ان ما تسرب من معلومات ووثائق قبل وبعد الانتخابات ومن عدة مصادر، كشف عن مدى التنسيق القائم بين ايران والمالكي امنيا واستخباراتيا وسياسيا ، و كان اخر ماتم كشفه من المعلومات قبل مدة قليلة عن الاجتماع السري الذي عقد في طهران بحضور علي لاريجاني وممثل عن المالكي علي الاديب واخرين عن جهات عراقية موالية لطهران، وتم الاتفاق بين تلك الاطراف وبمباركة ايرانية على ان يتولى المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثانية وان يتم تصفية كل من يعارض هذا الامر جسديا او سياسيا ، وكذلك تم الاتفاق على اطلاق سراح قادة تنظيم القاعدة والميليشيات التابعين للخط الايراني من السجون والمعتقلات العراقية ، لذا فان مصلحة ايران في بقاء المالكي رئيسا للوزراء تدفع الايرانيين لدعمه بشتى انواع الدعم ، فنستنتج من الاحداث الدموية الاخيرة وخاصة الذي حدث في كنيسة سيدة النجاة وما اعقبها بعد ايام قليلة من تفجيرات بغداد بانها رسائل ايرانية - مالكية. ان صراع الارادات الحاصل على الساحة العراقية بين امريكا وايران اثبت وبكل وضوح تمسك الارادة الايرانية بكل مكاسبها التي حققتها في العراق والتي تتطلع لتحقيقها وفق مشروعها ؛ دون منافس او شريك وكانت ثمرة هذا الصراع تأخر تشكيل الحكومة الى ما يقارب الثمانية اشهر ولاتزال ملامح الحكومة غامضة الى حد كبير..فاستنتاج الرسائل الايرانية – المالكية المزدوجة من خلال تلك الاحداث الدموية والسيناريو الذي حدث في كنيسة سيدة النجاة يحملني على القول بان فحوى تلك الرسائل تاتي كما يلي:· ان امتعاض طهران من دعوة العاهل السعودي للفرقاء السياسيين في العراق للحضور الى الرياض لحل الازمة القائمة بينهم على تشكيل الحكومة قد حمل طهران على ارسال رسالة للرياض عبر الساحة العراق ( مركز البريد للطرود الايرانية –الامريكية)!،مفادها ان ايران لاتزال تحضي بالنفوذ الاكبر في العراق والمتحكم الاكثر قدرة في الملف الامني و السياسي ولن تسمح بمنافس عربي لها ، وتقرأ الرسالة ايضا بانها تهديد ايراني لاي دور سعودي محتمل في العراق وجاءت كتذكير للساسة العراقيين بان ايران لاتزال تتحكم بالملف العراقي .· آما بخصوص ماحدث في كنيسة سيدة النجاة فهو يندرج ضمن حالتين : الاولى:ان تهديد العصابة لبعض الدول العربية فيه اشارة وصلة لما تحدثت به ضمن الرسالة الايرانية الى السعودية والدول العربية الاخرى. اما ابعاد الحالة الثانية:تكمن في ان ظاهرة استهداف المسيحين في العراق والاهتمام الدولي بهذه القضية يعطي انطباع لدى اوربا والعالم بان العراق يعيش حالة من الصراع الديني ،الديني-الطائفي ،العرقي –القومي ،مما يدفع بتلك الدول للضغط على امريكا لحماية الاقليات والانصياع لمشروع التقسيم المناطقي ( الديني –الطائفي –العرقي) وهذا الامر يعتبر ذروة الهدف الايراني في العراق . اما رسالة المالكي فهي لا تختلف كثيرا عن جملة الرسائل الايرانية بل يضاف اليها ، ففي خضم الصراع السياسي على رئاسة الحكومة ومفاجأة ويكيليكس فقد وجد المالكي من خلال التفجيرات الاخيرة وسيلة لخلط الاوراق والتغطية على ما كشفته وثائق ويكيليكس من جرائم قام بارتكابها ضد الشعب العراقي ، وجاءت ايضا بمثابة رسالة تهديد الى كل من يعارض توليه رئاسة الوزراء ؛ ولاشك في ان استثمار المالكي لدموية المشهد جاءت كمحاولة لإفشال دعوة العاهل السعودي والتي رفضها المالكي بشدة .ومن الجدير بالذكر ان نشير الى بعض المعلومات المؤكدة بخصوص تفجيرات الثلاثاء الدموية، بان قوات الجيش والشرطة انسحبت بشكل مفاجئ ومريب قبيل التفجيرات المروعة من شوارع ومناطق بغداد وافرغتها من عناصر الجيش والشرطة وبعدها دخلت السيارات المفخخة الى مناطق بغداد وتوزعت فيها لتحصد مئات الارواح البريئة فحولتها لحمام من الدماء البشرية والاشلاء المتناثرة . واشارت المعلومات الى انتشار قوات امريكية بعد الكارثة محاولة منها لاسناد القوات العراقية ضد الارهابيين ، فلم تجد لا قوات عراقية ولا ارهابين!!،آما الشق الاخر من خطة المالكي يكمن في القاعدة التي تقول (طالما هنالك جريمة ارتكبت، اذن فهنالك جاني آو مقصر ) وفي بعض الحالات اعتدنا في الحكومات البوليسية الامنية التي تريد التخلص من خصومها ومعارضيها او ازاحت من هم لا يدينون بالولاء لها ان ترتكب جريمة وتوجه اصابع الاتهام او التقصير اليهم ،فقد بدأ المالكي حملة كبيرة بعيد احداث الثلاثاء الدموية بتغيير بعض قادة ومراتب الجيش والشرطة واقالة البعض منهم بحجة التقصير ! وجاء باخرين موالين له حصرا ؛ وهكذا ينفذ خطته في احكام السيطرة الامنية والعسكرية على مناطق ومنافذ بغداد بالكامل ،وباعتقادي انها خطوة لتنفيذ جملة من الجرائم من المرجح ان ترتكبها تلك القوات في الايام القليلة القادمة؛ وتنفيذ عمليات اعتقال واغتيال لاعضاء في القائمة العراقية وكل من يعارض تولية رئاسة الوزراء من الساسة العراقيين ؛او تخويفهم وحملهم على الهروب من العراق ، وهذا ما حدث فعلا فقد جاءت الاخبار بان عدد كبير وخاصة من نواب واعضاء القائمة العراقية قد غادروا العراق بعيد التفجيرات تحسبا لاغتيالهم وتصفيتهم على يد عصابات المالكي الاجرامية ؛وهنا يحقق المالكي عدة اهداف جوهرية فيما يتعلق ببقاءه في منصب رئاسة الوزراء مرة اخرى منها دعوته للطبقة السياسية للتسريع في تشكيل الحكومة ويستثمر الغضب الشعبي في ذلك الآمر الذي سيتولد جراء هذه التفجيرات والتي سترجع اسبابها الى عدم وجود حكومة؛ فبعد ان اربك المالكي المشهد الامني واشاع الذعر بين اعضاء القائمة العراقية فانه حقق هدفه في اضعافها بسبب تخوف بعض اعضاءها مما يخباه المالكي لهم .ومن جانب اخر فيما يخص الحراك السياسي وحشده للحلفاء من الكتل النيابية لتشكيل الحكومة ، فقد وافق المالكي على بنود الورقة الكردية ليضم الاكراد الى تحالفه في تشكيل الحكومة ومعه الصدريين، فضلا عن اعلان هاشم الهاشمي الامين العام لحزب الفضيلة احدى مكونات الائتلاف الوطني بان حزبه يعلن بشكل رسمي ترشيحه المالكي لتولي منصب رئاسة الوزراء
انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل