البصرة بين سيركين
علي السرحان
بعد اقل من اسبوع على افتتاح سيرك مونتوكالرلوا في البصرة، وهروع البصريين افرادا وجماعات اليه ..فهم اشخاص طيبون يقودهم هاجس الانفلات من دائرة الموت والنسيان التي احكمتها الجماعات المسلحة على البصرة مدينة الادب والفن والتوهج الحضاري ،
فهم منذ انهيار النظام السابق عام 2003 ، يبحثون عن امل جديد أو الى ما كانت عليه البصرة في ايامها الخوالي، فترى عوائل تحف بها باقات من الاطفال كالورود المزهرة على الرغم من الخريف المتأخر، تيار من نسيم البهجة هب على مدينة البصرة لتتنفس بعض نسيمات الحرية بعيدا عن عيون الظلاميين المحدقة الراصدة بعدوانية وشراسة في كل ما هو جميل وحضاري،
الكثير من البصريين شعروا بأنهم سيكذبون مقولة ان التاريخ لا يعيد نفسه، وان البصرة المدينة التي لم تفارق الذاكرة ستعود اخيرا ، حية ونابضة وزاهية كالعروس ، وسيعود شط العرب ليعزف بامواجهه الغنجة على شطآنه الظليله لحن الحب والحياة والعودة الى ليالي طيسفون ، حيث يحتشد الشعراء والموسيقيون والمسرحيون والتشكيليون وفرق الهيوة والخشابة في شوارعها ونوافذها وبساتينها وتحت نخيلها يسورهم نداء بحارتها ورفيف نوارسها،
فقد كان افتتاح السيرك في البصرة له كل هذه المعاني ، فهو محتشد بالدلالات ومثقل بالرموز الايحاءات التي تشير الى مستقبل واعد يصل اليوم بالامس، فهو لم يكن مجرد العاب بهلوانية أو مهرجيين او اسود او قرود او ماشاكل ذلك، بل كان فرصة للانتصار على كل ما هو بدائي وعدواني شهدته البصرة في السنين الاخيرة،
ولكن بعض المتنفذين في البصرة لم يصبروا طويلا ، بل لم يمنحو المسكين الذي تورط في هذه الصفقة التي بلغت كلفتها 500 الف دولار ليجمع عشر هذا المبلغ المستحق عليه، فبدأت الرسائل تترى من جهات مختلفة، من ائئمة الصلاة ومن مسؤولين في الوقف الشيعي ومن اعضاء في مجلس محافظة البصرة، ومن ومن !
وعلى الرغم من ان البصرة تعاني مشاكل تهد الجبال من انهيار البنية التحتية وغياب الخدمات، واستشراء الفساد المالي والاداري، وانتشار البطالة، وعودة عصابات السلب والنهب وعمليات القتل والخطف وغيرها، التي لم يلتفت لها هؤلاء السادة "الحنبليون جدا والاخلاقيون" لحد خوفهم من انتشار موجة من الخراب الاخلاقي تتسبب بها الالعاب "غير البريئة" للسيرك، واولها الضحك الذي أصبح في البصرة " من اشد الممنوعات ضراوة، وصار ان تفرح او تبتسم، وتخرج من دائرة اللطم والنواح ونشر الويل والثبور هو خروج على الدين والملة والضوابط الاخلاقية التي استوردها الاخوة من جزائر الواق واق، وان تنظر بعين الاستحسان والغبطة الى الجمال شكلا ومعنى، معناه انك قد ارتكبت جرما لا يكفيه التعزير او التوبيخ بل ربما "التوذير والتفسيخ"..
لا اعرف وفق اي شرعة او دستور يعمل هؤلاء ، وهم ينسون دائما انهم هيمنوا على حياتنا بحكم الدستور وتجهيل معظم الناس بدوغماتياتهم وخزعبلاتهم ، الدستور الذي يجبون تسعة اعشاره ويشتغلون بما تبقى من نافلته، وهو ما يتفق مع اراءهم ورغباتهم وشطحاتهم العقيدية الغريبة جدا التي لم نسمع بها قبل سنوات فقط،
ولعل من نافلة القول ان اذكرهم بأن في الستينات جاء سيرك هندي وبقي عدة شهور وعسكر في وسط البصرة، واعتقد بل اجزم ان جل اهل البصرة تمتعوا بعروضه دون ان تخرب اخلاقهم او يتضرر دينهم او يفرطوا بواجبهم او مستحبهم، وربما من غير المجدي ان اذكر الاخوة الذين تسلطوا على رقابنا بغفلة من العقول الطيبة التي ساهمت في صعودهم النيزكي والتي بدونها لو بقوا قرونا لما قبلوا بابا ولاعتبة ، ولا ارتدوا بدلات واربطة عنق تمويها ورياءا، ايها السادة انتم لستم وحدكم ، وبحكم الدستور الذي ركبتموه كالمطية وصولا للسلطة ان العراق متعدد الاطياف والمعتقدات والامزجة والاذواق والرؤى، فلماذا تفرضون اراءكم الخرافية البائدة علينا؟ لمذا لا تلتزموا بانبل ماجاء في مرجعياتكم (لكم دينكم ولي ديني) خصوصا وأن ما يقوم به اهل البصرة الطيبون لا يتعارض مع الدين او الاخلاق او العرف العام او الوقف الشيعي .!!
