في حلقة جديدة من "دليل العافية"التعايش مع مرض "السكري" أفضل الوسائل لمواجهة المضاعفات
السكري ينتشر في منطقة الخليج العربي
دبي - العربية.نت
ينتشر مرض السكري على نحو وبائي في منطقة الخليج العربي ما يستدعي دق نواقيس الخطر. ولم يعد سرا أن 5 دول خليجية احتلت مكانها في قائمة أكثر عشر دول تعاني انتشار السكري على مستوى العالم.
وتناولت حلقة الخميس 28-10-2010 من برنامج "دليل العافية" الذي تقدمه الزميلة سارة الدندراوي، على قناة "العربية"، هذا الانتشار الوبائي للسكري في بلاد الخليج العربي، وعلاقته بأسلوب المعيشة.
وتتحدث إحصاءات منظمة الصحة العالمية عن 220 مليون مصاب بالسكري في العالم فيما تشير آخر التقديرات إلى نحو مليون وفاة سنوية بسبب المرض ذاته، والأرقام في ازدياد إذ يخشى الباحثون أن تتضاعف نسبة ضحايا المرض الفتاك الصامت خلال العشرين سنة المقبلة.
والمشكلة في دول الخليج العربي أن نحو 25% من السكان مصابون بالمرض وهي نسبة خطيرة إذا ما قورنت بحال الدول الأخرى.
تجربة طلالوبحثا عن سر الانتشار الوبائي للسكري، التقى البرنامج مع طلال الذي يقيم في السعودية ويعاني من السكري، وقاده الأسلوب غير الصحي إلى مواجهة قاسية مع المرض اضطر بعدها إلى إحداث تغيير جذري في حياته.
وطلال في السابعة والعشرين من عمره ، وقد سبق وأصيب بالسكري المعروف بالنوع الأول بينما كان في السادسة من عمره فقط، وإصابته المبكرة بالمرض كان يجب أن تلزمه بمراعاة حالته الصحية والتصرف بحذر، لكن طلال تجاهل الأمر وتمرد على ضرورات الحذر مع بلوغه سن المراهقة، وبدأ يتناول طعاما غير صحي ما تسبب في زيادة في الوزن وارتفاع نسبة السكر في الدم إلى أن قرر مواجهة نفسه، وتساءل إلى أين سيأخذه هذا الطريق فغير من أسلوب حياته وهو الآن في حالة أفضل.
والسكري هو حالة مرضية تحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، كما يعتبر الجسم مريضا عندما يعجز عن استخدام الأنسولين وامتصاصه.
والأنسولين هو المادة التي تنظيم نسبة السكر في جسم الإنسان أصلا.
وهناك نوعان من السكري، الأول لايستطيع فيه البنكرياس إنتاج الكميات الكافية والضرورية من الأنسولين، وفي هذه الحالة يتوجب الحصول على جرعات من الأنسولين يوميا.
أما النوع الثاني، فيحدث رغم إفراز الجسم للأنسولين ولكن يعجز الجسم عن الاستفادة من الأنسولين.
ومعظم حالات السكري هي من النوع الثاني، وهذا يحدث غالبا جراء فرط الوزن وقلة النشاط البدني.
ومن أعراض السكري، فرط التبول، والشعور المستمر بالعطش، والإحساس المتواصل بالجوع، وفقدان الوزن، الشعور المتواصل بالتعب، وضعف طارئ في البصر.
وإلى أن يتم العثور على علاج، فإن على الكثيرين التعايش مع المرض، فنسبة الإصابة في السعودية تجاوزت 25% أي ربع السكان. والوضع ليس أحسن حالا في الإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان.
والدراسات تشير إلى انتشار النوع الثاني من السكري بشكل كبير وهو النوع الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بأسلوب الحياة.
