين يوماً تقريباً، وقد يجد البعض هذا الأمر له ارتباطاً بالحادثة وعلاقة ما بها. فمن المؤكد أن السياسة استغلت الحدث لتفريغ طاقات التيارات الإسلامية في مواجهة عدو خارجي بعيد، فالتقت مصلحة أمريكا في منع السوفييت من الوصول إلى المياه الدافئة مع مصالح الحكومات العربية في تفريغ التيارات المتشددة في دول الخليج ومصر وغيرها حيث تم دعمهم وتوفير تذاكر طائرة مخفضة، والسماح للجان التطوع بالعمل وجمع المجاهدين. فتم تصدير الأزمة بطريقة أو بأخرى نحو أفغانستان التي عادة لتصدرها ثانية من خلال تنظيم القاعدة بعد عشرين سنة مع هجمات الحادي عشر من إيلول/سبتمر 2001، ولتمتد فيما بعد نحو العراق.

منقول

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى