مخدرات..يروج لها في المدارس والجامعات وتؤدي إلى الجريمة والتسول
المصدر: الرائد نت / وكالات 4/4/2009
حبة.. حبة
شاب في ربيع العمر أدمن على المخدرات بأنواعها منذ السادسة عشرة من عمره والسبب هم أصدقاء السوء طبعا.
كان خائفا من أن ينشر أسم عائلته المعروفة بحسن السمعة. أسمه (ر) يبلغ من العمر الأن 23 عاما ترك دراسته بسبب الأدمان قال: حدث الأمر قرب المنزل حين كنت أرى أصدقاء أخي الأكبر وهم يتعاطون مجتمعين فعرض علي احدهم أول حبة تناولتها ليملؤني الخوف والرعب حينها ويعطيني شعورا غريبا لم أعرفه من قبل وهو الأمر الذي جعلني اكرر تعاطيها.
وبدأت في زيادة الجرعات حبة بعد اخرى حتى وصلت الى تناول ستين حبة في يوم واحد وأصبح الأمر جدياً وهذا العدد بالطبع يحتاج الى نقود لشرائه ويبلغ سعر الشريط الواحد عشرة آلاف دينار أي ستين الفا كيف يمكن لمثلي دون عمل أو دعم من أهل أن يوفر هذا المبلغ يوميا؟ بدأت بسرقة القناني أولا لتمتد الى دخول غرفة أخي المتزوج وسرقة مقتنيات زوجته لأبدأ التسول الذي أصبح طبيعيا جدا عندي من أجل توفير المال.
ومرت ست سنوات وأنا على هذا المنوال حتى أحترفت السرقة في يوم القي القبض علي وأنا في أحد المنازل بنية السرقة وسجنت وحتى في السجن كان أصدقائي يهربون الحبوب لي بطرق غاية في الغرابة والأحتراف وذات يوم لم يستطع الاصدقاء ادخال الحبوب الى السجن فذهبت الى احد المدمنين المسجونين وطلبت منه ان يعطيني جرعة حتى تصل وجبتي فرفض وطردني،
بدا الأمر وكأن شيئاً ما قد وقع على رأسي، لأول مرة يراودني مثل هذا الشعور فما تعودت عليه عند عدم الحصول على الجرعات قد تصل الى القتل أو الأنتحار فقلت في نفسي لن أتعاطى بعد اليوم بعد أن كانت هناك عدة محاولات من الأهل والجيران على القيام بنفس الأمر معي الا اني لم أكن أصغي ولم أتقرب لها في ذلك اليوم وجاء لي احد الموزعين داخل السجن فأخبرته ببساطة اني اقلعت عنها كان الأمر يبدو وكأنه مشهد من أحد ألأفلام ولم يصدق ومنذ تلك اللحظة لم اتعاط أي دواء مخدر أو غيره ولمعرفة الناس بأهلي تم التنازل عني لأخرج أبحث عن العمل الأن وأراقب الشباب خاصة ممن كانوا في مثل عمري عندما بدأت رحلة الأدمان خوفا عليهم من النتائج التي وصلت اليها.
الطريق الى الهاوية
بعيداً عن ساحات المدرسة وفي وسط الطرقات اتخذوا بدل الكتاب والواجب المدرسي علب الورق الصحي والحلوى مهنة لكي يتسنى لهم الصرف على عوائلهم بعد أن يئست هذه العائلات من أن يتذكرها مسؤول.
(س ص ل) أخوة من بيت واحد في أسرة تعيش في احدى قرى المدينة مات أبوهم في صغرهم وليس لهم معيل اضطر الأخوة لترك مدارسهم من أجل العمل لتوفير لقمة الخبز كان الآمر عملا أول الأمر وتحول بسب البقاء طويلا في الشوارع من دون رقيب الى ترك العادات والتقاليد فالتسول تارة والعمل تارة أخرى من اجل المال سيوصلهم في نهاية الأمر الى الهاوية فاين المسؤول منهم وأين المجتمع والتكافل ومن سيأخذ بأيديهم قبل الضياع.؟
دور الباحث الاجتماعي
من المفترض ان يكون للباحث الأجتماعي خاصة في جامعاتنا العراقية دور مهم لوضع الدراسات والبرامج التي من شأنها أن تحد من الآفة الي تحيط بشبابنا كون الباحث العراقي يعيش في نفس البيئة التي نحاول ان نقف عندها.
الدكتور علي عبد الأمير أستاذ مساعد/ قسم علم الأجتماع في جامعة القادسية حاصل على شهادة الدكتوراه من احدى الجامعة البريطانية الخاصة بعلوم الأجتماع يعمل في الجامعة منذ العام (1975) يقول ان الأدمان هو واحد من اخطر أمراض العصر كونه يشكل كارثة انسانية حقيقية على المجتمع والمؤسسات وعلى المدمن نفسه.
ويرى الدكتور عبد الامير أن الأجتثاث كلمة كبيرة جدا لهذا الوباء بدليل أن عدة دول كبيرة قد وضعت كل أمكاناتها المادية والعلمية والطبية للحد من أنتشاره لكن النتائج كانت غير مشجعة ان لم نقل باءت بالفشل ولكن من الممكن ان نعمل على تحجيمها في مجتمعنا كونها حديثة الولادة فيه فالمعروف لدينا قبل تغير النظام كانت الحبوب الدوائية فقط.
ولكن اليوم نرى ان الكوكائين والحشيشة والمواد الكيمياوية قد انتشرت جدا بحيث وصلت الى مرحلة الزراعة ايضا.
وقد تم بالفعل القاء القبض على بعض المزارعين الذين قاموا بزراعة هذه المخدرات في اراضيهم او منازلهم فان استطعنا تأمين الحدود مع دول الجوار ومنع دخول المخدرات الى بلدنا مع وجود العوامل المشجعة على الحد من انتشار المخدرات في بلدنا كوننا مجتمعا اسلاميا عشائريا تحكمه القيم والاخلاق.
فعلى رجل الدين والخطيب تقع المسؤولية الشرعية أولا من خلال توعية الشباب بموقف الاسلام من هذه القضية وعلى العائلات والمجتمع ثانيا من حيث مراقبة أولادهم وحتى بناتهم خاصة من يدرس في محافظة بعيدة عن سكن العائلة أضافة الى وضع المسؤولية المباشرة أمام انظار الدولة لتشدد الاجهزة الامنية من اجراءاتها لتمنع وصول المواد المخدرة الى الشوارع باختيار العناصر النظيفة الشريفة لتتحمل هذه المسؤولية ولا يصل الترويج الى السجون او المدارس. ونحمل جزءاً من هذه المسؤولية على اداراة المدارس ايضا في مراقبة الطلبة ومتابعتهم والتواصل المستمر بين البيت والمدرسة لنؤمن على ابنائنا من هذه السموم.
التكملة تحت