وعن ذلك يقول الدكتور بسام بن عباس، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر بمستشفى الملك فيصل التخصصي: "في مجتمعاتنا هناك انتشار واسع للسكري خاصة النوع الثاني لسببين أساسيين عدم ممارسة الرياضة والعادات الغذائية السيئة، ولكن هذا لا يعني أن أسلوب الحياة الخاطئ هو السبب الوحيد وراء الإصابة بالسكري، فهناك الأمراض العضوية التي تصيب البنكرياس والتي تعتبر السبب الأساسي وراء الإصابة بالسكري من النوع الأول، وهناك بالطبع العامل الوراثي والذي يعتبر من الأسباب الأساسية في انتشار السكري في الخليج العربي خاصة في ظل شيوع الزواج من الأقارب".
وحول وجود طرق يمكن عن طريقها التخلص من الجينات المريضة، يقول ابن عباس: "قد يكون هذا في الأمراض المسبب لها جين واحد أو خلل جيني واحد على كروموزوم واحد ولكن الجينات المسببة للسكري غير واضحة فلا نستطيع تمييز الجين الملتهب".
وحول صحة المقولة التي تؤكد أن السكري من النوع الأول لامجال للوقاية منه ولكن الأمر مختلف بالنسبة للنوع الثاني، يوضح أنه "إذا كنا نتكلم عن النوع الثاني فطبعا الوقاية تلعب دورا هاما جدا في الحد من انتشار المرض فالشخص القابل للمرض عليه أن يهتم بطعامه أكثر وأن يمارس الرياضة بشكل أكبر".
إذا لا خيار أمام مريض السكري إلا اتباع أسلوب حياة خاص وصحي، وهو أمر يصعب على الكبار، فما بالك بالصغار.
منصور يعيش في دبي فقد ابتلي بالسكري ولما يبلغ عامه الأول بعد، وهو الآن في الثالثة عشرة من عمره، وله اهتماماته كغيره من الأطفال ولكن عليه أن يحرص أكثر من غيره على أسلوب حياته، فهو مريض بالسكري منذ أن كان عمره تسعة أشهر فقط.
وعن تجربته مع المرض قال"في السابق كنت اخذ الأنسولين وكانت موجعة والآن أصبحت أستخدم المضخة وهي سهلة الاستخدام ومريحة، ولكن عيبها الوحيد أنها غالية لكني استطعت الحصول عليها".
وتقول طبيبته الدكتورة أسماء الديب: "السكري للأسف ليس له سن معين، هناك مصابون من حديثي الولادة وحتى 18 عاما ولكن من الملاحظ أن نسبة ظهور المرض تكون عند سن البلوغ أكبر".
وعالميا هناك نحو 500 ألف طفل دون سن الخامسة عشر مصاب بالسكري ويوميا هناك 200 إصابة جديدة، وليس من السهل على الوالدين معرفة أعراض أو بعض علامات المرض عند الطفل الرضيع لأنها لا تكون واضحة جدا حتى تصبح الأعراض أكثر خطورة، كالعطش المستمر، وتبليل الفراش ليلا، وجفاف الجلد أو الفم، وبطء التئام الجروح، وهي علامات يتشارك فيها الصغار مع الكبار، وتكمن المشكلة عند الأطفال في صعوبة التزامهم بالعلاج.
وتقول الديب إن "علاج الأطفال أكثر صعوبة من الكبار لاختلاف طبيعة حياة الطفل، والسبب الأول أن الأطفال يقضون فترة طويلة من وقتهم في المدرسة التي فيها نشاطات وأكل وبالتالي يصعب إلزامهم بالتعليمات التي يجب عليهم اتباعها".
وينصح الأطباء الأهالي بتعلم كيفية فحص مستويات السكر في دم الطفل في المنزل، ومن المهم جدا أن يتعلم الأطفال كيفية التعرف على علامات وأعراض نقص السكر في الدم، وأخطار المدرسة أو الحضانة التي يرتادها الطفل بمرضه.
وينصح بتعليم الطفل كيفية حقن نفسه ابتداء من سن التاسعة ليستطيع الاعتماد على نفسه.
وأخيرا على الأهالي تثقيف أنفسهم وأطفالهم عن السكري فهو مرض مزمن وعليهم التعايش معه.