علي السرحان
بعد اقل من اسبوع على افتتاح سيرك مونتوكالرلوا في البصرة، وهروع البصريين افرادا وجماعات اليه ..فهم اشخاص طيبون يقودهم هاجس الانفلات من دائرة الموت والنسيان التي احكمتها الجماعات المسلحة على البصرة مدينة الادب والفن والتوهج الحضاري ،
فهم منذ انهيار النظام السابق عام 2003 ، يبحثون عن امل جديد أو الى ما كانت عليه البصرة في ايامها الخوالي، فترى عوائل تحف بها باقات من الاطفال كالورود المزهرة على الرغم من الخريف المتأخر، تيار من نسيم البهجة هب على مدينة البصرة لتتنفس بعض نسيمات الحرية بعيدا عن عيون الظلاميين المحدقة الراصدة بعدوانية وشراسة في كل ما هو جميل وحضاري،
الكثير من البصريين شعروا بأنهم سيكذبون مقولة ان التاريخ لا يعيد نفسه، وان البصرة المدينة التي لم تفارق الذاكرة ستعود اخيرا ، حية ونابضة وزاهية كالعروس ، وسيعود شط العرب ليعزف بامواجهه الغنجة على شطآنه الظليله لحن الحب والحياة والعودة الى ليالي طيسفون ، حيث يحتشد الشعراء والموسيقيون والمسرحيون والتشكيليون وفرق الهيوة والخشابة في شوارعها ونوافذها وبساتينها وتحت نخيلها يسورهم نداء بحارتها ورفيف نوارسها،
فقد كان افتتاح السيرك في البصرة له كل هذه المعاني ، فهو محتشد بالدلالات ومثقل بالرموز الايحاءات التي تشير الى مستقبل واعد يصل اليوم بالامس، فهو لم يكن مجرد العاب بهلوانية أو مهرجيين او اسود او قرود او ماشاكل ذلك، بل كان فرصة للانتصار على كل ما هو بدائي وعدواني شهدته البصرة في السنين الاخيرة،
ولكن بعض المتنفذين في البصرة لم يصبروا طويلا ، بل لم يمنحو المسكين الذي تورط في هذه الصفقة التي بلغت كلفتها 500 الف دولار ليجمع عشر هذا المبلغ المستحق عليه، فبدأت الرسائل تترى من جهات مختلفة، من ائئمة الصلاة ومن مسؤولين في الوقف الشيعي ومن اعضاء في مجلس محافظة البصرة، ومن ومن !
وعلى الرغم من ان البصرة تعاني مشاكل تهد الجبال من انهيار البنية التحتية وغياب الخدمات، واستشراء الفساد المالي والاداري، وانتشار البطالة، وعودة عصابات السلب والنهب وعمليات القتل والخطف وغيرها، التي لم يلتفت لها هؤلاء السادة "الحنبليون جدا والاخلاقيون" لحد خوفهم من انتشار موجة من الخراب الاخلاقي تتسبب بها الالعاب "غير البريئة" للسيرك، واولها الضحك الذي أصبح في البصرة " من اشد الممنوعات ضراوة، وصار ان تفرح او تبتسم، وتخرج من دائرة اللطم والنواح ونشر الويل والثبور هو خروج على الدين والملة والضوابط الاخلاقية التي استوردها الاخوة من جزائر الواق واق، وان تنظر بعين الاستحسان والغبطة الى الجمال شكلا ومعنى، معناه انك قد ارتكبت جرما لا يكفيه التعزير او التوبيخ بل ربما "التوذير والتفسيخ"..
لا اعرف وفق اي شرعة او دستور يعمل هؤلاء ، وهم ينسون دائما انهم هيمنوا على حياتنا بحكم الدستور وتجهيل معظم الناس بدوغماتياتهم وخزعبلاتهم ، الدستور الذي يجبون تسعة اعشاره ويشتغلون بما تبقى من نافلته، وهو ما يتفق مع اراءهم ورغباتهم وشطحاتهم العقيدية الغريبة جدا التي لم نسمع بها قبل سنوات فقط،
ولعل من نافلة القول ان اذكرهم بأن في الستينات جاء سيرك هندي وبقي عدة شهور وعسكر في وسط البصرة، واعتقد بل اجزم ان جل اهل البصرة تمتعوا بعروضه دون ان تخرب اخلاقهم او يتضرر دينهم او يفرطوا بواجبهم او مستحبهم، وربما من غير المجدي ان اذكر الاخوة الذين تسلطوا على رقابنا بغفلة من العقول الطيبة التي ساهمت في صعودهم النيزكي والتي بدونها لو بقوا قرونا لما قبلوا بابا ولاعتبة ، ولا ارتدوا بدلات واربطة عنق تمويها ورياءا، ايها السادة انتم لستم وحدكم ، وبحكم الدستور الذي ركبتموه كالمطية وصولا للسلطة ان العراق متعدد الاطياف والمعتقدات والامزجة والاذواق والرؤى، فلماذا تفرضون اراءكم الخرافية البائدة علينا؟ لمذا لا تلتزموا بانبل ماجاء في مرجعياتكم (لكم دينكم ولي ديني) خصوصا وأن ما يقوم به اهل البصرة الطيبون لا يتعارض مع الدين او الاخلاق او العرف العام او الوقف الشيعي .!!