السكري ينتشر في منطقة الخليج العربي
دبي - العربية.نت
ينتشر مرض السكري على نحو وبائي في منطقة الخليج العربي ما يستدعي دق نواقيس الخطر. ولم يعد سرا أن 5 دول خليجية احتلت مكانها في قائمة أكثر عشر دول تعاني انتشار السكري على مستوى العالم.
وتناولت حلقة الخميس 28-10-2010 من برنامج "دليل العافية" الذي تقدمه الزميلة سارة الدندراوي، على قناة "العربية"، هذا الانتشار الوبائي للسكري في بلاد الخليج العربي، وعلاقته بأسلوب المعيشة.
وتتحدث إحصاءات منظمة الصحة العالمية عن 220 مليون مصاب بالسكري في العالم فيما تشير آخر التقديرات إلى نحو مليون وفاة سنوية بسبب المرض ذاته، والأرقام في ازدياد إذ يخشى الباحثون أن تتضاعف نسبة ضحايا المرض الفتاك الصامت خلال العشرين سنة المقبلة.
والمشكلة في دول الخليج العربي أن نحو 25% من السكان مصابون بالمرض وهي نسبة خطيرة إذا ما قورنت بحال الدول الأخرى.
تجربة طلالوبحثا عن سر الانتشار الوبائي للسكري، التقى البرنامج مع طلال الذي يقيم في السعودية ويعاني من السكري، وقاده الأسلوب غير الصحي إلى مواجهة قاسية مع المرض اضطر بعدها إلى إحداث تغيير جذري في حياته.
وطلال في السابعة والعشرين من عمره ، وقد سبق وأصيب بالسكري المعروف بالنوع الأول بينما كان في السادسة من عمره فقط، وإصابته المبكرة بالمرض كان يجب أن تلزمه بمراعاة حالته الصحية والتصرف بحذر، لكن طلال تجاهل الأمر وتمرد على ضرورات الحذر مع بلوغه سن المراهقة، وبدأ يتناول طعاما غير صحي ما تسبب في زيادة في الوزن وارتفاع نسبة السكر في الدم إلى أن قرر مواجهة نفسه، وتساءل إلى أين سيأخذه هذا الطريق فغير من أسلوب حياته وهو الآن في حالة أفضل.
والسكري هو حالة مرضية تحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، كما يعتبر الجسم مريضا عندما يعجز عن استخدام الأنسولين وامتصاصه.
والأنسولين هو المادة التي تنظيم نسبة السكر في جسم الإنسان أصلا.
وهناك نوعان من السكري، الأول لايستطيع فيه البنكرياس إنتاج الكميات الكافية والضرورية من الأنسولين، وفي هذه الحالة يتوجب الحصول على جرعات من الأنسولين يوميا.
أما النوع الثاني، فيحدث رغم إفراز الجسم للأنسولين ولكن يعجز الجسم عن الاستفادة من الأنسولين.
ومعظم حالات السكري هي من النوع الثاني، وهذا يحدث غالبا جراء فرط الوزن وقلة النشاط البدني.
ومن أعراض السكري، فرط التبول، والشعور المستمر بالعطش، والإحساس المتواصل بالجوع، وفقدان الوزن، الشعور المتواصل بالتعب، وضعف طارئ في البصر.
وإلى أن يتم العثور على علاج، فإن على الكثيرين التعايش مع المرض، فنسبة الإصابة في السعودية تجاوزت 25% أي ربع السكان. والوضع ليس أحسن حالا في الإمارات والبحرين والكويت وسلطنة عمان.
والدراسات تشير إلى انتشار النوع الثاني من السكري بشكل كبير وهو النوع الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بأسلوب الحياة.
وعن ذلك يقول الدكتور بسام بن عباس، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر بمستشفى الملك فيصل التخصصي: "في مجتمعاتنا هناك انتشار واسع للسكري خاصة النوع الثاني لسببين أساسيين عدم ممارسة الرياضة والعادات الغذائية السيئة، ولكن هذا لا يعني أن أسلوب الحياة الخاطئ هو السبب الوحيد وراء الإصابة بالسكري، فهناك الأمراض العضوية التي تصيب البنكرياس والتي تعتبر السبب الأساسي وراء الإصابة بالسكري من النوع الأول، وهناك بالطبع العامل الوراثي والذي يعتبر من الأسباب الأساسية في انتشار السكري في الخليج العربي خاصة في ظل شيوع الزواج من الأقارب".
وحول وجود طرق يمكن عن طريقها التخلص من الجينات المريضة، يقول ابن عباس: "قد يكون هذا في الأمراض المسبب لها جين واحد أو خلل جيني واحد على كروموزوم واحد ولكن الجينات المسببة للسكري غير واضحة فلا نستطيع تمييز الجين الملتهب".
وحول صحة المقولة التي تؤكد أن السكري من النوع الأول لامجال للوقاية منه ولكن الأمر مختلف بالنسبة للنوع الثاني، يوضح أنه "إذا كنا نتكلم عن النوع الثاني فطبعا الوقاية تلعب دورا هاما جدا في الحد من انتشار المرض فالشخص القابل للمرض عليه أن يهتم بطعامه أكثر وأن يمارس الرياضة بشكل أكبر".
إذا لا خيار أمام مريض السكري إلا اتباع أسلوب حياة خاص وصحي، وهو أمر يصعب على الكبار، فما بالك بالصغار.
منصور يعيش في دبي فقد ابتلي بالسكري ولما يبلغ عامه الأول بعد، وهو الآن في الثالثة عشرة من عمره، وله اهتماماته كغيره من الأطفال ولكن عليه أن يحرص أكثر من غيره على أسلوب حياته، فهو مريض بالسكري منذ أن كان عمره تسعة أشهر فقط.
وعن تجربته مع المرض قال"في السابق كنت اخذ الأنسولين وكانت موجعة والآن أصبحت أستخدم المضخة وهي سهلة الاستخدام ومريحة، ولكن عيبها الوحيد أنها غالية لكني استطعت الحصول عليها".
وتقول طبيبته الدكتورة أسماء الديب: "السكري للأسف ليس له سن معين، هناك مصابون من حديثي الولادة وحتى 18 عاما ولكن من الملاحظ أن نسبة ظهور المرض تكون عند سن البلوغ أكبر".
وعالميا هناك نحو 500 ألف طفل دون سن الخامسة عشر مصاب بالسكري ويوميا هناك 200 إصابة جديدة، وليس من السهل على الوالدين معرفة أعراض أو بعض علامات المرض عند الطفل الرضيع لأنها لا تكون واضحة جدا حتى تصبح الأعراض أكثر خطورة، كالعطش المستمر، وتبليل الفراش ليلا، وجفاف الجلد أو الفم، وبطء التئام الجروح، وهي علامات يتشارك فيها الصغار مع الكبار، وتكمن المشكلة عند الأطفال في صعوبة التزامهم بالعلاج.
وتقول الديب إن "علاج الأطفال أكثر صعوبة من الكبار لاختلاف طبيعة حياة الطفل، والسبب الأول أن الأطفال يقضون فترة طويلة من وقتهم في المدرسة التي فيها نشاطات وأكل وبالتالي يصعب إلزامهم بالتعليمات التي يجب عليهم اتباعها".
وينصح الأطباء الأهالي بتعلم كيفية فحص مستويات السكر في دم الطفل في المنزل، ومن المهم جدا أن يتعلم الأطفال كيفية التعرف على علامات وأعراض نقص السكر في الدم، وأخطار المدرسة أو الحضانة التي يرتادها الطفل بمرضه.
وينصح بتعليم الطفل كيفية حقن نفسه ابتداء من سن التاسعة ليستطيع الاعتماد على نفسه.
وأخيرا على الأهالي تثقيف أنفسهم وأطفالهم عن السكري فهو مرض مزمن وعليهم التعايش معه.